تحية تقدير وإعزاز للعالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، على تدشين مبادرة «عودة الكتاتيب» والتي تأتي ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، فالكتاتيب المصرية كان لها دور ريادي في تنشئة أجيال عظيمة على قيم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام السمحة وخرج من الكتاتيب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فتركوا بصمات لا تمحى وخلد التاريخ أسماءهم.
نعم يا معالي الوزير صدقت فعودة الكتاتيب للقرى والنجوع خطوة مهمة لإحياء روح أصيلة في تاريخ مصر، فالكتاتيب تبني الشخصية على أسس راسخة من الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعاني الدين، والانتماء الصادق للوطن، وهي بالفعل مصابيح تنير طريق أبنائنا في مواجهة الفكر المتطرف والتحديات الفكرية.
في مصر اختفت الكتاتيب وحل محلها «الحضانات» التي بالكاد تعلم الأطفال الحروف والأرقام، ويعتبرها الغالبية العظمى من السيدات العاملات أماكن ترفيهية يضعن بها أطفالهن حتى يعدن من العمل، أما الكتاتيب فكانت مؤسّسات تعليمية ومنارات تخرَّج في جنباتها آلافًا حفظوا القرآن الكريم، وتعلَّموا قواعد القراءة والكتابة، وتربَّوا على المبادئ والأخلاق الحميدة، ثم أصبحوا بعد ذلك قادة، ومنابر، وأصحاب فكر في المجتمع، يُشار إليهم بالبنان في قراءة القرآن بجميع رواياته، وفي مجالات العلوم المختلفة.
وكانت الكتاتيب المصرية دائماً مصنع العظماء من رجال الدين والأدب والشعر وكبار المفكرين والعلماء، لذا اعتمد محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة على خريجي الكتاتيب في تأسيس المعاهد الأزهرية وحقق من خلالهم نهضة تعليمية شاملة، ومن أبرز خريجي الكتاتيب المصرية المفكر والمترجم رفاعة الطهطاوي والأديب طه حسين.
ويشهد التاريخ أن الفضل يرجع للكتاتيب المصرية في الحفاظ على اللغة العربية في مصر إبان فترة الاحتلال البريطاني (1882- 1954)، فكانت الكتاتيب حافظة لهوية مصر العربية وسبباً لاعتزاز المصريين بعدم تأثر لغتهم العربية بلغة المحتل الأجنبي.
نعم يا معالي وزير الأوقاف ما أحوجنا اليوم إلى كتاتيب الأمس ولكن بتكنولوجيا اليوم، كتاتيب عصرية تتولى تحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية وتغرس الوعي والانتماء في نفوس أبنائنا، وهو الغرس الأهم الآن في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن، فعلينا جميعًا أن نعي ما يدور وما يحاك من مخططات، فالوعي هو السبيل الأهم للحفاظ على الوطن، وبالوعي نعزز الترابط والتماسك، ونوحد الصفوف والجهود فنصبح جبهة داخلية قوية تذود عن الوطن وتدعم جيشنا العظيم.
وفقكم الله لخدمة وطننا العزيز .. وحفظ الله مصر من كل سوء
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هوامش خالد إدريس عودة الكتاتيب التاريخ أسماءهم
إقرأ أيضاً:
النصر والسلام.. الجمل يوجه التحية للدبلوماسية المصرية والقوات المسلحة
شاركت النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، في احتفالية الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بمناسبة الذكرى 52 لانتصارات أكتوبر المجيدة.
وحرص ممثلو مجلس إدارة النقابة العامة، وممثلي العاملين في شركات قطاع التشييد والبناء على المشاركة في الاحتفالية، التي شهدت حضور ممثلين عن الحكومة، وجميع النقابات العمالية، فضلا عن ممثلي عدد من الاتحادات العمالية في عدد من الدول العربية.
وفي كلمته وجه عبد المنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، التهنئة باسم عمال مصر بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات السادس من أكتوبر 1973، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وقادة وضباط وجنود القوات المسلحة المصرية الباسلة، الذين قدموا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل استرداد الأرض وصون الكرامة.
وقال الجمل: في هذا اليوم يجمع بين نصرين خالدين، نصر أكتوبر المجيد بالأمس، ونصر الدبلوماسية والسلام اليوم، حيث تُعقد بمدينة شرم الشيخ قمة دولية للسلام برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، من أجل إنهاء الحرب في غزة وفتح صفحة جديدة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار عبد المنعم الجمل، إلى أن التاريخ يؤكد مجددًا أن مصر كانت وستظل مصنع النصر والسلام معًا، قادرة على الدفاع عن العدل وصناعة الأمل في آنٍ واحد.
وقال عبد المنعم الجمل: لقد كان العمال المصريون شركاء في هذا النصر العظيم، فهم الذين سهروا في مصانع السلاح، وأنتجوا في صمت ما احتاجه الجيش في لحظات العبور، وحولوا عرقهم إلى ذخيرة ونصر، فكان العامل جنديا بزي مدني يقاتل في ميدان الإنتاج كما يقاتل الجندي على الجبهة.
وأشار إلى أن جيش مصر العظيم، يواصل دوره المجيد في حماية الأمن القومي، والمشاركة في جهود التنمية والبناء في كل ربوع الوطن، قائلا: قواتنا المسلحة ليست فقط حامية الحدود، بل أيضا شريكة في معركة التنمية التي يقودها الرئيس السيسي لبناء الجمهورية الجديدة.
وأعلن الجمل، أن مجلس إدارة اتحاد نقابات عمال مصر، ونقاباته العامة ولجانه النقابية ومؤسساته التابعة في كل المواقع، يؤكد دعمه الكامل للدولة المصرية وقيادتها السياسية في كل المواقف الوطنية، مستلهمين من روح أكتوبر إرادة التحدي والعطاء، ومؤمنين بأن وحدة الصف بين الشعب وجيشه هي سر القوة ومصدر الاستقرار.
وتابع: وليس غريبا أن تتكرر في كل عام احتفالات نصر أكتوبر بمقر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بالتعاون مع قيادات قوات الدفاع الشعبي والعسكري، والتي أصبحت تقاليد وطنية أصيلة نعتز بها جميعا، لما تمثله من قيمة رمزية ومعنوية عظيمة تعمق الانتماء، وتعيد إلى النفوس روح العزة والفخر، وتؤكد على التواصل الدائم بين العمال والقوات المسلحة في مسيرة الوطن.
ووجه الجمل التحية والإجلال إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم تراب الوطن، وإلى أسرهم الكريمة التي قد مت للوطن أغلى ما تملك، قائلا: تحية تقدير لجيشنا العظيم، ولقيادتنا الرشيدة، ولعمال مصر الأوفياء الذين يواصلون العمل من أجل أن تظل راية الوطن عالية خفاقة، عاشت مصر آمنة أبية، قوية بجيشها، معتزة بعمالها، ماضية بقيادتها نحو مستقبل يليق بتاريخها المجيد، تستلهم من بطولات الماضي عزيمة الحاضر، وتصنع بإرادة أبنائها صفحة جديدة من البناء والعزة والكرامة، تحت راية الوطن وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث يلتقي العمل والإخلاص مع الإيمان والبطولة في ملحمة متجددة اسمها مصر.
وشهد حفل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، عدد من الفقرات الفنية احتفالا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.