أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة مدير عام بلدية رأس الخيمة لـ«الاتحاد»: تقنيات حديثة لدعم استراتيجيات التكيف مع المناخ الصين: بكين وواشنطن قادرتان على تحقيق أمور عظيمة بتعاونهما

تُعاني غالبية الدول الأفريقية من تفاقم تداعيات التغير المناخي بشكل ملحوظ ومتنام، لا سيما مع تعدد موجات الحر القاتلة والأمطار الغزيرة والفيضانات والجفاف التي تضرب القارة السمراء لفترات طويلة، ما يجعلها تتكبد خسائر اقتصادية فادحة.


وكان الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، قد كشف في وقت سابق عن أن تداعيات الاحتباس الحراري العالمي تكلف الدول الأفريقية نحو 5% من ناتجها الاقتصادي، كما أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن القارة تتكبد بشكل متزايد خسائر فادحة مع اضطرار العديد من الدول إلى إنفاق نحو 9% من موازناتها لمكافحة التغيرات المناخية المتطرفة.
وشدد مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي، على خطورة التغيرات المناخية المتطرفة التي تضرب القارة الأفريقية في الوقت الراهن، لا سيما مع تفاقم تداعياتها التي تطال جميع جوانب حياة ملايين الأفارقة.
وذكر الخبير الأممي في تصريح لـ«الاتحاد» أن موجات الحر والجفاف والأمطار الغزيرة والفيضانات التي تضرب الدول الأفريقية بين الحين والآخر يترتب عليها خسائر اقتصادية فادحة تتكبدها الموازنات العامة لهذه الدول التي تخسر حالياً ما بين 2% و5% في المتوسط من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب التقديرات الأممية والدولية.
وقال طنطاوي: إن «أفريقيا تساهم بأقل قدر في ظاهرة الاحتباس الحراري باعتبارها الأقل تلوثاً مقارنة بالدول الصناعية، ورغم ذلك تتحمل العبء الأكبر من تداعيات التغيرات المناخية، ما يجعل المجتمع الدولي مُطالباً بتحمل مسؤولياته تجاه دعم الدول الأفريقية لمواجهة آثار التغير المناخي والتكيف معها، وقد شكل هذا الأمر إحدى أبرز توصيات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28».
وأشار مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة إلى أن «مؤتمر COP28 وضع حلولاً مبتكرة وتفاهمات جديدة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية والحد من تأثيراتها في الدول النامية والفقيرة، وبالأخص في أفريقيا، التي تُعاني من أزمة نقص التمويل»، مشدداً على ضرورة تنفيذ مقررات وتوصيات المؤتمر الرامية لتعزيز قدرات وإمكانيات الدول الأفريقية بشكل يجعلها قادرة على مواجهة آثار التغير المناخي والتكيف معها.
وأوضح الخبير البيئي، رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة، أن القارة الأفريقية من أكثر أقاليم ومناطق العالم تأثراً بالتغير المناخي، إذ تضم 17 من أصل 20 دولة الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، وشهدت القارة خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الصدمات المناخية الحادة، ما أدى إلى نزوح ملايين السكان، وتدمير البنية التحتية، وإتلاف المحاصيل الزراعية.
وذكر الخبير البيئي لـ«الاتحاد» أن الموارد الاقتصادية في الدول الأفريقية تتأثر كثيراً بتداعيات التغير المناخي التي تصاحبها خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح، ما يجعل فاتورتها الاقتصادية باهظة جداً.
وشدد شعلة على ضرورة مساندة ودعم الدول الأفريقية لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتخفيف من آثارها، وهو ما أوصت به جميع مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي تغير المناخ التغيرات المناخية أزمة المناخ الدول الأفريقية أفريقيا الاحتباس الحراري القارة الأفريقية التغیرات المناخیة الدول الأفریقیة تداعیات التغیر التغیر المناخی

إقرأ أيضاً:

كيف يتفاقم تغير المناخ ليصبح أحد أكبر تهديدات اقتصاد إسبانيا المرن

على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي بثبات، يحذر تقرير جديد من أن إسبانيا ضمن الدول الأوروبية الأكثر "عرضة" لـ**تغير المناخ**.

تُحث إسبانيا على تعزيز قدرتها على الصمود أمام المناخ والمضي قدما في جهود إزالة الكربون لحماية اقتصادها. تقرير جديد صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) خلص إلى أن الاقتصاد الإسباني صمد "على نحو ملحوظ" عقب تعافٍ بطيء من جائحة كوفيد-19. وقد سُجّل في السنوات الأخيرة نمو مستقر في الناتج المحلي الإجمالي، متجاوزا العديد من نظرائه الأوروبيين، ومدفوعا بعوامل عدة تشمل السياحة واستثمارات من صناديق التعافي والمرونة التابعة للاتحاد الأوروبي وزيادة الإنفاق الحكومي. غير أن الباحثين يحذرون من أن إسبانيا من بين الدول الأوروبية "الأكثر تعرضا" لتغير المناخ، مع تكبدها خسائر بشرية واقتصادية من بين الأشد في القارة؛ ويتوقع الخبراء أن الطقس المتطرف في إسبانيا أدى بالفعل إلى خسائر بقيمة 12,2 مليار يورو في 2025، وأنها سترتفع إلى 34,8 مليار يورو بحلول 2029.

تهديد لنمو إسبانيا

وجاء في التقرير: "إن ارتفاع درجات الحرارة وتكرار الجفاف الشديد والفيضانات وموجات الحر وحرائق الغابات يهدد على نحو متزايد نمو البلاد ومستقبلها وبيئتها وصحتها العامة". وأضاف: "إن تعزيز القدرة على الصمود سيستلزم استثمارات تكيّف موجهة وبنى تحتية قوية". ورغم التقدم في الحد من مخاطر الكوارث والتكيّف مع تغير المناخ، فإن الخسائر الاقتصادية والبشرية الناجمة عن الكوارث آخذة في الارتفاع مع تزايد حدة هذه الظواهر وتواترها.

كيف يضر تغير المناخ باقتصاد إسبانيا؟

يصف التقرير الفيضانات بأنها من أكثر "الأخطار الطبيعية تدميرا" في إسبانيا، وقد زادتها خطورةً عمليةُ urbanization لمناطق عالية المخاطر. ففي الشهر الماضي، أغرقت أمطار غزيرة الطرق وتسببت في تقطّع السبل بالسياح بينما عصفت العاصفة أليس بأجزاء من الساحل المتوسطي؛ فقد ضربت السيول المفاجئة كتالونيا وحولت الشوارع بسرعة إلى أنهار من الطين، فيما أُوقفت مؤقتا خدمات القطارات بين برشلونة وفالنسيا. وفي إيبيزا، أُلغيت عشرات الرحلات ونُشرت فرق الطوارئ لإنقاذ عدد من الأشخاص العالقين داخل مركبات على الجزيرة. ومع ذلك، بدت تلك الأمطار المتطرفة أقل وطأة مقارنةً بـالسيول المفاجئة التي ضربت فالنسيا العام الماضي، والتي أودت بحياة 229 شخصا. وقد أفرغت ظاهرة دانا (منخفض معزول في المستويات العليا) أمطارا غزيرة حطمت أرقاما تاريخية: أكثر من 770 لترا لكل متر مربع في 24 ساعة في توريس، وفيضان الأنهار في رامبلا ديل بويو. ويؤكد الخبراء أنه لا شك في أن مثل هذه الزخات الانفجارية "تتزايد" بفعل تغير المناخ، حتى لو تعذر تحديد سبب دقيق لكل حالة.

موجات الحر ومخاطر الصحة

إن زيادة مدة وتكرار موجات الحر ترفع أيضا المخاطر الصحية وتقلّص الإنتاجية في المدن الكبرى، ما يستدعي، بحسب تقرير OECD، "مزيدا من إدماج التكيّف مع الحرارة في التخطيط الحضري وأكواد البناء". وكان صيف 2025 في إسبانيا الأكثر حرارة على الإطلاق، بمتوسط درجات حرارة بلغ 24,2 درجة بين واحد يونيو و31 أغسطس، فيما سُجلت أعلى درجة يومية بلغت 45,8 درجة في خيريز دي لا فرونتيرا، بجنوب إسبانيا، في 17 أغسطس خلال موجة حر. وقد خلقت هذه الحرارة اللاهبة، إلى جانب الرياح القوية، الظروف المثالية لامتداد حرائق الغابات بسرعة في مختلف أنحاء البلاد؛ فمنذ بداية 2025، احترق أكثر من 380.000 هكتار من الأراضي، أي ما يقارب خمسة أضعاف المتوسط السنوي، وحصدت الحرائق أرواح ثمانية أشخاص على الأقل. ويحذر العلماء من أن الظروف الحارة والجافة والعاصفة التي غذّت هذه الحرائق أصبحت الآن أكثر تكرارا بنحو 40 مرة وأكثر شدة بنحو 30 في المئة مقارنةً بما كانت ستكون عليه في عالم بلا تغير مناخي. وقالت الدكتورة كلير بارنز، الباحثة في مركز سياسات البيئة بـ"إمبيريال كوليدج لندن": "مع كل جزء من درجة إضافية من الاحترار، ستستمر موجات الحر الطويلة الشديدة في الاشتداد، بما يزيد احتمالات حرائق هائلة كالتي أتت على مساحات شاسعة من شبه الجزيرة الإيبيرية".

حملة إسبانيا للطاقة المتجددة

وعلى الرغم من الأحداث الجوية المتطرفة المدمرة، وسّعت إسبانيا قدراتها في الكهرباء المتجددة بشكل ملحوظ، حيث باتت الطاقة الشمسية والرياح تزود الآن أكثر من نصف إنتاجها السنوي. وبينما يعني ذلك أن البلاد على المسار لتحقيق أهداف إزالة الكربون، تحذر OECD من أن الطلب على الكهرباء مرشح للارتفاع بأكثر من 40 في المئة بحلول 2030. ويعزز هذا النمو الحاجة إلى مواصلة توسيع الاستثمارات في بنية الشبكة والربط البيني والتخزين، مع تنفيذ تدابير للتعامل مع التقليص القسري للإنتاج والازدحام على الشبكة. كما تكافح إسبانيا لخفض الانبعاثات المرتبطة بقطاع النقل، والتي تمثل نحو ثلث بصمتها الإجمالية؛ إذ إن ارتفاع ملكية المركبات وضعف الحوافز السعرية للتحول إلى بدائل أنظف قد "قوّضا جزئيا مكاسب الكفاءة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • شريف الجبلي: تعزيز الحضور الاقتصادي المصري في أفريقيا ضرورة استراتيجية
  • لمواجهة التغيرات المناخية.. الزراعة تنظم ورشة عمل بالتعاون مع منظمة سيكا
  • المشاط تجتمع بـ7 سفراء أفارقة لتعزيز التكامل الاقتصادي في مؤتمر «أفريقيا التي نريدها»
  • جفاف كبير لاحتياطيات المياه في أوروبا بسبب التغير المناخي
  • محافظ القاهرة يشهد فعاليات ملتقى التغيرات المناخية بالمعهد العالي للفنون التطبيقية
  • محافظ القاهرة يشهد افتتاح ملتقى التغيرات المناخية ويؤكد: أزمة كبرى في العالم كله
  • محافظ القاهرة: التغيرات المناخية أزمة كبرى في العالم كله
  • التغير المناخي يفاقم أزمة النبيذ في فرنسا.. فهل ينجح اقتلاع الكروم في إنقاذ القطاع؟
  • كيف تقوض لغة الأمم المتحدة بشأن مخاطر تغير المناخ ثقة الجمهور بالعلم؟
  • كيف يتفاقم تغير المناخ ليصبح أحد أكبر تهديدات اقتصاد إسبانيا المرن