في السابع والعشرين من شهر سبتمبر استشهد القائد الأسمى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بعدما قصف العدو “الإسرائيلي” مقره. لقد شكل هذا الحدث مقدمة لشن “إسرائيل” حملة برية ضد الحزب بغية تحقيق هدفها بالقضاء عليه وفرض تسوية على لبنان شبيهة بتلك التي حاولت فرضها قبل 42 عامًا عبر اتفاقية 17 أيار التي أُلغيت في آذار 1984.


ولقد بدا جلياً أن أحد الأهداف الاستراتيجية لـ”إسرائيل” بعد عملية “طوفان الأقصى” كان توجيه ضربة إلى حزب الله، تحدث تحولاً استراتيجيا في مجمل توازنات المنطقة. وبعد أكثر من عام على اندلاع عملية “طوفان الأقصى” صدرت معلومات مؤكدة من الجانب “الإسرائيلي” تفيد بأن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو كان قد تلقى مسبقًا معلومات، تفيد بنية حركة حماس شن عملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب فلسطين المحتلة.
هنا، فلنعد إلى تاريخ استشهاد السيد نصر الله، والذي أعلن رسميًا في الثامن والعشرين من أيلول 2024، والذي صادف الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة جمال عبد الناصر. وعند المراجعة المتمعنة للأحداث نجد أن هذا ليس وجه الشبه الوحيد بين الزعيمين اللذين شكلا رمز النضال ضد “إسرائيل” على مدى أكثر من جيلين امتدا من العام 1948 وحتى يومنا هذا.
لقد شكل الوجه الأول للشبه بين الزعيمين تحقيق الراحل عبد الناصر انتصاراً كبيرا على قوى الاستعمار و”إسرائيل” في العام 1956، وتحقيق السيد نصر الله انتصاراً عظيماً على “إسرائيل” وداعميها الغربيين في العام 2006. نصر عبد الناصر جعله يخرج كزعيم للأمة العربية، ليصبح أسيرًا لهذه الصورة، فيما شكل نصر العام 2006 مقدمة لتحول السيد نصر الله إلى زعيم لقوى محور المقاومة في العالمين العربي والإسلامي ليصبح بعدها أسيرًا لهذه الصورة.
بنتيجة ما حصل في العام 1956، فإن خصوم عبد الناصر وجهوا له ضربة في سورية تمثلت بالانفصال في العام 1961، ليليها اضطراره لخوض حرب اليمن بغية الرد على محاصرته من الجنوب، بينما سعى أعداء المقاومة وعلى رأسها السيد حسن نصر الله إلى تفجير سورية حتى يحاصروا المقاومة من جهة الشرق ويكسروا ظهرها. وإن كانت حرب اليمن قد كشفت ظهر عبد الناصر، فإن حرب سورية، والتي كان خوضها ضرورياً، أيضاً ساهمت في كشف ظهر المقاومة بشكل كبير، وهذا يفسر لماذا مرت معظم اغتيالات قيادات حزب الله عبر سورية.
أما وجه الشبه الأخير بين الزعيمين، فقد كان اضطرارهما لخوض معارك من دون أن يكون خوضها من ضمن حساباتهما. لقد كان على عبد الناصر في العام 1967 أن يهب لنجدة “البعث” في سورية الذي كان قد دخل في تصعيد مع العدو “الإسرائيلي” وفرض معركة من خارج الجدول الذي كان قد حدده عبدالناصر، وهو الأمر نفسه الذي حصل مع السيد نصر الله الذي وقف إلى جانب غزة في معركة إسناد لم يختر هو توقيتها ولم يحسب هو ظروفها.
وإن كان دخول عبد الناصر حرب العام 1967 قد أدى إلى النكسة التي قدر لنا أن نعاني من آثارها لخمسة عقود، فإن سقوط النظام السوري الداعم للمقاومة بعد أكثر من سنة على عملية “طوفان الأقصى” يعتبر نكسة بحد ذاته. لكن كما رفض عبد الناصر الاستسلام وخاض حرب الاستنزاف وأسس لحرب التحرير في العام 1973، فإن حزب الله بقيادة الشيخ نعيم قاسم اختار المضي في الطريق التي خطها السيد نصر الله في التمسك بنهج المقاومة، وهو ما سيؤسس لنصر وتحرير جديد في المستقبل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

التقديم للدراسات العليا في العراق ينطلق غدًا لشغل أكثر من 21 ألف مقعد

مايو 14, 2025آخر تحديث: مايو 14, 2025

المستقلة/- ينطلق غدًا الخميس التقديم الإلكتروني على الدراسات العليا للعام الدراسي 2025-2026 في العراق، حيث سيتمكن الطلاب من التقديم لشغل أكثر من 21 ألف مقعد دراسي ضمن برامج الدبلوم العالي، الماجستير، والدكتوراه في الجامعات الحكومية.

وفي تصريح لـ صحيفة “الصباح” تابعته المستقلة، أكد الناطق باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حيدر العبودي أن الوزارة حددت يوم غد الخميس موعدًا لبدء التقديم، مشيرًا إلى أن عملية التدقيق الإلكتروني للبيانات ستستمر حتى الثاني والعشرين من حزيران المقبل. كما أوضح أن الاختبار التنافسي سيُجرى في الثلاثين من الشهر ذاته، وسيعقبه إجراء المقابلات للمتقدمين في الفترة ما بين 29 حزيران إلى الأول من تموز، ليتم بعدها إعلان نتائج الاختبار في الثاني من تموز.

وأبرز العبودي أن من بين التغييرات المهمة هذا العام هو اعتماد أسئلة الاختبار التنافسي بنظام الاختيارات المتعددة (MCQ) لأول مرة، حيث حصلت الجامعات على تخويل تطبيق هذا النظام.

وفيما يخص النتائج، أضاف العبودي أنه سيتم الإعلان الأولي عن نتائج القبول في الدراسات العليا في العاشر من تموز المقبل عبر المواقع الإلكترونية للكليات والجامعات، على أن تُفتح فترة الاعتراضات بين الثالث والخامس عشر من الشهر نفسه. وسيتم إعلان نتائج الاعتراضات في 20 تموز، في حين سيكون الرابع عشر من تموز هو الموعد النهائي لإعلان نتائج القبول النهائي، لتتم بعدها إصدار الأوامر الإدارية في 12 آب تمهيدًا لمباشرة الطلاب المقبولين في الأول من أيلول.

وأوضح العبودي أن عدد المقاعد المخصصة لهذا العام يصل إلى 21,020 مقعدًا، موزعة على كافة البرامج الدراسية: 1,644 مقعدًا للدبلوم العالي، 13,082 مقعدًا للماجستير، و6,294 مقعدًا للدكتوراه. كما تم استحداث 203 برامج دراسات عليا جديدة هذا العام، تشمل 7 برامج للدبلوم العالي، 131 برنامجًا للماجستير، و65 برنامجًا للدكتوراه. كما خصصت الوزارة 1,278 مقعدًا لهذه البرامج الجديدة، منها 656 مقعدًا للقبول العام و622 مقعدًا للقبول الخاص.

يُعد هذا التقديم فرصة هامة للطلاب الراغبين في استكمال دراستهم العليا، حيث توفر الوزارة عددًا كبيرًا من المقاعد في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية. ومع التعديلات التي أُدخلت هذا العام، يبقى التقديم لبرامج الدراسات العليا خطوة مهمة لتحقيق طموحات الطلاب الأكاديمية والمهنية في العراق.

مقالات مشابهة

  • النكبة مستمرة والضمير عالمي ميّت.. قراءة في مضامين خطاب السيد القائد
  • صورة من قريب لصنع الله إبراهيم
  • بعد فرح ابنتها.. أمل رزق تتصدر التريند
  • السيد القائد: شعبنا العزيز يقدم النموذج الملهم لكل الشعوب في كل العالم وهذا الموقف العظيم له أهميته عند الله (إنفوجرافيك)
  • حكومة ولاية شمال كردفان تنعي السفير والخبير الاستراتيجى عثمان السيد فضل السيد
  • يحدثونك أن لا حرب تنتهي بنصر عسكري!
  • تسجيل نادر يهز الأسطورة.. متى فاوض عبد الناصر إسرائيل في السر؟
  • حسام عاشور: مكالمة الخطيب تكفي.. وسأعود قريبًا للنادي الأهلي
  • عودة أكثر من 200 ألف سوداني من مصر طوعياً
  • التقديم للدراسات العليا في العراق ينطلق غدًا لشغل أكثر من 21 ألف مقعد