بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ كيف يتحول الرئيس فى بلد ما إلى لإجراء سياسى فى بلد آخر؟ ربما هربا من الاضطهاد، أو خوفا من التعرض للتعذيب، أو تحسبا للملاحقة السياسية من الخصوم؟ من الغريب أن تتوافر تلك الأسباب مجتمعة أو منفردة، حيث أن طالب اللجوء هو الرجل صاحب السلطة وصاحب أعلى سلطة فى بلده أصلا، وهو القائم على التعذيب وعلى اضطهاد الناس وعلى سلب أموالهم أيضا!.
إنما أريد باللجوء السياسى للرئيس المخلوع توظيفه أفضل من غيره من الأوضاع المتاحة أمام رئيس مخلوع وهارب. وأفضل ما قد يقدم اللجوء السياسى من مزية هو ربما التمتع بحماية القانون ضد المطالبة الوطنية بتسليمه الى سلطات بلده ليواجه التحقيقات والحسابات الوطنية. وبعد ذلك، يبقى اللجوء السياسى لرئيس مخلوع هارب بثروات كبيرة من الأموال السائلة والعقارات -وغير ذلك من صور الثروات- مكسبا للبلد المضيف الذى سينتفع بالثروات التى هبطت عليه من السماء.
بهذا الكم المحترم من المال المتدفق الحاضر فى شرايين اقتصاد حرب طويلة منهكة قد تتاح فرص عمل جديدة لأيد عاملة وطنية ، وقد يتيسر بناء المزيد من المصانع الصغيرة قى طول البلاد وعرضها الرانى الى المزيد من الاستثمارات المباشرة ، ولا سيما اذا كانت استثمارات قد لا تستطيع الخروج وقد لا تجد لها مهربا جديدا . بل ، من المتوقع أن تتجه تلك الثروات الهاربة مع الرئيس المخلوع الى التوطين بالحصول على الجنسية والاستقرار وبناء حباة جديدة فى بلد متقدم ومترام الأطراف ولا ينقص المقيمين فيه شىء من رفاهية أو من أساسيات الحياة الحديثة بصفة عامة . لقد جاءت اذا خطوة اللجوء السياسى محسوبة دقيقة -من جانبى التعامل- ولم تقع محض تفكير لحظى أو فى لحظة اضطراب وعجلة.
بل تم ترتيب كل شىء للحظة الرحيل التى سبقها مغادرة العائلة الى بلد اللجوء السياسى لتبقى فى أمان ريثما يلحق بها كبيرها الهارب من شعبه ومن الحقيقة ومن مسؤولياته – تجاه بلده وشعبه – التى ألقى بها الى الشارع . وبذلك ينضم الرئيس المخلوع الهارب الى قائمة الهاربين – من الجواسيس ومجرمى الحروب وغيرهم – لينعم بحياة سعيدة هو وأسرته ولو لفترة وجيزة . فربما تغيرت الأيام وجاءت – من جانب الهارب ذاته أو من جانب آخر من الجوانب – بما يجعل من الهارب ضيفا ثقيلا يتعين عليه الرحيل الى بلد آخر أو يلزم تسليمه إلى بلده الأم التى سلب أموالها وهرب بها تاركا خزائن الدولة خاوية على على عروشها . وهكذا ، كسبت روسيا فى كل مراحل التعامل من البداية الى هذه اللحظة .
أما ما قد يبدو من الخروج العسكرى من القاعدتين العسكريتين الروسيتين فله من الظروف ما يبرره بالتأكيد فى إطار الأحوال الجديدة، وهو الأمر الذى ستجليه الأيام بوضوح قريبا ، خاصة وأنه ليس بخروج من المنطقة .
دانيال حنفى
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: بشار الاسد فى بلد
إقرأ أيضاً:
الحكومة تعلن الاستعداد لـ كل السيناريوهات المحتملة للحرب الإيرانية الإسرائيلية
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، مع أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية، وهم كل من الدكتور على الدين هلال، والدكتور عبدالمنعم سعيد، والدكتور محمد كمال، والدكتور جمال عبد الجواد، بالإضافة إلى الدكتور محمد السعيد إدريس، المتخصص فى الشأن الإيرانى، الذى تمت دعوته لاجتماع اليوم.
وفي مستهل الاجتماع، أشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أن الأحداث في المنطقة تتغير ليس فقط كل يوم، بل كل ساعة، مضيفا: نحن كحكومة نعمل على وضع سيناريوهات لمختلف التداعيات المُحتملة لهذه الأحداث.
وتابع الدكتور مصطفي مدبولي قائلاً: أحرص على الاستماع إلى قراءاتكم وتحليلاتكم للأحداث، والتداعيات والتأثيرات المتوقعة لها، ورؤاكم المختلفة للتحركات في الفترة المقبلة.
وخلال الاجتماع، استعرض أعضاء اللجنة رؤيتهم لمسار الاحداث الجارية وتوقعاتهم المستقبلية لها، وكذا دلالات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الإسرائيلية والتداعيات والتأثيرات المحتملة على مصر.
وقدم أعضاء اللجنة أيضاً، تحليلاتهم للأوضاع الداخلية لكل من المجتمع الإسرائيلي والإيراني في ضوء الصراع القائم، فضلاً عن التوقعات المختلفة لقدرة كل منهما على الصمود في ظل هذا الصراع.
كما استعرض اعضاء اللجنة التغيرات الهيكلية التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط و الافكار والمشاريع المرتبطة بها، والتأثيرات على موازين القوى بالمنطقة.
كما تمت مناقشة السيناريوهات المتعلقة بالتطورات العسكرية الاخيرة فى الحرب وفى الموقف الامريكى وتداعياتها المستقبلية، وتأثير كل ذلك على مستقبل المنطقة.
وناقش الاجتماع التطورات المتوقعة فى حالة التصعيد او التهدئة، أو استمرار حالة الاستنزاف المتبادل.
واكد أعضاء اللجنة أن سيولة الأوضاع الحالية فى الأزمة تتطلب الاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة، ودراسة تأثيرها على مصر، وخاصة فى حالة امتداد الازمة زمنيا او فتح جبهات جديدة.
وأشار أعضاء اللجنة الى اهمية التأكيد على الثوابت المصرية التى تبلورت منذ بداية الازمة، والاستمرار في التحركات الدبلوماسية القوية التى تستهدف العودة إلى المسار الدبلوماسي، والتحذير المستمر من توسيع دائرة هذا الصراع.
وأكد أعضاء اللجنة أهمية وضرورة التواصل المستمر مع القوي السياسية المصرية، وشرح معطيات المرحلة الحالية، والتحديات التي تُحيط بالمنطقة، وتداعيات الأحداث الأخيرة.