جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-18@22:43:17 GMT

وعود ترامب ومخططاته

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

وعود ترامب ومخططاته

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يترقَّبُ العالم عامة والوطن العربي خاصة، العُهدة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي كان شخصية جدلية في عُهدته الأولى إلى حد كبير، فمنهم من رأى فيه شخصية أمريكية صدامية وصريحة إلى حد التجريح أحيانًا، لا تعرف المجاملات في تعاملها مع الأصدقاء أو الخصوم، ومنهم من رأى فيه شخصية أمريكية استعراضية مُتغطرسة تحمل كل جينات الأمريكي المتعالي، المفتون بتاريخ بلده "العضلي" إلى حد الإدمان.

من تابع ترامب في عهدته الأولى وتصريحاته اليوم قبل تسلمه عُهدته الرئاسية الثانية في يناير المقبل، يشعر أن هناك تحولًا ما في عقلية الرجل، من تفكير فردي إلى تفكير مؤسسي، مبني على مزيج من تجربة في السلطة، ومن تجربة مراقب خارج السلطة.

قانون الانتخابات الأمريكي، لا يُحاسب المُرشَّح على وعوده للناخبين، على اعتبار أن الوعود جزء من أدوات وضرورات التسويق للمرشح لبلوغ المنصب، وبالتالي لا يُعوَّل كثيرًا على وعود المترشحين في تقييم سياساتهم القادمة، وللرئيس ترامب وعود كثيرة وعد بتحقيقها في عُهدته الرئاسية القادمة.

ما يدعم الرئيس ترامب اليوم لتحقيق وعوده، هي الواقعية، هذه الواقعية التي ستُرمِّم وتجبُر ضرر أمريكا كقوة كبرى من نكبات عهدة سلفه جو بايدن والتي اتسمت بالكثير من المواقف والسياسات غير المحسوبة، والتي بالنتيجة وسَّعت من دائرة العداء العالمي لأمريكا وهددت مصالحها الحيوية وعرضتها للخطر.

لقد توجَّه الناخب الأمريكي نحو ترامب على حساب المرشحة كاميلا هاريس، لاعتبارات عدة؛ أهمها: خبرة ترامب في الحكم، وكونه رجل مال وأعمال، والعقلية الأمريكية بطبعها عقلية نفع ومال، خاصة وأن ترامب أتى في زمن أزمات مالية وأخلاقية تعيشها أمريكا الداخل، ناهيك عن سياسات خارجية كلفت أمريكا مكانتها وتأثيرها في العالم، ودفعت العالم إلى تكتلات جغرافية لا تهدد مصالح أمريكا فحسب بل وجودها كذلك.

من جملة وعود ترامب وأهمها، رفع الحظر الأمريكي المفروض على كل من روسيا وإيران؛ فرفعُ هذا الحظر في تقديرات ترامب يعني عودة التداول بالدولار الأمريكي عالميًا وعودة الثقة إليه، وتجنب استخدامه كسلاح مستقبلًا في معاقبة خصوم أمريكا، خاصة وأن أسلوب الحصار الأمريكي وحين مس الكبار كروسيا ومن قبلها نماذج حول العالم، قد دفع عددًا من البلدان إلى الالتفاف عليه عبر التبادل التجاري بالعملات المحلية ومقايضة السلع؛ بل وصل الأمر ببعض منتجي النفط في العالم إلى التلويح بالاستغناء عن سياسة "البترودولار"، وتسويق نفطهم بعملات أخرى مثل اليوان الصيني والروبل الروسي.

لم يتوقف الأمر عند هذا؛ بل تخطاه إلى تهديد بعض التكتلات الاقتصادية الصاعدة مثل مجموعة بريكس، بسك عملة نقدية خاصة بها، وبنك تنمية خاص بها، وهذا يعني إشهار العالم وتوجهه إلى فك التبعية تدريجيًا مع أمريكا وعملتها وأدوات هيمنتها لحكم العالم وفرض سياساتها.

تنتظرُ ترامب ملفات وقضايا ساخنة داخليًا وخارجيًا، بعضها أوجدته الظروف، وبعضها أوجدته لُوبيات السلاح والمال والنفط، لتُجبره على السير عليها خلال عهدته الرئاسية، ومن جملة هذه القضايا الساخنة، قضية الصراع المشتعل بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني، وكيف سيوازن ترامب بين مصالح أمريكا ويُغلِّبُها على مصالح الكيان في هذه المرحلة بالتحديد، خاصةً بعد أن أصبحت قضية فلسطين قضية على السطح الأمريكي وبداخل عقله ومؤشر رضا وسخط بالداخل الأمريكي والغربي عمومًا، علاوة على أن من يحملون هذه المشاعر والمواقف هم الذين سيحكمون أمريكا وعموم الغرب غدًا، ويقررون سياساتهم ومصيرهم وقواعد تعاملهم مع العالم.

قبل اللقاء.. تحقيق "الأهداف" غالبًا لا يعني أن جميع "النتائج" مضمونة!

وبالشكر تدوم النِعَم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي يستهدف غواصة تنقل مخدرات في البحر الكاريبي

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنّ الجيش الأميركي نفّذ ضربة على "غواصة تنقل مخدرات" في منطقة البحر الكاريبي.
وأشار إلى أنّ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عرض تقديم تنازلات كبيرة لتخفيف حدة التوترات بين البلدين.التوتر بين واشنطن وكراكاسوكان ترامب أعلن الأربعاء أنّه أعطى الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) للقيام بعمليات سرية ضد كراكاس وقال إنه يدرس توجيه ضربات تستهدف كارتيلات المخدرات على أراضي فنزويلا.
أخبار متعلقة مقتل 10 مدنيين وإصابة 12 في غارة باكستانية على أفغانستانترامب: بوتين يحاول كسب الوقت.. وأنا بارع في هذا النوع من الأموروأثارت تصريحاته غضب مادورو الذي ألقى خطابا ندد فيه بـ"انقلابات تنظمها "سي آي إيه" وأمر بإجراء تدريبات عسكرية.
وقال ترامب للمراسلين في البيت الأبيض ردا على سؤال بشأن ضربة جديدة في الكاريبي "هاجمنا غواصة، وكانت غواصة تحمل مخدرات، صُمّمت خصيصا لنقل كميات هائلة من المخدرات".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب يهدد بقصف فنزويلا - وكالاتحملة عسكرية أمريكية كبيرةوتأتي هذه العملية في خضم حملة عسكرية أمريكية كبيرة تشنّها الولايات المتحدة في منطقة الكاريبي، وتقول إنها جزء من عملية لمكافحة المخدرات.
وهذه سادس غارة من نوعها يعلن عنها منذ مطلع سبتمبر حين تصاعدت بشدّة حدّة التوتّرات بين واشنطن وكراكاس.
وقوبلت هذه الحملة بإدانة واسعة النطاق في أميركا اللاتينية في حين تتزايد المخاوف في كراكاس من أن ترامب يسعى إلى تغيير النظام.

مقالات مشابهة

  • تعنت صهيوني وتواطؤ أمريكي.. إغلاق معبر رفح ينسف وعود وقف إطلاق النار
  • نائب الرئيس الأمريكي يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة ترامب
  • إدارة ترامب تناقش عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية
  • مظاهرات حاشدة اليوم في كل أمريكا ضد ترامب
  • المبعوث الأمريكي: الهجوم على قطر دفع ترامب للتصرف بقوة مع إسرائيل
  • الجيش الأمريكي يستهدف غواصة تنقل مخدرات في البحر الكاريبي
  • بعد وقف الحرب على غزة.. هل تغيّر المزاج الأمريكي تجاه ترامب؟
  • بوتين يشكر ميلانيا ترامب لمساعيها في قضية الأطفال الأوكرانيين
  • عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: قمة شرم الشيخ قللت التوتر
  • لأول مرة منذ عقدين: جواز السفر الأمريكي يخرج من قائمة أقوى 10 جوازات في العالم