صراحة نيوز:
2025-10-19@00:25:23 GMT

حين يتحدث الملك، تصمت الضوضاء

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

حين يتحدث الملك، تصمت الضوضاء

صراحة نيوز-م مدحت الخطيب

عندما يكون الكلام ملكيًّا، يصبح الصمتُ واجبًا، والإصغاء فريضة على الجهال قبل العقلاء
في مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع قناة “بي بي سي”، لم يكن يتحدث بصفته ملك الأردن فحسب، بل بصفته صوت العقل العربي وسط فوضى الضجيج الإقليمي، وممثل الاتزان حين تتشابك المصالح وتختلط الأصوات…

كان الملك واضحًا كعادته، ثابت النبرة، متزن الموقف، يتحدث بلغة الملوك لا بلغة المزايدات، وتسجيل المواقف،
فحين سُئل عن حركة “حماس”، لم يُجرّ الحديث إلى مستنقع الشعارات، ولم ينزلق إلى الخطابات الجاهزة ، ولم يقدّم مواقف انفعالية، بل أجاب بذكاء السياسي الخبير وأتمنى أن نسير جميعاً كتابا ومثقفين وسياسيين على هذا النهج الملكي :

قال وبكل ذكاء ووضوح “لم أتعامل معهم ولا أعرفهم عن قرب، ولكن الذين يتعاملون معهم عن قرب مصر وقطر يقولون إنهم سيلتزمون ببنود الاتفاق ويشعرون بتفائل كبير حيال ذلك”

بهذه الجملة القصيرة، وضع جلالته الأمور في نصابها.

لا انحياز أعمى ، ولا إنكار لدور الآخرين، بل توصيف دقيق للعلاقة والواقع، وتأكيد أن الأردن لا يتعامل بالعاطفة، بل بلغة الدولة ومصالحها وواجبها القومي والإنساني. وبعيداً عن الانجراف نحو الخلافات عبر الشاشات..

أما حين وصل الحديث عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد بدا الملك أكثر صراحة من أي وقت مضى… وكرر ما قاله الملك الحسين عليه رحمة الله عندما سئل عن ((النت ياهو))
قالها بوضوح لا يحتمل التأويل:

“هو رجل مراوغ هو و جماعته ويقصد اليمين المتطرف ولا أثق بكل ما يقول، وأقول ذلك من تجربتي لما يزيد عن عشرين عاماً ، فهو لا يبحث عن السلام، ولا عن الاستقرار في المنطقة، ولا أثق بكلامه أبدا…”

نعم واقولها بصدق وبصورة أكتمل مشهدها في زمن يُحاول فيه كثيرون الالتفاف حول الحقيقة، اختار الملك أن يضع النقاط على الحروف، وأن يقول ما يهمس به الجميع، ولكن بصوت من يملك الشرعية والتاريخ والموقف…
كلمة “مراوغ” لم تكن توصيفًا دبلوماسيًا، بل إدانة سياسية أخلاقية لزعيم يمارس الخداع باسم السلام المزعوم ..
وكلمة “لا أثق بكلامه” كانت بمثابة إعلان واضح أن الأردن، رغم كل الضغوط، لن ينخدع ولن يساوم على أمنه ولا على حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية..

في كل حرف قاله الملك، كان ثمة رسالة مزدوجة:
رسالة للعالم بأن الأردن ما زال حجر الزاوية في استقرار المنطقة، وصوت الحكمة في زمن الغليان،
ورسالة للداخل الأردني والعربي بأن القيادة لا تتلون، ولا تساوم، ولا تتحدث إلا بلغة الحق والكرامة والسيادة ودعم الأشقاء في فلسطين ..

هذا الحضور الملكي المتكرر أمام عدسات الإعلام العالمي لم يكن مجرد مقابلة، بل درس في السياسة الهادئة والموقف الأردني الصلب،
هي درس في كيف يمكن لملك أن يقول الكثير بالقليل، وأن يُعبّر عن أمةٍ بكلمة واحدة، وأن يُلخّص الواقع في جملة لا تحتاج إلى ترجمان :

“لا أثق بكلامه”

هي ليست فقط جملة عن نتنياهو، بل تشخيص دقيق لزمن المراوغين، ولمن ظنوا أن الحق العربي يمكن أن يُبتلع بالصمت ولغة الرصاص والعنف..
نعم حديث الملك، كعادته، أعاد التوازن إلى الطاولة، وأعاد الكرامة إلى اللغة، وأعاد الأردن إلى موقعه الطبيعي: البوصلة، لا التابع…

لقد قدّم جلالته، في دقائق معدودة، ما عجزت عنه خطابات طويلة:
أن تكون صريحًا دون أن تكون صداميًا، وأن تكون واقعيًا دون أن تتنازل عن المبدأ.
فالملك لم يتحدث بلغة الخوف ولا بلغة المزايدة، بل بلغة المسؤول الذي يعرف أن الحقيقة يجب أن تُقال، مهما كانت قاسية.

إنها لغة الملوك حين يتحدثون أمام العالم، لغة تستند إلى التاريخ والشرعية والكرامة.
ولذلك، حين يتحدث الملك عبدالله، تصمت الضوضاء، لأن كلمته لا تأتي من فراغ، بل من عمق الموقف الأردني الثابت منذ عقود:
أن الأردن كان وسيبقى صوت الحق، ومدرسة الاتزان، ودرع الكرامة العربية في زمن المراوغة.والمدافع الشرس وعن فلسطين كل فلسطين

Medhat_505@yahoo.com
المهندس مدحت الخطيب
#مقالي ليوم الأحد في الدستور

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أن الأردن لا أثق

إقرأ أيضاً:

الثوابتة يتحدث لـ"صفا" عن خطة فرض الأمن والإغاثة وإعادة إعمار غزة

غزة - خاص صفا قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إن الحكومة وضعت عدة خطط من أجل فرض الأمن وسيادة القانون وإغاثة وتعافي قطاع غزة، عقب انتهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، والتي استمرت لمدة عامين. وأكد الثوابتة في حوار خاص مع وكالة "صفا"، يوم السبت، أن الأمن، الغذاء، الدواء وإيواء أبناء الشعب الفلسطيني من أهم الأولويات التي يتم العمل عليها بشكل فاعل حاليًا. الوضع الأمني وأضاف "بشأن الوضع الأمني، بدأنا بأول خطوة، وهي فرض الأمن وسيادة القانون في القطاع، بعد انتهاء حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، وما أفرزته من فلتان أمني في الشوارع". وأوضح أن الأولوية كانت فور انتهاء الحرب، هي فرض الأمن وسبادة القانون، إذ استطاعت الأجهزة الأمنية أن تفرض الأمن والأمان وسيادة القانون في القطاع خلال الساعات الأولى. وأشار إلى أن هناك تحسنًا بنسبة أكثر من 90% فيما يتعلق بالوضع الأمني وضبطه بشكل كامل في مختلف أنحاء قطاع غزة. إغاثة وإيواء وحسب الثوابتة، فإن الخطوة الثانية، هي توفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني كافة، بعد سياسة التجويع الممنهجة، والتي مارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا على مدار عامين من الحرب. وأما الخطوة الثالثة، وفق الثوابتة، إدخال الدواء والمستلزمات الطبية، وإعادة ترميم المنظومة الصحية في القطاع، بما يشمل المستشفيات والمراكز الطبية، وكذلك فتح معبر رفح من أجل إجلاء المرضى والجرحى. وأكد أن هناك أكثر من 22 ألف جريح ومريض بحاجة عاجلة إلى السفر خارج القطاع، لتلقي العلاج وإجراء أكثر من نصف مليون عملية جراحية. وحول خطة الإيواء، قال مدير عام المكتب الإعلامي إن 288 ألف أسرة فلسطينية متضررة أصبحت بلا بيت ولا مأوى، بفعل تدمير الاحتلال لمنازلهم خلال الحرب، وأوضح أن هؤلاء بحاجة ماسة إلى خيام مؤقتة وبيوت متنقلة "كرفانات" للعيش فيها، لحين بدء مرحلة إعادة إعمار القطاع. وطالب الثوابتة كل دول العالم بالتدخل من أجل فتح المعابر وتحقيق الأولويات الطارئة لأبناء شعبنا الفلسطيني، وإدخال الخيام والبيوت المتنقلة لإيواء تلك الأسر المتضررة. وأكد أن لدى الحكومة أولويات طارئة وأساسية ومستقبلية، وخاصة على المستوى القريب، مثل استمرار العملية التعليمية وإعادة بناء المساجد، وما شابه ذلك، من أجل استمرار مرحلة التعافي التي بدأتها في القطاع عقب وقف إطلاق النار. وقال: "نحن في المكتب الحكومي أصدرنا قبل أيام بيانًا يتحدث عن خطط التعافي، ودعونا المواطنين لمساعدة الطواقم الحكومية حتى نستطيع إنجاز هذه المرحلة الحساسة بأسرع وقت ممكن". فتح المعابر وشدد الثوابتة على ضرورة فتح المعابر بشكل كامل من أجل إدخال كل المعدات اللازمة لإتمام عمليات ترميم البنية التحتية التي دمّرها الاحتلال. وأضاف "نحن نتحدث عن ملايين الأمتار من شبكات الطرق والشوارع التي دمّرها الاحتلال، بالإضافة إلى شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والإنترنت والاتصالات". وتابع "نحن أمام حالة إنسانية كارثية، والتحدي الأهم الآن هو فتح المعابر بشكل كامل لإدخال المعدات والآليات الثقيلة، والبدء في إعادة ترميم قطاع غزة، وإعادة شبكات المياه والصرف الصحي وفتح الطرق والشوارع وإزالة الركام وانتشال جثامين الشهداء". ولفت إلى أن هناك 70 مليون طن من الركام في القطاع، لا يمكن إزالتها إلا من خلال إدخال المعدات الثقيلة. معبر رفح وبالنسبة لمعبر رفح وآليات السفر، قال الثوابتة إن الأولوية ستكون للجرحى والمرضى، كونهم بأمس الحاجة لتلقي العلاج في الخارج، خاصة أن غالبيتهم أطفال ومن مرضى السرطان. وأوضح أن معبر رفح سيتم فتحه خلال الأيام القادمة حسب ما أبلغنا من الوسطاء، وذلك بعد ترميمه، كونه تعرض للحرق والتدمير الإسرائيلي والإغلاق الكامل. وأكد أن مرضى السرطان بحاجة عاجلة للعلاج بالخارج، خاصة بعد أن دمّر الاحتلال مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في غزة، وهو الوحيد لهؤلاء المرضى الذين لا يتلقون العلاج الكيميائي وغيره، منذ تدميره وتوقفه عن العمل. وأضاف أن الأولوية الثانية ستكون لسفر الطلبة من أجل الالتحاق بالجامعات في الخارج، إضافة إلى الفئات الأخرى مثل الإقامات ولم الشمل المتعلق بالأسر الفلسطينية. وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس و"إسرائيل" حيز التنفيذ، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. 

مقالات مشابهة

  • الشيباني يتحدث عن تحول الدبلوماسية السورية: نقطة لتحسين العلاقات الدولية
  • الثوابتة يتحدث لـ"صفا" عن خطة فرض الأمن والإغاثة وإعادة إعمار غزة
  • العيسوي: الملك يحمل لواء التحديث والاستقرار.. والقضية الفلسطينية بوصلة لا تحيد
  • وزير السياحة يشارك في مؤتمر الهيئات الكاثوليكية للحج ويؤكد اهتمام جلالة الملك بحماية المواقع المقدسة
  • بين اللجوء والحماية.. موسكو تصمت عن مصير بشار الأسد
  • أمين الفتوى يوضح الخطوات الكاملة للوضوء بلغة الإشارة
  • عاجل | الملك ورئيس هنغاريا يؤكدان أهمية البناء على التعاون بين البلدين
  • البكار: توجيهات الملك عبد الله تدعم فلسطين وتطوير سوق العمل
  • بلغة الأرقام والمؤشرات.. موازين القوى العسكرية بين باكستان وأفغانستان