تواصلت التوترات الحدودية بين أفغانستان وباكستان بعد سلسلة من الغارات الجوية التي نفذتها القوات الباكستانية على العاصمة كابول وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى وإصابة عشرات آخرين. 

وأكدت مصادر محلية أن المستشفى الطارئ في كابول استقبل نحو أربعين مصابا نتيجة الغارات، من بينهم حالات حرجة تتلقى رعاية مركزة بسبب شدة الإصابات.

وقال أحد الأطباء بالمستشفى إن بعض المصابين وصلوا في حالة خطرة ويتلقون العناية اللازمة في وحدات العناية المركزة بينما تم نقل آخرين إلى أقسام الطوارئ لتلقي العلاج الفوري.

واستهدفت الغارات أحياء سكنية مأهولة بالسكان ما أسفر عن دمار واسع وإصابات بالغة، حيث أفادت التقارير بأن بعض الجرحى فقدوا أطرافهم بسبب شدة الانفجارات وارتطام الشظايا بهم. 

وأوضح أحد المصابين وهو شاب يبلغ من العمر سبعة عشر عاما أن القصف كان مفاجئا للغاية ولم يتذكر إلا أنه وجد نفسه في المستشفى بعد فقدان وعيه وإصابة أحد ذراعيه.

نزوح عشرات آلاف الأسر من سبين بولداك بسبب القصف العشوائي

في سياق متصل، أجبرت الغارات العشوائية على مناطق من مدينة سبين بولداك في إقليم قندهار نحو عشرين ألف أسرة على الفرار من منازلهم، حسبما أكدت الجهات الرسمية المحلية. 

وقد لجأت هذه الأسر إلى مناطق صحراوية ونائية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية، مع استمرار القصف في بعض المناطق. وأشار المسؤولون إلى أن القوات الباكستانية شنت قصفا عشوائيا على مناطق مكتظة بالسكان ما أدى إلى موجة نزوح جماعي وأضرار واسعة في الممتلكات.

كما تم الإبلاغ عن سقوط ضحايا آخرين خلال الغارات في إقليم باكتيكا، حيث أكدت هيئة كريكيت أفغانستان مقتل ثلاثة لاعبين خلال غارة على موقع قريب من الحدود أثناء توجههم لمباراة ودية في المنطقة. 

بالإضافة إلى ذلك، فقد توفي خمسة مدنيين آخرين نتيجة الغارة نفسها، ما يزيد من أعداد القتلى المدنيين ويضاعف حجم الكارثة الإنسانية في المناطق الحدودية.

وفي إطار الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات، من المقرر أن تجري طالبان وممثلون باكستانيون محادثات في الدوحة بوساطة قطرية، وذلك بعد أيام من الاشتباكات الحدودية الدموية بين الطرفين. تأتي هذه المحادثات في ظل توتر شديد بعد انتهاك باكستان لهدنة هشة كانت قائمة بين البلدين، وفقا لتقارير الصحف المحلية.

وقد أسفرت الغارات الأخيرة عن دمار واسع في البنية التحتية، وتشريد عدد كبير من السكان المدنيين الذين يعيشون في ظروف صعبة، حيث تفتقر معظم المناطق المهددة إلى الملاجئ والمرافق الصحية الأساسية. 

وتتواصل جهود السلطات الأفغانية لتقديم المساعدة الطارئة للنازحين والمصابين على حد سواء، في حين يبقى الوضع الإنساني في بعض المناطق حرجة بسبب شدة القصف ونقص الموارد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غارات باكستانية كابول نزوح جماعي ضحايا المدنيين الصراع الحدودي

إقرأ أيضاً:

بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آباد لاحتواء التصعيد

أعلنت هيئة الإذاعة الباكستانية الرسمية "بي تي في" أن وزير الدفاع خواجة آصف ومدير الاستخبارات، اللفتنانت جنرال عاصم ملك، سيشاركان في المباحثات في العاصمة القطرية. اعلان

في محاولة عاجلة لاحتواء التصعيد العسكري الأخير، توجّه وفدان رفيعا المستوى من أفغانستان وباكستان، السبت 18 تشرين الأول/أكتوبر، إلى الدوحة لإجراء محادثات مباشرة، بعد ساعات من انهيار هدنة حدودية استمرت يومين فقط.

وقال الناطق باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر منصة إكس، إن "وفدًا رفيع المستوى من الإمارة الإسلامية بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب توجّه إلى الدوحة اليوم".

وأضاف: "احترامًا لفريقنا التفاوضي، على القوات الأفغانية الامتناع عن أي تحركات جديدة. نؤمن بالحل السلمي والأمن الإقليمي، ولكن ما يحدث هو نتيجة عدوان باكستاني".

من جهتها، أعلنت هيئة الإذاعة الباكستانية الرسمية "بي تي في" أن وزير الدفاع خواجة آصف ومدير الاستخبارات، اللفتنانت جنرال عاصم ملك، سيشاركان في المباحثات في العاصمة القطرية.

ضربات جوية بعد انتهاء الهدنة

أفادت الشرطة الأفغانية، الجمعة، بأن الجيش الباكستاني شنّ ضربات جوية على مناطق حدودية في ولاية باكتيكا جنوب شرق أفغانستان، بعد ساعات من انتهاء وقف إطلاق النار الذي بدأ الأربعاء.

وقال المتحدث باسم شرطة الولاية، محمد الله أميني مويا، إن القصف استهدف مواقع قريبة من الحدود، بينها منزل مدني في قرية خانادار، ما أسفر عن وقوع ضحايا. ولم يُفصّل مويا في عدد القتلى أو طبيعة الأهداف، كما لم يصدر أي تعليق فوري من الجانب الباكستاني.

هجوم انتحاري يسبق التصعيد

جاء القصف الباكستاني بعد ساعات من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مجمعًا أمنيًا قرب الحدود في مدينة مير علي بإقليم خيبر بختونخوا، وأسفر عن سقوط قتلى.

وأعقب الهجوم اشتباك عنيف قُتل فيه ستة مسلحين وجندي باكستاني. وأعلن فصيل تابع لحركة طالبان باكستان، بقيادة حافظ غل بهادر، مسؤوليته عن العملية.

اتهامات متبادلة وارتباطات أمنية معقدة

تُعد "حركة طالبان باكستان" (تي تي بي) منظمة مصنفة إرهابية من قبل السلطات الباكستانية، وتؤكد أنها منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية رغم الروابط الأيديولوجية والتنظيمية بين الجانبين.

وتتهم إسلام آباد الحركة باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان، وهو ما تنفيه كابول. ومنذ كانون الثاني/يناير، شهدت باكستان تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الهجمات المنسوبة لطالبان باكستان، ما دفع الجيش إلى شن سلسلة عمليات في المناطق القبلية الحدودية، أسفرت هذا الأسبوع وحده عن مقتل 102 مسلح، وفق مصادر أمنية.

أعنف مواجهات منذ انسحاب القوات الدولية

تُعد المواجهات الحالية الأعنف بين البلدين منذ عام 2021، عندما استولت طالبان على السلطة في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية وقوات الناتو.

ويأتي التصعيد الجديد بعد اتهامات سابقة من كابول لإسلام آباد بتنفيذ ضربة جوية في العاصمة الأفغانية، وهي اتهامات لم تؤكدها باكستان، غير أن مسؤولين أمنيين باكستانيين أشاروا إلى أن الهدف كان نور ولي محسود، زعيم حركة طالبان باكستان.

ترحيل جماعي يزيد من حدة التوتر

في سياق متصل، أعلنت الحكومة الباكستانية أنها أعادت 1.4 مليون لاجئ أفغاني إلى بلادهم منذ بدء خطة الترحيل التدريجي عام 2023، في خطوة من شأنها أن تُعقّد العلاقات الثنائية أكثر، خصوصًا في ظل التوتر الأمني المتصاعد والخلافات حول إدارة الحدود واللاجئين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • ما وصفة نجاح مفاوضات الدوحة لحل الأزمة الأفغانية الباكستانية؟
  • استمرار القصف الإسرائيلي على القرى الحدودية اللبنانية
  • بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آباد لاحتواء التصعيد
  • غارة باكستانية على أفغانستان تسفر عن 17 قتيل
  • مقتل 10 مدنيين وإصابة 12 في غارة باكستانية على أفغانستان
  • طالبان: الجيش الباكستاني قتل 10 مدنيين بينهم طفلان في قصف جوي
  • بسبب كسر مفاجئ.. قطع مياه الشرب الليلة عن بعض المناطق بإيتاي البارود
  • الدفاع المدني: شهداء ومصابون باستهداف إسرائيلي لمركبة شرقي غزة
  • قرارات رسمية بفصل العشرات من طلاب المدارس بسبب الغياب