مدير عام الأكاديمية الحكومية لـ«الاتحاد»: تمكين القادة.. أكبر استثمار لحكومات المستقبل
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
قال الدكتور ياسر النقبي، مدير عام الأكاديمية الحكومية في دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، إن حكومة أبوظبي تميّزت عبر مختلف مراحل تطورها بسلسلة من التحولات الاستراتيجية التي تعكس التزامها برسم ملامح حكومات المستقبل. وانطلاقاً من إيمانها بأن القيادات الحكومية هي المحرك الرئيسي للتطوير المستمر وحجر الأساس لأي تحول نوعي، حرصت الحكومة على تمكين القادة والاستثمار في طاقاتهم وقدراتهم، باعتبار ذلك القاعدة الراسخة التي تنطلق منها نحو المستقبل.
وأكد الدكتور النقبي لـ «الاتحاد»، أنه «في عالم تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي، وتتعمّق التحولات الاقتصادية العالمية، والتغيرات المناخية والاجتماعية، أصبح تمكين القيادات الحكومية التي تقود المنظومة الحكومية، أولوية استراتيجية لا غنى عنها. فالقائد المُمَكَّن ليس مجرد مدير أو رئيس تنفيذي، بل هو عقل مفكّر يواجه التحديات، ومبتكر يخلق الحلول والفرص، وشريك فاعل في عملية التغيير. ويعتبر القائد المُمكن ركيزة أساسية في رسم وصناعة القرارات الاستراتيجية التي تُعيد تصميم العمل الحكومي وتحسّن أدائه، بما يواكب الحاضر ويستشرف المستقبل».
وأضاف: أن العنصر الحاسم والدليل الحقيقي لأي تحول ناجح هو القادة، أولئك الذين يمتلكون الرؤية، ويُمنحون الثقة والتمكين لاتخاذ القرار، وتحويل التحديات إلى فرص، وبناء منظومات أكثر استعداداً وقدرة على مواجهة استحقاقات المستقبل.
وتابع: «أثبتت التجارب الحكومية التي مرت بالعديد من مراحل التطور والتغيير والنضج المستدام، أن الاستثمار في الإنسان يبقى العنصر الأكثر جدوى على المدى الطويل. فالحكومات التي ساهمت في ازدهار الدول بالقرن 21 لم تكن تمتلك أكبر الموارد، أو أضخم الاقتصادات فقط، بل أدركت بشكل مبكّر أهمية إعداد قيادات قادرة على مواجهة التحديات، وإدارة الموارد المتاحة، وخلق الفرص للابتكار، وبناء الثقة مع مجتمعاتها. وهنا تبرز إمارة أبوظبي كنموذج عالمي رائد في العمل الحكومي، حيث لم تكتف بتبنّي أحدث تقنيات التكنولوجيا الناشئة، والسياسات الداعمة للنمو والازدهار، بل قامت وبشكل فعّال بتمكين القيادات الحكومية كأحد المحاور الرئيسية لمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، مما عزّز مكانتها العالمية ضمن حكومات العالم الأكثر تقدمًا وتطوراً».
وأشار الدكتور النقبي إلى أن تمكين القيادات الحكومية يعني تطوير وتحسين مهاراتهم لتجعلهم قادرين على الابتكار، واتخاذ القرارات، والتعامل مع التحديات. وهو في الوقت ذاته يُحمِّلهم المسؤولية، فكلما ارتفع مستوى التمكين، ازدادت معه متطلبات المساءَلة والشفافية، وبذلك نَصنع قادة يُحتذى بهم، ونبني جهات حكومية أكثر مرونة لمواجهة التحديات.
وأضاف: «ندرك بوضوح أهمية تطوير مهارات القيادات ومواهب المستقبل، وأثر ذلك على مختلف مستويات العمل الحكومي. ففي حكومة أبوظبي يشعر القادة بأنهم شركاء حقيقيون في صنع القرار، وهم الأكثر إبداعاً، والأكثر قدرة على تحفيز فرقهم، والأكثر استعداداً للتعامل مع التحديات. إضافة إلى ذلك، نرى وبوضوح كيفية مساهمة التمكين الفعلي في ترسيخ ثقافة مؤسسية صحية. فالتمكين الحقيقي قائم على التجارب والتعلُّم المستمر، وعلى الاستجابة السريعة للتحديات، وعلى استشراف المستقبل، بدلاً من انتظار متطلباته».
جيل جديد
وعن تمكين القيادات الحكومية، أكد الدكتور النقبي أنه ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لإعداد جيل جديد من القادة القادرين على صنع نقلات نوعية وملموسة، حيث إن القائد المُمكَّن بطبيعته يميل إلى مشاركة المعرفة، وتوجيه زملائه، وتدريب الموظفين. فتخلق هذه الممارسات القيادية مساراً مستداماً، يحافظ على استمرارية التميز المؤسسي والتشغيلي على مستوى المنظومة الحكومية ككل. وهذا ما تحتاجه الحكومات في المراحل المقبلة، لا سيما ونحن نتحدث عن رحلة أبوظبي للتحول نحو أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي. واستطرد الدكتور النقبي بأن حكومة أبوظبي أطلقت العديد من المبادرات التي تعكس هذا النهج والتوجه في تمكين قيادات المستقبل، ويأتي برنامج «الجدارة» لتطوير القيادات كأحد أبرز المشاريع العملية. فيهدف البرنامج إلى إعداد نخبة من القيادات الحكومية القادرة على مواجهة تحديات الغد، عبر التطبيق العملي للمهارات والتعلُّم والنمو الشخصي، ورحلات التعلُّم الدولية. ويجسّد البرنامج رؤية حكومة أبوظبي في الاستثمار الرئيسي في رأس المال البشري. إن هذا البرنامج لا يُخرّج موظفين فحسب، بل يصقل شخصيات قيادية فعّالة، تحمل على عاتقها مسؤولية خدمة حكومة أبوظبي وأفراد المجتمع.
وأكد الدكتور النقبي أن «تمكين القادة ليس خياراً إدارياً، بل هو استثمار في مستقبلنا المشترك. التمكين الفعلي هو ما يضمن نجاح الخطط، والركيزة التي تُبنى عليها استراتيجيات الغد. فتقدم حكومة أبوظبي برؤيتها الاستشرافية نموذجاً عالمياً في كيفية الجمع بين الطموح التكنولوجي وتمكين المواهب والقيادات، وبين التحوّل الرقمي ورأس المال البشري، وبين التخطيط للمستقبل واستراتيجيات الحاضر». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي دائرة التمكين الحكومي الاستثمار الذكاء الاصطناعي تمکین القیادات الحکومیة الدکتور النقبی حکومة أبوظبی
إقرأ أيضاً:
ياسر جلال: الرئيس السيسي لا يخاف أحدًا.. والشعب واعٍٍ ومدرك حجم التحديات التي تواجه الدولة
أكد الفنان ياسر جلال، عضو مجلس الشيوخ، قبل أداء اليمين الدستورية بمجلس الشيوخ، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتميز بالشجاعة والإخلاص، ولا يخاف من أحد عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن.
وقال «جلال»، خلال تصريحات صحفية، إن الشعب واعٍ ومدرك حجم التحديات التي تواجه الدولة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي قام به الرئيس السيسي للحفاظ على أمن وسلامة البلاد، فضلًا عن مواقفه المشرفة في دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين
بدأ منذ التاسعة من صباح اليوم، السبت، توافد أعضاء مجلس الشيوخ إلى مقر المجلس، استعدادا لانعقاد الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الجديد.
ووفقًا للأعراف البرلمانية، تُعد الجلسة الأولى جلسة إجرائية، يؤدي خلالها الأعضاء اليمين الدستورية قبل مباشرة مهامهم البرلمانية، إذ لا يجوز لأي عضو ممارسة عمله قبل أداء القسم. كما تشهد الجلسة انتخاب أو تزكية رئيس المجلس والوكيلين، على أن تُرفع الجلسة عقب الانتهاء من هذه الإجراءات وإلقاء كلمة لرئيس المجلس المنتخب.
اقرأ أيضاًعاجل.. بدء فعاليات الجلسة العامة الأولى لمجلس الشيوخ في دور الانعقاد الجديد
اليوم.. مجلس الشيوخ يفتتح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني