لماذا يوجد أذانين لصلاة الفجر؟.. الرسول كان له مؤذنان لهذا السبب
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
لعل السؤال عن لماذا يوجد أذانين لصلاة الفجر ؟، يعد من الأمور المحيرة والخفية التي لا يعرفها الكثيرون، وحيث إن صلاة الفجر أول صلوات النهار اليومية المكتوبة ، بل إنها الصلاة الوسطى، الذي خصها الله تعالى في كتابه العزيز بمزيد من الفضل والثواب، ومن ثم ينبغي معرفة كل ما يتعلق بها، ومن بينها لماذا يوجد اذانين لصلاة الفجر ؟، فلا يمكن التهاون فيها بأي حال وأي صورة.
قال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأذان الأول للفجر ليس بدعة بل هو مستحب لإيقاظ الناس من النوم، ولا يوجد إثم على من لم يفعله، مضيفًا: أما الأذان الثاني فمشروع لأنه يدل على الوقت الحقيقي لصلاة الصبح.
واستشهد «عاشور» في إجابته عن سؤال: لماذا يوجد اذانين لصلاة الفجر ؟، بما رواه عَبْد اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، موضحًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع الأذان الأول لإيقاظ الناس فسيدنا «بلال» ينادي في الأذان الأول لتفكير الناس، و«ابن مكتوم» كان يؤذن الثاني الموعد الحقيقي للصلاة.
وأضاف أن المصريين أول من ابتكروا التثويب مقولة «الصلاة خير من النوم» قبل أذان الفجر، مؤكدًا أنه ليس بدعة لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر في بادئ الإسلام بأذانين لصلاة الصبح الأول لإيقاظ الناس، والثاني لدخول الوقت.
وأشار إلى أن المصريين لجأوا إلى التثويب بديلاً عن الأذان الأول فكان ينادي أحد على الناس في الطرقات قبل وقت الفجر مناديا «الصلاة خير من النوم»، وهذا يدل على إبداع المصريين لأنهم فهوا أن المقصود بالأذان الأول إيقاظ الناس.
لماذا يؤذن الفجر مرتين؟وأوضحت دار الإفتاء المصرية ، عن مسألة وجود اذانين لصلاة الفجر ، أن الأصل في الأذان أنه مرتبط بدخول وقت الصلاة المفروضة؛ لأنه شُرِع للإعلام بدخول الوقت، وقد روى الشيخان عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا حَضَرَت الصلاةُ فليؤَذِّن لكم أحدُكم». لكن في صلاة الصبح خاصة يجوز الأذان لها قبل الوقت.
ودللت ذلك: ما ورد في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن بلالًا يُؤَذِّن بلَيلٍ، فكُلُوا واشرَبوا حتى يُؤَذِّن ابنُ أم مكتوم». قال الإمام النووي في شرحه للحديث: [وفيه استحباب أذانين للصبح؛ أحدهما قبل الفجر، والآخر بعد طلوعه أول الطلوع] اهـ. "شرح صحيح مسلم" (7/ 202، ط. دار إحياء التراث العربي).
وأبانت أنه قد نص الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبعة على مشروعية الأذان الأول للصبح، من ذلك ما جاء في "البحر الرائق" للعلامة ابن نجيم من كتب الحنفية (1/ 277، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(ولا يؤذن قبل وقت ويعاد فيه) أي: في الوقت إذا أذن قبله؛ لأنه يراد الإعلام بالوقت، فلا يجوز قبله بلا خلاف في غير الفجر] اهـ.
وتابعت: أما المالكية فقد نصوا على استحباب الأذان الأول، ثم اختلفوا بعد ذلك، هل يؤذن لها بعد دخول وقت الصلاة أو يكتفى بالأول؟ قال العلامة الخَرَشي المالكي في "شرح المختصر": [يشترط في الأذان ألا يكون مُقَدَّمًا على الوقت إجماعًا؛ لفوات فائدته، وهو الإعلام بدخوله، فيعاد بعده؛ ليعَلم من قد صَلَّى من أهل الدور أن الأذان الأول قبل الوقت، إلا الصبح يستحب تقديم أذانها بسدس الليل الأخير، كما قاله الجزولي...
وأشارت إلى أن مقتضى كلام سَنَد: أنه لا يؤذن لها أذان ثانٍ عند طلوع الفجر، وهو مقتضى كلام المؤلف -يعني: سيدي خليل صاحب "المختصر"-، وكلام صاحب المدخل يفيد أنه يُطلب لها أذان ثانٍ عند طلوع الفجر، بل يُفيد أنه مساوٍ للأول في المشروعية، وإنما خرجت الصبح عن أصل المشروعية للأذان بدليل، فبقي ما عداها على الأصل، ولأنها تدرِك الناس وهم نيام، فيحتاجون إلى التأهب وإدراك فضيلة الجماعة وفضيلة التغليس، بخلاف غيرها من الصلوات، فإنها تدركهم متصرفين في أشغالهم، فلا يحتاجون إلى أكثر من الإعلام بدخول الوقت] اهـ.
ولفتت إلى أنه جاء في "المنهاج" للإمام النووي و"شرحه" للعلامة المحلي من كتب الشافعية (1/ 148، 149، ط. دار إحياء الكتب العربية): [(ويُسَن مؤذنان للمسجد؛ يؤذن واحد) للصبح (قبل الفجر وآخر بعده) للحديث المذكور، فإن لم يكن إلا واحد: أذن لها المرتين استحبابًا أيضًا، فإن اقتصر على مرة، فالأَولى أن يكون بعد الفجر] اهـ.
وأضافت أنه قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "شرح البهجة الوردية" (1/ 271، 272. ط. الميمنية): [ولا يصح الأذان للصلاة قبل وقتها إلا الصبح، فيؤذن له (سبع الليل) شتاء (بالتقريب) لا بالتحديد (ونصفه) أي نصف سبعه (صيفًا) بالتقريب كما رواه كذلك بدون التقريب سعد القرظي عن فعله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولأن الغرض إيقاظ النُّوَّم ليتأهبوا للصلاة وهو يحصل بذلك، وهذا ما صححه الرافعي.
ونوهت بأنه صحح النووي دخول وقته بنصف الليل. قال: وهو قول أكثر أصحابنا وخبر سعد باطل. واختار السبكي تبعًا للقاضي وغيره دخوله بالسحر قبيل الفجر، وفي "المجموع" أنه ظاهر المنقول عن بلال وابن أم مكتوم رضي الله عنهما] اهـ.
واستندت لما قال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 242-243، ط. دار الكتب العلمية): [(ولا يصح) الأذان (قبل دخول الوقت كالإقامة إلا الفجر، فيباح) الأذان لها (بعد نصف الليل)؛ لأن معظمه قد ذهب، ولأن وقت الفجر يدخل على الناس وفيهم الجُنُب والنائم، فاستحب تقديم أذانه؛ حتى يتهيأوا لها، فيدركوا فضيلة أول الوقت. (ولا يستحب تقديمه) أي: أذان الفجر (قبل الوقت كثيرًا)] اهـ بتصرف.
وأردفت: غير أنه قد نص بعض العلماء على أنه إن حصل اللبس من الأذان الأول -خاصة في رمضان- كان مكروهًا، فقال العلامة الكاساني الحنفي: [الأذان قبل الفجر يؤدي إلى الضرر بالناس; لأن ذلك وقت نومهم خصوصًا في حق من تهجد في النصف الأول من الليل، فربما يلتبس الأمر عليهم، وذلك مكروه] اهـ. "بدائع الصنائع" (1/ 154. ط. المكتبة العلمية-بيروت).
واستطردت : وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 241): [(ويستحب لمن أذَّن قبل الفجر أن يجعل أذانه في وقت واحد في الليالي كلها) فلا يتقدم ولا يتأخر؛ لئلَّا يغر الناس (وأن يكون معه من يُؤَذِّن في الوقت، وأن يتخذ ذلك عادة؛ لئلَّا يغر الناس. ويُكره) الأذان (في رمضان قبل فجر ثانٍ، مقتصرًا عليه) أي: على الأذان قبل الفجر (أما إذا كان معه من يؤذن أول الوقت، فلا) يُكره؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» متفق عليه] اهـ.
وأفادت بأنه لا يخفى أن وقوع اللبس في هذا الزمن قليل أو نادر مع وجود أجهزة المذياع والتلفاز والتقاويم الضابطة للمواقيت والساعات المنتشرة في كل مكان، والمعول عليه في ذلك كله: ما تجتمع عليه كلمة الجماعة ويرتضيه الإمام الراتب حسبما يناسب أهل الحي الذي يوجد به المسجد؛ حسمًا لمادة النزاع، وتحقيقًا للمقصد الذي من أجله شرعت صلاة الجماعة وهو توحيد الكلمة ونبذ الفرقة.
حكم الأذانين لصلاة الفجرونبهت " الإفتاء" في حكم الأذانين لصلاة الفجر ، إلى أنه يجوز في صلاة الصبح الأذان لها قبل الوقت ليستيقظ الناس لها وليتسحر الصائم وليصلي مِن الليل مَن أراد قبل دخول الوقت إذا كان هذا يناسب أهل الحيِّ الموجود فيه المسجد واتَّحَدَت على ذلك كلمتُهُم، مع مراعاة تنبيه الناس على أن الوقت لا يدخل إلا عند الأذان الثاني والمبين في التقويم.
وذكرت أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم رضي الله عنهما، وكان صلى الله عليه وسلم ينبه الناس فيقول: «إن بلَالًا يُؤَذِّن بلَيلٍ، فكُلُوا واشرَبوا حتى يُؤَذِّن ابنُ أم مكتوم» متفق عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اذانين لصلاة الفجر أذانين لصلاة الفجر صلى الله علیه وآله وسلم صلى الله علیه وسلم رضی الله عنهما الأذان الأول قال العلامة صلاة الصبح دخول الوقت صلاة الفجر قبل الوقت قبل الفجر أم مکتوم ى الله ع إلى أن
إقرأ أيضاً:
زراعة الكورة: اقطفوا الزيتون يدويا لهذا السبب
صراحة نيوز- أكد مدير زراعة لواء الكورة، سالم الخصاونة، أن قطف ثمار الزيتون يدوياً يعد الوسيلة الأفضل للحصول على زيت زيتون عالي الجودة.
وقال الخصاونة إن 98% من زيت الزيتون يُجمع يدوياً، مما يسهم في الحصول على زيت ممتاز، رغم أن تكاليف القطف اليدوي مرتفعة وتتراوح بين 25 إلى 33% من قيمة الناتج النهائي، وتمثل حوالي 40% من إجمالي تكاليف الإنتاج.
وأشار الخصاونة إلى أن عملية قطف الزيتون تختلف تبعاً للغرض؛ فإذا كان الهدف التخليل الأخضر، ينبغي قطف الثمار عند اكتمال حجمها وتغير لونها إلى الأخضر الفاتح. أما إذا كان التخليل الأسود هو الهدف، فيُفضل الانتظار لمدة أسبوعين بعد اكتمال تلون الثمار باللون الأسود لضمان استقرار اللون عند وضعها في محلول ملحي.
أما بالنسبة لقطف الزيتون لإنتاج الزيت، فيجب الانتظار حتى يتلون 75% من الثمار باللون الأسود، حيث تحتاج الثمار إلى أسبوعين على الأقل لزيادة قدرتها على تحرير الزيت الذي يتواجد في جيوب صغيرة داخل خلايا الثمرة، ولا يمكن استخلاصه إلا بعد تجميع عدة قطرات لتكوين قطرة كبيرة تسهل استخراجها في المعصرة.