قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط فى الوقت الراهن كبيرة ومعقدة، فى ظل السياسة الإسرائيلية التي تسعى للهيمنة على المنطقة باستخدام القوة والضغط، فضلاً عن تدخلات القوى الإقليمية فى الشئون الداخلية لدول المنطقة التي زادت من تعقيد الأوضاع، بالإضافة إلى أن الإقليم أصبح ساحة لصراع بين القوى الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا.

. وإلى نص الحوار:

كيف ترى المشهد العالمى مع انطلاق عام 2025؟

- العالم مشتعل ويشهد حالة استقطاب واسعة، ويعانى من تداعيات استمرار الحروب، والتي أدى استمرارها إلى التصعيد ودخول أطراف أخرى إلى حلبة الصراع، ما يهدد الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن الدوليين، فالعالم أجمع بات متيقناً من أن إحلال السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعطاء شعب فلسطين حقوقه المشروعة فى تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنباً إلى جنب فى أمن وسلام مع إسرائيل.

ما أبرز القضايا التى تشكل تهديداً للمنطقة فى الوقت الراهن؟

- التحديات كبيرة ومعقدة فى المنطقة، وأبرزها السياسة الإسرائيلية التى تسعى للهيمنة على المنطقة وتستخدم القوة للضغط على جيرانها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تدخلات إقليمية فى الشئون الداخلية للدول فى المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع، فالشرق الأوسط يواجه العديد من الأزمات ذات الشأن الدولى، منها العدوان الإسرائيلى على غزة والتطورات السورية، والمناوشات الإيرانية - الإسرائيلية، فى وقت تتصاعد فيه الأزمتان السودانية والليبية.

وعدم التوصل لدولة منذ 2011، وجميعها مشاكل وأزمات مشتعلة تؤثر على المنطقة وعلى استقرارها، بعدما أصبحت المنطقة ساحة صراع بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يزيد من حدة التوتر. كما أن نقص الموارد الأساسية للشعوب وزيادة نفقات التسليح يشكلان تحدياً كبيراً، ونشهد نشاطاً مكثفاً للجماعات المسلحة الفاعلة ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً فى المجمل، وبالتالى فالتحديات كبيرة ومتعددة وتهدد استقرار المنطقة.

هل تتوقع أن يحمل العام 2025 انفراجة فى المنطقة؟

- عام 2025 سيكون صعباً للغاية، هناك مؤشرات تدل على أن الأمور لن تكون سهلة، حيث نعيش فى فترة من التغيرات السياسية على مستوى العالم كله، والسياسة الأمريكية قد لا تتوافق مع طموحات الشعوب العربية فى المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع، ومن الصعب أن نشهد انفراجة كبيرة قريباً.

هل تسهم الضربات المكثفة الإسرائيلية فى الشرق الأوسط فى توسعة رقعة الصراع؟

- أعتقد أن رقعة الصراع فى المنطقة قد اتسعت بالفعل، وأصبحت معظم الأوضاع معقدة بشكل كامل، ولا أعتقد أن هناك مساحات جديدة يمكن أن يشهد فيها الصراع توسعاً كبيراً فى المرحلة الحالية، والوضع قائم بالفعل فى معظم أنحاء المنطقة، وإذا كانت هناك تحركات جديدة، فهى تندرج ضمن إطار التصعيد القائم منذ فترة طويلة.

وأرى أنه على الولايات المتحدة الأمريكية التدخل بحزم لمنع إسرائيل من الاستمرار فى سياستها المتهورة وغير المدروسة التى تجر أطرافاً أخرى إلى الدخول فى الصراع، وتدفع بالشرق الأوسط إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار وتهديد مصالح الشعوب.

ما رأيك فى الرؤية المصرية فى التعامل مع أزمات المنطقة؟

- مصر تتبع سياسة حكيمة فى التعامل مع قضايا المنطقة، ومنذ فترة طويلة تحاول القاهرة الحد من تصعيد التوترات وتحسين الوضع فى المناطق التى قد تشهد توتراً، كما أن مصر تلعب دوراً إيجابياً فى جميع القضايا المزمنة فى المنطقة، سواء فى فلسطين أو ليبيا أو سوريا أو اليمن، والسياسة المصرية تحظى بتقدير كبير على الساحة الدولية، وقد شهد الجميع بحكمة مصر فى التعامل مع هذه الأزمات.

وكيف ترى دور الدبلوماسية المصرية فى التعامل مع أزمات الشرق الأوسط؟

- لا بد من التأكيد على أن الشرق الأوسط مضطرب ومشتعل بأزمات كبيرة ويحتاج لجهود مصر المستمرة دون كلل بجميع الطرق، وتمت الإشادة بالمبادرات أو الوساطة المباشرة واللقاءات الرسمية التى تعقدها القيادة المصرية.

ومن الأمور التى يجب التأكيد عليها أن الدبلوماسية المصرية حققت نجاحات كبيرة فى مختلف الدوائر من أجل التصدى لجميع التهديدات والمحاولات التى استهدفت زعزعة الأمن القومى المصرى، لكن تظل القضية المحورية الدائمة فى سياستنا الخارجية هى القضية الفلسطينية التى تعد موضوع الساعة وكل ساعة منذ بداية العدوان على غزة، وإدارة الأزمة منذ بدايتها من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى عظيمة، والرؤية المصرية محل تقدير واحترام من العالم، خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية والغذائية لقطاع غزة.

تأثير الحروب الأهلية

لا جدال أن هذه المخططات كانت دائماً موجودة، ولكن ما نشهده الآن هو مرحلة ضعف ووهن، ما يسمح لهذه المخططات بالظهور على أرض الواقع، وأصبحنا نشهد نتائج هذه المخططات على الأرض فى بعض الدول، وأعتقد أن هناك إرادة سياسية لدى بعض الدول العربية لمواجهة هذه المخططات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشرق الأوسط فى التعامل مع الشرق الأوسط هذه المخططات على المنطقة فى المنطقة

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس مجلس الدوما للجزيرة: هناك فرصة كبيرة لإنهاء الحرب بأوكرانيا

واعتبر أن التفاهم بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب مثّل أساس الخطة التي اقترحها ترامب، مشيرا إلى أن بوتين تحدث مع ترامب بأنه "لا أوكرانيا ولا أوروبا مستعدتان للمفاوضات السلمية".

ولم يستبعد تولستوي انتهاء الحرب قريبا جدا "إذا نجحت محاولات إدارة ترامب لوقف الأعمال العسكرية، عبر المفاوضات السلمية". ورجح إمكانية التوصل إلى اتفاق بين بلاده والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين عظميتين، كما وصفهما.

وأشار إلى مفاوضات تجري في الكرملين بشأن تسوية الوضع الأوكراني، بين الرئيس بوتين والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر (صهر ترامب) مشيرا إلى أن الرئيس وقبل بدء المفاوضات أعاد التأكيد على موقف روسيا بأنها مستعدة لإنهاء الصراع سلميا شرط تحقيق أهدافها وضمان مصالح الأمن الروسي.

وعن فرص نجاح المبادرة الأميركية بشأن أوكرانيا، قال نائب رئيس مجلس الدوما إن هناك فرصة كبيرة لتحقيق تسوية للنزاع عندما تتخذ روسيا والولايات المتحدة موقفًا صلبًا، معتبرا أن الأخيرة "تسيطر تماما على أوكرانيا وبدرجة كبيرة يمكنها التحكم في حلفائها الأوروبيين".

وعن التنازلات القصوى التي يمكن أن تقبل بها روسيا، قال تولستوي إن "التنازلات الروسية هي عدم ضم أوديسا وكييف" ويمكن لموسكو النظر في بعض الفرص المتعلقة بالمشروعات الاقتصادية المشتركة، وقال إن "ويتكوف وكوشنر بما أن لهما خلفية تجارية فيبدو أنهما أرادا اقتراح بعض المشروعات المشتركة".

وأشار إلى أن المناطق الأربع (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا) أجريت فيها استفتاءات وانضمت إلى روسيا، ووفق الدستورالروسي، فإن الرئيس "ليس له الحق في التنازل عن الأراضي الموجود داخل البلاد".

رفض المقترحات الأوروبية

كما أكد تولستوي رفض روسيا للمقترحات الأوروبية بشأن مصادرة الأصول السيادية الروسية، وقال "من المبكر أن يقوم الأوروبيون بتقسيم أموال روسيا، وكل الأموال ستعاد".

ومن جهة أخرى، اتهم المسؤول الروسي أوكرانيا والأوروبيين بمحاولة تقويض خطة ترامب وتقليصها وإزالة موضوع استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا اليوم، والتي تشمل جزءا من جمهورية دونيتسك.

وقال أيضا إن بلاده لا تثق في الأوروبيين الذين لديهم خطاب "عدواني" تجاه روسيا ويهددونها باستمرار ويعلنون استعدادهم لأي عمليات عسكرية ضدها، وهذا يحدث -حسبه- مشكلات أمام المفاوضات السلمية.

ويذكر أن الخطة الأميركية -المكوّنة من 28 نقطة- تلزم أوكرانيا بالتنازل عن كامل منطقة دونيتسك لروسيا، بما فيها المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، لتصبح هذه الأراضي منطقة عازلة منزوعة السلاح ومُعترفا بها دوليا على أنها روسية، كما ستمنح الخطة موسكو السيطرة على منطقتي لوغانسك والقرم، مع تجميد خطوط القتال في خيرسون وزاباروجيا.

Published On 3/12/20253/12/2025|آخر تحديث: 12:56 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:56 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • "KKR" تكثّف حضورها في الشرق الأوسط مدفوعة بقوة اقتصادات الخليج ونمو الاستثمارات
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: أربعة مسارات أساسية لفهم وتعامل المجتمع الدولي مع الأزمة السودانية
  • الشرق الأوسط وامتداد الأزمة
  • ووزير الدفاع في لقاء مع رجل بريطانيا الأول في الأمن الإقليمي: استكمال التحرير يبدأ بتقوية القوات المسلحة ومواجهة الحوثيين.. عاجل
  • البديوي: السياسات الحكيمة لدول مجلس التعاون أثمرت عن نموذج ناجح للعمل الإقليمي المشترك
  • نائب وزير الخارجية يلتقي المدير الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود الإسبانية
  • نائب رئيس مجلس الدوما للجزيرة: هناك فرصة كبيرة لإنهاء الحرب بأوكرانيا
  • «الصحة العالمية»: منطقة الشرق الأوسط مازالت تواجه فجوة كبيرة في نسب العلاج من الإيدز
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة حوارية بمؤسسة Korber Stiftung
  • وزير الخارجية الألمانى: نشكر مصر على دورها في الوساطة من أجل حل نزاع غزة