قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه تم إحراز "بعض التقدم" في المحادثات مع روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا، في حين قالت موسكو إنه لم يتم التوصل إلى تسوية، بينما توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف بتصعيد الهجمات.

وقال روبيو، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية، "ما حاولنا القيام به، وأعتقد أننا أحرزنا فيه بعض التقدم، هو معرفة ما يمكن أن يتعايش معه الأوكرانيون والذي يمنحهم ضمانات أمنية للمستقبل".

وأضاف أن الولايات المتحدة تأمل في أن تسمح التسوية للأوكرانيين "ليس فقط بإعادة بناء اقتصادهم، بل أيضا بالازدهار كدولة".

في المقابل، أعلن الكرملين -مساء أمس الثلاثاء- أنه لم يتم التوصل إلى "تسوية" بشأن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، بعد محادثات استمرت لساعات بين فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف ردا على سؤال أحد الصحفيين "حتى الآن لم نتوصل إلى تسوية، لكن من الممكن مناقشة بعض المقترحات الأميركية".

وأوضح أن "المحادثات كانت مفيدة وبناءة للغاية"، لكن "لا يزال هناك كثير من العمل" للتوصل إلى اتفاق.

بوتين يتوعد

وقبل بدء الاجتماع، أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات صعّد فيها تهديداته نحو كييف، متوعدا بتكثيف الضربات ضد المنشآت والسفن الأوكرانية بعد هجمات نفذت في البحر الأسود، ومحذرا من اتخاذ إجراءات ضد ناقلات لدول توفر الدعم لأوكرانيا.

كما اعتبر بوتين مطالب الأوروبيين غير مقبولة لروسيا، وقال إنهم إذا كانوا يريدون القتال فإن روسيا مستعدة، مضيفا أنهم يعرقلون مساعي الإدارة الأميركية والرئيس ترامب لتحقيق السلام عن طريق المحادثات.

وبعد هذا الاجتماع مع الروس في موسكو، قد يلتقي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر وفدا من كييف في أوروبا اليوم الأربعاء، بحسب ما أفاد به مصدر أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية.

إعلان

من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بالاستفادة من المفاوضات لمحاولة إضعاف العقوبات المفروضة عليها. ودعا خلال زيارة لأيرلندا إلى إنهاء الحرب، وليس إلى "هدنة فقط" في القتال.

وتلقى زيلينسكي -الذي يواجه ضغوطا سياسية وعسكرية متزايدة- جرعة دعم قوية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدد تأكيد استنفار الأوروبيين لضمان "سلام عادل ودائم".

ورحّب ماكرون بجهود الوساطة الأميركية، لكنه أوضح أن "لا خطة مُنجَزَة اليوم بالمعنى الدقيق للكلمة". وأضاف أنه "لا يمكن إنجاز (هذه الخطة) إلا بوجود الأوروبيين حول الطاولة".

وقف استخدام الغاز الروسي

في سياق مواز، توصّل المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي إلى اتفاق على إنهاء واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027، في إطار جهود إنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية وفق ما نقلته وكالة رويترز عن المجلس الأوروبي.

ووفق رويترز، فإن الاتفاقية تتضمن حظرا تدريجيا ملزما قانونيا على واردات الغاز الطبيعي المسال والغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا، مع فرض حظر كامل لكليهما، اعتبارا من نهاية 2026 وخريف 2027 على الترتيب.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغت حصة روسيا من واردات غاز الاتحاد الأوروبي 12% بعد أن كانت تمثل 45% قبل بداية الحرب مع أوكرانيا، مع استمرار دول -منها المجر وفرنسا وبلجيكا- في تلقي الغاز الروسي.

في السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن 4 مصادر أن المفوضية الأوروبية تعتزم تقديم مقترح قانوني هذا الأسبوع لاستخدام أصول روسية مجمدة لتمويل أوكرانيا، مع ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية الاقتراض من الأسواق المالية أو الجمع بين الخيارين.

وتوجد معظم الأصول الروسية المجمدة في أوروبا في حسابات شركة يوروكلير البلجيكية للأوراق المالية، وقد عبرت الحكومة البلجيكية مرارا عن مخاوفها بشأن المخاطر القانونية التي ستترتب على هذه الخطوة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

ابتداءً من 2027: الاتحاد الأوروبي يطوي صفحة الغاز الروسي

اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على التخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027، في خطوة تهدف إلى إنهاء الاعتماد على موارد الطاقة القادمة من موسكو، في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا.

في اجتماع عُقد في بروكسل، توصّلت دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي إلى اتفاق يقضي بحظر استيراد الغاز الطبيعي الروسي في السوق الفورية للغاز الطبيعي المسال (LNG) اعتبارًا من مطلع عام 2026، إضافة إلى حظر استيراد الغاز عبر خطوط الأنابيب اعتبارًا من 30 سبتمبر 2027. وأُعلن عن هذه الخطوة في بيان رسمي خلال رئاسة الدنمارك للمجلس.

وقال لارس آغارد، وزير المناخ والطاقة والمرافق العامة في الدنمارك: "نحن بحاجة إلى إنهاء اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، والحظر الدائم داخل الاتحاد يمثل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح".

جعل تمويل الحرب الروسية أكثر صعوبة

وسيشمل الحظر استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي اعتبارًا من يناير 2027. ويهدف الاتحاد الأوروبي من خلال ذلك إلى الضغط على روسيا وجعل تمويل حربها العدوانية ضد أوكرانيا أكثر صعوبة.

ويتوقع أن يخلق الاتفاق الجديد أساسًا قانونيًا مستقرًا، إذ ستمدد العقوبات المفروضة على موسكو كل ستة أشهر، وهو ما يتطلب عادة إجماع الدول الأعضاء.

Related مصادر: موسكو وواشنطن تبحثان عودة الغاز الروسي إلى أوروبا عبر صفقة سلامأوروبا تحظر واردات الغاز الروسي بنهاية 2027 حتى لا تبقى تحت رحمة موسكوالمفوضية الأوروبية تُقدّم مقترحًا جديدًا لإنهاء اعتماد بروكسل على النفط والغاز الروسيين استثناءات للمجر وسلوفاكيا

ومع ذلك، ستظل المجر وسلوفاكيا قادرتين على استيراد النفط الروسي في الوقت الراهن. ومن المقرر أن تقدّم المفوضية الأوروبية العام المقبل خطة لهاتين الدولتين للتخلّص التدريجي من هذه الواردات بحلول نهاية عام 2027.

وتُعد المجر وسلوفاكيا الدولتين الوحيدتين في الاتحاد اللتين لا تزالان تحصلان على النفط الخام من روسيا وتعتمدان بشكل كبير على الغاز منها، وقد سبق أن عرقلتا مرارًا فرض عقوبات إضافية على موسكو أو دعمًا أكبر لأوكرانيا في دفاعها ضد روسيا.

لا مخاطر على المستهلكين

وبحسب المفوضية الأوروبية، لا يشكل الاستغناء عن الغاز الروسي خطرًا على أمن الإمدادات، إذ تؤكد بروكسل وجود ما يكفي من المورّدين البديلين في الأسواق العالمية. كما لن يضطر المستهلكون للقلق بشأن ارتفاع أسعار الغاز.

وتتضمّن الاتفاقية كذلك بندًا يُشبه "إجراء السلامة"، يدخل حيز التنفيذ إذا تعرض أمن الإمدادات في أي دولة عضو للخطر. ففي حال أعلنت دولة ما حالة الطوارئ، يُسمح بتوفير إمدادات محدودة لضمان استقرار الأوضاع.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يتفق على «حظر تدريجي للغاز الروسي»
  • مساعد الرئيس الروسي: بوتين وويتكوف بحثا عدة مسائل مرتبطة بالتسوية في أوكرانيا
  • ابتداءً من 2027: الاتحاد الأوروبي يطوي صفحة الغاز الروسي
  • الاتحاد الأوروبي يتفق على الاستغناء عن الغاز الروسي بحلول 2027
  • روبيو: تقدم محدود في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • روبيو: إحراز بعض التقدم في المحادثات مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • “التلغراف”: روسيا انتصرت في الحرب وبوتين سيحدد شروط السلام في أوكرانيا
  • روبيو: المحادثات مع أوكرانيا لا تتعلق بالسلام فحسب بل أيضا باستقلالها
  • روبيو يدلي بتصريح بشأن خطة السلام في أوكرانيا