الإيسيسكو تحيي الذكرى الـ300 لمولد المفكر التركماني مختوم فراغي
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
أحيت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" -الأسبوع الماضي- الذكرى الـ300 لميلاد الشاعر والمفكر التركماني مختوم قولي فراغي.
وأقيمت الفعالية في مقر الإيسيسكو بالعاصمة المغربية الرباط، بالشراكة مع المنظمة الدولية للثقافة التركية (تركسوي) ووزارة خارجية تركمانستان.
رحلة شاعر تركمانستانتخلل الاحتفالية عرض فيلم وثائقي بعنوان "رحلة مختوم قولي فراغي"، استعرض السيرة الذاتية للشاعر والمفكر التركماني.
وفي كلمته، قال سلطان باي رايف، الأمين العام لمنظمة تركسوي، إن هذا العام "شهد تنظيم عدد كبير من الاحتفالات والتظاهرات الفنية والثقافية في مناطق مختلفة، إحياءً للذكرى الـ300 لميلاد مختوم قولي فراغي".
وأشار رايف إلى أن هذه الفعالية بمقر الإيسيسكو تُدشن تعاونًا وثيقًا بين المؤسستين، مما سيسهم في تقوية العلاقات الثنائية. كما نوه بالدور البارز للسلطات التركمانية في تحويل ذكرى مختوم قولي فراغي إلى "عام للاحتفال بالفلسفة والشعر".
وقالت مهري باشيموفا، نائبة وزير خارجية تركمانستان: "نحن اليوم نحتفي في قلب الثقافة الإسلامية بشاعر تركماني كبير، ومساهماته الغنية في الموروث الثقافي الشعري العالمي".
وأوضحت أن مؤلفات مختوم قولي فراغي مسجلة ضمن تراث اليونسكو العالمي، وأن عام 2024 شهد إقامة نحو 170 فعالية دولية لتكريمه. كما أكدت أن حماية الموروث الثقافي المحلي باتت أولوية، مشيرة إلى إعداد موسوعة لمختوم قولي فراغي لتعزيز التعاون الأدبي والمحافظة على الإرث الثقافي والروحاني.
إعلان دور الإيسيسكوبدوره، قال مدير الإيسيسكو سالم بن محمد المالك، في تصريح للأناضول، إن "الاحتفاء بهذا الشاعر العالمي يجسد التعاون بين دول العالم الإسلامي".
وأكد المالك استعداد المنظمة للعمل المشترك مع تركمانستان لاستكشاف تاريخها وتراثها الثقافي، الذي أسهم في "مجد الحضارة الإسلامية الزاخرة". وأعرب عن تفاؤله بمستقبل التعاون بين الإيسيسكو وتركمانستان.
وُلد مختوم قولي فراغي عام 1733 في قرية حاجي قوشان من ضواحي مدينة كنبد كافوس بمحافظة كلستان الواقعة شمالي إيران قرب الحدود التركمانية، وقد نشأ وترعرع في كنف والده الشاعر دولت محمد آزادي.
وظهرت عليه منذ نعومة أظفاره رغبة شديدة في تعلم العلوم العقلية والنقلية، وذلك بعد أن تعلم الكتابة والقراءة على يد أبيه، ثم التحق بمدرسة القرية التابعة لـ"نياز صالح" أحد أبرز العرفاء في عصره، فتعلم فيها اللغتين الفارسية والعربية.
تعرض في حياته لانتكاسات عدة، لعل أبرزها فشله من الزواج من منقلي بنت خاله، التي أحبها وبقي يستذكرها في أشعاره، إلى جانب مقتل أخيه الأكبر عبد الله في أفغانستان، وكذلك وفاة والده وطفليه بابك وإبراهيم، حيث انعكس شوقه إليهم في نتاجه الأدبي.
وبعد حياة استمرت 57 عاما طاف خلالها في عديد من الأقطار المجاورة، بدءا من بخارى في أوزبكستان فكازاخستان ثم طاجيكستان وأذربيجان وأفغانستان وصولا إلى شمالي الهند، تُوفي مختوم قولي عام 1807 قرب نبع "عبا ساري" في سفوح جبال "كوه سونغي" على الحدود المشتركة بين إيران وتركمانستان، ودُفن بجوار ضريح والده في مدينة "قراوة تبه" شمالي إيران.
وسجّلت إيران عام 2007 ضريح هذا الشاعر، وفي عام 2014 سجلت ديوانه الشعري الذي يحتوي على أكثر من 10 آلاف بيت باللغة التركمانية، في قائمة آثارها الوطنية.
إعلان نماذج شعريةلم تأتِ أسفار مختوم قولي اعتباطية، بل كان يطوف البلدان بحثا عن ضالته التي قال فيها:
إن الذي يبعد عن عشيرته.. سيطوي الأرض بحثا عن دياره
وإن الذي يضل الطريق.. سيبذل جهدا للعثور عليه
ورغم ذلك، فإن نظرته العرفانية للحياة تجعله في حيرة من أمر الناس الذين يفنون أعمارهم في جمع الأموال والثروة، فيقول فيهم:
الأجرام السماوية تدور.. والناس يهيمون على الأرض
يا له من عالم هذا.. كل من يفتح عينه فيه يسارع إلى جمع الأموال والثروة
ثم يعقد مقارنة بين أصناف البشر فلا يستوون:
أولئك يعتمرون تيجانا ذهبية.. وأولئك يستجدون فتات خبز لسد جوعهم
وأولئك يفترشون الأرض.. وأولئك يبحثون عن سجاد من حرير
فيحاول أن يذكّر الإنسان بحجمه الحقيقي ويحذره من مغبة الاغترار بالحياة الفانية:
أيها الإنسان! منذ أن وطأت قدماك دار الدنيا الفانية.. ماذا حل بك منها سوى الذل والهوان؟
وطالما فتحت فمك وحركت لسانك.. حتى لدغت عديدا من الناس وجرحت مشاعرهم
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
«الشارقة للتراث» يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع المالديف
الشارقة (وام)
أخبار ذات صلةبحث معهد الشارقة للتراث سُبل تعزيز التعاون الثقافي والتراثي بين إمارة الشارقة وجمهورية المالديف، وذلك خلال لقاء جمع الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، أمس في مقر المعهد، مع سعادة محمد حسين شريف، سفير جمهورية المالديف لدى دولة الإمارات.
وخلال اللقاء، سلّم الدكتور المسلم دعوة رسمية لاختيار جمهورية المالديف ضيف شرف الدورة الخامسة والعشرين من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، مؤكداً أن هذه الدعوة تأتي تقديراً للثقافة المالديفية العريقة.
وأوضح الدكتور المسلم أن اللقاء تناول مجالات التعاون المشترك، في مجالات التراث الثقافي غير المادي وتبادل الخبرات في حفظ وتوثيق الروايات الشفوية والحكايات الشعبية.
وأشار إلى أن «ملتقى الراوي» بات منصة عالمية تحتفي بالحكائين والرواة وحملة الذاكرة الشعبية من مختلف الثقافات.. وقال: «إن مشاركة المالديف هذا العام ستثري برنامج الملتقى بروافد جديدة من الحكايات والأساطير المرتبطة بالبحر والجزر وهي قريبة من وجداننا وتراثنا الخليجي».
من جانبه، عبّر سعادة السفير محمد حسين شريف عن بالغ شكره وتقديره للدعوة، مشيداً بجهود معهد الشارقة للتراث في مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، مؤكداً أن اختيار بلاده ضيف شرف للملتقى يشكّل فرصة متميزة لتقديم التراث المالديفي إلى جمهور عربي وعالمي.
ولفت إلى أن المالديف تمتلك رصيداً غنياً من الحكايات والأساطير الشفهية المستوحاة من بيئتها البحرية، ما يجعل مشاركتها في الملتقى إضافة حقيقية تسهم في تعزيز الحوار الثقافي وإثراء المشهد التراثي.
وتخلّل اللقاء عرض فيديو تعريفي عن «أسبوع التراث المالديفي 2021»، إضافة إلى مناقشة آفاق التعاون الثقافي والمشاركة المالديفية المرتقبة في فعاليات الملتقى.
كما قدّم الدكتور عبدالعزيز المسلم مجموعة من إصدارات المعهد، التي تُسلّط الضوء على الموروث الثقافي الإماراتي والخليجي، خصوصاً في مجالات الحكايات الشعبية والذاكرة الشفاهية، مشيراً إلى أوجه الترابط بين التراث البحري في الإمارات والمالديف.
يذكر أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث انطلق قبل 25 عاماً بوصفه مشروعاً ثقافياً رائداً يعنى بالحكائين والرواة وحملة التراث الشفهي من مختلف أنحاء العالم.