دي ليخت ويونايتد في «سباق مع الزمن»
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
لندن (د ب أ)
يسابق فريق مانشستر يونايتد الزمن من أجل التأكد من شفاء لاعبه الهولندي ماتياس دي ليخت من مرضه، من أجل اللحاق بلقاء الفريق ضد مضيفه وولفرهامبتون، غداً الخميس، ضمن منافسات المرحلة الـ18 لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وتسبب المرض في حرمان دي ليخت من المشاركة في مباراتي مانشستر يونايتد الأخيرتين بالمسابقة ضد كل من توتنهام هوتسبير، وبورنموث، لكنه يحاول تعزيز صفوف الفريق أمام وولفرهامبتون.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده روبن أموريم، المدير الفني لمانشستر يونايتد، للحديث عن استعدادات فريقه لمباراة «البوكسينج داي»، تحدث المدرب البرتغالي عن دي ليخت، وحاجة الفريق لتجنب المزيد من الإصابات، وقال أموريم: «في الوقت الحالي، لا نقوم بالمداورة بين اللاعبين للوقوف على مستواهم والاستعداد للمستقبل، وإنما لنتجنب الإصابات بكل بساطة، ماتياس مريض، وهاري ماجواير أكمل مباراة كاملة في ثلاثة أشهر».
أضاف مدرب يونايتد: «كان علينا أن نمنحه بعض الراحة في منتصف الأسبوع، كوبي ماينو لعب بعد عودته من الإصابة، لذا ينبغي علي أن أنظر في مدى جاهزيته، راسموس هويلاند وجد في مباراتين، ثم أشركناه بديلاً في الشوط الثاني من لقائنا الأخير في البطولة».
وأوضح أموريم في تصريحاته، التي نقلها الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر يونايتد: «نحاول التعامل مع كل الأمور، أريد فقط أن أفوز بالمباريات، فأنا أعلم أن المشروع طويل الأمد، ونحن نركز عليه، ولكنني أعلم أيضاً أنك لن تحظى بوقت طويل في الأندية الكبيرة، وعليك أن تحقق الانتصارات».
وتابع: «لدي تصور واضح للمسؤولية التي تقع على عاتقي هنا، ولكنني أحاول إدارة الفريق بالشكل الذي يجعلنا نتجنب الإصابات».
على جانب آخر، تحدث أموريم لشبكة سكاي سبورتس عن غياب ماركوس راشفورد عن قائمة الفريق في المباريات الأخيرة، حيث قال: «إنه موقف صعب، أعلم أن هؤلاء اللاعبين محاطون بأشخاص يؤثرون في تفكيرهم وقراراتهم، سأكون موجوداً دائماً لمساعدة ماركوس، وهذا جزء من عملي». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مانشستر يونايتد روبن أموريم الدوري الإنجليزي دی لیخت
إقرأ أيضاً:
د. منال إمام تكتب: الإنسان المصري.. حالة فريدة عبر الزمن
وأنا أراجع كتابي "الدبلوماسية المصرية عبر العصور" استعدادًا لإصدار الطبعة الثانية، استوقفني الإنسان المصري في مختلف العصور: قديمًا ووسيطًا (العصر الإسلامي) وحديثًا، بشخصيته المتفردة في رقيها وبساطتها وروحه المرحة في أصعب الظروف، والأهم حبه لوطنه الذي لا يدانيه أحد. يظلّ الإنسان المصري، منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، لغزًا جميلًا يأسر القلوب قبل العقول، ويمضي عبر العصور بملامح ثابتة من الطيبة والصلابة والكرامة وحب الوطن. هو إنسان لم ينقطع عنه دفء الروح ولا نقاء القلب، مهما تبدّلت الظروف وتغيّرت الأزمنة وتباينت الحقب. وكأن نهر النيل، وهو يمنح الحياة لأرضه، منح أبناءه أيضًا سكينة خاصة، ورُقيًا أصيلًا، وإيمانًا عميقًا بالإنسانية.
لقد وقف المؤرخون مندهشين أمام هذا الإنسان منذ الدولة القديمة. كيف يمكن لشعبٍ أن يجمع بين القوة والرقة؟ بين الحكمة والعمل؟ بين حب الأرض والتفاني من أجلها؟ كتب عنه هيرودوت منذ آلاف السنين مشيدًا بصفاته، متسائلًا بإعجاب عن هذا الشعب الذي يتمسّك بالخير ويتقن بناء الحضارة كما لو كان ينسج من الحجارة قصائد خالدة.
وحين دخل المسلمون مصر، سُحر القادة العرب بأخلاق المصريين، ببساطتهم وكرمهم، وبقدرتهم العجيبة على احتواء الآخر. بلغت دهشتهم حدّ الإعجاب الذي سجله التاريخ، حتى إن الخليفة عمر بن الخطاب لم يتردد في طلب المساعدات لأهل الجزيرة وقت القحط، واثقًا أن المصريين لن يبخلوا بأخوّة ولا بعطاء، فهذه طبيعتهم التي لا يعرفون غيرها، وكان المصريون عند حسن ظنه فأرسلوا القوافل، أولها في جزيرة العرب وآخرها في مصر.
وجاءت الحملة الفرنسية، يحمل علماؤها أدواتهم وفضولهم، فكتبوا في "وصف مصر" الكثير عن الآثار، لكن الجزء الأجمل كان ذاك الذي تحدّثوا فيه عن الإنسان المصري ذاته: عن صبره، ونبله، وخفة ظله، وميله الفطري إلى الحكمة. لقد رأوه ليس مجرد فرد من شعب عريق، بل مرآة لروح حضارة كاملة.
حتى في زمن الاحتلال الإنجليزي، حين كتب اللورد كرومر وملنر وغيرهم مذكّراتهم، لم يستطيعوا تجاوز حقيقة هذا الإنسان، سواء كان بسيطًا يعمل في الحقل أو مثقفًا يدوّن أفكاره. وجدوا فيه شخصية تجمع بين الوقار والصبر، بين العناد النبيل والروح المتسامحة، بين الرغبة في الحرية والإصرار على الكرامة.
وفي العصر الحديث، حين بدأت مصر تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة قبيل حرب أكتوبر، كان الانطباع ذاته يتكرر. فالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لم يُخفِ انبهاره بشخصيات مصرية لامعة مثل حافظ إسماعيل أو إسماعيل فهمي، تلك الشخصيات التي حملت الوقار المصري الأصيل، وتحدثت بحكمة وهدوء وثقة، فأدهشت العالم كما أدهشت من قبلهم شعوبًا كثيرة.
نعم… الإنسان المصري، غنيًا كان أو فقيرًا، متعلمًا أو بسيطًا، يظل حالة فريدة في هذا العالم. حالة تستحق التأمل، وتستحق الحب، وتستحق التقدير. فهو يجمع في ملامحه تاريخًا طويلًا من النبل، وفي صوته صدى حضارة لا تنطفئ، وفي قلبه محبة تتسع للجميع.
هو المصري… ابن النيل، وابن الحضارة، وابن الإنسانية كلها.