لماذا زار ماكرون جيبوتي وإثيوبيا؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
خلال الأيام القليلة الماضية قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية إلى منطقة القرن الإفريقي يومي 20 و21 ديسمبر الجاري، شملت جيبوتي وإثيوبيا، في إطار جهود باريس لتعزيز حضورها الإقليمي وتطوير علاقاتها مع دول المنطقة.
الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون عن أسباب تلك الزيارة الغير معلنة خصوصًا في هذا التوقيت، وأثناء التحدث إلى الخبراء أكدوا أن تلك الزيارة تأتي من أجل جذب داعمين جدد لفرنسا في القارة السمراء.
استهل ماكرون زيارته بلقاء الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، حيث ناقش الجانبان مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشملت المحادثات تعزيز الشراكة الاقتصادية، إلى جانب التطرق للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة في البحر الأحمر.
في اليوم الثاني، توجه ماكرون إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث استقبله رئيس الوزراء آبي أحمد.
وشهد اللقاء مناقشات موسعة حول القضايا الإقليمية الراهنة، بما في ذلك النزاعات المستمرة في بعض دول الجوار، وأهمية تعزيز التعاون لدعم الاستقرار والتنمية في القرن الإفريقي.
كما ركز الجانبان على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين فرنسا وإثيوبيا، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، إلى جانب ملف الأمن الإقليمي، الذي يُعتبر ركيزة أساسية للشراكة بين البلدين.
من جانبه قال الدكتور أبو بكر برقو، مستشار الرئيس التشادي، إن زيارة ماكرون إلى جيبوتي وإثيوبيا تحت في إطار محاولة فرنسا في القرن الإفريقي خصوصًا بعد طلب الحكومة التشادية من القوات الفرنسية مغادرة البلاد.
أضاف برقو في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ماكرون ذهب إلى إثيوبيا وجيبوتي من أجل استخدام ورقة سد النهضة لضغط إلى بعض الدول الإفريقية خصوصًا السودان وتشاد، ولكن ذلك لن ينجح.
الدكتور أبو بكر برقو
وأكد مستشار الرئيس التشادي، أن الدول الإفريقية تحررت من الاستعمار الغربي التي استغل جميع موارد القاهرة الإفريقية.
وفي نفس السياق أوضح الدكتور كمال دفع الله بخيت المحلل السياسي للشؤون الإفريقية، أن زيارة تحمل العديد من الأبعاد المهمة على رأسها بقاء فرنسا بالقارة الإفريقية وعدم الانسحاب منها خصوصًا في جيبوتي كآخر قاعدة عملياتية تقليدية لها في إفريقيا.
أضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الزيارة تشير إلى رغبة ماكرون في تعزيز الشراكة مع جيبوتي وإثيوبيا، وتقدير الدور الاستراتيجي الذي تلعبانه خلال تلك الفترة.
أشار المحلل السياسي للشؤون الإفريقية، إلى أننا من الممكن أن نعتبر زيارة ماكرون إلى جيبوتي خطوة استراتيجية لتعزيز الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة، والتأكيد على استمرار التعاون مع الحكومات المحلية، ومع ذلك، يتعين على فرنسا أن تأخذ في الاعتبار التغيرات السريعة في العلاقات الدولية وسياق الشؤون الإفريقية لضمان فعالية استراتيجيتها المستقبلية.
واختتم قائلًا:" تمثل هذه الجولة فرصة ليس فقط لتعزيز العلاقات مع الشركاء الأفارقة، بل أيضًا لتجديد الالتزام الفرنسي بتغيير الصورة النمطية للدور الفرنسي في إفريقيا وتجاوز آثار الاستعمار التاريخية".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جيبوتي أثيوبيا ماكرون أفريقيا ايمانويل ماكرون جیبوتی وإثیوبیا خصوص ا
إقرأ أيضاً:
هل تُنهي اجتماعات «جيبوتي» المرتقبة موانع جلوس الفرقاء السودانيين حول مائدة مستديرة؟
حيدر المكاشفي: رفض «مناوي» الحاد لوجود تأسيس في المشاورات السياسية ستفقده فرصة التأثير داخل طاولة
ترقب كبير لاجتماعات «جيبوتي» بين الفرقاء السودانيين التي ستبدأ في 16 من ديسمبر الجاري، بوصفها أول اجتماعات تتضمن كتلة تأسيس وسط توحيد الوساطات الإقليمية والدولية فيما يعرف بالمنظمات الـ 5، وقبل أن تبدأ الجلسات استبقها حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بالرفض مقابل ترحيب من تحالف صمود وصمت من جانب تأسيس، ما يفتح الأسئلة حول مخرجات هذه اللقاءات وتوحيد المدنيين اتجاه وقف الحرب.
التغيير: نيروبي _ أمل محمد الحسن
اقترنت مطالبة دول الرباعية «الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات ومصر» بتحقيق هدنة إنسانية في السودان مع إطلاق عملية سياسية تنقل حكم البلاد إلى حكومة مدنية وفق بيان وزراء خارجية تلك الدول في سبتمبر الماضي، مشددين على أنه لا حل عسكري للصراع.
خطة عسكرية سياسيةنقل بيان الرباعية مبادرات الحل إلى خطة واضحة تشمل مسارا عسكريا يقضي بوقف النار لمدة 3 أشهر، ومسارا إنسانيا يقضي بإيصال المساعدات ثم بالتوازي مسارا سياسيا يمتد لـ 9 أشهر لنقل البلاد إلى مرحلة ما بعد الحرب لا يستثني إلا الجماعات المتطرفة العنيفة التي ترتبط بجماعة الأخوان المسلمين، وفق البيان.
وبينما رفض الجيش السوداني الهدنة الإنسانية التي بدأت المشاورات حولها قبيل سقوط الفاشر في اكتوبر الفائت؛ أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» الهدنة من طرف واحد في 24 نوفمبر فيما استمرت المعارك العسكرية التي سيطر فيها الدعم السريع على مدينة بابنوسة وحقل هجليلج للنفط غربي كردفان.
ومن المقرر أن تلتقي كافة القوي السياسية في العاصمة جيبوتي بين يومي 16 و18 من ديسمبر الجاري لتوسيع دائرة المشاورات التي بدأت منذ اندلاع الحرب عبر عدد من المبادرات التي دعا لها كل من الاتحاد الإفريقي والإيقاد والقاهرة إلى جانب عدد من اللقاءات في العاصمة السويسرية جنيف.
وبعد مطالبات من المكونات المدنية؛ توحدت المبادرات الإقليمية والدولية عبر تكوين آلية تمثل المنظمات الـ 5 الاتحاد الإفريقي، الايقاد، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والتي تعمل على التشاور مع المكونات المدنية للوصول لإجلاس كافة الفرقاء السياسيين في طاولة واحدة للاتفاق على العملية السياسية وتكوين حكومة ما بعد الحرب.
وتنقسم القوى السياسية إلى 3 مكونات رئيسة، هي التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” والذي أعلن موقفه الرافض للحرب ولا يتحالف مع أي مكون عسكري، والكتلة الديمقراطية المؤيدة للجش، وتحالف تأسيس الداعم لحكومة مكونة من عدد من التحالفات العسكرية على رأسها الدعم السريع.
ولأول مرة تشمل الدعوة المكون المدني في تحالف «تأسيس» الذي شكل مع الدعم السريع حكومة في غرب البلاد عاصمتها نيالا، فيما أعلن قائد جيش تحرير السودان مني اركو مناوي مقاطعته للقاء “إذا استمرت الدعوة بهذا الشكل مع السلامة لن نكون جزءا منها».
وبحسب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حيدر المكاشفي فإن «مناوي» من جهة يعمل على ممارسة ضغوط على الوسطاء لتغيير صياغة الدعوة بطريقة توضح عدم اعترافهم بشرعية تأسيس والدعم السريع واعتماده كطرف قبل الترتيبات الأمنية.
وحذر المكاشفي في حديثه مع «التغيير» من أن طريقة مناوي الحادة في الرفض ستفقده فرصة التأثير داخل طاولة المشاورات والأجدى رفض الصياغة مع تبيان استعداده للتفاوض حول تصحيحها.
نبيل أديب: الفجوة بين الفرقاء السياسيين تقلصت بشكل واضح
نقاط التباين الأساسيةمن جانبه اعترف القيادي بالكتلة الديمقراطية نبيل أديب بتقلص الفجوة بين الفرقاء السياسيين عبر اللقاءات السابقة بشكل واضح مستدركا بأنها لا تزال موجودة.
وكشف أديب لـ «التغيير» عن أن الخلاف يدور حول الأطراف التي يحق لها الجلوس في الحوار السوداني-السوداني مشيرا لرفض «صمود» لمشاركة الإسلاميين ورفضهم في الكتلة الديمقراطية لمشاركة “تأسيس وكل من يواجه اتهام لدى محكمة مختصة بجرائم الحرب أو الفساد، وأضاف أن الخلاف الثاني يتمحور حول مكان وأجندة الحوار.
“بروز تأسيس عمق حالة الاستقطاب” هذا ما قاله رئيس دائرة الإعلام بتحالف صمود، مصباح أحمد مشيرا إلى أن المبادرات السابقة أوصلت الأطراف إلى صيغة توافقية معقولة لكن بروز كتلة تأسيس كحليف للدعم السريع مقابل تحالفات قوى بورتسودان الداعمة للجيش أعاد تشكيل الخريطة السياسية وعمق حالة الاستقطاب.
ووصف أحمد موقف الكتلة الديمقراطية الرافض للجلوس مع كتلة تأسيس بـ “غير الموضوعي” لجهة أنه لا يخدم مبدأ توحيد الصف المدني ويضعف فرص إنهاء الحرب ويحد من قدرة القوى المدنية على تقديم نفسها كخيار وطني بديل لهيمنة السلاح وعسكرة المشهد العام.
مصباح أحمد: رفض الكتلة الديمقراطية الجلوس مع كتلة تأسيس “غير موضوعي”
وأكد رئيس دائرة الإعلام بحزب الأمة على انفتاحهم في “صمود” على الحوار مع جميع القوى السياسية باستثناء المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما مشددا على أن أي عملية سياسية لا تشمل جميع الأطراف المدنية ستكون ناقصة.
ووصف أحمد “صمود” بالكتلة المدنية الثورية الأكبر التي لم تنحز لطرفي الصراع مؤكدا على أن موقفها أهلها لتكون محورا للجهود الرامية لخلق مسار مدني مستقل قادر على إعادة التوازن للمشهد السياسي.
ووفق مصادر سياسية تحدثت لـ «التغيير» فإن الحوار السياسي ربما يتم عبر الحوار غير المباشر، بمعنى أن صمود ستجلس مع الطرفين “الكتلة الديمقراطية وكتلة تأسيس” كل على حدا وتقوم ببلورة رؤية موحدة.
وعلى الرغم من إعلان مناوي مقاطعة الاجتماعات إلا أن مصادر سياسية أكدت حضور بعض مكونات الكتلة الديمقراطية واصفة إياها “بأنها ليست على قلب رجل واحد”.
لكن المخاوف ستبقى موجودة من أن تفتت الكتل السياسية ربما يؤدي إلى زيادة تعقيد المشهد السياسي الذي لن يتوازن إلا عبر انصياع الطرفان للهدنة ووقف إطلاق النار لتليين المواقف المتشددة للكتل الداعمة للعسكريين.
وعبر مصدر سياسي فضل حجب اسمه عن ارتياحه لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لجهة أن هذا التصنيف ربما يقلل من حدة مواقف الجماعات التي تنحاز للمكون الإسلامي في معسكر بورتسودان.
من جانبه، وضع المحلل السياسي حيدر المكاشفي سيناريوهان حول نجاح هذه المفاوضات التي تقودها المنظمات الإقليمية والدولية في إقامة حوار سوداني-سوداني يفضي إلى عملية سياسية متفق عليها، وصف السيناريو الأول بالمتشائم والثاني بالمتفائل.
وعزا المكاشفي وصف التشاؤم لتعقيدات إقليمية وتصنيفات دولية قد تدفع بالإسلاميين وبعض فصائلهم المسلحة بالانسحاب وفيما تتمكن الوساطة من جمع الغالبية في الحوار إلا أن الانسحاب المتوقع سيترك قوة عسكرية خارج الاتفاق ما يعني ضمنيا استمرار العنف وتهدد مستقبل الاتفاق.
وقال لـ «التغيير» إن السيناريو المتفائل يستند إلى اتفاق وساطة إفريقية عربية أممية على وقف إطلاق النار وبمراقبة إقليمية وتوفير تمثيل للكتل السياسية كافة ما يؤدي لاتفاق أولي على خارطة طريق دستورية مع تأجيل قضايا العدالة لحل مختلط.
وأعرب عن تفاؤله بأن هذا السيناريو سيوفر فرصة للوصول لاتفاق واسع يقبله معظم الفاعلين.
الوسوماجتماعات «جيبوتي» الإمارات السعودية الفرقاء السودانيين الولايات المتحدة ترقب كبير دول الرباعية رفض مناوي مصر