بوابة الوفد:
2025-08-13@19:18:18 GMT

مصر وسوريا وسنوات الوحدة والانفصال!

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

سلام على سوريا الشقيقة، قمت بزيارة سوريا مرتين خلال حكم بشار الأسد، لم يخل حديث المقاهى المنتشرة حول سوق الحميدية فى دمشق من الحديث الأخوى المتبادل بين المصريين سواء من الزائرين المؤقتين أو من المقيمين مع أصدقائهم السوريين عن أيام الوحدة بين مصر وسوريا، هناك زوجات مصريات لرجال سوريين، وهنا زوجات سوريات لرجال مصريين، وأصبحت العلاقة بين الطرفين المصرى والسورى هى علاقة دم، من أخوال وأعمام وأشقاء وأحفاد.

وعندما استقبلت مصر ملايين السوريين الذين هربوا من بطش نظام «الأسد» استقبلهم المصريون بالترحاب، وفتحوا لهم منازلهم، واقتسموا معهم طعامهم كما عاملت مصر على المستوى الرسمى السوريين بأنهم فى بلدهم الثانى، لهم نفس حقوق المواطنين المصريين ولم تعاملهم كلاجئين، ولم تقم لهم خياماً على الحدود كما فعلت بعض الدول مع اللاجئين.

كانت الجمهورية العربية المتحدة، هو الاسم الرسمى للكيان السياسى المشكل، إثر الوحدة بين مصر وسوريا التى أُعلنت فى 22 فبراير 1958، بتوقيع ميثاق الجمهورية من قبل رئيس مصر «جمال عبدالناصر» ورئيس سوريا «شكرى القوتلى»، واختير «جمال عبدالناصر» رئيساً للجمهورية العربية المتحدة، والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة وفى عام 1960، تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضا، انتهت الوحدة بانقلاب عسكرى فى دمشق يوم 28 سبتمبر 1961، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى 1971، عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.

كانت الوحدة فى تلك الفترة حلماً بالنسبة إلى العرب وجاءت الوحدة المصرية السورية تلبية لرغبات الشعبين المصرى والسورى، فى إطار الجو الدولى الضاغط والأحداث التى شهدها الوطن العربى من تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى على مصر والحشود التركية على الحدود السورية، وصولاً إلى قيام حلف بغداد بالمؤامرات والدسائس، وبعد تأليف حكومة «صبرى العسيلى» فى سوريا أصر «ميشيل غفلق» أن يتضمن البيان الوزارى للحكومة الدعوة إلى الوحدة السورية المصرية، وقد لاقت هذه الدعوة تأييد مجلس الشعب السورى، وقد قام عدد من قادة الألوية فى الجيش السورى بمفاوضة الحكومة المصرية حول الوحدة، وأعلنت الوحدة ومنح الرئيس السورى «شكرى القوتلى» لقب «المواطن العربى الأولى».

وفى 24 فبراير 1958، ألقى جمال عبدالناصر خطاباً فى سوريا وصف سوريا فيه بأنها قلب العروبة النابض التى حملت دائماً راية القومية العربية وكانت دائماً تنادى بالقومية العربية وتتفاعل من عميق القلب مع العرب فى كل مكان.

اختلفت الأسباب حول انهيار الوحدة بين مصر وسوريا والتى لم تدم أكثر من ثلاث سنوات، ولكن كانت لها إيجابيات مهمة فى أنها مزجت دماء الشعبين التى سرت فى عروق الأصهار والأشقاء والأحفاد، وخلفت حكايات تتردد فى المقاهى والمزارات، وفى مطاعم سوريا والتى انتقل بعضها إلى مصر بعد ثورة 2011، فى سوريا التى أفشلها نظام «الأسد» خلال القتل والسجن والتشريد للأشقاء السوريين، وهرب «الأسد» وبقيت سوريا وبقت العلاقات المصرية السورية، وارتفع صوت مصر يطالب بأن يترك للشعب السورى حق تقرير مستقبل بلاده، واحترام وحدة وسلامة أراضيه، وتحقيق حلم السوريين فى العودة بعد نزوح دام 13 عاماً ليرووا عن فترة إقامتهم فى القاهرة واقتسامهم العيش والملح مع أشقائهم المصريين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب مصر وسوريا سلام على سوريا مصر وسوریا

إقرأ أيضاً:

تركيا وسوريا توقّعان مذكرة تفاهم عسكرية بعد الإطاحة بالأسد

صراحة نيوز- قالت وزارة الدفاع التركية إن وزيري الدفاع في كل من تركيا وسوريا وقّعا، اليوم الأربعاء في أنقرة، مذكرة تفاهم تتعلق بالتدريب وتقديم المشورة العسكرية، وذلك عقب محادثات جرت بين الجانبين.

ويأتي هذا التفاهم بعد أشهر من المفاوضات بين البلدين بشأن اتفاق تعاون عسكري شامل، عقب الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

مقالات مشابهة

  • تركيا وسوريا توقّعان مذكرة تفاهم عسكرية بعد الإطاحة بالأسد
  • الشيباني: سوريا تمر بوقت دقيق بعد سنوات الحرب التي أثرت على كل بيت في البلاد ولا يمكننا الحديث عن المستقبل دون الحديث عما جرى في عهد النظام البائد والدمار والمعاناة التي لحقت بملايين السوريين
  • فيدان: حريصون على إقامة علاقات إستراتيجية مع سوريا وندعو إلى دعم الدولة السورية في جهودها لبناء سوريا جديدة تحقق مصالح الشعب السوري بجميع أطيافه
  • الملك الأردني يؤكد وقوف بلاده إلى جانب السوريين في جهودهم للحفاظ على أمن بلدهم واستقراره
  • أحمد موسى يهاجم مظاهرة السوريين أمام السفارة المصرية في دمشق
  • أحمد موسى يهاجم مظاهرات السوريين أمام السفارة المصرية بدمشق: أتمنى تكون ضد إسرائيل
  • بيان مشترك للجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية
  • اجتماع سوري أردني أمريكي في العاصمة الأردنية عمان يبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة بما يخدم استقرار الجمهورية العربية السورية وسيادتها وأمنها الإقليمي.
  • خلف الأبواب المغلقة: الأردن وسوريا وأميركا يبحثون مستقبل سوريا
  • انطلاق اجتماعات اللجنة الثلاثية الأردنية-السورية-الأمريكية لبحث استقرار سوريا وإعادة البناء