الإبل في التراث السعودي.. مصدر حيوي للغذاء والدواء عبر الأجيال
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
شكّلت الإبل منذ القدم مصدرًا حيويًا للغذاء والدواء، المتوارث عبر الأجيال، وتجسدت بصفتها عنصرًا أساسيًا في الثقافة والتراث العربي، وتمثل المملكة العربية السعودية موطنًا أصيلًا لهذه الثروة الحيوانية، بطبيعتها البيئية المتنوعة، وملاءمتها للثروة الحيوانية، لما تتميز به الإبل من قدرة فريدة على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة.
ويعد حليب الإبل الغذاء الأساسي والرئيسي لسكان الصحراء منذ القدم، في حلهم وترحالهم، مما يعني أن للحليب قيمة غذائية عالية، لاحتوائه على المغذيات الطبيعية الكافية لبناء الجسم.ويَشتهر حليب الإبل بقيمته الغذائية، حيث أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أنّ حليب الإبل غذاء صحي ومناسب لكل العالم، موصيةً بتصنيع أنواع المنتجات من حليب الإبل؛ الغني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها جسم الإنسان، وتفوق على حليب الماعز والأبقار.
وحليب الإبل مصدر غني بالمواد الغذائية الأساسية وبالأحماض الدهنية غير المشبّعة، فضلًا عن امتلاكه لخواص مضادة للالتهابات والأكسدة.وتشير العديد من الدراسات العلمية والطبية أن لحليب الإبل فوائد طبية وصحية كثيرة خصوصًا عندما تتغذى الإبل على الأعشاب والنباتات الطبيعية بعد هطول الأمطار في المراعي البرية.ولا يقتصر الاهتمام على حليب الإبل فقط، بل يمتد ليشمل لحومها، وجلودها، ووبرها، بما يعزز من مكانتها كمكوّن اقتصادي وثقافي وتراثي حيوي، والتوجهات المستقبلية تحافظ على هذه الثروة وتوسّع من نطاق الاستفادة منها باستخدام التقنيات الحديثة.يذكر أنه من ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، تعزيز الصناعات المحلية والكوادر البشرية الوطنية خاصة، وما يتعلق بالثروة الحيوانية، وتحديدًا الإبل التي تُعد موروثًا وطنيًا.
صحيفة اليوم السعودية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حلیب الإبل
إقرأ أيضاً:
“من غياب الحياء إلى الانهيار الأخلاقي… من يُنقذ الأجيال؟”
بقلم : نورا المرشدي ..
في كل أمة، هناك قيم تُشكّل عمودها الفقري، تحفظ توازنها وتمنحها هويتها الأخلاقية. من بين هذه القيم، يبقى الحياء أحد أكثر المعايير التي كانت تضبط السلوك العام وتحمي المجتمع من الانزلاق نحو الفوضى والانحلال. لكننا اليوم نشهد تراجعًا مخيفًا لهذه القيمة، حتى بات الحياء يُنظر إليه على أنه ضعف، أو تخلّف، في زمن باتت فيه المعايير مقلوبة والموازين مختلّة.
لقد بدأ الانحدار بخطى ناعمة. مظاهر لباس متحرر، ثم محتوى أكثر جرأة، ثم تحوّلت هذه الظواهر إلى ما يُشبه ثقافة الاستعراض الجسدي، حيث أصبح الجسد وسيلة للشهرة، ومصدرًا للربح، ومقياسًا للقبول الاجتماعي.
وللأسف، أصبحت من تُفترض أن تكون قدوة في الحياء والخلق، هي ذاتها من تتصدر مشهد البث المباشر والتيك توك، تُظهر جسدها، وتُفرّغ الكلمات من معانيها، وتقدم صورة مشوّهة للأجيال على أن هذا هو “الطبيعي” وهذا هو “النجاح”.
ولم يتوقف الاستعراض عند النساء فقط، بل امتد إلى الرجال أيضًا، حيث نشهد تحوّلاً في نمط اللباس والسلوك، وتعمّدًا في تقليد أنماط أنثوية أو مثيرة للجدل بهدف لفت الانتباه. لم يعد الحياء مقترنًا بجنس أو فئة، بل أصبح كله مهددًا أمام موجة تمسخ الهوية الأخلاقية وتُفرغ القيم من جوهرها
نورا المرشدي