في قوله تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»، هل تشمل جميع العلماء من العلوم المختلفة أم فقط علماء الشريعة؟

الجواب هو أن العلماء الأكثر خشية لله تبارك وتعالى هم العارفون به المعظمون له، الذين يصلون إلى تبين كماله جل وعلا وجلاله من الآيات التي يتعرفون بها عليه، سواء كانت هذه الآيات من الآيات الكونية المبثوثة من حولهم، من مثل ما أشارت إليه الآيات الكريمة فيما قبل هذا الجزء من الآية الكريمة أو كان ذلك مما يلحظونه في أنفسهم أو من خلال تنزيله في كتابه العزيز، فبكل السبل والوسائل التي يتعرفون بها على الله عز وجل، فيعظمونه ويجلونه ويصفونه بصفات الكمال وينزهونه عن صفات النقص، فإن هؤلاء العلماء هم الذين يكونون أكثر خشية لله تبارك وتعالى، أي الخشية التامة التي تورثهم الطاعة والاتباع والالتزام.

أما أن هؤلاء هم من علماء الكونيات والطبيعيات أو من علماء الشريعة، فإن كل ذلك داخل في المعنى، والآية الكريمة تشير إليه أو تدل عليه، لكن هذا لا يعني أنهم جميعا كذلك، وإنما هم الذين يتوصلون من خلال تلك الآيات التي يتبينونها ويكتشفونها ويسبرون أغوارها

يتبينون عظمة الخالق، وعظيم قدرته، ويتبينون جلاله وصنعه في كتاب الله عز وجل، وما أنزله من تشريع، وما هداهم إليه، وما يرونه في أنفسهم، فإن كل ذلك مقصود لأنه أورثهم أيضا العلم بالله عز وجل وتعظيمه وإجلاله ووصفه بما يليق به، وتنزيهه عما لا يليق به، فأورثهم الخشية الكاملة منه جل وعلا، كل هؤلاء داخلون، والله تعالى أعلم.

في قوله تعالى «مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ»، ما الحكمة من ذكر جبريل وميكال مع أن الملائكة ذكرت في البداية؟

هذا من عطف الخاص على العام، ويكون لحكم كثيرة، منها تنويه بالذكر، أو للجواب عن سبب، أو علة عند المخاطب، ومعلوم أن اليهود يبغضون جبريل عليه السلام، وكان هذا مشتهرا عند أهل المدينة عن اليهود، واختلف في سبب بغضهم لجبريل عليه السلام وهو من أعظم ملائكة الله عز وجل، وهو روح القدس، فقيل لأنه كان يأتيهم بالعذاب والسخط من الله تبارك وتعالى، وفي ذلك بعض الآثار، وقيل لأنه هذا الذي تشير إليه الآية الكريمة قبلها، فلأنه جاء بالوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أظن أن معرفة السبب تعني أن ما ذكره بعض العلماء هو السبب حصرا دون ما سواه، وإنما قد يكون ذلك لتعداد الأسباب التي أدت بهم إلى بغض جبريل عليه السلام، والتصريح بعداوتهم له.

ولذلك خص بالذكر ثم أتبع بذكر ميكال، لأنهم يحبون ميكال، فيتحقق بأنه يخص ميكال بالذكر أيضا، فيتحقق معنيان الأول هو نفي ظنهم أنهم بحبهم لميكال سيرفعون عنهم إثم بغضهم لجبريل عليه السلام، والمعنى الثاني هو أن حبهم لميكال لن يكون سببا في عداوة المسلمين له، لأن هذا المبدأ عام، فإن من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنه عدو لله تبارك وتعالى، فهذا المعنى ظاهر وهو أن موالاتهم لميكال لن تكون سببا لعداوة المؤمنين له، كما أن موالاتهم لميكال أو ميكائيل لن تكون شفيعا لهم يغفر لهم عداوتهم لجبريل عليه السلام، فتحقق هذان المعنيان مما ورد من خصوصية ذكر جبريل وميكائيل عليهما السلام.

المرأة التي توفيت وكانت لها صور من غير حجاب هل يجوز لغير محارمها أن يراها بتلك الصورة؟

غير المحجبة لو كانت حية لما جاز أن ينظر إلى صورها كيف وهي ميتة بحاجة إلى عمل صالح وإلى دعاء وإلى ما يقربها إلى الله تبارك وتعالى وما يجنبها سخطه سبحانه، فينبغي للناس أيضا أن تنتبه إلى أن ما يتعلق بالعورات وإبدائها، فيه طرفان طرف من يظهر ما أمر الله عز وجل بستره، وطرف من ينظر، فكلاهما مأمور بأحكام شرعية، فالمرأة هنا على سبيل المثال، مأمورة بالستر فلا يجوز لها أن تبدي رأسها لا شعرها ولا نحرها ولا شيئا من جيدها، والأجانب من الرجال مأمورون بغض أبصارهم سواء كان ذلك في الواقع أو كان ذلك في الشاشات أو في الصور، فإذا كانت المرأة قد وفدت إلى ربها فمن باب أولى يكون هذا الحكم ألزم، يجب أن ينتبه للأمرين فلئن خالف بعض الناس فأبدى شيئا من عوراتهم فإن ذلك لا ينفي عن الناظر الحكم الشرعي بلزوم غض بصره وعدم إتباع النظرة النظرة لما أظهره الآخر من عورة والله تعالى أعلم.

يصلي شخص صلاة السفر أربعا ناسيا بسبب التعب والمرض والإرهاق فما حكم صلاته؟

عليه أن يعيد هذه الصلاة إن كان في الوقت، وأن يقضيها إن كان الوقت قد خرج وقضاؤه لها يكون كما وجبت عليه لأنه لم ينس الصلاة بالكلية وإنما نسي أنه كان مسافرا، ومعلوم أن المسافر يجب عليها أن يقصر الصلاة الرباعية وجوبا، عند علمائنا والحنفية وطائفة من العلماء وترغيبا واستحبابا عند غيرهم، فإن نسي فلم يقصر الصلاة فإن عليه الإعادة أو القضاء إن كان الوقت قد خرج، والله تعالى أعلم.

امرأة عليها قضاء الكفارة المغلظة للصيام وأجلتها والآن تريد التوبة ولكن أصيبت بحصى في الكلى، لا تستطيع قضاء الصيام، فماذا عليها؟

إن كانت لا تستطيع الصيام فإن عليها أن تنتقل إلى خصلة الإطعام فتطعم ستين مسكينا عن كفارتها، والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جبریل علیه السلام الله عز وجل إن کان

إقرأ أيضاً:

حكم الحج لشخص عليه ديون.. الإفتاء: يجوز بشروط

فريضة الحج هي أفضل العبادات التي شرعها الله سبحانه إتمامًا لدينه، وفي كل موسم حج يرغب كل مسلم في أداء هذه الفريضة العظيمة ولكن ما حكم الشرع في من يرغب في أداء الحج وهو مدين؟ فهل يؤجل أداء الفريضة أم يذهب لأداء الحج؟

وفي إطار إجابتها عن هذا التساؤل، قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز شرعًا لمن كان عليه دَيْنٌ مُؤجَّلٌ في صورة أقساطٍ أن يحج إذا اطمأن إلى أن أداء فريضة الحج لا يؤثر على سداد هذه الأقساط في أوقاتها المحددة لها سلفًا؛ كأن يتوفر له من المال ما يستطيع من خلاله الوفاء والسداد لهذا الدَّيْن حين يأتي أجلُه.

حكم حلق المرأة لجميع شعرها في التحلل من الحج أو العمرة.. الإفتاء توضحأستاذ أزهري: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت اللهما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيبعالم بالأوقاف يوجه رسالة لحجاج هذا العام: الله منحكم 3 نعم مقدمًا

واشترطت دار الإفتاء، في فتوى عبر موقعها الإلكتروني، أن الشخص إذا أراد الحج وعليه دَيْنٌ فلابد من أن يكونَ دَيْنُه مؤجلًا ولا يؤثر أداؤه لفريضة الحج على سداد هذا الدَّيْن.

ونوهت بأنه يجب أن يترك مالًا كافيًا لسداد الدَّيْن أو أن يأذن له الدائن بالسفر للحج؛ وهذا متحقق في عمليات التقسيطِ المُنَظَّمَة بالشكلِ المتعارفِ عليه حاليًا، والذي تكون فيه الأقساطُ محددة سلفًا، ويتم الاتفاقُ فيه بوضوح بين الطرفين على كيفية سداد تلك الأقساط وأوقاتها.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أن الحج فرض على كل مكلَّف مستطيع في العمر مرَّةً؛ قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 97]، وتتحقق الاستطاعة.

وأوضحت أن الاستطاعة كما ضبطها الفقهاءُ هي بقوَّةِ البدنِ وتحمُّلِه، وبأن يأمنَ الحاجُّ الطريقَ، ويُمكِّنه الوقتُ من أداء الحج، وبأن يملك المكلف من الزاد والراحلة ما يمكنه من أداء الفريضة دون تقتير أو إسراف، وأن تكون نفقة الحج فاضلة عن احتياجاته الأصلية ومن يعول من مسكن، وثياب، وأثاث، ونفقة عياله، وخدمه، وكسوتهم، وقضاء ديونه.

طباعة شارك فريضة الحج الحج موسم حج حكم الحج لشخص عليه ديون أداء الحج دار الإفتاء الإفتاء

مقالات مشابهة

  • صرخة في وجه الوحش الخفي التحرش
  • هل من الممكن دخول الجنة بدون حساب؟.. أمين الإفتاء ينصح بـ3 أمور
  • هل ترديد الأذكار يتحقق به استجابة الدعاء والأمنيات؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • القصاص من جانِِ قتـل مواطنا في جازان
  • 7 أسرار عظيمة للوضوء قبل النوم.. دار الإفتاء تكشف عنها
  • هل يجوز إخراج صدقة جارية على روح المتوفى العاصي؟.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم الحج لشخص عليه ديون.. الإفتاء: يجوز بشروط
  • علي جمعة: الله ينزل علينا المحن لا انتقاما منا فنحن صنعته وإنما لنتذكر ونرجع
  • كم مرة تقرأ سورة الأنبياء لاستجابة الدعاء؟.. السر في 4 آيات
  • أستاذ أزهري: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله