تروي فلسطينيتان، إحداهما ممرضة تعمل بمستشفى كمال عدوان، تفاصيل مروعة عن ظروف احتجازهما في المستشفى الذي أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إخلائه قسرا من المرضى والأطباء وحرقه وتدميره بمحافظة شمال غزة، حيث تعرضتا برفقة نسوة ورجال آخرين لضرب وإهانة وتجريد من الملابس.

وقطعت النساء اللواتي وصلن إلى مدينة غزة، الأقرب إلى شمال القطاع، مسافة تزيد على 8 كيلومترات سيرا على الأقدام في ظروف قاسية.

والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أن جيش الاحتلال أقدم على حرق وتدمير مستشفى كمال عدوان، مما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، مع اقتياد طواقم طبية وجرحى إلى جهة مجهولة.

تجريد من الملابس

وقالت الممرضة الفلسطينية شروق الرنتيسي، التي أُجبرت على النزوح من مشفى كمال عدوان بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي، "تفاجأنا بحصار الجيش للمستشفى وإقدامه على حرق الأرشيف، حيث امتدت النيران إلى باقي الأقسام".

وأضافت "أبلغنا الجيش بإخلاء المستشفى، وطُلب من المصابين الذين يستطيعون المشي مغادرة المكان، خرجنا لاحقا مع جزء من الكادر الطبي وسرنا مسافة طويلة جدا على الأقدام".

ولفتت إلى أن الجيش فصل الرجال عن النساء، ثم أخذونا على شكل مجموعات، وأجبرونا على خلع ملابسنا، ومن كانت ترفض خلع ملابسها تضرب، كما صادروا الهواتف المحمولة.

إعلان

وتابعت أن الجنود أجبروا النساء على خلع ملابسهن كما فعلوا مع الرجال، في مشهد مليء بالسخرية والاستهزاء.

وأكدت الطبيبة أن الجنود أجروا عمليات تفتيش دقيقة، ثم أعادوهن للجلوس لمدة بين ساعة وساعتين قبل السماح لهن بالسير مسافات طويلة.

وأكملت "كانت هناك مراقبة مستمرة من جيب عسكري أمامنا وآخر خلفنا، حتى تركونا في منطقة قريبة من مدينة غزة".

ولفتت إلى أنها "لا تعلم شيئا عن بقية الأشخاص الذين كانوا في المستشفى، لكن هناك حوالي 25 إلى 30 شخصا طلبهم الجيش ولم يعد أحد يعرف مصيرهم".

تحت تهديد السلاح

في حين تصف المواطنة مها مسعود للأناضول ما جرى قائلة "مع منتصف الليل، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في محيط المستشفى، وعند بزوغ الفجر اقتحمه الجنود، وأجبرونا على الخروج منه تحت تهديد السلاح".

وقالت إن "جنود الاحتلال بدؤوا من داخل دباباتهم بالمناداة على الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، لإخلاء المكان من المرضى والطواقم الطبية والنازحين".

وأضافت مها النازحة داخل المستشفى "طلبوا من الجميع الخروج إلى الساحة، دون أي مراعاة لظروفنا الإنسانية".

وأوضحت أن المستشفى تم إخلاؤه بالكامل، حيث نقل الموجودون إلى منطقة قريبة تحت ظروف قاسية وفي ظل البرد الشديد.

وتابعت "لم يراعوا حالتنا الإنسانية، بل تعاملوا معنا بوحشية، الجنود اعتدوا علينا، وطلبوا من النساء خلع الحجاب، وجردوا الرجال من ملابسهم، واعتدوا عليهم دون أي رحمة".

وعن خروجهم من شمال القطاع، أشارت مها إلى أن الدبابات الإسرائيلية ظلت ترافق النازحين طوال الطريق منذ خروجهم من المستشفى وحتى وصولهم إلى أقرب نقطة على مشارف مدينة غزة.

وقالت إن "الجنود حذرونا من الالتفات إلى الخلف خلال المسير".

وأضافت مها "في طريق الخروج، كان هناك أطفال ومعاقون ومصابون يبكون من شدة الألم وصعوبة الوضع، لكن الجنود لم يكترثوا لحالتهم ولم يقدموا لهم أي مساعدة".

إعلان حصار قاسٍ

وعن حصارهم داخل المشفى، قالت إنهم عانوا الجوع وقلة المياه والحصار الشديد، مشيرة إلى أنهم رفضوا المغادرة رغم الظروف القاسية، حتى أجبرهم جيش الاحتلال على ذلك بالقوة.

وتخللت العملية العسكرية اعتقالات طالت الطواقم الطبية والمرضى والنازحين، ومن بين المعتقلين الصحفي محمد الشريف ووالده، اللذان كانا محاصرين داخل المستشفى.

وعُرف عن الشريف تغطيته المستمرة للإبادة الإسرائيلية في شمال غزة رغم المخاطر.

وأكدت دعاء الشريف، شقيقة الصحفي محمد، عبر حسابها على منصة فيسبوك، أن جيش الاحتلال اعتقل شقيقها ووالدها من داخل مستشفى كمال عدوان.

والجمعة، أعلن جيش الاحتلال إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.

وقال الجيش في بيان إن "قوات فريق القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162 وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان بجباليا".

وأقر الجيش في بيانه بإخلاء مرضى وموظفي المستشفى والسكان بمحيطه من خلال ما قال إنه "محاور إخلاء محددة".

ولأكثر من مرة، قال نازحون فلسطينيون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها جيش الاحتلال، كما أنه ينصب فيها حواجز عسكرية وأمنية للتفتيش.

ومنذ هجوم جيش الاحتلال على محافظة الشمال في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله "كهدف عسكري".

وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل، وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.

إعلان

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مستشفى کمال عدوان جیش الاحتلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية في زيارة مفاجئة لمستشفى طنطا العام الجديد |تفاصيل

أجرى اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية جولة تفقدية ، مساء اليوم،  داخل مستشفى طنطا العام الجديد، لمتابعة سير العمل في فعاليات المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية، والتي تُقام تحت شعار “من بدري أمان”، خلال الفترة من 14 وحتى 19 يونيو الجاري، وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا لحرص المحافظ على المتابعة الميدانية المباشرة واهتمام الدولة بتقديم رعاية صحية وقائية ومجانية لكافة المواطنين.

جهود محافظ الغربية 

وأكد المحافظ خلال جولته أن المبادرة تعكس توجيهات القيادة السياسية بالتحول من مفهوم العلاج إلى الوقاية، من خلال رفع الوعي الصحي بين المواطنين، وإتاحة الفحص المبكر والعلاج المجاني كحق أصيل لكل مواطن، وهو ما يسهم بشكل مباشر في خفض معدلات الإصابة وتحقيق نسب شفاء مرتفعة.

محافظ الغربية يتابع سير العمل بالوحدة المحلية في سبرباي طنطا | صوربعد فيديو الضرب الصادم | اعرف ماذا حدث مع العاطل المعتدي على سيدة طنطارموا ضناهم ..ضبط شاب وفتاة أقاموا علاقة غير شرعية وتخلصا من الرضيع في طنطاالصحة تنظم قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال بـ«طنطا العام».. صورتأجيل محاكمة أنوسة كوتة في واقعة نمر سيرك طنطا إلى 26 يونيوالصحة تطلق قافلة لجراحات الجهاز الهضمي للأطفال بـ«طنطا العام»جنح طنطا تنظر ثاني جلسات المحاكمة في واقعة أكل النمر ذراع عامل السيرك .. اليومانطلاق أولى فعاليات سلسلة زيارات الخبراء بمستشفى طنطا العام الجديد .. صورانطلاقة واعدة لـ جامعة طنطا.. التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان حتى نهاية 2025قبل انطلاق ماراثون الثانوية.. محافظ الغربية في جولة مفاجئة بمحيط المدارس بحي أول و ثان طنطا لمراجعة الجاهزية

وقال “الجندي” إن استضافة هذا الحدث داخل مستشفى طنطا العام الجديد – الذي يُعد أكبر مستشفى حكومي في دلتا مصر – هو شهادة حقيقية على حجم التطوير الذي شهده قطاع الصحة في الغربية، حيث أصبحت إمكانات المستشفى من حيث التجهيزات والتشغيل تضاهي كبرى المستشفيات العالمية، وتُؤهله ليكون منصة رئيسية للمبادرات الصحية الوطنية.

دعم الأسر والعائلات 

وتُقام فعاليات المبادرة الصحية على مدار 6 أيام في ثلاث مناطق رئيسية لتغطي نطاق المحافظة بالكامل، وهي محيط مستشفى طنطا العام، ومحيط مستشفى المحلة العام، ومحيط مجلس مدينة سمنود. وتبدأ الفرق الطبية في استقبال المواطنين يوميًا من الساعة 9 صباحًا وحتى 4 عصرًا، بهدف تسهيل الوصول لأكبر عدد ممكن من المستفيدين في مختلف المراكز.

جهود أمنيه 

ما يُميز هذه المبادرة أنها لا تكتفي بالفحص السريع، بل تقدم حزمة خدمات طبية دقيقة ومتكاملة للكشف المبكر عن أكثر الأورام انتشارًا، وهي: سرطان الثدي، وعنق الرحم، والرئة، والقولون، والبروستاتا. وتشمل الخدمات قياسات أساسية كـ الوزن والطول ومؤشر كتلة الجسم، إلى جانب استبيانات صحية تُمكّن الفرق من رسم صورة دقيقة للحالة العامة لكل مواطن.

فحوصات المرضي

أما الفحوصات المتقدمة فتشمل فحص الثدي السريري، وأشعة ماموجرام لتشخيص سرطان عنق الرحم، وتحليل FIT للكشف عن أورام القولون، وسحب عينات دم لاكتشاف أورام البروستاتا، وكلها تُقدّم مجانًا وبأعلى معايير الدقة والجودة.

ولا تغفل المبادرة جانب التوعية، حيث يتم تقديم جلسات تثقيف صحي لتعليم المواطنين – خاصة السيدات – كيفية إجراء الفحص الذاتي في المنزل، بما يُعزز ثقافة الكشف المبكر ويُسهّل التعامل مع أي أعراض صحية مبكرًا.

وفي خطوة نوعية ضمن الحملة، يتم توفير تطعيم مجاني للفتيات من سن 9 حتى 15 عامًا ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وهو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان عنق الرحم. وتعد هذه الخدمة واحدة من أهم التدخلات الوقائية التي تقدمها الدولة لحماية صحة المرأة المصرية من سن مبكرة، ضمن منظومة صحية تضع الإنسان في قلب أولوياتها.

دعم الأسر والعائلات 

وخلال تفقده لأماكن العمل، شدد محافظ الغربية على ضرورة حُسن استقبال المواطنين، وتنظيم حركة الدخول، وضمان راحة المنتظرين، مع توجيه رؤساء المدن والأحياء بالتعاون الكامل مع الفرق الطبية وتقديم كل سبل الدعم اللوجيستي لضمان نجاح الحملة على الأرض.

ودعا المحافظ المواطنين إلى عدم التردد في التوجه إلى نقاط المبادرة، مؤكدًا أن المبادرات الرئاسية أثبتت جدارتها ونجاحها في حماية صحة المصريين، كما ساهمت بشكل فعّال في تطوير المنظومة الصحية وجعلها أكثر قربًا من المواطنين، مشيدًا في الوقت ذاته بالنموذج الملهم الذي قدمته مصر للعالم من خلال مبادرة القضاء على فيروس “سي”، والتي أصبحت اليوم قصة نجاح يُحتذى بها دوليًا.

دعم وكيل وزارة الصحة 

ومن جانبه، صرّح الدكتور أسامة بلبل، وكيل وزارة الصحة بالغربية، أن الفرق الطبية المشاركة في المبادرة مدرّبة على أعلى مستوى، وأن المديرية تتابع التنفيذ لحظة بلحظة لضمان جودة الخدمة المقدمة للمواطنين، مؤكدًا أن المبادرة تلقى إقبالًا متزايدًا من اليوم الأول، في ظل التعاون التام بين كافة الجهات التنفيذية.

رعاية خدمات المواطنين 

كما أعرب عن خالص تقديره لمحافظ الغربية على دعمه المستمر ومتابعته الدقيقة، مؤكدًا أن وجود المحافظ ميدانيًا رسالة قوية تعكس اهتمام الدولة الحقيقي بصحة المواطن، وتحفيز كبير للفرق الطبية للعمل بأقصى طاقتها لخدمة الأهالي.

واختتم محافظ الغربية جولته بتأكيده أن المحافظة مستمرة في تبني كل ما يرفع من جودة الخدمات الصحية، وأن المبادرات المجانية لن تتوقف طالما هناك احتياج لدى المواطن، مشيرًا إلى أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو بناء منظومة صحية عادلة وآمنة ومتطورة، تليق بالمصريين.

طباعة شارك محافظ الغربية دعم الأسر والعائلات جولة ميدانية مستشفي طنطا العام مبادرة

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: 61 شهيدا و397 مصابا خلال 24 ساعة بسبب عدوان الاحتلال
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 55493 شهيدًا و129320 مصابًا
  • الاحتلال .. مقتل ضابط وجرح عدد من الجنود في تفجير ومعركة في غزة
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط وجرح عدد من الجنود في تفجير ومعركة في جنوب قطاع غزة عصر اليوم
  • ‏طهران تندد باستهداف إسرائيلي لمستشفى غرب البلاد وتصفه بأنه جريمة حرب
  • كاريكاتير كمال شرف
  • محافظ الغربية في زيارة مفاجئة لمستشفى طنطا العام الجديد |تفاصيل
  • عدوان الاحتلال يدخل يومه الـ140 على مدينة طولكرم ومخيميها
  • الأزهر: احترام الكبير في الإسلام خُلق رفيع ودليل على كمال الإيمان
  • إصابات بالاختناق واعتقال شاب خلال اقتحام الاحتلال العيسوية