مرصد الأزهر: الإسلام يحذر من الاستماع للمنجمين والعرافين
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
أكد الدكتور محمد عبد الرحمن، مشرف وحدة اللغة العربية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن مع بداية كل عام ميلادي جديد تظهر توقعات المنجمين والعرافين، الذين يدعون معرفة أحداث المستقبل، موضحا أن بعض الناس قد ينجذبون لتلك التوقعات بسبب فضولهم أو لأن بعض ما يُقال قد يتحقق أحيانًا، مما يثير تساؤلات حول جواز الاستماع لهؤلاء ومدى مصداقية كلامهم.
وأشار عبد الرحمن، خلال تصريح له، إلى أن الاستماع للمنجمين والعرافين لا يجوز حتى لو من باب الفضول، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة"، وحديث آخر: "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
وأوضح أن الكفر في هذا الحديث لا يعني الكفر المخرج من الملة، بل هو تحذير شديد من التعامل مع المنجمين أو تصديقهم لأن ذلك يخالف العقيدة الإسلامية، حتى مجرد السؤال بدافع الفضول دون تصديق يُعرض الإنسان لإثم كبير وينقص من إيمانه.
وحول مصدر معلومات المنجمين، أكد عبد الرحمن أن المنجمين لا يعلمون الغيب، لأن الغيب من اختصاص الله وحده، موضحا أنهم يعتمدون على التخمين، التحليل النفسي، أو معلومات عامة يمكن أن تنطبق على أي شخص، وبالتالي قد تتحقق بعض توقعاتهم بالصدفة أو بسبب احتمالات عشوائية، وليس لأن لديهم علمًا بالغيب.
واستشهد بقوله تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، وقوله: "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو"، مضيفا أن حتى الأنبياء، رغم مكانتهم العالية، لا يعلمون الغيب إلا إذا أطلعهم الله عليه لأغراض خاصة بالرسالة، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء".
وختم بدعوة الناس إلى الاعتماد على الله والتخلي عن الخرافات التي تخالف الدين والعقل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأبراج مرصد الأزهر الفلك المنجمين العرافين المزيد
إقرأ أيضاً:
قال عنه رسول الله ﷺ "مخ العبادة" فضل الدعاء في الإسلام
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثيرٌ منا قد نسي الدعاء، والدعاء يقول فيه سيدنا رسول الله ﷺ: «الدعاء مخُّ العبادة»، ومخُّ الشيء أعلاه ومنتهاه، وإذا توقَّف المخ عن العمل فارق الإنسانُ الحياة؛ فعبادةٌ بلا دعاءٍ هي عبادةٌ مسلوبةٌ من الروح، ومن أعلى شيءٍ فيها، من رأسها، وهو الدعاء.
فضل الدعاءوفي حديثٍ آخر يقول سيدنا ﷺ: «الدعاء هو العبادة»؛ فيتقدَّم بنا خطوةً أخرى، فيُبيِّن أن الدعاء هو نفسُ العبادة وكلُّ العبادة، هو رأسُها وجسدُها، هو بدايتُها ونهايتُها، هو ذاتُها، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
وأوضح فضيلته أن الدعاءَ في ذاته عبادةٌ، وذلك إذا استجاب الله أو لم يستجِب، يقول رسول الله ﷺ: «إن الله يستجيب للعبد ما لم يتعجَّل». قالوا: وما عجلته يا رسول الله؟ قال: «يقول: دعوتُ الله فلم يستجِبْ لي»، فيَدَعُ الدعاء.
صفات الدعاء المستجاب
وأضاف فضيلة الدكتور علي جمعة أن من صفات الدعاء المستجاب الإلحاح؛ أَلِحَّ على ربك، وابكِ بين يديه، واغسِلْ نفسك من ذنوبك، وقصورِك، وتقصيرِك، وتواضَعْ لربك حتى يرفع من شأنك.
ونبه فضيلته أن لكي نَعلم أنَّ باب الدعاء لا يُغلق في وجه أحد، وأنَّ رحمة الله أوسع من ذنوب العباد، نتأمل في هذه القصة:
يُروى عن الحجاجِ بنِ يوسفَ الثقفي –وكان جبَّارًا في الأرض سفَّاكًا للدماء، والله لا يحبُّ سفكَ الدماءِ، ولا يحبُّ التجبُّر في الأرض– أنَّ هذا الرجلَ وفَّقه الله من ناحيةٍ أخرى أن يُتمَّ القرآنَ كلَّ أسبوع، فسبَّع القرآن؛ فكان يقرأ القرآنَ مرةً كل أسبوع، أربعَ مراتٍ في الشهر، وفَّقه الله في هذا، لكنه جبَّارٌ سفَّاكٌ للدماء، حتى تحدَّث الناس أن الله لا يغفر للحجاج؛ فسمع بهذا فناجى ربَّه، وكأنه يعرف كيف يكلِّم ربَّه، فقال عند موته: «اللهم اغفر لي، فإن الناس يقولون: إنك لا تغفر لي».
وأوضح جمعة إنه لا ييأس من رحمة الله، ولا يستعظم ذنبًا في قبالةِ غفران الله، ويطلب من الله سبحانه وتعالى –بعد ما فعل في المسلمين– أن يغفر له، والله كريم: «اللهم اغفر لي، فإن الناس يقولون: إنك لا تغفر لي»؛ كأنه يتوسل إلى ربِّه ضدَّ الناس، والله غفورٌ رحيم.