الإلحاح على نفي تغيير النظام مناورة سياسية أم مخاوف حقيقية!؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
بقلم : تيمور الشرهاني ..
في الآونة الأخيرة، تصاعدت تصريحات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، التي تنفي بشكل قاطع وجود أي حديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، سواء على المستوى الداخلي أو من قبل أطراف خارجية. هذا الإلحاح المتكرر على النفي أثار تساؤلات في الأوساط السياسية والشعبية حول الدوافع الحقيقية وراء هذه التصريحات، وما إذا كانت تعكس واقعاً ملموساً أو مجرد محاولة لصرف الأنظار عن قضايا أخرى.
من الواضح في عالم السياسة، أن النفي المتكرر والعلني لقضية ما غالباً ما يثير الشكوك بدلاً من تبديدها، فمن المعروف أن النفي المسبق قد يكون نتيجة مخاوف فعلية لدى أصحاب القرار من وجود إشارات أو تلميحات حول القضية المثارة، حتى وإن لم تكن هذه الإشارات موثقة أو مؤكدة. فمن هذا المنطلق، قد يُفهم الإلحاح على نفي وجود أي حديث عن تغيير النظام في العراق على أنه محاولة استباقية لإخماد أي شائعات أو تكهنات، خصوصاً في ظل حساسية المشهد السياسي العراقي وتعقيداته الداخلية والإقليمية. وقد يكون القلق من أن تداول مثل هذه الشائعات قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي أو إثارة مخاوف لدى المواطنين.
وفي السياق ذاته، يطرح مراقبون احتمال أن تكون هذه التصريحات جزءاً من حملة إعلامية تهدف إلى توجيه اهتمام الرأي العام نحو قضية “افتراضية” لإشغال الناس عن أزمات أكثر إلحاحاً. فعلى سبيل المثال، العراق يواجه تحديات كبيرة، بدءاً من الأزمة الاقتصادية الخانقة ومروراً بمشاكل الخدمات وانتهاءً بقضايا الفساد التي باتت تؤرق الشارع العراقي.
هنا قد تلجأ بعض الأطراف السياسية إلى إثارة قضايا مثيرة للجدل، مثل “مؤامرات تغيير النظام”، لصرف الأنظار عن هذه الأزمات الحقيقية، وبذلك يتم توجيه الاهتمام الشعبي إلى قضايا ذات طابع جدلي بدلاً من التركيز على الأداء الحكومي أو المطالب الشعبية.
من زاوية أخرى، قد يكون الهدف من هذه التصريحات هو تعزيز صورة القيادات السياسية كمدافعين عن النظام والدولة في وجه “تهديدات خارجية” أو “مؤامرات مفترضة”. مثل هذه التصريحات يمكن أن تُستخدم لحشد الدعم الشعبي والسياسي، خصوصاً في ظل وجود انقسامات سياسية حادة. فتصوير وجود تهديد خارجي أو داخلي للنظام قد يمنح السياسيين فرصة لتقديم أنفسهم كحماة للاستقرار، وهو ما يمكن أن يعزز موقعهم في المشهد السياسي.
على الرغم من غياب أدلة واضحة على وجود حديث غربي أو أمريكي عن تغيير النظام في العراق، إلا أن السياق الجيوسياسي للبلاد يجعل هذه المخاوف حاضرة دائماً في ذهن النخبة السياسية. العراق، الذي يعد ساحة لتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، لطالما كان عرضة لضغوط خارجية وصراعات نفوذ بين القوى الكبرى. وبالتالي، فإن تصريحات من هذا النوع قد تكون تعبيراً عن قلق داخلي حقيقي من احتمال تصاعد نفوذ قوى معارضة أو تيارات مدعومة خارجياً.
على الجانب الآخر، قد تكون هذه التصريحات جزءاً من استراتيجية إعلامية مقصودة تهدف إلى تضخيم قضية غير موجودة فعلياً، لخلق “عدو وهمي” يمكن استخدامه لتبرير سياسات معينة، مثل تشديد القبضة الأمنية أو فرض تغييرات سياسية أو حتى كسب تعاطف شعبي مع الحكومة. مثل هذه الاستراتيجيات ليست جديدة في عالم السياسة، حيث تلجأ الأنظمة أحياناً إلى افتعال أزمات لتمرير أجنداتها.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذه التصریحات تغییر النظام
إقرأ أيضاً:
بعد الإلحاح الأمريكي.. قادة الناتو يوافقون على خطوة مصيرية
اتفق قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" على زيادة إنفاقهم الدفاعي من 2 إلى 5 بالمئة من ناتجهم المحلي الإجمالي بحلول عام 2035.
وذكر البيان الختامي لقمة زعماء الحلف، الأربعاء، أن القادة جددوا التزامهم بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف التي تتعهد بالدفاع الجماعي.
وقال إنه في إطار مواجهة التهديدات والتحديات الأمنية وخاصة تهديد روسيا طويل الأمد للأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب، يلتزم الحلفاء بإنفاق 5 بالمئة من ناتجهم المحلي الإجمالي السنوي على احتياجات الدفاع الأساسية على أن يتم تحقيق هذا الهدف تدريجيا بحلول عام 2035.
وأكد البيان التزام الحلف بدعم أوكرانيا وأنه عند حساب الإنفاق الدفاعي للحلفاء سيتم احتساب مساهماتهم في دفاع أوكرانيا.
وأشار البيان الختامي أن القمة المقبلة لحلف شمال الأطلسي عام 2026 ستعقد في تركيا.
والثلاثاء، انطلقت قمة دول "الناتو" في مدينة لاهاي الهولندية.
وأواخر الشهر الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن الالتزام بإنفاق دفاعي، للدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي، بنسبة خمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي أمر سيتحقق، وأضاف أن الجاهزية القتالية ضرورية حتى يكون هناك تحالف.
وتابع قائلا "نحن هنا لنواصل العمل الذي بدأه الرئيس ترامب وهو الالتزام بإنفاق دفاعي بنسبة خمسة بالمئة في هذا الحلف وهو أمر نعتقد أنه سيحدث. يتعين أن يحدث ذلك بحلول موعد قمة في لاهاي في وقت لاحق من هذا الشهر".
من جانبه قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ألمانيا ستحتاج إلى ما بين 50 و60 ألف جندي إضافي في إطار الأهداف الجديدة للحلف.
وأضاف أن الحلف ينبغي أن يوضح في إعلان القمة أن روسيا تشكل له التهديد الأكبر.
وعقد وزراء الدفاع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" اجتماعا، الخميس، بغرض التوصل إلى اتفاق بشأن "أهداف القدرات الجديدة" للتحالف.
اظهار ألبوم ليست
بدوره قال الأمين العام للناتو مارك روته: "اليوم سنتفق على مجموعة أهداف قدرات جديدة طموحة من أجل الحفاظ على أمن مليار شخص عبر تعزيز قدراتنا على الردع والدفاع".
وأشار روته إلى أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب زيادة الإنفاق، مبينًا أن محور اجتماع اليوم سيكون الأهداف فقط، بينما سيتم تحديد معيار الإنفاق الدفاعي الجديد من قبل القادة خلال القمة المزمع عقدها في مدينة لاهاي يومي 24 و25 حزيران/يونيو.
وذكر روته أن الأهداف الجديدة تتضمن "أنظمة دفاع جوي وعناصر برية ذات قدرة على المناورة وصواريخ بعيدة المدى، وأنظمة قيادة وسيطرة".
وأشار الأمين العام إلى أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب أن تتجاوز النفقات الدفاعية لكل دولة نسبة 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.