واشنطن تحقق في زيارة منفذ هجوم نيو أورليانز إلى مصر
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
قال مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) للصحافيين، الأحد، إن المكتب يحقق في زيارات سابقة إلى مصر وكندا، قام بها المشتبه به في هجوم بشاحنة على محتفلين بالعام الجديد في مدينة نيو أورليانز، مما أسفر عن مقتل 14 شخصاً.
والمشتبه به شمس الدين جبار جندي سابق في الجيش الأمريكي، يبلغ من العمر 42 عاماً، وكان قد بايع تنظيم داعش الإرهابي.ويقول مكتب التحقيقات الاتحادي إنه نفذ الهجوم من تلقاء نفسه.
وقُتل جبار في تبادل إطلاق النار مع الشرطة عقب الهجوم، الذي شهد أيضاً إصابة العشرات، وصنفه مكتب التحقيقات بأنه عمل إرهابي.
وقال ليونيل ميرثيل، المسؤول بمكتب التحقيقات الاتحادي في نيو أورليانز، في مؤتمر صحافي: "سافر جبار إلى مصر من 22 يونيو (حزيران) حتى الثالث من يوليو (تموز) 2023. وبعد أيام قليلة، سافر جواً إلى أونتاريو بكندا في العاشر من يوليو (تموز)، ثم عاد إلى الولايات المتحدة في 13 من الشهر ذاته".
"إف بي آي" يعلن حقيقة العلاقة بين حادث نيو أورليانز وانفجار لاس فيغاس - موقع 24أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، اليوم الخميس، عدم وجود "صلة حاسمة" بين عملية الدهس في نيو أورليانز، وانفجار شاحنة تسلا أمام "فندق ترامب" في لاس فيغاس، في اليوم ذاته. وأضاف: "عملاؤنا يجمعون معلومات عن الأماكن التي سافر إليها والأشخاص الذين قابلهم، واحتمال أن يكون للرحلتين صلة بما فعله في مدينتنا نيو أورليانز".
وقال المكتب إن جبار زار نيو أورليانز مرتين على الأقل في الأشهر التي سبقت الهجوم، واحدة في أكتوبر (تشرين الأول)، والأخرى في نوفمبر (تشرين الثاني).
وذكر أن المشتبه به أقام في منزل مستأجر في نيو أورليانز خلال تلك الفترة، مضيفا أنه سجل مقاطع فيديو باستخدام نظارة ميتا أثناء تجوله في الحي الفرنسي حيث وقع الهجوم في شارع بوربون.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية داعش مصر بكندا الولايات المتحدة مصر كندا داعش أمريكا
إقرأ أيضاً:
من الرباعية إلى الحوار المباشر: التحول الأمريكي وتراجع الدور الإماراتي في الملف السوداني
من الرباعية إلى الحوار المباشر: التحول الأمريكي وتراجع الدور الإماراتي في الملف السوداني
مدخل:
بالأمس كتبتُ مقارنة تحليلية بين السودان والإمارات، خلصت فيها إلى أن المستقبل – رغم كل ما يمر به السودان من تحديات – سيكون للدولة صاحبة التاريخ العميق، والموقع الاستراتيجي الحاكم، والموارد الكامنة التي لم تُستثمر بعد.
وفي اليوم ذاته، خرجت أنباء عن لقاء سوداني–أمريكي، تم بطلب من الولايات المتحدة، جرى فيه رسم الخطوط العريضة لمسار جديد للعلاقات بين البلدين، وانتهى بإعلان واشنطن رغبتها في استعادة العلاقات المباشرة مع الخرطوم، وإعادة التنسيق في ملف مكافحة الإرهاب.
هذا التطور لم يكن مجرد خبر دبلوماسي عابر، بل يمثل تحولًا في معادلة إدارة الملف السوداني إقليميًا ودوليًا.
متن:
خلفيات إلغاء اجتماع الرباعية
كان من المقرر أن تستضيف واشنطن في 29 يوليو 2025 اجتماعًا لـ”الرباعية حول السودان” بمشاركة الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، والمملكة المتحدة، لمناقشة مسار السلام في السودان.
لكن قبل أيام قليلة من موعده، ألغت وزارة الخارجية الأمريكية الاجتماع بشكل مفاجئ، وهو ما اعتبر إشارة أولى على تغير المزاج السياسي في واشنطن تجاه آلية الرباعية.
من خلال تتبع سياق الأحداث، يمكن رصد ثلاثة دوافع رئيسية:
1. انعدام الجدوى العملية للوساطة الجماعية
تجربة الشهور الماضية أثبتت أن تعدد الأطراف الوسيطة أدى إلى بطء شديد في اتخاذ القرارات، وتضارب في أولويات الأعضاء، ما جعل الوصول إلى اتفاقات حقيقية أمرًا شبه مستحيل.
2. تنامي الشكوك في دور بعض الوسطاء
تقارير غربية وأفريقية أشارت إلى أن بعض القوى المشاركة في الرباعية – وعلى رأسها الإمارات – لم تكن محايدة بالكامل، بل دعمت أطرافًا بعينها في الصراع، ما جعل دورها كوسيط موضع شك.
3. تغير الحسابات الاستراتيجية لواشنطن
في ظل احتدام التنافس الدولي على البحر الأحمر والقرن الإفريقي، رأت الولايات المتحدة أن التحرك المباشر مع السودان يحقق نتائج أسرع، ويمنحها قدرة أكبر على ضبط إيقاع الأحداث دون وسطاء.
بعد أسبوعين فقط من الإلغاء، ظهر المبعوث الأمريكي في لقاء مباشر مع قائد الجيش السوداني في 12 أغسطس، ما أكد أن المسار الجديد قد تم تفعيله بالفعل.
أولاً: سقوط معادلة الوسطاء
لسنوات، أُديرت قضايا السودان عبر وسطاء إقليميين أو صيغ جماعية مثل “الرباعية” و”الخماسية”، وكانت الإمارات أحد أهم هذه الممرات الإلزامية لأي تحرك دولي تجاه الخرطوم.
لكن التحرك الأمريكي الأخير يشير بوضوح إلى أن واشنطن لم تعد ترى جدوى في الاعتماد على قنوات وسيطة. المرحلة الجديدة عنوانها: التعامل المباشر مع السودان.
ثانياً: ترقية السودان في التصنيف السياسي
اللقاء المباشر لم يكن في سياق إنساني أو لبحث هدنة مؤقتة، بل تناول ملفات استراتيجية، على رأسها الأمن ومكافحة الإرهاب. هذه طبيعة حوارات تُعقد مع دول الصف الأول في الإقليم، ما يعكس أن السودان بات يُعامل كفاعل سياسي إقليمي له وزنه، وليس مجرد “ملف أزمة” يحتاج لإدارة خارجية.
ثالثاً: إعادة التموضع الأمريكي في الإقليم
الولايات المتحدة تُعيد توزيع أوراقها في البحر الأحمر والقرن الإفريقي. بعد سنوات من ترك الملف السوداني تحت إدارة غير مباشرة عبر أبوظبي أو عواصم أخرى، بات واضحًا أن هذه الصيغة لم تحقق مصالح واشنطن الاستراتيجية.
الإمارات، التي بنت نفوذًا عبر الدعم العسكري والمالي لفصائل محددة، تواجه الآن انكماشًا في قدرتها على التحكم بالملف، فيما تستعيد الخرطوم مساحة أوسع للحركة والتفاوض المباشر مع القوى الكبرى.
رابعاً: التحول من الوساطة إلى التعامل المباشر – الفوارق الجوهرية
يمكن تلخيص الفوارق على النحو التالي:
– قناة الاتصال: من اجتماعات رباعية وخماسية عبر وسطاء… إلى لقاءات واتصالات مباشرة بين واشنطن والخرطوم.
– جدول الأعمال: من ملفات إنسانية وإجرائية متقطعة… إلى ملفات استراتيجية تشمل الأمن، مكافحة الإرهاب، والمسار السياسي المباشر.
– وتيرة التقدم: من بطء وتعثر بفعل تباين مواقف الوسطاء… إلى سرعة أكبر في اتخاذ القرارات المباشرة.
– موقع السودان: من “موضوع” على طاولة الوسطاء… إلى “شريك مفاوض” في موقع الندّية.
– دور الإمارات والوسطاء: من ثقل كبير وقدرة على ضبط الإيقاع… إلى انكماش واضح مع تقليص اعتماد واشنطن على قنواتهم.
خامساً: انعكاسات التحول على موازين القوى الإقليمية
1. انكماش الدور الإماراتي: فقدت أبوظبي دورها كمعبر إلزامي لأي مبادرة أمريكية تجاه السودان.
2. تعزيز استقلال القرار السوداني: الخرطوم أمام فرصة لتحديد أجندتها دون إملاءات من محاور إقليمية.
3. إعادة توزيع النفوذ: مساحات كانت تحت سيطرة لاعبين محددين قد تفتح لأطراف أخرى مثل تركيا وقطر.
سادساً: المسار المتوقع
– سياسيًا: انخراط أمريكي مباشر في القضايا السودانية الكبرى مع تراجع دور الوسطاء.
– أمنيًا: تعزيز تبادل المعلومات الأمنية والدعم في مكافحة الإرهاب.
– اقتصاديًا: احتمالات متزايدة لفتح استثمارات ومشروعات تنموية مباشرة مع السودان.
مخرج :
الانتقال من مرحلة “الرباعية والخماسية” إلى الحوار المباشر ليس تغييرًا في الشكل فقط، بل هو إعادة تعريف لموقع السودان في معادلة الإقليم.
إنها لحظة نادرة تمنح الخرطوم مساحة للتأثير وإعادة صياغة توازن القوى من موقع الشريك، لا التابع.
لكن هذه اللحظة، مثل كل الفرص التاريخية، لن تدوم إن لم تُترجم إلى مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية مستدامة.
يبقى السؤال: هل يستثمر السودان هذه اللحظة؟
وليد محمدالمبارك احمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب