رحب السودان أمس الأربعاء ببيان مجلس الأمن الدولي الذي رفض خطط قوات الدعم السريع لإنشاء حكومة منافسة في المناطق التي تسيطر عليها وحذر فيه من أن هذه الخطوة تهدد وحدة البلاد وتخاطر بزيادة تفاقم الصراع، في ظل صد هجوم في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي لمدينة الفاشر شنته قوات الدعم السريع.

وأعربت وزارة الخارجية السودانية في بيان عن التزام الحكومة الصارم بالمحافظة على سلامة وأمن واستقرار ووحدة البلاد وسيادتها على أراضيها.

وأكدت استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي وفقا للأسس والقوانين التي تخدم مصالح الشعب السوداني.

التزام بسيادة السودان

وأعاد البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي "التأكيد بشكل لا لبس فيه" على التزامها الثابت بسيادة السودان واستقلاله ووحدته.

وقال مجلس الأمن الدولي إن أي خطوات لتقويض هذه المبادئ لا تهدد مستقبل السودان فحسب، بل تهدد أيضا السلام والاستقرار في المنطقة الأوسع.

وقال المجلس إن إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية يهدد أيضا بتفتيت السودان وتفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل.

وكرر مجلس الأمن أن أولويته هي استئناف المحادثات بين الطرفين للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف لحل سياسي للحرب، بدءا بانتقال بقيادة مدنية يؤدي إلى حكومة وطنية منتخبة ديمقراطيا.

النازحون في الفاشر يواجهون أزمة إنسانية في ظل حصار تفرضه قوات الدعم السريع (أسوشيتد برس)

وذكّر أعضاء المجلس بقرارهم الذي اعتمدوه العام الماضي، والذي يطالب قوات الدعم السريع برفع حصارها عن الفاشر، حيث توشك أن تنتشر المجاعة وظروف انعدام الأمن الغذائي الشديد، بحسب البيان.

وأعربوا عن "قلقهم البالغ" إزاء التقارير التي تتحدث عن هجوم متجدد لقوات الدعم السريع على المدينة المحاصرة.

وأعلنت قوات الدعم السريع في أواخر يونيو/حزيران الماضي تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، وبشكل رئيسي في منطقة دارفور الشاسعة حيث يتم التحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

صد هجوم بالفاشر

ميدانيا، قالت مصادر عسكرية مطلعة في الجيش السوداني للجزيرة إن الجيش السوداني والقوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح والقوات المساندة صدت أمس الأربعاء هجوما لقوات الدعم السريع في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي لمدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور.

إعلان

وأكدت المصادر تكبيد قوات الدعم السريع "خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات"، بينها تدمير وحرق مركبات قتالية والاستيلاء على أخرى بكامل عتادها.

وأشارت إلى رصد مشاركة من وصفتهم بمرتزقة كولومبيين في المعارك الدائرة حول مدينة الفاشر.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر عسكرية إن الطائرات الحربية للجيش السوداني نفذت أمس غارات جوية على مناطق تمركز قوات الدعم السريع في مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، مشيرة إلى أن الغارات ألحقت اضرارا كبيرة.

وأسفرت الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليونا داخل وخارج البلاد فيما تصفها الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح في العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات قوات الدعم السریع مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر

قُتل 40 شخصا على الأقل اليوم الاثنين في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور في غرب السودان، حسب غرفة طوارئ مخيم أبو شوك، فيما قالت مصادر عسكرية لمراسل الجزيرة نت محمد زكريا إن القوات المسلحة السودانية تمكنت من تحييد أكثر من 254 عنصرا من القوات المهاجمة.

وأفادت غرفة الطوارئ في بيان بمقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 19 "بين الطلقة الطائشة والتصفية المباشرة بعد أن توغلت قوات الدعم السريع داخل مخيم أبو شوك من الناحية الشمالية من الفاشر".

وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة من المتطوعين المنادين بالديمقراطية، حصيلة القتلى، مشيرة إلى أن "من بينهم من تمت تصفيته بشكل مباشر داخل صفوف المدنيين في مشهد يعكس حجم الانتهاكات المروعة التي تُرتكب بحق الأبرياء العزل".

وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها منذ مايو/أيار 2024.

وفي أبريل/نيسان سيطرت عناصر الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على مقربة من أبو شوك.

وقالت مصادر عسكرية للجزيرة نت إن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية، "تصدت لهجوم قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور، على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور مستخدمة أكثر من 500 سيارة قتالية".

وتابعت المصادر أن هذه المحاولة لاجتياح المدينة تحولت إلى انتكاسة عسكرية، حيث تمكنت القوات المسلحة، مدعومة بالمدافعين، من استعادة عشرات المركبات العسكرية وتحييد المئات من المهاجمين.

وأكدت المصادر للجزيرة نت "أن الهجوم انطلق من الجهات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية"، مدعوما بآليات ثقيلة ونيران مدفعية كثيفة. ومع ذلك، كانت القوات المسلحة السودانية في حالة استعداد تام، وتمكنت من صد الهجوم واستعادة 34 سيارة قتالية، بما في ذلك مصفحات وعربات "صرصر" بكامل تجهيزاتها، إضافة إلى إحراق 16 مركبة وتحييد أكثر من 254 عنصرا من قوات الدعم السريع.

انتصار ميداني

وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، للجزيرة نت إن "الهجوم تم تنفيذه عبر 543 سيارة قتالية، انطلقت من معسكر زمزم للنازحين، الذي استولت عليه قوات الدعم السريع وحوّلته إلى قاعدة عسكرية، بالإضافة إلى تحركات من مناطق جنوب وشمال المدينة"، وأكد أن قوات الدعم السريع "دفعت بمرتزقة ومجموعات تابعة للهادي إدريس والطاهر حجر في مقدمة الهجوم، تحت غطاء مدفعي كثيف، لكن القوات المدافعة تمكنت من تحييد المئات منهم، فيما فرّ من تبقى باتجاه المناطق المفتوحة".

إعلان

وقال أبوبكر أحمد إمام، الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية للجزيرة نت، إن الهجوم جاء بعد أيام من التحشيد العسكري المكثف، تلاه قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية داخل المدينة.

وأضاف أن هذا الأمر دفع القوات المدافعة إلى الرد بقوة، مما أسفر عن تكبيد المهاجمين خسائر فادحة موضحا أن "عمليات مطاردة فلول القوات المهاجمة لن تتوقف حتى تأمين كامل محيط المدينة".

وفي رسالة موجهة إلى القادة والجهات المعنية، دعا إمام إلى "تجاوز الشعارات والتحرك العاجل لفك الحصار المفروض على الفاشر، وإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وخاصة ما يتعلق بالجوع ونقص الإمدادات الأساسية". وأشار إلى أن "النصر الحقيقي لا يُقاس بعدد المركبات المستردة، بل بقدرة الدولة على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم".

 

هجوم الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في أبريل/نيسان الماضي (شبكات التواصل الاجتماعي) صمود يومي

ومع مرور أكثر من عامين على الحصار، تغيّرت ملامح الفاشر، ليس فقط في بنيتها، بل في وجدان سكانها الذين باتوا يرون في البقاء مقاومة، وفي التماسك انتصارا.

وقال الباحث الاجتماعي أسعد إبراهيم للجزيرة نت "ما يحدث في الفاشر تجاوز حدود المعركة العسكرية"، مشيرا الى أن الناس أعادوا تعريف معنى الحياة، فالأم التي تطعم طفلها من علف الحيوانات، والشاب الذي يوزع الطعام والماء على التكايا والجندي الذي يقاتل وهو يعلم أن أسرته بلا غذاء هؤلاء لا يرون أنفسهم ضحايا، بل جزءا من معركة أكبر من الرصاص".

ورغم القصف المتواصل، خرج سكان بعض أحياء الفاشر للاحتفاء بالمقاتلين، وارتفعت الهتافات من داخل الأزقة المحاصرة، بينما تداول مواطنون في مدن سودانية أخرى صورا ومقاطع توثق لحظات المقاومة، وعبّروا عن تضامنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الفاشر تقاتل باسم الجميع.

وقال الناشط الإغاثي عبد المنعم عبد الله للجزيرة نت إن "الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تقاتل، بل باتت تختصر معنى الكرامة في زمن الانكسار وراية مرفوعة في وجه الحصار والجوع والقصف" وأضاف حين "يتابع الناس في الخرطوم ومدني وبورتسودان أخبارها، فهم لا يتابعون معركة بعيدة، بل يتابعون نبضا من وطنهم، ومرآة لوجعهم وأملهم"

وأسفرت الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليونا داخل وخارج البلاد فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح في العالم.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الدعم السريع ترتكب فظائع بحق المدنيين في الفاشر
  • السودان يُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل حكومة موازية
  • واشنطن تدين العنف ضد المدنيين.. الجيش السوداني يصد هجوماً لـ«الدعم» قرب الفاشر
  • عاجل.. مجلس الأمن الدولي يرفض تكوين حكومة موازية في السودان.. ويطالب الدول بعدم التدخل
  • مجلس الأمن يرفض إنشاء سلطة حكم موازية فى مناطق ميليشيا الدعم السريع بالسودان
  • الجيش السوداني يتصدى لمليشيا الدعم الإرهابية
  • للمرة 228.. قوات الدعم السريع تفشل في دخول الفاشر
  • السودان.. مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر