يمانيون../
حذر الفلكي اليمني عدنان الشوافي من الزلازل النشطة التي تشهدها إثيوبيا مؤخراً، مشيراً إلى أنها تمثل خطراً يهدد المنطقة بأسرها. وأكد الشوافي أن هذا الخطر قد حذر منه قبل ثماني سنوات في دراسة نشرها عام 2017 حول تأثيرات سد النهضة.

وأوضح الشوافي في منشور عبر حسابه على مواقع التواصل أن الزلازل الحالية غير المسبوقة في إثيوبيا قد تكون مرتبطة بالضغوط الناتجة عن ملء سد النهضة، مضيفاً أن السد يقع على منطقة حساسة جغرافياً بين ثلاث صفائح تكتونية رئيسية: الجزيرة العربية، الصومال، وأفريقيا.

وأشار إلى أن السعة التخزينية للسد، التي تبلغ 74 مليار متر مكعب، تعادل وزن 113 جبلًا من الخرسانة المسلحة، مما يؤدي إلى ضغوط هائلة على القشرة الأرضية، قد تؤدي إلى نشاط زلزالي واسع النطاق، خصوصاً مع الإهمال في التعامل مع هذه التحذيرات.

وأضاف الشوافي: “الطبيعة لا تقبل العبث. الموقع الجغرافي للسد يجعل تأثيراته تمتد إلى اليمن والدول المجاورة والمطلة على خليج عدن والبحر الأحمر”.

ودعا الشوافي إلى التعامل بمسؤولية مع هذه الظاهرة الطبيعية، مطالباً بضرورة أخذ التحذيرات العلمية بعين الاعتبار لتجنب كارثة إقليمية قد تكون لها عواقب وخيمة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

اعتداءات المستوطنين تهدد الاقتصاد المحلي في الضفة الغربية

نابلس – لا يزال ماهر الجنيدي من نابلس يحصي خسائره بعد الاعتداء الأخير الذي استهدف منشأته الزراعية الواقعة في المنطقة الصناعية ببلدة دير شرف غرب نابلس شمال الضفة الغربية، إذ أقدم قطعان المستوطنين على إحراقها للمرة السابعة خلال عامين.

ويقدّر الجنيدي خسائره المادية جرّاء الاعتداء الأخير بما يزيد على مليوني شيكل (620 ألف دولار)، فضلا عن انفجار مخزن البذور النادرة والباهظة الثمن، والذي كان يحتوي قرابة طنين من البذور بقيمة تصل إلى 800 ألف شيكل (248 ألف دولار).

ويضيف: "الخسائر كانت صاعقة بالنسبة لنا، وما زلنا نحاول حصرها حتى اللحظة. هناك أيضا خسائر ضخمة في دفاتر الديون القديمة التي احترقت مع جميع الملفات والوثائق في المكاتب ولم نتمكن من إنقاذها، وتقدّر بحوالي 1.6 مليون شيكل (496 ألف دولار) عمرها بين 15 و20 سنة".

تفاصيل الاعتداء

ويروي الجنيدي للجزيرة نت تفاصيل تلك الليلة قائلا: "في الثامن من سبتمبر/أيلول 2025 كنا نائمين في البيت، فاتصل بنا الجيران وأخبرونا أن النيران تشتعل في المشتل. توجهنا فورا إلى المكان، وكانت النار تلتهم المكاتب والمخازن. أنا والأولاد والأصدقاء حاولنا إخمادها إلى أن وصلت طواقم الإطفاء".

ويؤكد أنه وصل في وقت كان يمكن خلاله تدارك الحريق والحدّ من انتشاره، إلا أن تأخر وصول فرق الإطفاء -نتيجة احتجازها من قبل قوات الاحتلال لأكثر من 40 دقيقة على حاجز لا يبعد سوى 3 دقائق عن المشتل- ضاعف حجم الخسائر وفاقم انتشار النار.

ويُعد حاجز دير شرف أحد أبرز نقاط الخنق التي فرضها الاحتلال بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 شمال الضفة الغربية، محدثا تغييرات جذرية في ملامح الحياة في البلدة التي كانت تشكّل واجهة نابلس ومدخلها الغربي.

وأشار الجنيدي إلى أن الاعتداءات المتكررة أدت إلى انخفاض الإنتاج إلى 10% فقط؛ إذ تراجع الإنتاج السنوي من أشتال الخضروات من نحو 12 مليون شتلة قبل عامين إلى مليون ونصف شتلة فقط هذا الموسم.

تقدر خسائر المصانع المحروقة في منطقة غرب نابلس بملايين الشواكل (الجزيرة)اعتداءات منظمة

ويبيّن الجنيدي أن الاعتداءات مخطط لها مسبقا وليست عشوائية، موضحا: "عادةً عندما نرى المستوطنين في محيط المشتل نعرف أن اعتداء ما سيقع. هذه المرة دخلوا من الخلف، وقصّوا الشبك بأدوات مخصصة وبطريقة لا تظهر على كاميرات الشارع. استخدموا عبوات حارقة، وكسروا الأبواب لإدخالها. كل ذلك تمّ مع سبق الإصرار".

إعلان

وليس هذا الاعتداء الوحيد في المنطقة؛ فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تتعرض المنطقة الصناعية غرب دير شرف لحملة منظّمة من اعتداءات المستوطنين، ينفّذها في الغالب مستوطنو "شافي شمرون وجيت".

وبحسب ما أفاد به الصحفي والناشط من دير شرف عاصف نوفل، "فإن هذه الاعتداءات تتم تحت إشراف مباشر من رئيس مجلس مستوطنات الشمال يوسي داغان، المقيم في مستوطنة شافي شمرون، والذي يوفّر الحماية والدعم للمجموعات المنفّذة لهذه الهجمات".

وتضمّ المنطقة الصناعية عددا من المصانع ذات الأثر الاقتصادي الكبير والشركات الرائدة في الاقتصاد الفلسطيني، من بينها مصنع الجنيدي للألبان الذي تعرّض للحرق أيضا قبل أسبوعين.

ولا تقتصر اعتداءات المستوطنين على محاولة الاستيلاء على الأرض، بل تمتدّ لتحدث أثرا اقتصاديا مباشرا على المنشآت ودورة الإنتاج فيها. إذ يعمل في المنطقة الصناعية الغربية لمدينة نابلس وغرب دير شرف أكثر من ألف عامل في قطاعات مختلفة، ما يجعل أي اعتداء عليها مساسا بأحد أهم المراكز الاقتصادية في شمال الضفة.

ويؤكّد نوفل أن المستوطنين نفّذوا غرب دير شرف أكثر من 13 اعتداء خلال الشهرين الماضيين فقط، فضلا عن الاعتداءات المستمرة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ تتكرر الهجمات باستمرار، لا سيما ضد التجمّعات البدوية المقيمة هناك منذ عام 1975.

أثر اقتصادي

من جهته، يشير ياسين دويكات، مدير غرفة تجارة وصناعة نابلس، إلى أنّ الهجمات الأخيرة طالت منشآت حيوية وألحقت خسائر مادية كبيرة، من بينها استهداف مصنع لمنتجات الألبان وإحراق عدد من مركباته.

ويرى دويكات أنّ هذه الاعتداءات تمثّل ضربة مباشرة للاقتصاد المحلي، موضحا أن "الخسائر التي تُترجم إلى مبالغ مالية تؤثر مباشرة على رأس مال الشركات وتضعف قدرتها على الصمود".

ويؤكد أن تصاعد الاعتداءات ليس طارئا، بل هو امتداد لاعتداءات سابقة شهدتها مناطق صناعية أخرى شرق نابلس مثل حوّارة وبيتا، حين جرى تحطيم محلات تجارية وسرقة منشآت وإتلاف بضائع، معتبرا أن ذلك يشكّل "حصارا اقتصاديا ممنهجا" يهدد استمرارية المشاريع التجارية والصناعية في نابلس.

ويشرح أنّ الاعتداءات المتواصلة على المنطقة الصناعية الغربية قرب دير شرف لم تطل المنشآت فحسب، بل أصابت دورة الإنتاج بكاملها، نتيجة القيود المفروضة على حركة العمّال والبضائع.

وبيّن أن الموقع، الواقع بين محافظتي نابلس وطولكرم، يجعل الوصول إليه محفوفا بالعقبات، إذ يتسبّب حاجز دير شرف في تعطيل نقل المواد الخام والمنتجات النهائية، ما ينعكس مباشرة على كلفة الإنتاج وسرعته.

لحظة اندلاع الحريق بعد الاعتداء الاستيطاني الأخير (الجزيرة)

ويقول دويكات: "إن إعاقة حركة العمال والبضائع تعني زيادة في التكاليف وتراجعا في القدرة التنافسية للمنتجات"، مشيرا إلى أنّ ذلك يترك أثرا واضحا على خطوط الإنتاج وكميات التصنيع في جميع المصانع العاملة داخل المنطقة الصناعية وخارج المخططات الهيكلية للمحافظات.

وسجّل تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أكثر من ألف هجوم استيطاني في 230 مجتمعا بالضفة الغربية خلال عام 2025، وأكثر من 60% منها في محافظات نابلس ورام الله والخليل.

إعلان

وفي ظل هذا الواقع، فإن ما تتعرض له المنطقة الصناعية الغربية قرب دير شرف لا يقتصر على اعتداءات عابرة، بل يشكّل تهديدا مباشرا لجزء مهم من النسيج الاقتصادي الوطني، ويطرح تساؤلات جدّية حول جدوى استمرارية الاستثمار في هذه المناطق إن بقيت بدون حماية حقيقية.

مقالات مشابهة

  • اعتداءات المستوطنين تهدد الاقتصاد المحلي في الضفة الغربية
  • شراقي: إثيوبيا تتجاهل الاتفاقيات الدولية.. ومصر ثابتة على موقفها من سد النهضة
  • سد النهضة سبب في زيادة معدلات الزلازل .. خبير يعلن مفاجأة بالأرقام
  • أبرز الأمراض التي تهدد مرضى القلب خلال فصل الشتاء
  • ترامب يحذر الدول التي تغرق الولايات المتحدة بالأرز الرخيص
  • بسام راضي عن أزمة سد النهضة: إثيوبيا تتحدث كذبًا.. ومصر نجحت في إدارة المياه
  • سفير مصر في روما: ممارسات إثيوبيا تهدد استقرار المنطقة.. والقاهرة التزمت باتفاق المبادئ
  • مسؤول إسرائيلي يحذر: حماس تتعافى بعد الحرب والمعركة القادمة قد تكون أشد
  • وزير الخارجية: مزاعم إثيوبيا بالسعي للتفاوض حول سد النهضة «زور وبهتان»
  • عالم زلازل يحذر: الهدوء الحالي «وهم» والكارثة قادمة في تركيا