شنت إسرائيل خامس موجة جديدة من الضربات، استهدفت منشآت ومواقع عسكرية في صنعاء وعمران باليمن، الجمعة، كما استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى على البحر الأحمر، وذلك بالتوازي و«التنسيق» مع ضربات أميركية وبريطانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي شن الضربات على صنعاء والحديدة، فيما قالت جماعة “أنصار الله” الحوثيين “إن 12 غارة استهدفت مواقعها في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران (50 كيلومتراً شمال صنعاء)”.

كما استهدفت الغارات مواقع خاضعة للحوثيين في محيط القصر الرئاسي بصنعاء، حيث معسكرات «النهدين والحفا»، إلى جانب محطة توليد كهرباء جنوب المدينة (محطة حزيز)، بالتزامن مع سلسلة غارات ضربت ميناءَي الحديدة ورأس عيسى النفطي على البحر الأحمر.

وأوضح مسؤول أميركي أن الضربات تم التنسيق بشأنها لكنها ليست مشتركة طبقا لما أورد موقع «أكسيوس» الأميركي، في حين تحدثت تقارير حوثية عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين.

وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، شملت الأهداف التي ضربها مواقع للبنية التحتية العسكرية في محطة كهرباء حزيز في صنعاء والبنية التحتية العسكرية في ميناءَي الحديدة ورأس عيسى على الساحل الغربي، وفق البيان.

وعقب الضربات، نقلت «رويترز» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله “إن الحوثيين يدفعون وسيستمرون في دفع ثمن باهظ لعدوانهم علينا”.

من جهته، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي الضربات الجديدة بأنها رسالة واضحة للحوثيين بأن إسرائيل ستواصل العمل بقوة ضد كل من يشكل تهديداً لأمنها، وتوعد بالقول: «يد إسرائيل الطويلة ستلاحق قادة الحوثيين في أي مكان».

ولم تتحدث الجماعة الحوثية عن أثر هذه الضربات، من حيث الخسائر المادية أو البشرية على الفور، وسط مخاوف من أن تؤدي الضربات الجديدة إلى شل مواني الحديدة بشكل نهائي، بعد الأضرار التي كانت تسببت بها الضربات السابقة، ما يعني مزيداً من المعاناة الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة.

بدوره، أكد المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع “مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع العسكرية المصاحبة لها، بالصواريخ والمسيَّرات، كما تبنَّى مهاجمة تل أبيب في إسرائيل بثلاث طائرات مسيّرة، وهي المسيّرات التي قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن سلاح الجو قام باعتراضها، مساء الخميس.

ووردت إسرائيل على هجمات الحوثيين، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.

ويوم الأربعاء، كان الجيش الأميركي أعلن استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً، بعد يوم من مزاعم الحوثيين حول مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية، وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر.

واعترفت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، بواقع اثنتين في منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، و4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، ويضم الموقعان معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وتشن الجماعة منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، بينما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت، في ديسمبر 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

#عاجل طائرات سلاح الجو الحربية من طراز F-16i تقلع من قاعدة رامون الجوية لضرب أهداف نظام الحوثي الارهابي في اليمن pic.twitter.com/Oeb6sbx1cM

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) January 10, 2025

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل توتر البحر الأحمر جماعة أنصار الله الحوثيين البحر الأحمر کما استهدفت فی صنعاء إلى مقتل

إقرأ أيضاً:

تحذير عبري من نشاط حوثي في سوريا.. هل ستنفذ الجماعة هجوما برياً على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)

حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية من مخطط حوثي لغزو الجولان، بعد رصد تل أبيب نشاط للجماعة في سوريا.

 

وقالت الصحيفة -في تحليل للباحث المهتم بشؤون إيران وحزب الله في معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية- "يجب على إسرائيل وقف تسلل الحوثيين إلى سوريا بينما تخطط إيران لحرب متعددة الجبهات أخرى".

 

وأضاف التحليل الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن ما كشفه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤخرًا، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست على الحدود السورية الإسرائيلية، عن استعداد إسرائيل لسيناريو محاولة الحوثيين دخول الجولان من سوريا، يمثل علامة فارقة في المواجهة المستمرة بين إسرائيل والحوثيين".

 

يُؤكد هذا التطور، إلى جانب التقارير الأخيرة عن تمركز حماس والجهاد الإسلامي في سوريا، على الضرورة الاستراتيجية لإسرائيل للحفاظ على سيطرتها على جبل الشيخ والأراضي السورية الأخرى التي يسيطر عليها جيش الدفاع الإسرائيلي منذ انهيار نظام الأسد في ديسمبر 2024. تُشكل هذه المناطق حاجزًا حاسمًا بين المنظمات الإرهابية وتجمعات الجولان.

 

وتابعت "الساحة السورية ليست غريبة على الحوثيين. فخلال الحرب الأهلية السورية (2011-2018)، نشر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي عناصر حوثية لمحاربة معارضي الأسد كجزء من تدريبهم القتالي، وأكدت التقارير من تلك الفترة سقوط ضحايا من الحوثيين في سوريا."

 

وفي سبتمبر/أيلول 2024، أفادت وسائل إعلام يمنية وسورية معارضة أيضاً أن العشرات من عناصر الحوثيين المتخصصين في إطلاق الصواريخ وصلوا إلى جنوب سوريا، وأرسلهم الحرس الثوري الإيراني والجيش السوري إلى هناك لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

 

الحوثيون يستعدون

 

وأردف "منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، يُجري الحوثيون مناورات تُحاكي غزوًا بريًا لإسرائيل. وقد وثّقت وسائل إعلامهم تدريباتٍ شملت تسلل أنفاق، والاستيلاء على قواعد إسرائيلية، واختطاف جنود. تشمل هذه التدريبات استخدام طائرات مُسيّرة ودبابات ورشاشات وصواريخ وقذائف، وهي أدواتٌ تهدف إلى تسهيل غزو الأراضي الإسرائيلية".

 

كان حرصهم على الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل جليًا في عام 2018، عندما أعلن زعيمهم، عبد الملك الحوثي، أن قواته ستنضم إلى حزب الله في لبنان في حال اندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان أو بين إسرائيل والفلسطينيين. وكُشف مؤخرًا أن برامج الحوثيين التدريبية تتضمن دورةً تُسمى "طوفان الأقصى"، تهدف إلى إعداد آلاف العناصر للانتقال عبر السعودية أو العراق إلى الأردن، وتسليح أنفسهم هناك، ثم غزو إسرائيل من الشرق. وفق التحليل

 

وحسب التحليل فإن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الآن تشير إلى أن الحوثيين قد اكتسبوا موطئ قدم في سوريا أيضًا، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لتوغل محتمل من هناك أيضًا.

 

إعادة ترسيخ وجوده في سوريا

 

تقول الصحيفة العبرية إن مكانة الحوثيين في إيران ارتفعت نتيجة أدائهم خلال حرب غزة. ونتيجة لذلك، يبدو أن فيلق القدس قد زاد من مشاركته في اليمن. في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، أفادت وسائل إعلام يمنية معارضة أن قائد الفرع اليمني لفيلق القدس، عبد الرضا شهلائي، قد أُرسل مؤخرًا من طهران إلى اليمن بعد استدعائه إلى العاصمة الإيرانية بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، ربما بسبب مخاوف على سلامته.

 

وأوضحت "خلال الحرب، ظهرت تقارير مختلفة حول خطط طهران لتشجيع غزو بري للحوثيين من سوريا (قبل إزاحة الأسد في ديسمبر 2024)، بالإضافة إلى جهود مماثلة تشمل ميليشيات أخرى تعمل من الأردن".

 

تضيف "رغم أن هذه الخطط لم تتحقق، يبدو الآن أن محور المقاومة الذي تقوده إيران يستغل ضعف سيطرة النظام السوري الجديد لإعادة ترسيخ وجوده في سوريا. وبمجرد أن تتهيأ الظروف، من المرجح تمامًا أن يسعوا مجددًا لشن هجوم بري على إسرائيل من الأراضي السورية".

 

على إسرائيل أن تتخذ إجراءً

 

تصريح كاتس وفق التحليل تشير إلى يقظة متزايدة ومراقبة استخباراتية دقيقة من قبل إسرائيل لنشاط الحوثيين. وتضغط إدارة ترامب على إسرائيل لوقف عملياتها في سوريا كجزء من جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق مع نظام الرئيس السوري أحمد الشرع.

 

واستدرك "يبدو أن إسرائيل ليس لديها خيار سوى اتخاذ إجراء استباقي للإشارة إلى أنها لن تتسامح مع ترسيخ الحوثيين في سوريا".

 

وقالت "يتماشى هذا النهج مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية المُحدثة، المستمدة من دروس حرب إسرائيل وحماس، والتي ترفض وجود ما سمتها أي عناصر إرهابية على طول حدود إسرائيل".

 

وزعمت الصحيفة العبرية أن تحييد حماس والجهاد الإسلامي في سوريا أمرٌ بالغ الأهمية، وعلى إسرائيل أن تشترط أي اتفاق مستقبلي مع الشرع إبعاد جميع عناصر محور المقاومة عن الأراضي السورية.

 

وحسب الصحفية فإن خطاب النظام الإيراني يشير إلى أن التخطيط جارٍ لهجوم بري محتمل متعدد الجبهات على إسرائيل. وبناءً على ذلك، يجب على إسرائيل تطبيق عقيدتها الأمنية المُحدثة بالكامل، والتي صاغتها بتضحيات وخسائر فادحة.

 

 


مقالات مشابهة

  • تحذير عبري من نشاط حوثي في سوريا.. هل ستنفذ الجماعة هجوما برياً على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)
  • شبكة حقوقية: محاكم الحوثيين تتحول إلى أداة قمع سياسي في صنعاء
  • «القيادي الرئاسي»: اليمن الآمن بات أقرب من أي وقت مضى
  • قبائل اليمن تتدفق إلى ميدان السبعين في مسيرة «التحرير خيارنا والمحتل إلى زوال» 
  • اليمن.. مقتل قيادي بارز في القاعدة بغارة أميركية
  • مقتل قيادي ميداني بالقاعدة في ضربة جوية أمريكية شرق اليمن
  • اليمن.. مقتل قيادي في القاعدة بغارة أميركية
  • 20 سباحاً إلى نهائيات بطولة النخبة للمياه المفتوحة على كأس الشهيد الغماري في الحديدة
  • ارتفاع جديد لأسعار الذهب اليوم السبت في اليمن
  • الأرصاد: تباين ملحوظ في درجات الحرارة بعدد من محافظات اليمن