صدر حديثًا.. كتاب "صورة البطل فى قصص أطفال فلسطين"
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
صدر حديثًا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ كتاب "صورة البطل في قصص أطفال فلسطين" للناقدة والأكاديمية الفلسطينية المقيمة في مدينة القدس "وفاء شاهر داري.
الكتاب يقع في 136 صفحة من القطع المتوسط، ويُعد دراسة مُتفردة بخصوصيتها، تهدف إلى إلقاء الضوء على النِتاج الأدبي الذي خطَّته أقلام الكُتَّاب الفلسطينيين ممن كتبوا عن أدب الطفل، وصوَّروا حياة الطفل الفلسطيني في الهجرة والتشرد، ومعاناته تحت الاحتلال، والآثار المترتبة عن ذلك من سِجن وشهادة وفقر وحرمان، وكذلك الأدُباء الذين أبدعوا في كتاباتهم، فمنهم من عايش النكبة طِفلاً، ومنهم من عاصر النكسة، ومنهم من تربَّى على الانتفاضات المتتالية التي نسجوها بدمائهم الزَّكية.
ولم تغفل الدراسة التأصيل لإبداع بعضٍ من الأطفال الذين كتبوا قصصًا تعكس مشاعر الطفولة من خوفٍ وفزعٍ من ممارسات يدِّ البطش، حين يقتحم الجُند مساكنهم في ظُلمة الليل ليقتادوا أبًّا أو أخًا أو أختًا وحتى أُمًّا؛ إلى غياهب السجون، تحت أنظار وأسماع الأطفال، الذين نشأوا جيلاً بطلاً مقاومًا لا يهاب ولا يفزع.
ولربما كان للمؤلفة دافعٌ لطرح هذه الدراسة؛ هو ما عايشته من تجربة الشهادة لعزيزٍ قد رحل، وخلَّف وراءه مرارة الفقد وأطفالاً صِغارًا، وهي التي نشأت في رحِم الانتفاضة وبين صور الشُّهداء جيلاً بعد جيل، مما حفر في الذاكرة مشاهدَ لا تُنسى.
جاءت هذه الدراسة لتبحث في جانبين: نظري وتطبيقي، فالنظري تناول تطور أدب الأطفال العربي والمحلي وتطوره، وبيَّن مصطلحات البحث لمفهوم الطفولة والبطولة، والتطبيقي من خلال تحليل النصوص المختلفة سواء كانت نثرية أم شعرية، بهدف تبيان صورة البطل، والتي جاءت متعددة الزوايا، مما استدعى سبر أغوار نفسية تلك الخاصية في كثير من الأحيان للكشف عن مكنوناتها.
كتاب «صورة البطل في قصص أطفال فلسطين» يتضمن مقدمة، ومدخلاً، وفصلين موسَّعين، وخاتمة، وقائمة مصادر.
تناول المدخل تحديد مصطلحات البحث حول أدب الأطفال عامّة وأدب الأطفال الفلسطيني المحلّي في الداخل الفلسطيني واتجاهاته خاصَّة.
بينما يعرض الفصل الأول سيرورة أدب الأطفال الفلسطيني عامَّة ومراحل تطوره تم وصفه في مراحل ثلاث، وتناولت فيه المؤلفة خيال البطولة والقدوة والتقليد لدى الطفل، مُبينة مفهوم البطولة لُغةً واصطلاحًا، والبطولة في منظار الطفل وصورها في قصص الأطفال.
وتناول الفصل الثاني؛ المحاور والمضامين للبطولة في قصص الأطفال، وشخصية الطفل الفلسطيني المُشرَّد، والبطل المُقاوِم في قصص الأطفال، وكيف تُنبت الأرض طفلاً بطلاً مُقاوِمًا، وكيف تتحول الأم الفلسطينية بطلة مُقاومِة كالرجل في ميدان الصراع مع المُحتلّ، وبيَّنتْ فيه صور البطل الشهيد الذي أصبح نموذجًا، كما بيَّنتْ فيه صورة الفقد وأثره على نفسية الطفل، والبطل بين الموجود والمنشود. ثم أتمَّت هذا الفصل بتبيان كيف أن قهر الحواجز والأسلاك الشائكة؛ يولد أبطالاً يصنعون الحرية.
وتختم الباحثة دراستها بالنتائج التي توصلت إليها، ومن أهمها الدور الذي تلعبه قصة الأطفال في تنمية وتثبيت الانتماء الوطني، وتعميق الهوية السياسية لدى الطفل، حيث عبرَّت بعض القصص عن تأثير شخصية البطل في كل مكوناته، سواء مُقاوِمًا أو شهيدًا، أو سجينًا، على نفسية الطفل، فأصبح نموذجًا يُقتدى به. كما عبَّرتْ بعض القصص عن غايتها في تعميق الانتماء للأرض والتمسك بها، والتضحية من أجلها. وقد كشفت معظم القصص كذب وزيف مقولة المحتلّ الغاصب: (سيموت الكبار وينسى الصغار، وتصبح الأرض مِلكًا لنا). فكل قصة تؤكد تعاظم الانتماء للأرض وعشقها والتضحية فِداءً لها، جيلاً بعد جيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أدب الطفل أطفال فلسطين الشاعر الفلسطيني الطفل الفلسطيني شرم الشيخ قصور الثقافة أدب الأطفال فی قصص
إقرأ أيضاً:
في عيد ميلاد ابنها.. مادونا تناشد البابا لزيارة غزة وفتح ممرات إنسانية لإنقاذ أطفال القطاع
وجهت المغنية الأميركية مادونا رسالة علنية إلى البابا دعت فيها إلى التدخل العاجل في غزة، مطالبة بفتح الممرات الإنسانية لإنقاذ الأطفال من الجوع والمعاناة، مؤكدة أنها لا تنحاز لأي طرف وأن همها الوحيد هو حماية الأبرياء. اعلان
وجهت المغنية العالمية مادونا نداءً إلى البابا ليو الرابع عشر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالبته بالسفر إلى قطاع غزة و"جلب نوره إلى الأطفال قبل فوات الأوان"، وأكدت بالقول: "كأم، لا أستطيع تحمل رؤية معاناتهم. أطفال العالم ينتمون للجميع. أنت الوحيد الذي لا يمكن منعه من الدخول. نحن بحاجة لفتح الممرات الإنسانية بالكامل لإنقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء. لم يعد هناك وقت".
وأضافت مادونا: "السياسة لا يمكن أن تحقق التغيير، الوعي وحده يستطيع ذلك. ولهذا أتوجه إلى رجل دين. اليوم عيد ميلاد ابني روكو، وأشعر أن أفضل هدية يمكن أن أقدمها له كأم هي أن أطلب من الجميع أن يفعلوا ما بوسعهم للمساعدة في إنقاذ الأطفال الأبرياء العالقين وسط تبادل النيران في غزة".
وتابعت :"أنا لا أوجه أصابع الاتهام أو أضع اللوم أو أنحاز لأي طرف، فالجميع يعاني، بمن فيهم أمهات الرهائن، وأدعو أن يتم الإفراج عنهم أيضًا. إنني أحاول فقط القيام بما أستطيع لمنع موت هؤلاء الأطفال جوعًا".
واختتمت رسالتها بدعوة متابعيها للتبرع لعدد من المنظمات الإنسانية، مشيرة إلى الحساب الرسمي لوسائل الإعلام التابعة للفاتيكان.
Related فيديو- لحظة وصول البابا ليو الرابع عشر إلى روما للمشاركة في احتفالات يوبيل للشباب قصف إسرائيلي يقتل العشرات في غزة بينهم 6 من منتظري المساعدات.. وارتفاع وفيات الجوع إلى 227صور لمادونا مع البابا فرانسيس أنتجت بالذكاء الاصطناعي.. هل يجب أن تثير الاهتمام أو الغضب؟ أم لا؟وكان البابا قد جدد مؤخرًا دعوته لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مطالبًا المجتمع الدولي باحترام القانون الإنساني والالتزام بحماية المدنيين. وقال في 20 تموز/يوليو من مقره الصيفي في كاستل غاندولفو: "أجدد ندائي لوقف فوري لهذه الحرب الوحشية ولإيجاد حل سلمي للصراع". وأضاف: "أدعو المجتمع الدولي إلى احترام حظر العقاب الجماعي، والاستخدام العشوائي للقوة، والتهجير القسري للسكان".
معاناة قطاع غزةتأتي مناشدة مادونا، في وقت يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ أدى القصف الإسرائيلي المستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى جانب الحصار المشدد المفروض إلى نزوح الغالبية العظمى من السكان وتدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
كما أدت القيود المشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى تعميق الأزمة، مع استمرار القصف واستهداف الطرق المؤدية إلى مراكز الإغاثة، في وقت تتفاقم فيه أزمة الغذاء بشكل خطير، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص خطر المجاعة المباشرة، ويعيش معظم السكان على وجبة واحدة بسيطة وغير متوازنة في اليوم، فيما تُسجَّل وفيات يومية، بسبب الجوع وسوء التغذية والأمراض المرتبطة بنقص الغذاء والمياه النظيفة.
تشير تقارير منظمات دولية، بينها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، إلى أن مستويات انعدام الأمن الغذائي في غزة هي الأعلى في العالم حاليا، وأن مؤشرات سوء التغذية الحاد بلغت مستويات كارثية. وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، والقيود الصارمة على دخول المساعدات عبر المعابر، وتدمير الأراضي الزراعية، ونفاد مخزونات الغذاء، تتصاعد التحذيرات من مجاعة شاملة قد تودي بحياة آلاف المدنيين، ولا سيما الأطفال وكبار السن، وسط غياب أي أفق لوقف المعاناة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة