إعلانات المكملات الغذائية تنهار على رؤوس المواطنين فى الفضائيات ووسائل التواصل، وهى تغرق المواطنين فى أوهام الفوائد الضخمة لهذه المكملات وأنها كفيلة بالشفاء من معظم الأمراض... الأمر الذى يعكس غياب الرقابة على هذه الاعلانات مما صنع فوضى فى سوق المكملات الغذائية الذى قد يكون بعضها مفيدة لبعض المرضى. ولكن بسبب الفوضى اختلط المفيد بالضار.
المكملات الغذائية هى منتجات تحتوى على الفيتامينات، المعادن، الأحماض الأمينية، الأحماض الدهنية، الأعشاب، أو غيرها من المكونات التى يمكن أن تكمل النظام الغذائى. قد تأتى هذه المكملات فى أشكال متعددة مثل الأقراص، الكبسولات، المساحيق، أو السوائل. وقد تكون المكملات مفيدة عند تناولها بشكل مناسب لتصحيح النقص فى بعض العناصر الغذائية التى يصعب الحصول عليها من خلال الطعام وحده. ولكن، مع تزايد عدد المكملات المتاحة فى الأسواق، بات من الضرورى توخى الحذر عند استخدامها.
أحد العوامل التى تجعل المكملات الغذائية موضوعًا مثيرًا للجدل هو الفارق الكبير بين الاحتياج الفردى من الفيتامينات والمعادن. بحسب الدكتور. أحمد حسن رئيس قسم علوم الصحة بجامعة حلوان مؤكدا أن، نقص فيتامين «د» هو أمر شائع بين الأفراد الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ، أو الذين يعانون من مشاكل فى امتصاصه من الطعام. فى هذه الحالة، يكون تناول مكملات فيتامين «د» مفيدًا لتلبية احتياجات الجسم. ومع ذلك، فإن الإفراط فى تناول هذا الفيتامين قد يؤدى إلى تسمم فيتامين «د»، وهو ما يسبب مشاكل فى الكلى، ارتفاع مستويات الكالسيوم فى الدم، واضطرابات فى القلب.
فى المقابل، يتطلب الحصول على كمية كافية من فيتامين «أ» الحذر أيضًا. يمكن أن يؤدى تناول جرعات كبيرة من فيتامين «أ» إلى التسمم، ما يسبب أعراضًا مثل الغثيان، الصداع، الدوار، وقد يصل الأمر إلى التأثير على صحة الكبد والعظام. ومع ذلك، إذا كان الشخص يعانى من نقص فى فيتامين «أ»، فقد تساعد المكملات فى تحسين الرؤية وتعزيز جهاز المناعة، خصوصًا لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف النمو أو قلة تناول الأطعمة الغنية به.
النقص فى فيتامين «C» هو مشكلة أخرى قد يتعرض لها العديد من الأشخاص، خاصة لأولئك الذين لا يتناولون كميات كافية من الفواكه والخضراوات الطازجة. يساعد فيتامين «C» فى تعزيز جهاز المناعة، وتسريع التئام الجروح، ومكافحة التأثيرات الضارة للجذور الحرة على الجسم. ومن المعروف أن نقص هذا الفيتامين قد يؤدى إلى مرض الاسقربوط، الذى يتسبب فى نزيف اللثة وضعف الأنسجة. إلا أن زيادة تناول فيتامين «C» بشكل مفرط يمكن أن يؤدى إلى مشاكل فى الجهاز الهضمى مثل الإسهال والتهيج المعدى.
من ناحية أخرى، المكملات الغذائية التى تحتوى على الحديد تعتبر مهمة للغاية للأشخاص الذين يعانون من نقص فى الحديد، خاصة النساء فى سن الإنجاب. نقص الحديد يمكن أن يؤدى إلى فقر الدم، مما يسبب التعب، ضعف الأداء العقلى، ومشاكل فى التنفس. ولكن، إذا تم تناول مكملات الحديد دون الحاجة إليها أو بجرعات غير مناسبة، فقد يسبب ذلك تراكم الحديد فى الجسم مما يؤدى إلى مشاكل صحية مثل تلف الكبد، والقلب، والجهاز العصبى.
كما يحتاج تناول مكملات الكالسيوم أيضًا إلى حذر كبير، حيث إن الكالسيوم عنصر أساسى لتقوية العظام والأسنان. لكن إذا تم تناوله بشكل مفرط، قد يتسبب فى مشاكل صحية خطيرة مثل حصوات الكلى، مشاكل فى امتصاص المعادن الأخرى مثل الماغنيسيوم، وأيضًا زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك يوصى دائمًا بالتحقق من احتياجات الجسم الفعلية قبل تناول المكملات.
بالنسبة للمعادن الأخرى مثل الماغنيسيوم والزنك، فإن نقصها قد يؤدى إلى العديد من المشاكل الصحية. نقص الماغنيسيوم يمكن أن يسبب تقلصات العضلات، اضطرابات فى النوم، وضعف فى وظائف القلب. أما نقص الزنك فقد يؤدى إلى ضعف جهاز المناعة، وفقدان حاسة التذوق، وتأخر التئام الجروح. لكن، فى حالة الإفراط فى تناول هذه المعادن، قد تحدث تأثيرات سلبية أيضًا مثل الغثيان، الإسهال، وأضرار فى الكلى والكبد.
وهناك مكملات غذائية التى تحتوى على أحماض دهنية مثل أوميغا 3 تُعتبر مفيدة فى تحسين صحة القلب والدماغ. لكن الاستخدام المفرط لهذه الأحماض الدهنية قد إلى مشاكل فى الهضم وزيادة خطر النزيف بسبب تأثيرها على تخثر الدم. أيضًا، يمكن أن تؤدى إلى اختلالات فى مستويات الدهون فى الدم عند تناولها بشكل مفرط.
تتعدد المكملات التى يروج لها الأطباء والباحثون كمفيدة فى تحسين الصحة العامة. المكملات التى تحتوى على مضادات الأكسدة، مثل فيتامين «E»، قد تساعد فى تقليل التأثيرات الضارة للجذور الحرة وتحسين صحة الجلد والشعر. ولكن إذا تم تناول هذه المكملات بكميات كبيرة، فقد تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وخاصة سرطان البروستاتا. لذا، من الضرورى استشارة الطبيب قبل تناول هذه المكملات لفترات طويلة.
أيضًا، لا تقتصر المكملات الغذائية على الفيتامينات والمعادن فقط، بل تشمل الأعشاب والمكملات النباتية، مثل الجنكة بيلوبا والكركم. على الرغم من أن هذه المكملات قد تساعد فى تحسين الذاكرة وتقليل الالتهابات، إلا أن بعضها قد يتداخل مع الأدوية الأخرى أو يؤدى إلى مشاكل صحية عند تناوله بشكل مفرط.
من الضرورى أن يدرك الأفراد أن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن نظام غذائى متوازن. الغذاء الطبيعى يوفر جميع العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم، فى حين أن المكملات الغذائية يجب أن تستخدم فقط عند الحاجة إليها وفقًا لتوصية الطبيب. لذلك، يعتبر الحصول على التغذية السليمة من الطعام مصدرًا أفضل وأكثر أمانًا من المكملات الغذائية.
يعتمد الاستخدام الصحيح للمكملات الغذائية بشكل أساسى على معرفة الحاجة الفعلية للمكمل وعلى متابعة تطورات الجسم الصحية. من المهم استشارة أخصائى تغذية أو طبيب مختص قبل البدء فى تناول أى نوع من المكملات الغذائية، لضمان عدم التعرض للأضرار الصحية بسبب الجرعات الزائدة أو التفاعل مع أدوية أخرى. فى النهاية، يجب أن يتم استخدام المكملات الغذائية بحذر ووعى تام بتأثيراتها المحتملة على الصحة العامة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤوس المواطنين ى تغرق المواطنين بسبب الفوضى المكملات الغذائية المکملات الغذائیة هذه المکملات قد یؤدى إلى الغذائیة ا تحتوى على بشکل مفرط إلى مشاکل مشاکل فى فى تحسین یمکن أن نقص فى
إقرأ أيضاً:
تعز تحت فوضى سلاح الإخوان.. اعتداء مسلح يطال الإعلامية الأغبري
تتوالى حوادث الانتهاكات التي يُتهم بارتكابها من قبل جنود يتبعون ألوية عسكرية موالية لحزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز، وسط غياب المساءلة واستمرار حالة الفوضى التي باتت تهدد أمن المدينة واستقرارها وسلامة العاملين في الحقل الإعلامي والحقوقي.
ويأتي الاعتداء الأخير على الإعلامية مايا الأغبري ليعيد إلى الواجهة حجم التدهور الأمني الذي تعيشه تعز، ويكشف عن خطورة تحوّل السلاح إلى أداة للترهيب وتصفية الحسابات بعيدًا عن سلطة القانون.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين يتبعون اللواء 22 ميكا، الموالي لحزب الإصلاح الإخواني، اعتدوا مساء السبت على الإعلامية مايا الأغبري أثناء تواجدها في المدينة، حيث تعرضت لحملة سب وشتم، قبل أن يُقدم أحد المسلحين على مهاجمة سيارتها وتحطيمها في واقعة أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الإعلامية والحقوقية.
وأكدت المصادر أن الاعتداء وقع دون أي تدخل فوري من الجهات الأمنية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني واستمرار نفوذ التشكيلات المسلحة خارج إطار المحاسبة.
وأوضحت الأغبري، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك، أن الحادثة بدأت بمشادة كلامية مع مسلح رفض إبعاد دراجته النارية من أمام سيارتها أثناء مرورها في شارع عام، قبل أن يتدخل عدد من المواطنين لاحتواء الموقف والسماح لها بالمرور. غير أنها فوجئت، بعد أقل من نصف ساعة من وصولها إلى منزلها، باتصال هاتفي يفيد بتعرض سيارتها للتكسير من قبل المسلح ذاته، مؤكدة أنه ينتمي إلى اللواء 22 ميكا.
الواقعة قوبلت بموجة تضامن واسعة من الصحفيين والإعلاميين والناشطين، الذين عبّروا عن وقوفهم الكامل إلى جانب الأغبري، معتبرين أن هذه الاعتداءات تمثل تهديدًا مباشرًا لحرية الصحافة، ومحاولة لإسكات الأصوات الإعلامية في مدينة تعاني أصلًا من تراجع كبير في مستوى الأمن وسيادة القانون.
وأكد المتضامنون أن مثل هذه الممارسات لن تثنيهم عن أداء واجبهم المهني في كشف الحقيقة والانحياز لقضايا المجتمع، مطالبين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في تعز بتحمل مسؤولياتها القانونية وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين ومحاسبة المتورطين في هذه الاعتداءات وفقًا للقانون.
من جانبها، أدانت منصة تلفزيون الشعب الاعتداء المسلح الذي تعرضت له مراسلتها المتعاونة، ووصفت ما جرى بأنه سلوك إجرامي مرفوض يتنافى مع القوانين والأعراف والقيم الأخلاقية، ويعكس حالة خطيرة من الانفلات الأمني الذي بات يهدد سلامة الصحفيين والإعلاميين في المحافظة.
وأكدت المنصة في بيان لها أن استهداف الصحفيين يمثل انتهاكًا صارخًا لحرية العمل الإعلامي، ويكشف عن غياب الردع القانوني بحق المتورطين في مثل هذه الجرائم.
وطالبت المنصة الجهات الأمنية بسرعة ضبط الجناة وإحالتهم إلى العدالة، واتخاذ إجراءات قانونية رادعة تضمن عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، كما دعت نقابة الصحفيين اليمنيين إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤولياتها المهنية والقانونية في الدفاع عن الصحفيين وحماية حقوقهم وسلامتهم.
ويعيد هذا الاعتداء تسليط الضوء على واقع أمني مضطرب في تعز، حيث تتكرر جرائم الاعتداء والانتهاكات على أيدي عناصر مسلحة محسوبة على ألوية إخوانية، في ظل صمت رسمي يفاقم من مخاوف انهيار ما تبقى من الأمن والاستقرار في المدينة.