16 يناير، 2025

بغداد/المسلة: زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى المملكة المتحدة تُعَد خطوة محورية في السياسة الخارجية للعراق، حيث يسعى لإظهار تحولات جديدة تهدف إلى تعزيز استقلالية بغداد عن النفوذ الإيراني، وهو توجه يرى فيه مراقبون تحركاً جاداً وليس مجرد مناورة سياسية.

تحليل الأهداف الكامنة وراء الزيارة يشير إلى محاولة السوداني تحسين صورة العراق لدى الدول الغربية، خاصة مع ترسيخ انطباع في تلك الدول بأن العراق لا يزال خاضعاً للنفوذ الإيراني.

ولتحقيق ذلك، تعمل بغداد على إبراز سياسات خارجية أكثر توازناً تشمل بناء شراكات جديدة مع دول الخليج، تركيا، وفتح قنوات تعاون اقتصادي مع شركات غربية، روسية، وصينية.

يأتي هذا التوجه في سياق حساس تزامناً مع تغييرات متوقعة في السياسة الأميركية تجاه إيران، حيث يستعد دونالد ترامب للعودة إلى المشهد السياسي بعد أيام قليلة، وسط توقعات بتجديد سياسة “الضغوط القصوى” التي فرضها سابقاً على طهران.

هذه التطورات تفرض على العراق تحديات جديدة، خاصة في ظل استمرار العقوبات الغربية على إيران، ما يفرض على بغداد تبني مقاربة متوازنة لتجنب الانعكاسات السلبية على اقتصادها.

السياسات الداخلية العراقية لا تزال تواجه تأثيرات الأحزاب المتحالفة مع إيران، إلا أن الحكومة تسعى لإحداث اختراق في علاقاتها الخارجية عبر إظهار حياد إيجابي في ملفات إقليمية مثل الأزمة السورية، والتقارب الاقتصادي مع الدول المجاورة، مع محاولة جذب الاستثمارات الغربية لدعم مشاريع التنمية.

زيارة السوداني، رغم التركيز على أبعادها الاقتصادية، تحمل في طياتها رسالة سياسية واضحة مفادها أن العراق بدأ بتبني نهج مختلف، يسعى من خلاله لتقليص التبعية لإيران وتأكيد موقعه كلاعب مستقل في الساحة الإقليمية والدولية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

صناع المجد: مدارس عراقية تحقق نسبة نجاح 100% وتكتب التاريخ من جديد

بقلم: تيمور الشرهاني ..

إشراقة النجاح تزداد بريقاً حين تتجسد في مدارسنا التي حققت نسب نجاح مئة بالمئة، لتكون مثالاً يُحتذى في التفوق والإبداع. هذا الإنجاز الكبير لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة جهود جبّارة وتفانٍ منقطع النظير من قبل إدارات المدارس والمعلمين والمعلمات الذين لم يدخروا جهداً في سبيل تهيئة البيئة المثالية للطلاب، وتقديم كل ما يلزمهم من دعم علمي ونفسي طوال العام الدراسي.

الثناء كل الثناء يُرفع لهؤلاء الجنود المجهولين، الذين عملوا بصمت وإخلاص، وواصلوا الليل بالنهار ليصلوا بأبنائنا إلى بر الأمان، ويصنعوا منهم جيلاً يليق بطموحات العراق ومستقبله. لم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا الإيمان العميق بالرسالة التربوية، والحرص على غرس القيم الأصيلة، وتنمية القدرات العلمية، وصقل المواهب لدى الطلاب.

ولا يمكن إغفال الدور العظيم للأسر الكريمة التي كانت السند الحقيقي لأبنائها، ووفرت لهم أجواء الاستقرار والدعم المعنوي، فتضافرت جهود البيت والمدرسة لترسم لوحة مشرقة من الأمل والعطاء. فكل الشكر والتقدير لكل أب وأم ضحوا بوقتهم وراحتهم في سبيل نجاح أبنائهم، واحتفلوا اليوم بفرحة الحصاد، بعد عام من المثابرة والصبر.

التهنئة القلبية موصولة لأبنائنا وبناتنا، الذين أثبتوا أن الإرادة الصلبة والتصميم على النجاح هما المفتاح لكل إنجاز. لقد زرعتم الأمل في نفوسنا، وأكدتم أن العراق ما زال بخير، وأن المستقبل يحمل في طياته بشائر التفوق والرقي.

كل الاحترام والتقدير لكل معلم ومعلمة، لكل إدارة تربوية، ولكل أسرة فاضلة، ولكل طالب وطالبة رفع اسم مدرسته ووطنه عالياً. هذه النجاحات تضع على عاتقنا جميعاً مسؤولية الاستمرار في العطاء، والعمل على دعم مسيرة التعليم، ليبقى العراق منارة للعلم والمعرفة.

ألف مبارك لهذا الإنجاز العظيم، ودامت أفراح النجاح تملأ بيوت العراقيين، ودامت مدارسنا منارات إشعاع حضاري في ربوع الوطن.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • الضمير الإيراني الشابندر:لقائي بالشرع جاء لعدم تكرار الاعتداء على مكتب السيستاني في دمشق وفتح المجال أمام زيارة قبر زينب
  • تقرير أمريكي:إيران من تتحكم بطاقة العراق وهي مصدر هشاشته السياسية والاقتصاية
  • السوداني يضع حجر الأساس لمشروع يخص كبار السن في بغداد
  • أمانة بغداد.. مشاريع استثنائية لمحو خريطة إهمال حقب الإهمال
  • الشرع يستقبل مبعوثا خاصا من العراق
  • السوداني في الأنبار.. زيارة غير رسمية لإحداث توازن سياسي بالمحافظة
  • اصطدام قطار بعجلة مدنية في ناحية الرشيد جنوب بغداد
  • تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق
  • صناع المجد: مدارس عراقية تحقق نسبة نجاح 100% وتكتب التاريخ من جديد
  • ‏⁧‫قضية عراقية‬⁩ : فيها ⁧‫المُضحك والمُبكي‬⁩!