مخاوف إسرائيلية من زيادة تسلح الجيش المصري.. ما علاقة ذلك بفضيحة الغواصات؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
كشف تحقيق أجراه الصحفي رافيف دراكر في برنامجه "هامكور" في 2016 ما أصبح يُعرف بـ"فضيحة بيع الغواصات"، المعروف بالملف 3000 الذي يتم التحقيق فيه مع بنيامين نتنياهو في قضايا الفساد، وتتعلق بشراء الغواصات والطرادات وسفن الصواريخ متوسطة الدفع من شركة "تيسنكروب" الألمانية، ومن الأحداث المرتبطة بها، ولا يُخطط لمناقشتها في المحكمة، الموافقة التي منحها نتنياهو في 2014 على بناء سفينة شحن إسرائيلية في ميناء "كيب تاون".
هاغاي أولشنيتسكي، باحث التاريخ العسكري والسياسي، ويعمل محاضرًا بجامعة وارسو، أكد أن "المستشارة الألمانية آنذاك، أنغيلا ميركل، طلبت من شركة تيسن كروب توريد أربع غواصات متطورة إلى مصر، وطلبت الموافقة الإسرائيلية، لأنه بعد الهولوكوست، لم ترغب ألمانيا بخلق توازن قوى من شأنه أن يعرض دولة الاحتلال للخطر، وبما أن الغواصات المذكورة تشبه في نوعها ما تستخدمها البحرية الإسرائيلية، فإن الموافقة التي أعطاها نتنياهو خطيرة، لأنها صدرت دون موافقة المؤسسة الأمنية، بما في وزير الحرب".
موافقة أم خيانة؟
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أنه "في تلك الأثناء كان موشيه يعلون على علم بالأمر، وفي المظاهرات ضد حكومة نتنياهو، قرأ كثيرون وحملوا لافتات تزعم أن تلك الموافقة بمثابة خيانة، لكن قضية الغواصات المصرية تحتاج لدراسة في سياق أوسع، سواء من حيث تسليح القاهرة، أو أهميتها للعلاقات الإسرائيلية المصرية الألمانية، خاصة فيما يتعلق بصفقات الأسلحة واسعة النطاق التي تمت في السنوات الأخيرة، وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل أعطت موافقة على تنفيذها".
وأوضح أن "أهم ما في الأمر عملية تجهيز الجيش المصري منذ سبعينيات القرن العشرين، ففي 1973 قرر أنور السادات خوض الحرب ضد الاحتلال، رغم أن صفقات الأسلحة المهمة بين مصر والاتحاد السوفييتي لم تكتمل بعد، وبالنسبة له، كان النجاح السياسي سيتحقق حتى بدون تحقيق نصر عسكري كامل في ساحة المعركة، وهكذا قرر التحرك دون الحصول على أسلحة إضافية، وانتهت الحرب بهزيمة عسكرية، لكنها تحولت نصرا سياسيا عبر اتفاق السلام 1979، ووفق تعريفات الحرب للمفكر العسكري كارل فون كلاوزفيتس فإن هذا انتصار مصري، لأن استخدام الأسلحة هدف لتحقيق إنجاز سياسي، وتغيير طويل الأمد في الوضع".
وأشار إلى أن "مصر بعد الحرب استعادت السيطرة على سيناء، وانتقلت من النفوذ السوفييتي للشراكة مع الولايات المتحدة، وتلقت مساعدات عسكرية كبيرة منها، رغم أنها نصف المبلغ الممنوح لإسرائيل، لكنها تمتنع عن تزويد مصر بأسلحة حاسمة، خاصة الطائرات والصواريخ جو-جو المتطورة، ورغم الالتزام الوارد في اتفاق كامب ديفيد بنزع السلاح في سيناء بالكامل، فقد سعت مصر باستمرار لإدخال قوات هناك، فيما ظل الاحتلال صامت بوجه عام في مواجهة ذلك".
نزع سلاح سيناء
وأوضح أن "مصر بنت طرقا سريعة تحت قناة السويس لنقل القوات بسرعة لسيناء، ونشرت البنية الأساسية لأنابيب الوقود والمياه تمتد لعمق ألف متر، وكل ذلك في نهاية المطاف يمكن أن يؤول لصالح قواتها في حالة الحرب، مع الإشارة إلى أن نموّ الجيش المصري في عهد الرئيس مبارك كان كبيراً، دون أن يكون عاملاً حاسماً في تحديد المنتصر في أي حرب قد تندلع، لأن قوة المناورة التي امتلكها جيش الاحتلال كانت هائلة أواخر الثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن العشرين، ولكن منذ ذلك الحين، طرأ تقليص مستمر في حجم قواته، وبات جيش المشاة اليوم ظلّ باهت لماضيه".
واستدرك أنه "عندما تولى عبد الفتاح السيسي السلطة في 2013، كان الجيش المصري أكبر حجماً وأفضل تجهيزاً بكثير، صحيح أن الفارق لصالحه كان ضئيلا، لكن السيسي لم يكتف بذلك، فبدأ حملة شراء عسكرية عالمية من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وروسيا والصين، واشترت في العقد الماضي أسلحة أكثر مما اشترته خلال الأربعين سنة الماضية، وتم تضمين الصفقات الألمانية الثلاث محور هذه المناقشة في هذه المشتريات".
وأضاف أن "مشتريات مصر العسكرية متنوعة للغاية، وعلى الصعيد البحري، بنت أسطولاً بحرياً ضخماً ينافس أكبر الأساطيل البحرية في البحر المتوسط: التركية والفرنسية والإيطالية، ومن بين المعدات التي حصلت عليها من صفقات الأسلحة الفرقاطات الإيطالية العملاقة، واستلام 6700 طن من حاملات الطائرات المروحية الفرنسية".
حرب أكتوبر 73
وزعم أن "وتيرة التسليح المصرية المتسارعة تثير مخاوف من أن يؤدي ذلك لتفاقم الأزمة مع الاحتلال، وإثارة تساؤلات حول نواياها، لأن تبرير بناء أسطول كبير، وشراء مئات الطائرات من فرنسا والصين وروسيا بالحاجة المحتملة للتحرك ضد إثيوبيا عقب انقطاع إمدادات مياه النيل بسبب بناء سد النهضة، فإنه على النقيض من ذلك، فإن الكثير من المشتريات الأخرى، والحاجة لاستخدامها، مثيرة للجدل".
ونقل عن أوساط عسكرية إسرائيلية تساؤلاتها بشأن "السبب وراء امتلاك مصر لهذا الكمّ من المعدات الأرضية والأسلحة المضادة للطائرات، رغم أن جيوش جيرانها في السودان وليبيا فقيرة جدًا في الحجم والقدرات، ولماذا تحتاج لمئات المدافع ذاتية الحركة، وما الهدف من الإنفاق الضخم على هذه الأسلحة، ولماذا يفوق عدد دباباتها عدد كل الذي بحوزة جيرانها مجتمعين، بما فيها إسرائيل، بثلاثة أضعاف؟".
وأشار إلى أن "مصر تمتلك أسلحة مضادة للدبابات لتسليح مائتي مروحية هجومية، وهو أسطول مصري أكبر بأربع مرات من أسطول كل جيرانها مجتمعين، وظهرت في الأسابيع الأخيرة صور لبعض البطاريات الألمانية المضادة للطائرات المتقدمة التي اشترتها مصر قبل سنوات متوقفة على الطريق الرئيسي في سيناء، مع العلم أنه بعد صفقة الغواصات وقعت القاهرة عدة صفقات شراء إضافية مع برلين، أكبرها صفقة شراء أربع غواصات على الأقل، و16 بطارية".
ووصل إلى القول إلى أن "الفساد الفاضح في صفقة الغواصات يطرح تساؤلات عن حقيقة موافقة نتنياهو عليها، وفي مثل هذه الحالة، فإن السؤال الواضح موجه لكبار المسؤولين في أجهزة الدولة وفروع الخارجية والأمن، ونصّه: هل كانت الموافقة على التسليح المصري، الذي قد يشكل في المستقبل خطراً وجودياً على أمن دولة الاحتلال، نابعة من اعتبارات عملية عسكرية، أم دوافع شخصية وخارجية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الجيش المصري السلاح الجيش المصري سلاح الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش المصری إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تغير المواجهات بين إيران والاحتلال استراتيجية الجيش المصري؟
دفع اندلاع العديد من المواجهات العسكرية في إقليم الشرق الأوسط، وبؤر التوتر والصراع العالمي الأخرى، مراقبين وخبراء لإعلان مخاوفهم من التأثير السلبي لانشغال الجيش المصري بأعماله الاقتصادية، وخاصة سلاح الجو، الذي أظهر تفوقًا في بلدان عديدة على الأسلحة التقليدية في المعارك الإقليمية الجارية التي انتهت مؤخرًا.
وجه الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، بدعم أمريكي، هجومًا جويًا على إيران بعشرات المقاتلات، وقصفت منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. مساء اليوم نفسه، ردت إيران بسلسلة ضربات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، خلال 7 موجات، خلفت قتلى وجرحى، وأضرارًا مادية كبيرة طالت مباني ومركبات. والسبت، أطلقت طهران صواريخ باليستية من طراز "حاج قاسم" بمدى يفوق 1400 كم باتجاه تل أبيب، في استخدام هو الأول لهذه الصواريخ، ما يشكل رسالة واضحة لتغيير قواعد الاشتباك التقليدية.
"أخطر أدوات الحرب"
قال خبراء عسكريون وصحفيون مصريون إن "المواجهات الجارية كشفت أن سلاح الطيران أصبح أخطر أدوات الحرب، ومفتاح الحسم فيها، وأنه أحدث فارقًا في المواجهات العسكرية الإسرائيلية الإيرانية، وفيما نفذه سلاح الجو الإسرائيلي من عمليات على قطاع غزة".
وأشاروا في ذات السياق إلى دور "سلاح الجو في انتصار باكستان على الهند، وفي استعادة الجيش السوداني بعضًا من مواقعه، وسيطرة قوات الدعم السريع على بعض المناطق، وصمود أوكرانيا أمام القوة التقليدية الروسية، وكذلك في الصراع الأذربيجاني الأرميني الأخير".
منذ اندلاع حرب الإبادة الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وحتى أكتوبر 2024، نفذ جيش الاحتلال 40 ألف غارة جوية على القطاع، مخلفًا دمارًا شاملًا للبنية الأساسية ونحو 200 ألف قتيل وجريح ومفقود.
ووفقًا لصحيفة معاريف الإسرائيلية، أطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ باليستي وأكثر من 170 مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب حتى ديسمبر 2024، بالرغم من المسافة التي تزيد عن 1600 كيلومتر، مما سبب حالة من الفزع للإسرائيليين.
"معارك محسومة"
في المواجهة العسكرية الهندية الباكستانية في مايو الماضي، والتي شاركت فيها 125 مقاتلة، أسقطت إسلام أباد، مستخدمة المقاتلات الصينية (J-10C)، خمس طائرات هندية، بينها 3 رافال فرنسية الصنع. شكل التفوق الجوي الباكستاني صدمة دولية لصناع السلاح في أوروبا وأمريكا، فيما توقع خبراء مرحلة جديدة من سباق تطوير سلاح الجو.
في الحرب الجارية منذ 15نيسان/ أبريل 2023، نجح الجيش السوداني في مارس الماضي في طرد قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا من العاصمة الخرطوم، بفعل سلاح الجو لديه، لتشن قوات الدعم السريع سلسلة هجمات بطائرات مسيرة صينية الصنع، مستهدفة الخرطوم وبورتسودان وكوستي ومروي.
في تشرين أول/ أكتوبر 2020، قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الحرب الإلكترونية واستخدام الطائرات من دون طيار مكّنا أذربيجان من التفوق على القوات الأرمينية في إقليم "ناغورني قره باغ"، مشيرة إلى دور الطائرات التركية المسيرة والإسرائيلية.
وفي قراءتها لحرب روسيا وأوكرانيا الجارية منذ 24 شباط/ فبراير 2022، تقول "Air & Space Forces Magazine" إن فشل القوات الجوية الروسية في تحقيق التفوق الجوي منذ البداية حرم موسكو من تحقيق نصر حاسم، مشيرة إلى صعوبة تحقيق التفوق الجوي في ظل نقص الموارد والقدرات.
"مخاوف ومطالبات"
في المقابل، أعرب مراقبون، بينهم الصحفي جمال سلطان، عن مخاوفهم من "وضع متردٍ لسلاح الجو المصري، خاصة مع تحوله عبر (جهاز مستقبل مصر) منذ عام 2022، لأعمال الاقتصاد من الزراعة والاستصلاح الزراعي، وصيد الأسماك، والصناعة، وتطهير البحيرات، والاستيراد والتصدير، والبناء والتشييد، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية".
وطرح ضابط الجيش المصري السابق الدكتور محمد محيي الدين تساؤلات من قبيل: "هل يمكن لسلاح الطيران المصري الهجوم بمئات الطائرات متنوعة الطرازات على أهداف لإسرائيل كما فعلت إيران؟ وهل يمكن للقوات الجوية والدفاعات الجوية صد هجوم بمئات الطائرات من العدو؟".
وأكد أن مصر هي الهدف الأول والأخير لإسرائيل، داعيًا إلى "وجوب التفرغ الكامل للقوات المصرية لواجباتها الوطنية"، و"التركيز على حمل السلاح وتسليم المشروعات القومية التي تعمل عليها أسلحة الجيش للجهات المدنية المسؤولة".
وأشار مصريون إلى قول آخر "وزير حربية" مصري قبل تحويلها لـ"وزارة الدفاع"، المشير محمد عبد الغني الجمسي (1921- 2003): "الرجل العسكري لا يصلح للعمل السياسي قط، وسبب هزيمتنا عام 1967 اشتغال وانشغال رجال الجيش بألاعيب ميدان السياسة؛ فلم يجدوا ما يقدموه بميدان المعركة".
أهم صفقات سلاح الجو المصري
في السنوات الأخيرة، عقدت القوات الجوية المصرية صفقات أسلحة ضخمة ومتنوعة من مصادر متعددة وبقيم مالية كبيرة، نرصد أهمها:
عام 2015، وقعت مصر عقدًا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" (16 رافال EM ذات مقعد واحد و 8 رافال DM ذات مقعدين) بـ5 مليارات يورو، تم تسليم الدفعات الأولى في 2015 و2016.
وفي 2021، وقعت مصر عقدًا إضافيًا لشراء 30 طائرة رافال أخرى بقيمة 3.75 مليار يورو، ما جعلها أكبر مشترٍ للرافال بإجمالي 54 طائرة مزودة بصواريخ "SCALP-EG" و"AM39 Exocet" المضادة للسفن.
وبالتوازي مع شراء الرافال من فرنسا، توجهت مصر في 2015 لشراء 46 مقاتلة من طراز "ميج-29 إم/إم2" (MiG-35) بـ2 مليار دولار، لتقرر القاهرة في نفس العام شراء 46 مروحية هجومية من طراز "كا-52" (التمساح) الروسية.
بعد الإعلان في 2019 عن تعاقد الجيش المصري لشراء 24 مقاتلة "Su-35" الروسية، واجهت الصفقة عراقيل أمريكية وتهديدات لمصر بفرض عقوبات عبر (قانون CAATSA).
ومن السلاح الجوي الأمريكي، استلمت مصر عامي 2014 و2015 دفعات من طائرات "F-16"، ليضم سلاح الجو المصري 220 طائرة منها بمختلف الطرازات. وافقت واشنطن في 2022 على بيع 12 مروحية نقل ثقيلة من طراز "CH-47F Chinook" لمصر بـ2.6 مليار دولار.
في أيلول/ سبتمبر 2024، طلبت مصر شراء طائرتي نقل من طراز "C-130J-30 Super Hercules"، لتعلن واشنطن في ديسمبر 2024 قبولها بيع صواريخ "هيلفاير" ومقذوفات موجهة عيار 70 مم بـ700 مليون دولار لمروحيات الأباتشي المصرية.
آخر الصفقات الأمريكية أُعلن عنها في فبراير 2025، ببيع أنظمة رادار "AN/TPS-78" طويلة المدى بقيمة 304 ملايين دولار لتعزيز قدرات الدفاع الجوي.
وفي توجه نحو التسليح الصيني، أشارت تقارير إثر التدريب الجوي "نسور الحضارة 2025" مع الصين في مايو الماضي، إلى اهتمام مصر بشراء مقاتلات صينية مثل "J-35"، و"J-17"، و"J-10".
تسليح القوات الجوية المصرية
تشير تقارير المواقع العسكرية المتخصصة إلى أنه في تسليح الطائرات والمقاتلات متعددة المهام والاعتراضية، تعد "داسو رافال" الفرنسية العمود الفقري للقوات الجوية المصرية بنحو 24 طائرة، وهناك 30 طائرة إضافية قيد التسليم.
أثار إسقاط باكستان ثلاث مقاتلات هندية من طراز "رافال" الفرنسية المخاوف من كفاءة 54 مقاتلة من ذات الطراز اشترتها مصر من باريس بقيمة 5 مليارات يورو، في حين تعتبر مصر وقطر والهند أبرز مشغلي المقاتلات الفرنسية.
في 7 شباط/ فبراير 2019، نشر موقع "ميديا بارت" الفرنسي تقريرًا يقول إن "رافال الموردة إلى القوات المسلحة المصرية تعاني مشكلات تقنية عدة جعلتها تفقد قدراتها القتالية".
وإلى جانب الرافال، يضم سلاح الجو المصري 168 طائرة "إف-16 فايتينغ فالكون" بطرازاتها المختلفة، إلى جانب 46 طائرة "ميج-29 إم/إم2" الروسية متعددة المهام، و"ميراج 2000" و"ميراج 5" الفرنسية الأقدم خدمة بالقوات الجوية المصرية.
وفي طائرات الهجوم الأرضي، تمتلك القوات الجوية المصرية "إيه إم بي-314 توكانو"، و"ألفا جت"، ومروحيات الهجوم "إيه إتش-64 أباتشي" الأمريكية، و"كا-52 التمساح" الروسية، و"ميل مي-24" السوفيتية الأقدم.
وفي طائرات النقل العسكري، يمتلك سلاح الجو المصري طائرات "سي-130 هيركوليز"، و"إليوشن إيل"، و"أنتونوف أن-74"، و"كازا سي-295"، و"بوينغ سي إتش-47 شينوك".
لمن التفوق الجوي؟
وفق تصنيف موقع "Global Firepower" السنوي لأقوى جيوش العالم 2025، حل الجيش الإسرائيلي في المرتبة الـ15 عالميًا، بينما تراجع الجيش المصري من تلك المرتبة العام الماضي 4 درجات، مسجلًا الـ19 عالميًا، فيما تُعتبر القوات الجوية المصرية والإسرائيلية من الأقوى في الشرق الأوسط.
تؤكد التقارير أن سلاح الجو الإسرائيلي يعتمد على أسلحة أمريكية وأخرى تصنيع محلي متطورة، حيث يمتلك صواريخ جو-جو "إيه آي إم-120 أمرام"، و"إيه آي إم-9 سايدويندر"، و"بايثون" الإسرائيلية.
وصواريخ جو-أرض، "إيه جي إم-65 مافريك"، و"بوباي" الإسرائيلي، وقنابل "SPICE" الإسرائيلية، و"JDAM" الأمريكية، و"جي بي يو-39"، وصاروخ "دليلة"، و"كروز تكتيكي" الإسرائيلي بمدى 250 كم.
تعتمد القوات الجوية المصرية على صواريخ أمريكية، وفرنسية، وروسية، منها صواريخ (جو-جو)، "إيه آي إم-9 سايدويندر"، و"إيه آي إم-7 سبارو"، و"إيه آي إم-120 أمرام"، و"إم بي دي إيه ميكا" (على الرافال)، و"R-73"، و"R-77" (على الميج-29).
وصواريخ (جو-أرض) و(جو-بحر)، "إيه جي إم-65 مافريك"، و"إيه جي إم-114 هيلفاير"، و"MBDA SCALP-EG" (على الرافال، صاروخ كروز شبحي)، و"M39 إكزوست" (مضاد للسفن على الرافال)، و"Kh-31" (مضاد للرادار ومضاد للسفن على الميج-29)، وقنابل موجهة "AASM Hammer" (على الرافال).
وتمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي يعتمد على التكنولوجيا الأمريكية والإسرائيلية، ومنه "السهم"، لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى (Arrow-2 و Arrow-3). و(مقلاع داود)، لاعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز، بجانب (القبة الحديدية)، لاعتراض صواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية، مع (الشعاع الحديدي) نظام الليزر الدفاعي، وكذلك "باتريوت" الأمريكي لاعتراض الصواريخ والطائرات.
أما مصر، فتمتلك شبكة دفاع جوي تعتمد على أنظمة روسية وأمريكية وأوروبية، ومنها "إس-300 في إم" الروسي لاعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية (بعيد المدى)، بجانب نظام "بوك" الروسي متوسط المدى، و"تور إم2" الروسي قصير المدى، و"بانستير-إس1" الروسي، و"باتريوت" الأمريكي، و"آيرس-تي إس إل إم" الألماني.
وتشير التقارير إلى التفوق التكنولوجي النوعي الإسرائيلي، خاصة طائرات "F-35I" الشبحية، وقدرات متقدمة في مجال الحرب الإلكترونية، والتشويش، والتحكم والقيادة، والدمج الشبكي بين المنصات. فيما قامت بتطوير طائراتها الأمريكية "F-15I" و"F-16I" و"F-35I"، ما يمنحها تفوقًا تقنيًا على الطرازات الأخرى.
في المقابل، تمتلك القوات الجوية المصرية أسطولًا أكبر من حيث عدد الطائرات الإجمالي، وخاصة "F-16"، و"الرافال"، و"الميج-29"، التي منحت سلاح الجو المصري القدرة على حمل أسلحة متقدمة (مثل صواريخ SCALP-EG).
وبهذا يتميز سلاح الجو الإسرائيلي بالتفوق النوعي والتكنولوجي، بينما القوات الجوية المصرية تتميز بحجمها وتنوع أسطولها، وامتلاكها قوة ردع كبيرة وقدرة على الدفاع عن مجالها الجوي.
"جرس إنذار لمصر"
وفي حديثه لـ"عربي21"، أجاب الباحث المصري والمتخصص في تحليل البيانات حسام عبد الكريم، على السؤال: "هل تمثل المواجهات العسكرية الإسرائيلية الإيرانية فرصة لمراجعة الجيش المصري خططه الاقتصادية واستعادة عقيدته العسكرية؟".
وقال: "حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لدولة الاحتلال في المنطقة، وعمدت في سياق ذلك إلى فرض قيود على استخدام المقاتلات الأمريكية من طراز (إف-16) التي بدأ تسليمها للجيش المصري أوائل تسعينيات القرن الماضي، بداية من تقييد المدى المرئي وبيانات تحديد المواقع، وحتى تقييد نوعية الصواريخ المحمولة".
وأوضح أن "شكل المقاتلات الأمريكية يمثل 48 بالمئة من عدد مقاتلات سلاح الجو المصري، 90 بالمئة منها لم يتم تحديثها منذ عقود، وتصنف حاليًا ضمن الأقدم والأكثر محدودية من حيث القدرات القتالية والإمكانات التقنية بين نظيراتها في العالم".
ويعتقد الباحث المصري أن "هذا التقييد نتج عنه أن أصبحت هذه المقاتلات غير قادرة -أو قادرة بصعوبة بالغة- على الاشتباك الجوي أو تنفيذ عمليات الإقفال على الهدف مع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي الأكثر تقدمًا".
ولفت أيضًا إلى أن "المدى الأقصى الفعال لصواريخ المقاتلات المصرية من تلك الطرازات القديمة ما بين 50 إلى 80 كم، في المقابل المدى الفعال لصواريخ مقاتلات الجو الإسرائيلية يصل إلى 200 كم".
ولتقريب الصورة، أوضح عبد الكريم أن "المقاتلات الإسرائيلية يمكنها قصف قواتنا المسلحة المتواجدة في المنطقة (أ) شرق قناة السويس، من خلال التحليق فوق صحراء النقب بدون الحاجة إلى الدخول إلى الأراضي المصرية".
وأضاف: "في الوقت الذي تحتاج مقاتلاتنا الأمريكية القديمة إلى الوصول إلى منتصف المنطقة (ب) وسط سيناء، كي تتمكن من استهداف الجيش الإسرائيلي على الشريط الحدودي فقط وليس أبعد من ذلك".
ومضى يؤكد أن "سلاح الجو المصري سعى كثيرًا إلى تحديث أسطوله الجوي، وواجه تعنتًا ورفضًا أمريكيًا سواء فيما يتعلق بالحصول على المقاتلات الأمريكية الحديثة من طراز إف-15، أو حتى المقاتلات الروسية المكافئة من طراز سوخوي 35، وذلك للحفاظ على التفوق الإسرائيلي النوعي وضمان بسط سيطرته والسيادة الجوية في المنطقة".
وخلص للقول إن "العدوان الإسرائيلي الصارخ على الأراضي الإيرانية، يشكل جرس إنذار لمصر، التي لا يفصلها شيء عن عدوها الأبدي، الذي عادت الطموحات والنزعات التوسعية والاستعمارية القديمة تداعب خياله من جديد".