انتبهوا أيها السادة .. ما هكذا تورد الإبل!
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
بقلم: حسن ابوزينب عمر
(1)
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون أيخون انسان بلاده؟ ان خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون؟ الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق بدر شاكر السياب بقلم: حسن ابوزينب عمر أفسدت علينا مهرجانات استرداد أرض المحنة الحبيبة وحولت أفراحنا مأتما وليلنا كابوسا اغتيالات ومجازر قيل انها ارتكبت في منطقة كمبو 5 وأسفرت عن ازهاق أرواح 8 أشخاص بينهم طفلان بالضرب المبرح حتى الموت حينا وإطلاق النار عليهم والقاء بعضهم أحياء في جوف النيل حينا آخر فضلا عن اختطاف 13 امرأة .
(2)
في السودان قتال مجنون معظمه بأيدي أبنائه وليس من عدو خارجي جاء لغزو البلاد ولا من جار قريب وليس من سبب واحد يجعل أبناء بلد واحد ينخرطوا في حرب (هرقلية) بشعار على وعلى أعدائي ..هذا الواقع المظلم حالك السواد كفيف البصر كما يقول الحسين الحسن في رائعته (آسيا وأفريقيا) ينبغي أن يتهاوى ويتآكل مثلما تآكلت منسأة نبي الله سليمان حتى تأكد موته للشياطين . ورغم اتفاق الجميع باللسان على رفض هذا الواقع المؤلم فان الالتزامات الصادرة من الطرفين في حاجة للترجمة الى أعمال محسوسة وليس أقوالا رنانة لكونها لا تغير شيئا على أرض الواقع .
(3)
الخوف ان يتسبب كل ذلك في وضع كارثي ينقل الصراع من الاطار العسكري الى الاطار الاجتماعي بين المكونات السودانية على أساس مناطقي فأمامي مشاهد من الاهانة والاذلال لن تبارح الذاكرة ما حييت بعضهم لمواطنين أبرياء ليس لهم في العير ولا النفير يقعون في قبضة الجيش فيقول لهم المحقق (قول واي) ويرميهم حظهم العاثر في قبضة (الجنجويد) فيقول لهم المحقق الممتن (قول باع) ..المشهد القميء تكرر أكثر من مرة .. كل الاعترافات المنتزعة من أفواه الأسرى هي للإفلات من الموت أيا كان مصدره وهي ظاهرة نفسية يطلق عليها عالميا متلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome وتصيب الفرد عدما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء اليه بشكل من الأشكال او يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المختطف مع الذي اختطفه.
(4)
في المانيا النازية في الثلاثينات كان بعض اليهود ينادون بسقوط اليهود ويهتفون للطاغية هتلر رغم الإبادة بأفران الغاز .. دافع الضحية الى هذا السلوك المخزي كان لزيادة فرص نجاته. هناك خيط رفيع بين خائن جاهز لبيع وطن حتى بأبخس ثمن و بين بريء أعزل خانته ظروفه وقلة حيلته فلجأ الى المجاراة حتى لا يفقد روحه أمام معتوه لا يرف له جفن وهو جاهز ومتحمس لإفراغ خزانة مدفعه حتى في رأس امرأة مستضعفة بعمر جدته .
(5)
شاهدت في مقطع فيديو اعترافات لفتاة سودانية تقول فيها ان ألذي وقعت في أسره قرر زواجها وهددها بقتلها وقتل والدتها في حالة الرفض فانصاعت مكره ..المشهد انتهي بالفتاة وهي تعرض يدها وقد أطار الرصاص الذي أطلقه العريس أحد أصابعها وهشم قدمها اليمنى بسبب الخلافات الزوجية .. لا تختلف عنزتان عن الفظاعات والجرائم غير المسبوقة التي تشيب لها رؤوس الأجنة في أرحام النساء والتي ارتكبت داخل قرى الجزيرة في حق الأهالي الأبرياء العزل لا لشيء سوى الانتقام لانضمام كيكل الى الجيش.
(6)
عاش انسان القرى المتناثرة في أرض الجزيرة في أمن وأمان يزرعون الأرض ويربون الحيوان يقتسمون النبقة وينشدون الأذكار وسط القباب ولا يعرفون الحكومات الا أوان الانتخابات .. النفوس متطايبة والبيوت مفتوحة على بعضها ..يعيشون حياة بسيطة وقد رضوا بما قسمهم لله لهم .. إطلاق سهام اتهامات عشوائية لهم وفتح جبهة لمحاكمتهم من بعض الموتورون بأنهم خونة وطابور خامس للدعم السريع في تقديري كلام ظالم يحاسب النوايا وفيه الكثير من التحامل.
(7)
لا يوجد في هذا السودان العريض أحد نجا من انتهاكات عصابات الميليشيا الهمجية المجرمة وينبغي أن توجه السهام لها وحدها وإذا كان هناك من ثبت ضلوعه بالأدلة والشواهد دعما وسندا للقتلة السفلة فان التحقيق والتحري معهم ينبغي أن يكون مهمة المتخصصين العقلاء الهادئين حتى لا تنزلق هذه البلاد في أتون فتن اثنية لا تبغي ولا تذر. ففي نهاية المطاف فان انقاذ الوطن أهم من بقاء البرهان أو فناء حميدتي .
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
دونجا: «هناك ملايين كانوا ينتظرون خسارة بيراميدز أمام صن داونز»
أكد محمود عبد العاطي دونجا لاعب فريق بيراميدز، أن هناك ملايين كانوا ينتظرون خسارة فريقه أمام صن داونز في نهائي دوري أبطال إفريقيا.
وقال دونجا في تصريحات مع كريم رمزي على برنامج لعبة والتانية عبر راديو ميجا إف إم الناس دايما كانت تقول ان بيراميدز يعاني في الخطوة الأخيرة، ومن بداية الموسم تعاهدنا أن هذا الموسم سيكون مختلف وفارق معنا، وتحدثنا أن احنا عندنا اهل وجهاز فني من حقنا نفرحهم.
وأضاف: "في ناس مديانا 10 دقائق احتفالات ومحسسينا أن أحنا خدنا دورة رمضانية هو في أهم من بطولة إفريقيا، في ناس اتريقت علينا ولاعبو الفريق حاطين الخلفية بتاعت موبايلهم صورة كأس إفريقيا، وكل الناس حتى عمال غرف الملابس كانوا يتحدثون عن أهمية التتويج باللقب، والناس بتتكلم في أي حاجة عن منظومة بيراميدز رغم نجاح المنظومة، وكل لاعبي بيراميدز منضبطين، وهناك ملايين كانت تنتظر خسارتنا أمام صن داونز، واللاعيبة لما كانت بتخسر بطولة كانت بتموت، وكل المحافظات كانت بتساندنا ورأيت كل الألوان امبارح بتساندنا".
وواصل: "لا نفكر في الأهلي أو الزمالك، دائما ننظر إلى أنفسنا ولا واحد كان يتوقع وصولنا للنهائي، وتخاذلنا أمام البنك الأهلي وفاركو بسبب الخوف من الإصابة قبل نهائي إفريقيا".
وأكمل: "هناك أشياء خرجتنا عن تركيزنا في الدوري الممتاز مثل أزمة عدم خصم نقاط من الأهلي، وأغلقنا صفحة الدوري لحسم لقب دوري أبطال إفريقيا ونافسنا لآخر نفس في الدوري بشرف، واحتفلنا بنفسنا عقب نهاية الدوري الممتاز بسبب مجهودنا على مدار الموسم والمنافسة لآخر نفس وآخر مباراة في الدوري الممتاز".
وتابع: بيراميدز أضاف للكرة المصرية، ولو الزمالك فايق سيمنح الدوري طعم تاني، وكل لاعبي بيراميدز يعشقون يورتشيتش ويتعامل معنا كأب واخ اكبر ولاعبي بيراميدز يمنح كل لاعب حقه، وسنبدأ من غدا الاستعداد لنهائي كأس مصر أمام الزمالك".