صدى البلد:
2025-12-12@13:35:46 GMT

السِمنة في طي النسيان؟ العلماء يعيدون تعريف المرض

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

تعتبر السمنة واحدة من أكثر القضايا الصحية المعقدة في العالم، إلا أن الأساليب الطبية الحالية لتشخيصها، التي تعتمد بشكل رئيسي على مؤشر كتلة الجسم (BMI)، لا تعد دائمًا مقياسًا موثوقًا للصحة أو المرض على مستوى الأفراد. 

العلماء يعملون على إعادة تعريف السمنة بتوجيهات جديدة ومفاجئة

وهذا قد يؤدي إلى تشخيص خاطئ له عواقب صحية سلبية قد تكون غير ضرورية.

في الوقت ذاته، يواصل العلماء العمل على تطوير مقاربة جديدة توفر تشخيصًا دقيقًا للسمنة وتحد من الآثار السلبية للتصنيف الخاطئ.

العلماء يعملون على إعادة تعريف السمنة بتوجيهات جديدة ومفاجئة

في تقرير حديث نُشر في مجلة "لانسيت للسكري والغدد الصماء"، قدمت "لجنة السمنة السريرية" نهجًا جديدًا لتشخيص السمنة، يأخذ في الاعتبار مقاييس إضافية لدهون الجسم الزائدة بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم. هذا التعريف الجديد يسعى إلى تقليل مخاطر التصنيف الخاطئ وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للمشاكل الصحية الناجمة عن السمنة. وكان من بين الأهداف الرئيسية لهذا المقترح معالجة قضية "الوصمة الاجتماعية" المرتبطة بمفهوم السمنة، إضافة إلى تحسين أساليب الرعاية الصحية وتوجيه العلاج المناسب لكل حالة على حدة.

ترأس البروفيسور فرانشيسكو روبينو من "كينجز كوليدج لندن" هذه اللجنة، التي ضمت 56 من كبار الخبراء في مختلف التخصصات الطبية من جميع أنحاء العالم. وقد عمل هؤلاء العلماء على تقديم حل شامل يعكس تأثير السمنة على الصحة العامة، ويأخذ في اعتباره الفروق الفردية التي قد تحدث نتيجة تراكم الدهون في الجسم. وكانت اللجنة تهدف إلى إيجاد تعريف متوازن للسمنة يسمح بتحديد الفئات التي تحتاج إلى العلاج العاجل والمناسب.

مفهوم جديد لفئات السمنةالعلماء يعملون على إعادة تعريف السمنة بتوجيهات جديدة ومفاجئة

واحدة من أهم المراجعات التي قدمها العلماء في هذا التقرير هي تقسيم السمنة إلى فئتين جديدتين: "السمنة السريرية" و "السمنة قبل السريرية".

السمنة السريرية: هي السمنة المرتبطة بأعراض ملموسة تؤثر بشكل كبير على وظائف الأعضاء وقدرة الجسم على أداء الأنشطة اليومية. الأشخاص الذين يعانون من هذه الفئة يجب أن يتلقوا العلاجات المناسبة كجزء من معالجة المرض المزمن الذي يعانون منه.

السمنة قبل السريرية: في هذه الفئة، لا يعاني الشخص من مرض مستمر، لكنه قد يكون معرضًا لخطر متزايد للإصابة بالمشاكل الصحية المتعلقة بالسمنة في المستقبل. هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى استراتيجيات وقائية لتقليل خطر الإصابة بالأمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب.

مؤشر كتلة الجسم ليس كافيًا

تاريخياً، كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو المعيار الأساسي لتحديد السمنة، لكنه لا يعكس بشكل دقيق توزيع الدهون في الجسم أو الصحة العامة للفرد. فقد أظهرت دراسات علمية أن الأشخاص الذين يعانون من تراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم، مثل منطقة الخصر أو الأعضاء الداخلية مثل الكبد والقلب، يكونون أكثر عرضة لمخاطر صحية كبيرة، حتى وإن كان مؤشر كتلة الجسم لديهم ضمن المعدلات الطبيعية.

لذلك، يشير العلماء إلى ضرورة إضافة مقاييس أخرى مثل محيط الخصر أو نسبة الخصر إلى الطول إلى تشخيص السمنة، جنبًا إلى جنب مع استخدام أساليب دقيقة لقياس الدهون في الجسم، مثل الفحص باستخدام DEXA (قياس كثافة العظام) للحصول على صورة أفضل لحالة الشخص الصحية.

السمنة كمرض مزمن وليس مجرد عامل خطر

من خلال التعريف الجديد للسمنة، يحاول العلماء إيقاف النقاش الذي يدور حول ما إذا كانت السمنة تُعتبر مرضًا في حد ذاته أم مجرد عامل خطر. الواقع كما يقول رئيس اللجنة، البروفيسور روبينو، هو أن بعض الأشخاص الذين يعانون من السمنة قد يحافظون على وظائف أعضاء طبيعية وصحة جيدة لفترات طويلة، بينما يعاني آخرون من مشاكل صحية فورية نتيجة تراكم الدهون في الجسم. وعليه، فإن السمنة ليست مجرد "حالة خطرة" ولكنها مرض مزمن يحتاج إلى رعاية صحية متخصصة.

توجهات جديدة لتوفير العلاج والتشخيص الدقيق

الهدف من الاقتراحات الجديدة هو ضمان تقديم العلاج الصحيح والمناسب للأفراد المصابين بالسمنة السريرية في وقت مناسب، بهدف تحسين وظائف أعضائهم وتقليل الأعراض التي تسببها السمنة. أما الأشخاص المصابون بالسمنة قبل السريرية فيحتاجون إلى استراتيجيات للحد من المخاطر المحتملة وتحسين صحتهم العامة.

علاوة على ذلك، فإن هذا الإطار الجديد يعزز من تخصيص الموارد الصحية بشكل أكثر دقة ويمنح الأولوية للخيارات العلاجية التي تتماشى مع احتياجات كل فرد على حدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السمنة العلماء مؤشر كتلة الجسم المزيد مؤشر کتلة الجسم الدهون فی الجسم یعانون من

إقرأ أيضاً:

عادل نعمان يدعو لضرورة إعادة تعريف المفاهيم الدينية الكبرى بما يتناسب مع تطورات العصر

شدد الدكتور عادل نعمان، الكاتب والمفكر، على ضرورة إعادة تعريف المفاهيم الدينية الكبرى بما يتناسب مع تطورات العصر، مؤكدًا أن المصطلحات مثل الشريعة والكافر والجهاد والتكفير لا يمكن التعامل معها اليوم بذات المفاهيم التاريخية التي نشأت في سياقات سياسية واجتماعية مختلفة.

دار الإفتاء تبحث مع وفد الشباب والرياضة تنفيذ البرامج والمبادرات المشتركة

وقال خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «نظرة» المذاع على قناة «صدى البلد» إن تطور الحياة وتغير الواقع العالمي يفرض إعادة قراءة هذه المصطلحات وفق معايير جديدة، موضحًا أن الإرهاب نفسه تغير تعريفه في السنوات الأخيرة، وبات يشمل الإرهاب الفكري والثقافي، الأمر الذي يستدعي تجديدًا شاملًا للفهم الديني.

 مفهوم التكفير في الأصل

وأضاف أن مفهوم التكفير في الأصل يعني الرفض أو التغطية، وأن الفلاح كان يُسمى الكفار لأنه يغطي البذور في الأرض، مشيرًا إلى أن تطبيق معنى الكافر بمفهومه الفقهي القديم على الواقع الدولي الحديث أمر غير منطقي وغير قابل للتطبيق، خصوصًا في ظل القوانين الدولية والتبادل الثقافي والوجود المصري في مختلف دول العالم.

طباعة شارك عادل نعمان الدكتور عادل نعمان المفاهيم الدينية الشريعة الجهاد

مقالات مشابهة

  • عادل نعمان: تجديد تعريف الشريعة ومفهوم الكافر ضرورة يفرضها واقع العصر
  • طريقة عمل برياني الدجاج بالخطوات
  • عادل نعمان يدعو لضرورة إعادة تعريف المفاهيم الدينية الكبرى بما يتناسب مع تطورات العصر
  • هذه الأطعمة الخمسة تقضي على دهون البطن..فما هي؟
  • دراسة تكشف دور «الحب» في الحماية من السمنة
  • باحثون: السمنة المبكرة تزيد خطر الالتهاب الرئوي وتعفن الدم لاحقاً
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. مرصد عراقي يطالب بإعادة تعريف مصطلحات سياسية مبهمة
  • “الإمارات للدواء” تنظم المنتدى الأول للبحوث السريرية في دبي
  • هل المريض النفسي مسؤول عن تصرفاته؟
  • دراسة: شرب القهوة قبل التمرين يساعد على حرق الدهون بشكل أكثر