قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن السيطرة على محور فيلادلفيا وزيادة القوات الإسرائيلية هناك تعكس "تلاعبا بالمفردات".

وكان نتنياهو قد أعلن في وقت سابق أن قوات الاحتلال ستواصل السيطرة على محور فيلادلفيا، مشيرا إلى زيادة القوات في المنطقة العازلة بقطاع غزة، وهدد بالعودة إلى القتال "بقوة" إذا لزم الأمر، كما تعهد بـ"إتمام أهداف الحرب" عبر إعادة الإسرائيليين من غزة و"تدمير" حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأشار الخبير العسكري -في مداخلة عبر الجزيرة- إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن إجراءات وتفاصيل لم يُعلن عنها بعد، وهي مرهونة بخرائط لم تُنشر حتى الآن.

وأكد الدويري أن تصريحات نتنياهو تهدف إلى تقديم صورة مضللة عن الوضع الميداني، موضحا أن الاتفاق حتمي لأسباب تتعلق بالعوامل المحلية والدولية.

وأضاف أن المرحلة الثالثة من الاتفاق تتضمن الانسحاب التدريجي من المناطق العازلة المحددة بعمق 700 متر، مع تفاصيل واضحة حول إعادة الانتشار التي بدأت بالفعل، حيث تم تفكيك بعض المواقع العسكرية، مثل أحد أبراج المراقبة في مدينة غزة.

إعلان تراجع ملحوظ

وأشار الدويري إلى أن العمليات الميدانية أظهرت تراجعا ملحوظا لقوات الاحتلال في مناطق مثل بيت حانون ومحور نتساريم، حيث تم رصد انسحاب جزء كبير من الوحدات القتالية.

وأضاف أن الاتفاق يحدد تواريخ واضحة للانسحاب التدريجي من مناطق مثل شارع الرشيد وصلاح الدين ودوار الكويت، لكن نتنياهو يحاول تصوير الاتفاق كإنجاز ميداني رغم وضوح بنوده.

وأوضح اللواء الدويري أن العامل الدولي، خاصة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لا يضع القضية الفلسطينية في أولويات سياسته، مما يقلل من احتمالية تصعيد واسع.

أما على الصعيد المحلي، فإن استمرار المقاومة في مناطق مثل بيت حانون يُبرز عجز الاحتلال عن فرض سيطرته الكاملة، مما يجعل التقدم في الاتفاقية أمرا لا مفر منه.

ويهدف اتفاق وقف إطلاق النار إلى إنهاء أكثر من 15 شهرا من الحرب المدمرة التي خلفت نحو 157 ألف شهيد وجريح في غزة، وينص في مرحلة أولى تمتد 6 أسابيع، على الإفراج عن 33 محتجزا في القطاع، في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 أسيرا فلسطينيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مصر تبحث بدائل غاز من قطر بعد تعثر الصفقة مع الاحتلال

أشارت وسائل إعلام مصرية وإسرائيلية في تناول ملف "صفقة الغاز المعلقة" بين القاهرة ودولة الاحتلال، وسط حديث متصاعد عن محاولة قطر الدخول على خط الإمدادات، بعد تعطل الاتفاق الإسرائيلي المصري منذ نحو ثلاثة أشهر.

وبدأ التعطيل بداية أيلول/سبتمبر الماضي، حين كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن بنيامين نتنياهو أمر بوقف المضي في الاتفاق "دون موافقته الشخصية"، على خلفية ادعاءات إسرائيلية بشأن "انتهاك مصري" للملحق الأمني لاتفاقية السلام لعام 1979 بسبب الانتشار العسكري في سيناء، فيما نفت القاهرة بشكل قاطع وجود أي خرق.



ويتعلق الاتفاق المجمد بصفقة أعلنتها صحيفة "معاريف" في السابع من آب/أغسطس، وقيل إنها الأكبر من نوعها لتصدير 130 مليار متر مكعب من غاز حقل ليفياثان إلى مصر حتى 2040 مقابل 35 مليار دولار، كامتداد لاتفاق 2019 البالغ 60 مليار متر مكعب.

ومع استمرار التعطيل، ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية مطلع كانون الأول/ديسمبر أن الدوحة تسعى "لاستغلال الفرصة" عبر عرض كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال للقاهرة لتعزيز نفوذها في السوق المصرية، إحدى أكبر أسواق الاستيراد في المنطقة.

ولم تعلن القاهرة أو الدوحة موقفهما رسمياً حتى السبت، لكن موقع "القاهرة 24" نقل عن مصدر في وزارة البترول ما يفيد بـ"احتمال تقديم دعم قطري غير محدود لمصر"، مؤكدا أن سياسة الوزارة تعتمد على "التنوع والسعر الأرخص" في الاستيراد، في ظل أحاديث عبرية عن رغبة تل أبيب برفع سعر الغاز المخصص لمصر.

وتزامن ذلك مع كشف "يديعوت أحرونوت" أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين يتجه للموافقة على الصفقة بعد "ضغوط أمريكية شديدة" على حكومة نتنياهو.

وتأتي هذه التطورات جنبا إلى جنب مع توقيع القاهرة اتفاقا لشراء 80 شحنة غاز مسال من شركة "هارتري بارتنرز" الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار، إلى جانب تعاقدات أخرى مع شركات عالمية بينها "أرامكو" السعودية.

وقبلها، أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو في 20 تشرين الثاني/نوفمبر أن القاهرة اختارت "هارتري بارتنرز" لما يوفره ذلك من "مصالح اقتصادية أمريكية وفرص عمل وطاقة موثوقة ورخيصة"، وذلك بعد إلغاء زيارة لوزير الطاقة الأمريكي إلى تل أبيب عقب رفض الأخيرة تمرير الصفقة المصرية.



واعتبرت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية الاتفاق الأمريكي "منافسة غير مباشرة" لاتفاق الغاز الإسرائيلي، مشيرة إلى أن تعطيل الصفقة دفع القاهرة للبحث عن بدائل رغم الفروق الكبيرة في الكميات.


وتعود جذور الصفقة إلى تصريح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في 14 آب/أغسطس الماضي، حين أكد أن الاتفاق مع "نيو ميد إنرجي" هو مجرد "تمديد" لاتفاق 2019 حتى 2040، بهدف إدماج الزيادات الإنتاجية في منظومة الغاز المصرية، مؤكدا أن مصر ليست فقط منتجا للطاقة بل "مركز إقليمي" بفضل منشأتي الإسالة في إدكو ودمياط، لكن نتنياهو أوقف الصفقة بعد أسابيع، وسط توتر إعلامي بشأن سيناء وموقف القاهرة الرافض كلياً لأي تهجير للفلسطينيين من غزة.



وبعد قرار التعليق، رد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان على نتنياهو بوصفه "واهما"، متحدياً إياه أن يلغي الاتفاق "إن استطاع تحمّل النتائج الاقتصادية"، ومجدداً الموقف المصري الثابت الرافض للتهجير.

وجاء ذلك في ظل تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ بدء تل أبيب حرب إبادة جماعية على قطاع غزة بدعم أمريكي في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وما تلاها من توترات سياسية وأمنية بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • غزة: الاحتلال يخرق وقف النار 738 مرة خلال 60 يوماً
  • 738 خرقا خلال 60 يوما.. المكتب الحكومي يفصّل انتهاكات الاحتلال لاتفاق غزة
  • خبير أمريكي: مصر على دراية بتفكير نتنياهو .. وتتابع الوضع الفلسطيني عن قرب
  • مكتب نتنياهو: الاتصالات مع سوريا لم ترتق إلى مستوى الاتفاق أو التفاهمات
  • لحظات مؤثرة لـ«الشرع».. نتنياهو يرفض التوقيع على الاتفاق الأمني مع سوريا
  • سرايا القدس: تم إغلاق ملف أسرى العدو!
  • ١٦ يومًا: العنف ضد المرأة
  • مصادر: نتنياهو رفض التوقيع على الاتفاق الأمني مع سوريا
  • غارات وقصف مدفعي إسرائيلي متواصل على مناطق في قطاع غزة
  • مصر تبحث بدائل غاز من قطر بعد تعثر الصفقة مع الاحتلال