شهود على حرق الأقصى لـ"صفا": الاحتلال أراد طمس معالم المسجد والتخلص منه
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - خـاص صفا
لم تكن 54 عامًا مضت كافية لمحو مشهد جريمة حرق متطرف يهودي للمسجد الأقصى المبارك، إذ ما زال الحدث الأليم أمام أعين من رأوه، وكأنه وقع اليوم، سيما مع تصاعد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد بشكل خطير، وسط صمت عربي ودولي مطبق.
ويوافق غدًا الاثنين، الحادي والعشرين من آب/ أغسطس، الذكرى الـ54 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، وتضرر أجزاء منه، ضمن مخطط خطير لتفريغه من المسلمين والسيطرة عليه.
وفي مقابلات خاصة تحدث شهود عيان لوكالة "صفا" عن اللحظات الأولى لاندلاع الحريق الذي أتى على أجزاء واسعة من المسجد، وخلف ذاكرة صعبة لديهم عن هذا اليوم الأليم.
وقت الجريمة
المدير السابق للوعظ والإرشاد بأوقاف القدس الشيخ عمر الحلبي، كان أحد الشبان في ذلك الوقت، وساعد في إطفاء الحريق، يقول: "لم أتمالك شعوري لحظة اشتعال النيران في المسجد الأقصى، وانتفضنا جميعًا لهول الجريمة".
ويضيف، في حديثه لوكالة "صفا"، "حملنا المياه إلى داخل المسجد لإطفاء الحريق، وصرخنا بأعلى أصواتنا الله أكبر الله أكبر".
أما نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ ناجح بكيرات، فيقول: "الاحتلال خطط من اليوم الأول لاحتلال القدس للتخلص من المشهد الحضاري الموجود داخل المسجد الأقصى، هذا المنظر الإسلامي أراد الاحتلال بحرقه أن يتخلص منه تحقيقًا لمطامعه الاحتلالية".
ويؤكد أن "إقدام الاحتلال على حرق الأقصى، كان معناه ألا يبقي أي شيء من حضارة المسلمين، وهذا دليل على الحقد الإسرائيلي بإتلافه حضارة تمتد لآلاف السنين".
ويضيف "الاحتلال بحرقه للأقصى شجع الذين يقتحمون الأقصى والمتطرفين الذين يحفرون تحته للاستمرار في استهداف الأقصى وقبة الصخرة، وبالتالي كان الحريق شرارة من أجل التخلص من قدسية المسجد وإقامة الهيكل المزعوم".
ويقول حارس المسجد الأقصى السابق محمد مشعل: "شاهدت الحريق وكان عمري وقتها 13 عامًا ولم نتمالك أنفسنا لهول المصيبة".
ويضيف "الحريق شب في منبر صلاح الدين في بدايته وامتد للجهة الشرقية للمسجد الأقصى، وشاركنا بصحبة المرابطين في إطفائه".
ويتابع "رأيت الناس يهرعون لإطفاء الحريق، منهم من يسحب السجاد ومنهم من يجلب الماء لإطفاء الحريق، كان يومًا حزينًا ومشؤومًا على كل المسلمين".
تفاصيل الجريمة
وفي مثل هذا اليوم من عام 1969، اقتحم يهودي متطرف أسترالي الجنسية يدعى مايكل دينيس المسجد الأقصى، وأشعل النيران عمدا في الجناح الشرقي للمسجد، والتي أتت على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمها وزخرفتها كما كانت.
ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا
كما التهمت نيران المتطرف ثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.
علاوة على تضرر أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطم 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وبلغت المساحة المحترقة من المسجد أكثر من ثلث مساحته الإجمالية (ما يزيد عن 1500 متر مربع من أصل 4400 متر مربع).
وعندما اندلعت النيران في المصلى القبلي، قطع الاحتلال المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، وتعمَّد تأخير سيارات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء الفلسطينية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حرق الأقصى المسجد الأقصى المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
محاولة خطيرة لانتهاك حرمة الأقصى تصطدم بيقظة الحراس
صراحة نيوز ـ أحبط حراس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الإثنين، محاولة غير مسبوقة من مستوطنين لإدخال “قربان حي” إلى باحات الحرم القدسي الشريف عبر باب الغوانمة، في تطور خطير اعتبره مراقبون محاولة متعمدة لتغيير الوضع القائم في الأقصى، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
وبحسب ما أفاد به شهود عيان لمراسل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في رام الله، فقد حاول مستوطنون اقتحام المسجد وبرفقتهم “شاة”، في محاولة واضحة لتقديمها كقربان ديني داخل الحرم القدسي، إلا أن حراس المسجد تصدوا لهم ومنعوا إدخال الحيوان إلى داخل الباحات، ما أدى إلى إحباط المحاولة فورًا.
هذه الحادثة، التي أثارت موجة من الغضب والاستنكار، وصفتها محافظة القدس بأنها “تطور خطير لا يمكن السكوت عنه”، مؤكدة في بيان رسمي أن المحاولة تمثل استفزازًا سافرًا لمشاعر المسلمين واعتداء مباشرًا على قدسية المسجد الأقصى.
وأضاف البيان أن ما جرى “يؤكد على النوايا الحقيقية للمستوطنين وسعيهم الحثيث لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى، تمهيدًا لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا”، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال التي تتم تحت أعينها وبرعاية أجهزتها الأمنية.
وفي سياق متصل، واصل المستوطنون استفزازاتهم في الحرم، حيث اقتحم 594 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، وأدوا طقوسًا تلمودية علنية في مناطق متفرقة، وسط إجراءات تعسفية منعت دخول المصلين الفلسطينيين، ما يعكس إصرارًا على تصعيد التوتر داخل الحرم الشريف.
الواقعة، التي أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية، تُعد مؤشرًا خطيرًا على تسارع محاولات المساس بالوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، في ظل صمت دولي مريب وتجاهل مستمر من قبل سلطات الاحتلال للمطالبات بوقف هذه الانتهاكات.