عربي21:
2025-06-27@19:18:09 GMT

الحرب تنتهي بنتنياهو مطلوباً للعدالة

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

كان يمكن للحرب أن تنتهي بإعلان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية تحقيق جيشه لأهدافه العسكرية والسياسية من حربها على قطاع غزة، لكن ذلك لم يحدث أول من أمس ولا في أي يوم قبله، بل لم يحدث حين طالبته الدنيا كلها بأن يوقف الحرب قبل شهور مضت، حيث لو أنه فعل ذلك لحفظ ماء وجهه، ولحفظ لجيشه هيبته، خاصة حين طالبه قادة الجيش بذلك، وفي مقدمتهم وزير الحرب المقال، يوآف غالانت، وبني غانتس، وحتى رئيس هيئة الأركان، هيرتسي هاليفي,

بل كان يمكن لنتنياهو أن يعلق العمليات العسكرية أو أن يوقف الحرب دون أن يعلن انتهاءها، من أجل جيشه المنهك، خاصة بعد أن استنفد بنك أهدافه في قطاع غزة، وبالتحديد حين نقل مركز ثقل الحرب إلى لبنان، وكان ذلك مطلباً للجيش، لكن كل ذلك لم يحدث، لأن نتنياهو ادعى _عن وجه حق_ بأنه لم يحقق ما أعلنه من أهداف مجمع عليها اسرائيلياً، أي دون ما ارتفعت به عقيرة الفاشيين من مثل تهجير السكان وإعادة الاستيطان والضم وما الى ذلك.



واضطرت اسرائيل الى أن توقف الحرب_ ولو مؤقتاً_ ليس وفق إعلان من جانب واحد، بل بعد التفاوض والاتفاق مع حماس، الحركة التي أعلنت اسرائيل بأن حربها تهدف الى اسقاط نظام حكمها في قطاع غزة، والى سحق قوتها العسكرية، والى أن لا تعود غزة لتهديد مستوطنات الغلاف، وحددت هدفاً رابعاً وهو اطلاق المحتجزين بالقوة.

وبالنتيجة فإن اسرائيل توقف الحرب بعد صفقة التبادل، مع حماس الحركة التي سارعت الى نشر قواتها من أجل تأمين سلامة المحتجزين خلال عملية اطلاق سراحهم، بما يؤكد عودتها فوراً الى القيام بمهامها في ادارة وحكم قطاع غزة_وليس أدل على ذلك من ظهور «القسام» في ميدان السرايا لحظة تسليم المحتجزات الثلاث للصليب الأحمر_ كما كان حالها قبل السابع من اكتوبر 2023، والتغير المهم الوحيد هنا هو ما يخص معبر رفح، ورغم أن الصورة ليست واضحة تماماً فيما يخص من يتولى إدارته، مع القول بأن الجانب الفني سيكون مسؤولية الاتحاد الأوروبي، إلا أن المهم لحماس هو السيطرة الداخلية على قطاع غزة، ذلك أن إدارتها للمعبر كانت شكلية، وكانت تدر عليها القليل من المال العائد من رسوم مغادرة المواطنين، والأهم هنا إدارة المعابر التجارية، حيث تحصيل الضرائب من التجار.

يمكن القول، بأن حماس خسرت من جهة الكم، أو بمعنى أدق انخفضت قوتها العسكرية بتحطيم الأنفاق والقوة الصاروخية والمسيّرات، وخسرت نصف كوادرها وجنودها لكنها عوضت من استشهد من الأفراد قبل وقف اطلاق النار، كذلك «انخفض منسوب حكمها» وباتت تقبل بعودة السلطة للسيطرة الخارجية، أي على المعابر والحدود، ولكن وفق حكومة وفاق وطني، باختصار خسرت حماس لكنها لم تمت، واذا كان مستوى قوتها العسكرية والسياسية في غزة قد انخفض، فإن الأهم أن قوتها العسكرية والسياسية في الضفة قد ارتفعت، وعادت مجدداً لتكون لاعباً سياسياً إقليمياً، خاصة مع انتهاء الحرب بعودة حليفها التركي للنفوذ الإقليمي، مع سقوط نظام الأسد، الذي ظل محسوباً بشكل جزئي على محور المقاومة، وكان عبئاً عليه، وظل رافضاً للمصالحة مع حماس.  

وكما سبق لنا وتوقعنا خلال فترة الحرب الطويلة، بأنها لن تنتهي بضربة قاضية، وان كان طرف سيكسبها في نهاية المطاف، فلن يكون ذلك إلا بالنقاط، وتوقعنا أيضا، بأن تتحول الحرب إلى حرب استنزاف، والى جولات متتالية من حرب إقليمية تستمر سنين، ارتباطاً بترتيبات الإقليم، وحتى ارتباطاً بإعادة ترتيب النظام العالمي، على نحو مختلف عن النظام العالمي الحالي أحادي القطب الذي أعقب الحرب الباردة.

كذلك كما أشرنا في مقالنا السابق، بأنه حتى لو عادت الحرب مجددا، بعد المرحلة الأولى من اتفاق الصفقة، فإن نتائج الحرب حتى الآن تشير الى خسارة كلا الطرفين، يتضح ذلك أولاً بعدم تحقيقهما لما أعلناه عشية اندلاعها من أهداف جراء خوضها.

والحقيقة أنه بات من شبه المؤكد أن لا تعود الأمور بعد هذه الحرب لما كانت عليه قبلها، فبعد أن امتطى اليمين الإسرائيلي المتطرف صهوة الريح، وأطلق العنان لأحلامه اللاهوتية بإعادة استيطان قطاع غزة وتهجير سكانه بالكامل، ها هو يخرج من الحكومة، وقد لا يقوى نتنياهو على الاحتفاظ بالأغلبية البرلمانية مع انتهاء مراحل الصفقة، اما حماس فعلى الأغلب لن تبقى في الحكم، وهي نفسها قبلت خلال الحرب بما كانت ترفضه طوال 14 عاماً، أي عودة السلطة لغزة، وعلى الأرجح فإن السلطة بما هي عليه أو بإشراف دولي/إقليمي ستحكم غزة.

كانت هذه الحرب مغامرة، قامر فيها كلا الطرفين بكل ما لديه، وكانت جولة أخيرة بينهما، بعد جولات سابقة، وحماس بدأت بالطوفان، وهي غير متأكدة من فتح جبهات الإسناد، أي أنها أقدمت على ما يمكن وصفه بالعملية الاستشهادية، بعد 14 عاماً من الحصار، لم تستطع بكل ما أظهرته من اكتفاء بغزة، ومن تحالفات معتدلة أولاً مع تركيا وقطر، ومن ثم من تحالف مع محور المقاومة، أن تكسر الحصار الإسرائيلي بالأساس، وقد جربت من قبل تحطيم معبر رفح، ثم كسر الحصار البحري بالزوارق التركية، ومن خلال مسيرات العودة نحو السياج الفاصل مع إسرائيل.

وكل ذلك كان دون جدوى، ولم تستطع أن تقدم أكثر من وجود شكلي أو رمزي للسلطة في المعابر، على أن تبقى حاكم غزة الفعلي، أي أن تساعدها السلطة على التحرر من الحصار، وأن تشركها في نفس الوقت في حكمها الذاتي للضفة، دون التنازل عن حكم غزة، أما اليمين المتطرف الإسرائيلي، فقد وجد في «الطوفان» ضالته، التي دفعته للكشف عن حقيقة تطلعاته التوسعية مبكراً، وهو كان يكتفي بهدف ضم الضفة الفلسطينية، ليعود ويحلم بضم غزة أيضا، وقامر نتنياهو بمكانة إسرائيل عالمياً، وقطع الطريق على هدف التطبيع مع السعودية، ووسع دائرة العداء مع الإقليم، وألقى بكل قوته العسكرية في حرب كانت ستكون أسهل عليه لو أنها اندلعت قبل ثلاثين سنة مثلاً.

حتى أن نتنياهو ولأهداف خاصة وكذلك لتحقيق أهداف اليمين المتطرف التي يؤمن بها فعلاً، قد غامر بعلاقته مع الغرب، ولعل ما وقع من تلاسن حاد بينه وبين الرئيس الفرنسي أكثر من مرة خير دليل على ذلك، لكن الحرب أظهرت اسرائيل كدولة غير قادرة على الانتصار على محور من الإقليم، هو إيران وحلفاؤها، وحتى تصمد إسرائيل أمام حماس وجبهات الإسناد احتاجت الشراكة العسكرية والمخابراتية مع أميركا، واحتاجت للإسناد السياسي والمالي والعسكري الأميركي، وحتى تحقق إنجازات تكتيكية احتاجت لإمكانيات الغرب: أميركا، ألمانيا، بريطانيا وفرنسا، ومن ثم احتاجت للتحالف مع تركيا، أي لإدخال لاعب إقليمي ثالث، ليكسر سلسلة التواصل الجغرافي بين إيران وجنوب لبنان عبر سورية.

ثم إن مغامرة نتنياهو لن تقتصر على احتمال خروجه من الباب الضيق للحكم وحسب، بعد أن خرج من الحرب كمطلوب للعدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك حرب الإبادة، أي انه سيخرج أيضا من التاريخ على نحو مهين وذليل، كمجرم حرب، وربما حتى أنه سيكون كذلك في ذاكرة الإسرائيليين أنفسهم فيما بعد، لأنه قد يدان أيضا بتهم الفساد الداخلي، إضافة الى ارتكابه أسوأ فشل أمني وعسكري في تاريخ إسرائيل.

أما مراهنة نتنياهو على دونالد ترامب، فهي أيضا مقامرة أخرى، بل هي المقامرة الأخيرة لصاحب أطول فترة حكم في تاريخ إسرائيل، ويبدو أن الأميركيين باتوا يشبهون الإسرائيليين كثيراً، وكانت التجربة تقول بأن حزب العمل الإسرائيلي كان الأقدر على شن الحروب، والليكود كان الأقدر على عقد اتفاقيات السلام، لأن اليسار حين يشن الحرب يوافقه اليمين، واليمين حين يعقد السلام يوافقه اليسار، وهكذا فإن نتنياهو مع الديمقراطي جو بايدن قاد حرب إبادة جماعية، أما مع الجمهوري ترامب، فقد اضطر لعقد الصفقة التي رفضها طول عام، وكان ذلك قبل أن يدخل ترامب البيت البيض، بل بناء على تهديد صريح، بضرورة عقد الصفقة قبل دخوله البيت الأبيض، ولعل التوقيت الخاص بإعلان الصفقة قبل ثلاثة أيام، والبدء بتنفيذها قبل أقل من 24 ساعة على تنصيب الرجل خير دليل على ذلك.

والأخبار تأتي تباعاً، ونتنياهو حاول بالطبع أن يبيع بضاعة مغشوشة لبن غفير بالقول بأن ترامب سيكون معه في العودة للحرب بعد الجولة الأولى، فيما ترامب نفسه يؤكد على أن هدفه الأهم هو التطبيع مع السعودية، وهو يدرك جيداً بأن ثمن ذلك دولة فلسطينية، لا تبقي نتنياهو على مقعد الحكم.

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو غزة المقاومة ترامب غزة نتنياهو الاحتلال الجنائية الدولية المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوتها العسکریة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يفقد الزخم وإنجازات الحرب لا تسعفه

انتهت الحرب الإسرائيلية على إيران بشعور كبير بتحقيق إنجاز عسكري وسياسي دفع البعض لاعتقاد أنه كفيل بأن يُنسي المجتمع إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورأى كثيرون بعض تصرفات نتنياهو ووزرائه وتصريحاتهم حول هذا الإنجاز وكأنها مقدمة لمعركة انتخابية قريبة خصوصا في ظل المشكلات التي تواجه الائتلاف مع الحريديم.

وربما في هذا السياق جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول وجوب إنقاذه لنتنياهو بعد أن أنقذ إسرائيل عارضًا إلغاء محاكمته بتهم الفساد التي يحاكم بسببها أو إصدار عفو عام عنه. وكتب ترامب أنه "مندهش لسماعه" أن دولة إسرائيل "تواصل مطاردة رئيس وزرائها العظيم في زمن الحرب!". وأضاف "الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل، والآن ستنقذ بيبي نتنياهو". لكن تبدو الإنجازات في واد وموقف الجمهور الإسرائيلي من نتنياهو وحكومته في واد آخر وذلك لأسباب متعددة. وهذا ما تظهره مواقف الجهات ذات الشأن والإعلام وكذلك استطلاعات الرأي.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3هآرتس: نتنياهو في مواجهة الجيشlist 2 of 3مقال بهآرتس: نتنياهو يقامر بإسرائيلlist 3 of 3الجيش في مواجهة نتنياهوend of list

فقد استهجنت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة اقتراح ترامب واعتبرته تدخلا في المجريات القضائية للدولة العبرية. كما أن قضاة المحكمة المركزية التي تجري فيها محاكمة نتنياهو رفضوا مطلبه بوقف المحاكمة لأسبوعين لانشغاله بقضايا سياسية وأمنية إستراتيجية، رغم ترحيب أشهَر رئيسٍ سابق للمحكمة العليا، القاضي أهرون باراك بفكرة عفو من الرئيس عنه. وكانت الصحف قد نشرت عن خطة كبرى تعدها أميركا بالاتفاق مع نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة وتوسيع اتفاقيات أبراهام ضمن رؤية تشمل توجهًا نحو إنشاء دولة فلسطينية. وقالت إن نتنياهو يرغب في زيارة واشنطن للبحث في هذه الخطة من جهة ولإقامة "حفل انتصار" مشترك بعد الحرب مع إيران. وقد أثار الحديث عن هذه الخطة غضب أوساط يمينية في الليكود وحزبي سموتريتش وبن غفير إلى حدّ القول إنه إذا سار في هذا الطريق فستسقط حكومته خلال 10 دقائق.

إعلان قاتَلنا بشراسة

وكان نتنياهو قد صرح في مقطع فيديو نشره مكتبه أن "مصادرنا تقول ‘الله سيمنح شعبه القوة، وسينعم الله على شعبه بالسلام". لقد قاتلنا بشراسة ضد إيران، وحققنا نصرًا عظيمًا. هذا النصر يفتح فرصة لتوسيع نطاق اتفاقيات السلام بشكل كبير. ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك. إلى جانب إطلاق سراح رهائننا وهزيمة حماس، هناك فرصة سانحة لا ينبغي أن نضيعها. لا ينبغي إضاعة يوم واحد". وشكر نتنياهو الرئيس ترامب على فكرة إلغاء محاكمته، وكتب "شكرًا لك، الرئيس ترامب، على دعمك المؤثر لي ودعمك الهائل لإسرائيل والشعب اليهودي. سنواصل العمل معًا لهزيمة أعدائنا المشتركين، وتحرير رهائننا، وتوسيع دائرة السلام بسرعة". وقد أيد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إبرام صفقة مع المحكمة تقود إلى إصداره عفوا عن نتنياهو.

نتنياهو شكر ترامب على مطالبته بوقف محاكمته في إسرائيل (رويترز)

وكتب بن كسبيت في "معاريف": "إن مطالبة الرئيس الأميركي بوقف محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، مهما بدت طفولية وسخيفة ("لأنه بطل"!!) تمنع المزيد من النقاش حول نجاح أو فشل تفكيك البرنامج النووي الإيراني، مدفوعة بتسريب أحدهم تقريرًا سريًا للغاية من هيئة الطاقة النووية الأميركية للأميركيين، وبالطبع، الحقيقة المقلقة للغاية أن ترامب قد بدأ بالفعل رفع العقوبات الأميركية القاسية على إيران، بما في ذلك إمكانية تصدير النفط إلى الصين."

ورأت افتتاحية "هآرتس" يوم الجمعة أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختار أمس، في خطوة بارزة من التدخل الفظ في شؤون إسرائيل الداخلية أن يدعو إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو منحه العفو. رأي ترامب في سلطة القانون والمؤسسات الديمقراطية بالولايات المتحدة معروف للجميع، وعليه فليس مفاجئا أن يكون أحد ما -ويمكن التخمين من هو- حرص على أن يقنعه بالتدخل لإلغاء المحاكمة". وأضافت "لقد أخطأ ترامب حين قرر التدخل في هذا الموضوع، سواء لأن في ذلك ما يضعف جهاز إنفاذ القانون الإسرائيلي ويعمق الاستقطاب في داخلها، أم لأن تدخله الفظ يرسم صورة إسرائيل كدولة تابعة للولايات المتحدة". ورأت أن على الرئيس هرتسوغ عدم الخضوع للضغوطات وألا يمنح العفو لأن "نتنياهو يحاكَم على سلسلة اتهامات خطيرة عليه أن يدفع الحساب عليها. فهو ليس فوق الشعب ولا يستحق "تنزيلات إيران" أو "تنزيلات ترامب". لقد قال المرة تلو الأخرى إنه "لم يكن شيء ولا يوجد شيء"؛ والآن على المحكمة، وهي فقط، أن تحسم إذا كان نتنياهو مذنبا بالرشوة، الغش وخيانة الأمانة أم لا".

في كل حال، أظهرت الاستطلاعات أثناء الحرب على إيران وبعدها أن هذه الحرب، رغم إنجازاتها، لم تحسّن كثيرا صورة نتنياهو. فكل التقدير ذهب بشكل أساسي إلى قيادة الجيش وسلاح الجو والموساد وقليل جدا منه إلى نتنياهو وحكومته. وهذا ما ظهر في الاستطلاع الدوري الذي يجريه  مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب. ويشير الاستطلاع الذي أجري أثناء الحرب ونشر بعد انتهائها إلى ارتفاع ملحوظ في ثقة الجمهور بالمؤسسات الدفاعية والسياسية منذ انطلاق الحملة ضد إيران وتأييد غالبية الجمهور الإسرائيلي لهذه الحرب. مع ذلك، شعر حوالي 70% من المستطلعة آراؤهم بالقلق إزاء تطورات الحملة، ويعتقد ما يقرب من نصفهم أن الحكومة تفتقر إلى خطة لإنهائها. وقد ارتفعت نسبة الثقة في الجيش الإسرائيلي إلى حوالي 82%، مقارنةً بـ75.5% في مايو/أيار 2025، فيما ارتفعت نسبة الثقة في الحكومة إلى 30%، مقارنةً بـ 21% في الشهر نفسه. ارتفعت نسبة الثقة في سلاح الجو إلى 83%، مقارنةً بـ 71% في أبريل/نيسان فيما ارتفعت بالاستخبارات العسكرية إلى 74%، مقارنةً بـ 61% في يناير/كانون الثاني 2024. ولا تزال نسبة الثقة في الموساد مرتفعة عند 81%. كما ارتفعت نسبة الثقة في رئيس الأركان بشكل ملحوظ إلى 69% لدى عامة الجمهور، مقارنةً بـ 56% في مايو/أيار، وإلى 81% لدى الجمهور اليهودي تحديدًا، مقارنةً بـ67.5%. أما على صعيد نسبة الثقة في رئيس الوزراء فارتفعت إلى 35%، مقارنةً بـ26% في مايو/أيار، وارتفعت بوزير الدفاع إلى 32%، بعد أن كانت 25% في مارس/آذار. وبلغت نسبة الثقة بتقارير المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي 63% بين عامة الجمهور، و71.5% بين اليهود تحديدًا، بعد أن كانت 55% و64% على التوالي في مايو/أيار.

استطلاعات الرأي أظهرت ثقة الجمهور الإسرائيلي بسلاح الجو والجيش والموساد بعد حرب الـ12 يوما مع إيران (غيتي إيميجز)

وذكر موقع "زمان إسرائيل" أن فحصًا أجرِي حول ما إذا كانت الحرب مع إيران قد أثّرت على نيات التصويت في الانتخابات القادمة أظهر أن الأغلبية الساحقة من الجمهور لم تُغير رأيها. وحسب استطلاع رأي جديد أجراه المستشار يوسي تاتيكا، صاحب "تاتيكا للأبحاث والإعلام"، فإن حزب الليكود سيفوز بأكبر عدد من النواب، ولكن، وكما كان الوضع السياسي قبل حرب الـ12 يومًا مع إيران، فإن الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو لن يتمكن من تشكيل ائتلاف. وبيّن الاستطلاع أن ائتلاف نتنياهو الحالي لن يفوز بأكثر من 52 مقعدا لو جرت الانتخابات اليوم في حين ستحصل أحزاب المعارضة الحالية من دون العرب على 57 مقعدا. وستنال الأحزاب العربية، "القائمة الموحدة" و"الجبهة الديمقراطية للسلام والتغيير" 11 مقعدًا.

ومعنى هذه النتيجة هو أنه حتى لو لم يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف، فإنه يحقق كتلة مانعة، مما يضطر الكتلة الأخرى إلى تشكيل ائتلاف إما مع "القائمة الموحدة"، أو ائتلاف مع الليكود، أو الذهاب إلى انتخابات إضافية.

إعلان

وقد شمل الاستطلاع مشاركين يهودا وعربا، وصُنف الاستطلاع حسب العمر والدين والجنس ومنطقة الإقامة في إسرائيل.

ومن استطلاعات الرأي الأخرى يبدو أن استطلاع تاتيكا كان الأكثر تحببا لنتنياهو وائتلافه. إذ أظهر استطلاع معاريف الذي أجراه معهد لزار للبحوث برئاسة مناحم لزار أن الإنجاز الذي تحقق لنتنياهو وحزبه في الحرب سرعان ما تبدد. وجاءت خريطة المقاعد على النحو التالي: حزب نفتالي بينيت 25 مقعدا، الليكود 25، الديمقراطيون 11، إسرائيل بيتنا 9، شاس 9، يوجد مستقبل 8، المعسكر الرسمي 8، يهوديت هتوراة 7، عظمة يهودية 7، الموحدة 6، الجبهة/العربية 5. وهكذا يكون للمعارضة برئاسة بينيت 61 مقعدا فيما يكون للائتلاف 48 وللكتلتين العربيتين 11.

بعض الاستطلاعات حول فرص الفوز بالانتخابات أعطت أفضلية لحزب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بينيت (غيتي إيميجز)

وكان لافتا أنه في رد على سؤال يقول هل حققت إسرائيل نصرا في الحرب مع إيران رد 49% بالسلب، لكن سجلت إنجازات مهمة. ورد 30% بالإيجاب: نصر واضح؛ و16% قالوا: لا لكن سجلت إنجازات جزئية. أما بخصوص غزة وما ينبغي لإسرائيل أن تفعله الآن بشأنها فدعا 59% من الجمهور إلى السعي إلى اتفاق لإعادة كل المخطوفين مقابل وقف القتال. وقال 34% إنه ينبغي مواصلة القتال للضغط على حماس لتحرير المخطوفين. ومع ذلك، فإن قسما كبيرا من الجمهور (48%) يعتقد أن السبب الأساس لمواصلة نتنياهو القتال في غزة هو اعتبارات سياسية، فيما كانت نسبة من عللوها بالاعتبارات الأمنية 37% فقط.

انتصار إسرائيل

وعلى العكس من ذلك أظهر استطلاع "إسرائيل اليوم" و "مأجار موحوت" بعد الحرب على إيران أن 60% من الجمهور يعتقدون أن إسرائيل انتصرت في الحرب مع إيران كما اعتقدت أغلبية الشعب (61%) أنه يجب السعي إلى إنهاء سريع للحرب في غزة. وجاءت خريطة المقاعد على النحو التالي: الليكود 27، بينيت 23، شاس 10، الديمقراطيون 9، إسرائيل بيتنا 9، يوجد مستقبل 9، عظمة يهودية 8، يهديت هتوراة 7، المعسكر الرسمي 6، الموحدة 4، الجبهة 4، الصهيونية الدينية 4، فيما لا يتجاوز نسبة الحسم كل من الاحتياطيين 2.4 والتجمع 1.7. وهنا يتساوى الائتلاف مع المعارضة إذ يحصل كل منهما على 56 مقعدا.

وإلى ذلك يقلب غادي آيزنكوت موازين القوى فيما لو ترأس هو المعسكر الرسمي وليس بيني غانتس. وفي هذه الحالة تكون خريطة المقاعد على النحو التالي: الليكود 25، بينيت 21، المعسكر الرسمي 13، يوجد مستقبل 9، الديمقراطيون 9، شاس 9، إسرائيل بيتنا 8، يهديت هتوراة 7، عظمة يهودية 7، الموحدة 4، الجبهة 4، الصهيونية الدينية 4، أما الاحتياطيون 2 % والتجمع 1.7% فلا يجتازان نسبة الحسم. في هذه الحالة يكون للمعارضة 60 مقعدا فيما يكون للائتلاف 52.

وفي كل استطلاعات الرأي يظهر بوضوح أن الحرب على إيران رغم الالتفاف الواسع حولها ذهب فضلها إلى الجيش والمؤسسة الأمنية ويكاد نتنياهو وائتلافه الحكومي ألا يستفيد منها. فقد ظلت الأنظار أيضا مصوبة نحو الحرب الجارية على قطاع غزة حيث يوجد الأسرى ويسقط الجنود في الميدان.

 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يفقد الزخم وإنجازات الحرب لا تسعفه
  • نشرة حمراء توقف مطلوباً من الإمارات بمطار محمد الخامس
  • مفاجآت ترامب لا تنتهي: 30 مليارا لدعم برنامج نووي إيراني مدني
  • تفاصيل شخصية أروى جودة في مسلسل "للعدالة وجه آخر" مع ياسر جلال
  • نتنياهو يطلب تأجيل شهادته في محاكمته بسبب تطورات الحرب
  • خامنئي: استهدفنا المواقع العسكرية الإسرائيلية ووجهنا صفعة قاسية لأمريكا
  • مقتل 7 جنود إسرائيليين في غزة يزيد الضغط على نتنياهو
  • ترامب يبلغ نتنياهو: الولايات المتحدة انتهت من استخدام القوة العسكرية ضد إيران
  • نتنياهو يقرّ: الحرب ليست وسيلة لإسقاط النظام الإيراني
  • نصر على الورق وهزيمة في الميدان.. معركة إيران وإسرائيل تنتهي وسباق الروايات يبدأ