الوطن:
2025-06-16@11:11:04 GMT

أحمد مستجير.. رمز الشعر والإبداع

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

أحمد مستجير.. رمز الشعر والإبداع

يُعد الدكتور أحمد مستجير نموذجاً فريداً لشخصية متعدّدة المواهب والإنجازات، فقد جمع بين مكانة العالِم المتمرس، والشاعر مُرهف الحس، والمثقف الموسوعى، والمترجم البارع، امتاز برؤية عميقة شملت مختلف فروع المعرفة، وبأسلوب رصين يُتقن التعبير عن الأفكار بلغة تتّسم بالفصاحة والجمال.

ورغم هذه الصفات الرفيعة، كان متواضعاً تواضع العلماء الحقيقيين، يتحلى برِقَّة المشاعر وحياء فطرى يمنح شخصيته جاذبية خاصة.

وبرز إسهام الدكتور مستجير الأدبى فى كتابه الذى يزاوج بين دقة العلوم الرقمية وروعة العروض الشعرية، حيث قدَّم تحليلاً مبتكراً للشعر العربى.

كما أن إنجازاته العلمية تُوّجت بتجربة استثنائية فى مجال الزراعة، إذ نجح فى تطوير قمح هجين يمكن ريّه بالمياه المالحة، مما يُعد إنجازاً بارزاً لم يلقَ الاهتمام الذى يستحقه على المستوى الرسمى.

وُلد الدكتور مستجير فى ديسمبر 1934 بقرية الصلاحات بمحافظة الدقهلية، برز اهتمامه بعلوم الأحياء خلال دراسته الثانوية، متأثراً بمعلمه «خليل أفندى»، مما دفعه للالتحاق بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، وهناك تأثر بأستاذه عبدالحليم الطوبجى، الذى وجَّه اهتمامه نحو علم الوراثة، ليُصبح هذا المجال مساره الأكاديمى والمهنى.

شغل «مستجير» مناصب علمية رفيعة، بدءاً من تعيينه مدرساً بكلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1964، إلى ترقيته أستاذاً عام 1974، ثم عميداً للكلية بين عامى 1986 و1995.

كان عضواً بارزاً فى الكثير من الهيئات العلمية والثقافية، منها مجمع اللغة العربية والجمعية المصرية للعلوم الوراثية.

ترك مؤلفات غزيرة تشمل مجالات علمية متعدّدة، أبرزها «التحسين الوراثى للحيوان» و«النواحى التطبيقية فى تحسين الحيوان والدواجن»، كما أبدع فى مجال الترجمة، مُقدّماً للقارئ العربى أعمالاً علمية رائدة مثل «الربيع الصامت» و«لغة الجينات».

إلى جانب ذلك، أثرت أعماله الأدبية الساحة الثقافية، ومنها ديوانه الشعرى «هل ترجع أسراب البط؟»، وكتابه «فى بحور العلم»، ونال درجة البكالوريوس فى الزراعة من جامعة القاهرة عام 1954، ثم الماجستير فى تربية الدواجن عام 1958، واصل مسيرته العلمية فى جامعة إدنبرة، حيث حصل على دبلوم وراثة الحيوان عام 1961، ثم درجة الدكتوراه فى وراثة العشائر عام 1963، ليصبح زميلاً فى الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم.

ورحل «مستجير» فى 17 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 72 عاماً، إثر إصابته بجلطة دماغية عقب مشاهدته مذابح إسرائيل بحق المدنيين فى لبنان، ويُعد إرثه العلمى والأدبى نبراساً يُضىء طريق الأجيال المقبلة، وشهادة على دور المثقف فى خدمة الإنسانية عبر العلم والفكر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب

إقرأ أيضاً:

تعاون مصري - فرنسي مهم لإخلاء البحر المتوسط من التلوث | تفاصيل

ترأست الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الجلسة الختامية لإحتفالية الذكرى الخمسون لخطة عمل البحر الأبيض المتوسط والثلاثون لإتفاقية برشلونة وذلك على هامش المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات ، والمنعقد خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو الجاري بمدينة نيس بفرنسا ، وتستضيفه حكومتى فرنسا وكوستاريكا ، بمشاركة تاتيانا هيما منسق خطة عمل البحر المتوسط ببرنامج الامم المتحدة للبيئة (UNEP/Map) ، وبحضور 11 وزيرًا و 3 نواب وزراء من منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتضمن الحدث جلستين الأولى، شاركت فيها الأطراف قصص نجاحها، مُسلّطةً الضوء على القيمة المضافة لاتفاقية برشلونة، مُتناولةً موضوعات عن المناطق البحرية المحمية، والتلوث، والتعاون الإقليمي، والرصد والتقييم، والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، كما تناولت الجلسة الثانية ، تجارب الدول الأطراف واستراتيجياتها في مجال البلاستيك أحادي الاستخدام، والتمويل المستدام، وتحديد أوجه التآزر، بما في ذلك مكافحة التلوث البلاستيكي.

وأوضحت وزيرة البيئة أن الحدث أتاح الفرصة للأطراف للتأمل في 50 عامًا من خطة عمل البحر الأبيض المتوسط ​​و30 عامًا من اتفاقية برشلونة ما بعد ريو، والتأمل في كيفية دعم خطة عمل البحر الأبيض المتوسط ​​واتفاقية برشلونة في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وكذلك جسّد روح التضامن في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​ورفع طموحها ، مؤكدة أننا نجتمع معًا لتبادل الأفكار واتخاذ الإجراءات،  للحفاظ على سلامة وصحة منطقتنا المتوسطية للأجيال القادمة.

أثنت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال كلمتها على الخطاب الملهم الذى ألقته وزيرة البيئة الفرنسية  ، الذى تناول مسيرة الشراكة على مدار   15 عامًا من التعاون، أملةً فى الوصول إلى الستين عاماً من التعاون المثمر ، مؤكدةً أن الحفاظ على البحر المتوسط ليس حفاظاً على البيئة فحسب ، بل هو حفاظا على ثقافتنا، و حضارتنا، هويتنا، وإنسانيتنا، مُعربةً  عن  إعجابها بالنقاش الدائر خلال الجلستين الختاميتين الذى تميز بالتأثير والعمق.

وتساءلت وزيرة البيئة كيف يمكن أن  نُحدث دفعة إيجابية نحو بحر متوسط خالٍ من التلوث، خاصة في نحديات هذا العصر ، لا سيما مع التهديد المتزايد الناتج عن تلوّث البلاستيك في مياه المتوسط ، لافتةً إلى التحديات التي تم مناقشتها خلال المؤتمر والتى استحوذ موضوع البلاستيك على جزء كبير منها ، خاصة فى ظل الإقتراب من  محطة مهمة هي اجتماع اللجنة الحكومية الدولية للتفاوض على اتفاقية البلاستيك (INC 5.2). هذا الاجتماع الذى يمثّل الأمل بأن يكون المرحلة الأخيرة نحو إبرام اتفاق قانوني ملزم يكتب نهاية  التلوث البلاستيكي، كما تم مناقشة موضوع التمويل المستدام الذى يدعم الحلول البيئية طويلة الأجل.

وأضافت د. ياسمين فؤاد أن نقاشات الأطراف تتحدث دائماً عن جهد عالمي، لا يقتصر فقط على البحر المتوسط، ومع ذلك، فإن البحر المتوسط يشكّل نموذجًا حيويًا يمكن الاستفادة منه، بفضل منظومة الحوكمة القائمة بين 22 دولة تتعاون عبر قضايا متنوعة بدءاً من جائحة كوفيد ، مروراً بتغيّر المناخ، وارتفاع منسوب البحار، والتنوع البيولوجي، وبناء القدرات، والرصد والتقييم، هذا التراكم من المعرفة والتجارب يتيح لنا أن نتعلّم سويًا كيف نحمى البحار من التلوّث البلاستيكي، مؤكدة أنه بالتعاون بين الاطراف سنكون    قادرين على التواصل والمشاركة، والإلهام، والعمل بشكل جماعي للحفاظ على البحر المتوسط من التلوث ، والحفاظ على الموارد الطبيعية.

وقد أشادت وزيرة البيئة أيضاً خلال كلمتها على قصص النجاح الملهمة التى قدمها بعض الوزراء التى  تناولت مختلف القضايا المرتبطة بحماية البيئة البحرية والتى تحدثت عن  جهود الرصد والتقييم ، و الروابط بين تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي، و إدارة المناطق الساحلية بشكل متكامل، و سُبل الحفاظ على سبل العيش المستدام، وقد قدموا نماذج حقيقية لكيفية الحد من التلوّث، مع إشراك المجتمعات المحلية في الحلول، مُضيفةً أن تلك  التجارب لم تكن مجرد عروض، بل كانت مليئة بالحماس، وقد بثّت فى الجميع طاقة إيجابية حقيقية.

طباعة شارك المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات وزيرة البيئة الجلسة الختامية لإحتفالية الذكرى الخمسون لخطة عمل البحر الأبيض المتوسط والثلاثون لإتفاقية برشلونة

مقالات مشابهة

  • هل يكون للمواجهة توابعها؟
  • صور.. محافظ القاهرة يتفقد تطوير شارع أحمد زكي
  • البرازيل تدرس قطع التعاون العسكرى مع إسرائيل ردا على الإبادة الجماعية فى غزة
  • وكيل وزارة الزراعة يتابع زراعات القطن والذرة الشامية بقرى مركز أسيوط
  • الفنون الشعبية يحتفي بإسهامات المفكر الراحل الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي
  • تعاون مصري - فرنسي مهم لإخلاء البحر المتوسط من التلوث | تفاصيل
  • الدكتور نادر حسين مديراً لمستشفى السلام ببورسعيد
  • نفاذ تذاكر حفل مدحت صالح في دار الأوبرا المصرية
  • تتشاركان في الالتزام بالتميز والإبداع : «القطرية» تتعاون مع «Art Basel» لتعزيز الثقافة العالمية
  • قائمة إنقاذ مصر.. قامات علمية وأكاديمية وفكرية منسية في سجون السيسي