منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين مجرد حركة دينية بحتة، بل تحولت تدريجيًا إلى كيان سياسي ذي طموحات واسعة، ساعية للوصول إلى السلطة بكل الوسائل الممكنة، ورغم ادعاءاتها الظاهرية بالإصلاح، إلا أن تاريخ الجماعة لم يخلُ من مظاهر العنف وإراقة الدماء، والتي تجلت في مراحل عديدة من مسيرتها.

      

التحول إلى العنف

ومنذ السبعينات، حين شهدت الجماعة صراعا مع الدولة المصرية، إلى التسعينات التي شهدت مواجهات دامية مع السلطات، لم تتورع الإخوان الإرهابية عن استخدام العنف كوسيلة للتعامل مع خصومها السياسيين، وكان لهذه الممارسات دور كبير في إراقة الدماء وزيادة التوترات في البلاد.

ومع اندلاع الربيع العربي عام 2011، نجحت جماعة الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة في عدد من الدول العربية، بما في ذلك مصر، حيث حققت فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية والرئاسية من خلال حزبها «الحرية والعدالة»، ومع ذلك، سرعان ما كشفت الجماعة عن عجزها في إدارة شؤون الدولة، متجاهلة مطالب الشعب التي ركزت على تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية، وعملت على تركيز السلطة في أيديها، مما أثار استياء المواطنين وأدى إلى تمرد شعبي واسع ضد حكمها، كما أشار طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق.      

وأضاف القيادي المنشق في تصريح لـ«الوطن»، أنه في عام 2013، وفي ذروة الاحتجاجات الشعبية ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، بدأت جماعة الإخوان في استخدام العنف ضد المحتجين، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، وكان هذا التصعيد في العنف بمثابة تحذير للمجتمع الدولي من خطورة التعامل مع جماعة تعتمد على القوة في فرض سياساتها، وبدلاً من السعي إلى الحوار والتفاهم مع المعارضة، لجأت الجماعة إلى تصعيد المواجهات، مما أدى إلى إراقة المزيد من الدماء في الشوارع المصرية.

تحول حاسم في تاريخ الجماعة

وأوضح أن أنشطة جماعة الإخوان لم تكن مقتصرة على مصر فحسب، بل امتدت لتكون مصدرًا للجدل في العديد من الدول العربية، وفي بعض الحالات، سعت الجماعة إلى التحالف مع الأنظمة الحاكمة لضمان استمرار نفوذها، بينما وُجهت إليها في أحيان أخرى اتهامات بفرض رؤيتها المتشددة، مما أدى إلى مواجهات عنيفة مع حكومات دول مثل مصر وسوريا والبحرين، هذا العنف المستمر ساهم في تقويض الاستقرار الاجتماعي في تلك البلدان، حيث لعبت أيديولوجيات الجماعة دورًا في تعميق الخلافات بين الطوائف المختلفة وزيادة الانقسامات المجتمعية.

بدوره، أكد النائب طلعت عبد القوي، عضو مجلس النواب، أن جماعة الإخوان ارتكبت أخطاء جسيمة في تعاملها مع الشعب والدولة، وأن نهجهم العنيف والمُتسم بالقوة والدماء أدى إلى المزيد من الأزمات في المنطقة، مضيفا أن الجماعة فشلت في فهم طبيعة المجتمع المصري والعربي، فبدلاً من تبني نهج سياسي قائم على الحوار والتوافق، اختاروا طريق العنف واستخدام القوة، ما تسبب في إراقة دماء الأبرياء وزعزعة الاستقرار.

وأضاف عبد القوي في تصريح لـ«الوطن»، أن ما شهدناه من ممارسات للجماعة في مصر وغيرها من الدول العربية يؤكد أن الجماعة لم تتعلم من أخطائها السابقة، بل استمرت في نفس النهج العدائي الذي يعمق الفجوة بين الشعب والحكومة، ويجعل من حكمهم غير قابل للبقاء، مؤكدا أنه لم يكن لديهم أي خطة حقيقية لإدارة الدولة بشكل سليم، بل كانوا يضعون مصالحهم الحزبية فوق مصلحة الوطن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان عنف الإخوان الإخوان الإرهابية جرائم الإخوان جماعة الإخوان أدى إلى

إقرأ أيضاً:

ماهر فرغلي: فكر الإخوان قائم على احتكار الدين وتكفير المؤسسات الرسمية

قال ماهر فرغلي الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن العضو في جماعة الإخوان لا يرى نفسه جزءا من الدولة المصرية، بل يعتبر نفسه مسؤولًا عن "العالم الإسلامي" بأكمله، ويرى أن جميع الدول "علمانية باطلة"، وأن المؤسسات الدينية لا ترقى من وجهة نظره لتمثيل الإسلام الحقيقي.

وأضاف فرغلي، خلال مداخلة هاتفية مع الاعلامية عزة مصطفى فى برنامج “الساعة 6” على قناة الحياة، أن فكر الإخوان قائم على احتكار الدين وتكفير المؤسسات الرسمية، وهو ما يدفعهم إلى السعي لهدم الدولة من الداخل، والعمل كعنصر سلبي يعيق البناء والتقدم.

وأوضح أن أولويات الأعداء لدى الإخوان مختلة تماما، حيث يعتبرون عدوهم الحقيقي في الداخل، ويرون في التحالف مع بعض التيارات أو الأحزاب وسيلة لاختراق الدولة، لا بهدف المشاركة، بل بهدف تفكيكها من الداخل بما يخدم مصالح الجماعة، فيما يطلقون على ذلك زورًا اسم "الدعوة".

ماهر فرغلى: الجماعة تتلقى تمويلًا ضخما من جهات خارجية لتنفيذ أجندات مشبوهة فى مصرماهر فرغلي عن قوافل الصمود : اتفاقات سرية بين الإخوان والمخابرات البريطانية للضغط على مصرماهر فرغلي: الإخوان فشلوا في الحكم رغم عقود من العمل السريماهر فرغلى : الإخوان يقسمون العالم إلى 9 قطاعات ومصر قطاع منفردماهر فرغلى: تم رصد أكثر من 20 جماعة إرهابية مختلفة فى عام حكم الإخوان

وأشار فرغلي إلى أن ثورة 30 يونيو كانت الحدث المفصلي الذي أنهى وجود الجماعة في السلطة، بعدما كشفت حقيقتها أمام الشعب المصري، وأخرجتهم من قصر الاتحادية، في لحظة اعتبرها فرغلي كاشفة وضرورية لفهم طبيعة فكرهم وأهدافهم.

طباعة شارك ماهر فرغلى الاخوان عزة مصطفى

مقالات مشابهة

  • ماهر فرغلي: فكر الإخوان قائم على احتكار الدين وتكفير المؤسسات الرسمية
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (1 من 2)
  • الإفراج عن مراقب جماعة الإخوان في الأردن مراد العضايلة بعد توقيفه لساعات
  • إسلام عفيفي: الرئيس السيسي وجه نداء تذكيريا للعالم بأهمية دور الأمم المتحدة.. وتحركات الإخوان كالعدوى الموسمية
  • في وجه العنف والإرهاب.. مجلس كنائس مصر يصلي من أجل السلام في سوريا
  • «صحيفة الرأي الأردنية»: أمن الدولة يستدعي المسئول الأول في جماعة الإخوان
  • استدعاء مرشد جماعة الإخوان المسلمين في الأردن للتحقيق في قضية مالية
  • اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
  • اعتقال مراد العضايلة مراقب جماعة الإخوان في الأردن