قال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن تنظيم الإخوان يعيش حالة من العجز والفشل بعد سقوطه السياسى والأخلاقى، ما دفع عناصره إلى الاعتماد على سلاح الشائعات ونشر الأكاذيب والتشكيك المستمر فى كل إنجازات الدولة. وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أن مخطط الإخوان يستهدف زعزعة الاستقرار والإساءة إلى الدولة، كما أن التنظيم يحاول إعادة طرح نفسه من جديد.

كيف تابعت سلسلة الشائعات ونشر الفوضى التى تطلقها كتائب الإخوان؟

- لا يمكننا وصف ما يحدث إلا بالسلاح العاجز أو الفاشل، فهذا التنظيم استطاع أن يصل فى الماضى إلى حكم دول، لكنهم لم ينتهزوا تلك الفرصة لتقديم نموذج للحكم الرشيد، ولم يحققوا الوعود التى وعدوا بها، فهذا السقوط الكبير للتنظيم أخلاقياً وسياسياً دفعه إلى الرغبة فى الانتقام، ما يفسر لجوءه إلى سلاح الشائعات والتشكيك المستمر، وهذه المحاولات تهدف إلى الإساءة لكل ما تقدمه وتحرزه الدولة المصرية، وبالتالى تراجع دور التنظيم جعله يلجأ لتلك الأسلحة العاجزة من نشر الشائعات والتهويل والأكاذيب حول الدولة والتضخيم. وتلك الشائعات والأكاذيب تعتبر سلاح العاجز، إذ إنها تعبر عن عجز الإخوان، فلم يعد التنظيم يمثل رقماً فى المعادلة السياسية داخل مصر أو فى الإقليم أو حتى على الساحة الدولية، وانتبهت دول الإقليم إلى أن التنظيم فاشل ولم ينجح لا فى مضمار الدعوة ولا السياسة، ولم يتبق أمامه سوى المنصات الإعلامية والتواصل الاجتماعى والإنفاق عليها وتدوير عدد من الرموز الباهتة أو اللاجئين فى بعض المنافى لترديد مثل هذه الشائعات ومحاولة التشكيك الدائم فى مصر.

ماذا عن المخطط الذى يدار الآن ومَن خلفه وإلى ماذا يسعون؟

- المخطط يتمثل فى محاولة إعادة إنتاج ما يسمى بثورة جديدة على مصر، مع إثارة القلاقل وترويج أنماط مشابهة لما حدث فى دول مجاورة، متناسين الفوارق الكبيرة بين تلك الدول وطبيعة مصر التى تمتاز بتجانس اجتماعى وقومى كامل، الأمر الذى لا يسمح بإنتاج مثل هذه المشاهد، هذا التجانس يحبط كل محاولاتهم فى النهاية، شهدنا دعوات بعد نجاح البعض فى الوصول لحكم دول مجاورة، لذلك هناك حملات لإعادة إنتاج هذا الأمر ومحاولة ترويجه داخل الساحة المصرية بالحديث عن ثورة مسلحة، وهى ذات الدعاوى التى خرجت بها مجموعات مثل «حسم ولواء الثورة» وغيرهما، ولكنها فشلت على صخرة التماسك الاجتماعى المصرى وهذا الاندماج القومى الكامل.

بالحديث عن الكتائب الإلكترونية، هل لدينا معلومات عن حجمها، وأماكن وجودها، وكيف يُدار هذا الملف؟

- بالنظر إلى التنظيم الآن، فنحن أمام عدة مجموعات، مجموعة محمود حسين فى إسطنبول تدير خلايا إلكترونية نشطة، وجبهة لندن، بقيادة صلاح عبدالحق، تملك خلايا مشابهة تعمل عبر منصات التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك وإكس (تويتر سابقاً)، وغيرهما من وسائل التواصل، كل هذه المجموعات تسعى لنفس الهدف: التشويش، إطلاق الشائعات، وزرع الفوضى، إضافة إلى ذلك، هناك منصات إعلامية تابعة للتنظيم تعمل على مدار الساعة لتقديم محتوى مضلل وموجه للجمهور بهدف زعزعة الاستقرار وتشويه صورة الدولة المصرية.

ومَن يمول الكتائب الإلكترونية؟

- التمويل يرتبط بالتنظيم نفسه، فجبهة محمود حسين، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، تسيطر على الموارد الاقتصادية للتنظيم وبعض الأنشطة التجارية، أما جبهة لندن، فهى تعتمد على تمويل أعضائها والمنافى التى تدعمها لأنها ترى فى استمرار الفوضى داخل مصر وسيلة لتحقيق أجنداتهم السياسية، وأؤكد مرة أخرى أن سلاح العاجز هو إطلاق الشائعات، ولم يعد لجماعة الإخوان الفاعلية على أن تضع مخططاً وتتابع تنفيذه، فهى قد يئست من الساحة المصرية منذ فشلها فى السيطرة عليها، ولم تعد لديهم القدرة ولا الإمكانية على تنفيذ أى مخطط فى الداخل لأن التنظيم عاش حالة من الفشل السياسى والأخلاقى ولم يتمكن من تحقيق وعوده للمصريين.

ماذا عن الترويج للمظلومية؟

- التنظيم فى الماضى كان يروج لمظلومية تاريخية، لكنه فقد كل مصداقيته بعد فشله فى الحكم، والمجتمع المصرى فقد ثقته تماماً فى الإخوان، وبالتالى لم يعد لديه الشعور والقدرة على الرغبة فى العودة من جديد للساحة المصرية، لذلك تسعى جماعة الإخوان لأن تعيد طرح نفسها مرة أخرى لكن ليس كـ«إخوان» وإنما كـ«تيار إسلامى» جديد بعيد كل البعد عن منهجية الإخوان، كما قال حسن البنا: «نحن روح جديدة تسرى فى هذا المجتمع»، فهم يحاولون التحول من الحالة الصلبة إلى السائلة، ليذوبوا فى المجتمع وينتظروا فرصة جديدة، وهذه الاستراتيجية قائمة على التخفى والتغلغل بدلاً من المواجهة المباشرة، لأنهم يدركون أن أى ظهور علنى جديد سيواجه رفضاً شعبياً واسعاً، فيعملون على أن يتخلوا عن الحالة التنظيمية المصمتة التى جعلتهم مرفوضين أمام مؤسسات الدولة والمجتمع لحساب أن يندمجوا داخل المجتمع فى محاولة لإنتاج أنفسهم عبر عناوين جديدة عندما تتاح فرصة مناسبة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان اخوان فاشلون

إقرأ أيضاً:

أندية الأمانة.. بين التقصير والفشل

 

بعد زيارة لنادي أهلي صنعاء قبل يومين من كتابة هذا المقال، ونتيجة لما شاهدته من إهمال وتدهور وتخبط وعشوائية في البنية التحتية، وغياب تام للتخطيط البدائي لبناء وتوزيع الملحقات الخدمية الرياضية بالنادي، وضعت ومن معي سؤال على طاولة التحليل والنقاش: لماذا نادي أهلي صنعاء ليس كوحدة صنعاء؟ ولماذا بقية الأندية بأمانة العاصمة لم تستفد من التجربة الاستثمارية الرياضية لنادي وحدة صنعاء؟

السؤال الأول أعاد لذاكرتي التاريخ العريق الإمبراطور الأندية اليمنية «أهلي صنعاء تأسس عام 1952م»، الذي كان في السابق «الثمانينات والتسعينات» أنموذجاً في التقدم والتطوير ومواكبة الأداء الرياضي الحديث للأندية العربية في تلك الفترة ، واستعرض شريط الذكريات مشوار النشاط والعمل داخل نادي أهلي صنعاء منذ تأسيس أول وأفضل صالة رياضية لبناء الأجسام واللياقة البدنية تحت مسمى مركز أهلي صنعاء لبناء الأجسام واللياقة البدنية ، وتتويج نشاط هذا المركز بتنظيم اكبر وافضل بطولة لبناء الأجسام في العام 1996م بمسرح مركز الدراسات والبحوث بشارع بغداد على كأس أحد رواد مجلس إدارة النادي الأهلي المرحوم عبد الجبار غنيمة رئيس النادي الأسبق، ثم توالت الأنشطة والفعاليات والتفاعل مع القلعة الحمراء مارد الأنشطة الرياضة المتعددة إمبراطور كرة القدم وكرة الطاولة وكرة الطائرة وكرة السلة لسنوات متعددة، نادي أهلي صنعاء مملكة الدروع والكؤوس والميداليات الرياضية لسنوات متعددة ومتوالية، أهلي صنعاء وفي فترة التسعينات هو الأول والأسبق في تنظيم المنتديات الصيفية ما تسمى حاليا الدورات الصيفية، هذه المنتديات كانت تفتح أبواب النادي للطلاب والطالبات مراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية أثناء الصيف لقضاء أوقات تعليمية وتدريبية وترفيهية، والحفاظ عليهم من التشرد والضياع، وكنت احد مدراء هذه المنتديات إلى جانب الأخ والصديق المرحوم عبدالله جابر، اليوم وللأسف لم يعد للنادي سوى اسمه التاريخي القديم، أما الأداء والأنشطة والاهتمام بالبنية التحتية الرياضية فقد أهملت وتدهورت نتيجة لضياع وتشتت مجلس الإدارة.

أهلي صنعاء ليس النادي الوحيد في الأمانة الذي يعاني من الإهمال والتقصير والفشل الإداري، فأمانة العاصمة بها قرابة التسعة أندية « نادي أهلي صنعاء 1952- نادي وحدة صنعاء 1954 – نادي شعب صنعاء 1962 – نادي الشرطة 1972 – نادي اليرموك 1978 – نادي الفروسية 2000 – نادي 22 مايو 2001 – نادي الميثاق 2001 – نادي العروبة 2008»، هذه الأندية حاليا تعاني الكثير من التدهور والإهمال والتأخر عن مواكبة التطورات والمتغيرات الرياضية خصوصا في البنى التحتية، باستثناء النادي الوحيد الذي أصبح أنموذجاً في الاستفادة من استثمار ممتلكاته العقارية لصالح تنظيم البنية التحتية للنادي وهو نادي وحدة صنعاء ، وبعض الشيء نادي أهلي صنعاء الذي يعاب عليه تشويه بنيته التحتية خصوصا من الجهة الشرقية التي يتواجد بها المطعم، بينما بقية الأندية ومنها نادي 22 مايو أكبر أندية الأمانة امتلاكا للعقارات ومساحة من الأراضي المجاورة للنادي، والتي ضاع ما يقارب 25% منها نتيجة للتقصير والإهمال، وبالمثل نادي شعب صنعاء، ونادي اليرموك وجميع هذه الأندية استفادت من دعم صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة الذي مول مشاريع البنى التحتية لهذه الأندية من خلال بناء الملاعب والمدرجات والمحلات التجارية والصالات الرياضية، لكن مجالس إدارة هذه الأندية لم تستغل هذا الدعم وهذه البنية التحتية لصالح أنديتها، ولم تفد أنديتها خصوصا مجالس الأندية المنتخبة في العام 2012م باستثناء البعض، والبعض أيضا لم يكن في مستوى طموح وتطلعات جماهير هذه الأندية.

ويظل السؤال قائماً: متى تجد هذه الأندية من ينتشلها من الإهمال والتقصير والتدهور ويستغل إمكانياتها العقارية والمالية لصالح الرياضة اليمنية ولصالح أبناء النادي؟

 

مقالات مشابهة

  • «الشؤون الإسلامية بتبوك توزع هدية خادم الحرمين الشريفين على الحجاج المغادرين عبر منفذ حالة عمار
  • أندية الأمانة.. بين التقصير والفشل
  • وزارة الشؤون الإسلامية بتبوك توزع هدية خادم الحرمين الشريفين على الحجاج المغادرين عبر منفذ حالة عمار
  • برلماني: جرائم الإخوان لن تسقط بالتقادم ولن نسمح بعودة الفوضى مرة أخرى
  • الجماعة الإسلامية دانت العدوان الصهيوني المتكرر على لبنان
  • باحث تنبأ بانهيار أميركا يقول: التفكك بدأ للتو
  • برلماني: جرائم الإخوان لن تسقط بالتقادم ولا لعودة الفوضى مرة أخرى
  • برلماني: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة المصرية من مخطط الإخوان لتفكيك الوطن
  • شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري:‬‮الإخوان ‬‭ ‬وطريق‭ ‬الألف ميل‭
  • عيد الأضحى يُنعش استغلال سيارات الدولة لقضاء العطلة وسط صمت حكومي