تسعى محافظة سوهاج للبحث عن حلول تدعم الصحة النفسية للشباب وتعزز من قدراتهم على مواجهة الضغوط الحياتية، من أبرزها مبادرة "Take Bike" التي قدمت الرياضة، وخصوصًا ركوب الدراجات، كبديل إيجابي للتعامل مع الأزمات النفسية.

الظاهرة المقلقة وظروفها في سوهاج

وشهدت محافظة سوهاج، المعروفة بطابعها الريفي والمجتمعي، ارتفاعًا ملحوظًا في العزوف عن الحياة، ما دفع الجهات المسؤولة والمبادرات المجتمعية لإطلاق نقاشات مكثفة حول مسببات الظاهرة.

 

ويرى خبراء اجتماعيون أن أسباب عزوف الشباب عن الحياة بالمحافظة ترجع إلى ضغوط اقتصادية، قلة الفرص المتاحة للشباب، إلى جانب الافتقار إلى التوعية الكافية بأهمية الصحة النفسية وطرق التعامل مع الأزمات.

"Take Bike".. الرياضة كحل بديل

استجابة لهذه الأزمة، جاءت مبادرة "Take Bike"، التابعة للمبادرة الرئاسية لتنمية الشباب، كخطوة عملية تهدف إلى تحسين الصحة النفسية للشباب من خلال الرياضة، وبالأخص ركوب الدراجات.

 وتستند المبادرة إلى تعزيز ثقافة التعامل الإيجابي مع الأزمات النفسية عبر تبني أنشطة رياضية تسهم في تحسين المزاج والتقليل من التوتر والضغط العصبي.

وأطلقت المبادرة رسالة توعوية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، تناولت فيها أهمية الحفاظ على النفس والبحث عن بدائل إيجابية لتحسين جودة الحياة. 

واستشهدت المبادرة بقول الله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم"، موجهة نداءً للشباب لعدم الاستسلام للأفكار السلبية.

وجاء في رسالتها: "ليه تلجأ إنك تنهي حياتك، إنما ممكن تغير حياتك بشكل صحي؟ وعشان إحنا خايفين عليك، Take Bike قررت تساعدك تبقى في حالة نفسية أفضل".

كما أبرزت الحملة أهمية رياضة ركوب الدراجات قائلة: "رياضة العجل مش بس متعة، دي صحة وعافية، هتقوي قلبك، وتفصلك عن ضغط اليوم.. اركب عجلتك، وانطلق لعالم جديد"، مؤكدة على قدرتها في تحسين الحالة المزاجية والنفسية.

الرياضة مفتاح الصحة النفسية 

وأكد القائمون على المبادرة أن ممارسة الرياضة بانتظام تلعب دورًا حيويًا في تحسين الصحة النفسية، حيث تساهم في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يعزز من الشعور بالراحة النفسية. 

وأشاروا إلى أن رياضة ركوب الدراجات توفر للشباب متنفسًا للحرية والانطلاق، ما يساعدهم على التخلص من الأفكار السلبية والهروب من ضغوط الحياة بشكل صحي وإيجابي.

إضافةً إلى ذلك، تعتبر الرياضة وسيلة فعالة لتحسين اللياقة البدنية، ما ينعكس إيجابًا على ثقة الفرد بنفسه وقدرته على مواجهة تحديات الحياة اليومية.

تفاعل مجتمعي ودعوات لتوسيع المبادرة 

وحظيت حملة "Take Bike" بتفاعل واسع من قبل أهالي سوهاج، حيث لاقت إشادة كبيرة من الشباب والأسر الذين اعتبروها بادرة أمل في مواجهة شبح الانتحار، وأكد العديد من المشاركين في الحملة أنها أضافت لهم بعدًا جديدًا في كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.

كما طالب الأهالي بضرورة توسيع نطاق المبادرة لتشمل أنشطة أخرى تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية، مثل تنظيم جلسات توعية جماعية أو ورش عمل لتأهيل الشباب نفسيًا واجتماعيًا، إلى جانب تكثيف الحملات التوعوية عبر مختلف وسائل الإعلام.

دور المبادرات المجتمعية في مواجهة التحديات النفسية 

في ظل التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه المجتمع المصري، تشكل المبادرات المجتمعية مثل "Take Bike" نموذجًا إيجابيًا يعكس أهمية العمل الجماعي في التصدي للمشكلات، فهذه الجهود لا تقتصر على تقديم أنشطة رياضية فحسب، بل تفتح آفاقًا جديدة للشباب تمكنهم من إيجاد حلول إيجابية وفعالة.

ومع استمرار هذه الجهود وتوسعها، يمكن خلق بيئة اجتماعية أكثر دعمًا للشباب، توفر لهم بدائل إيجابية وصحية للتعامل مع الأزمات النفسية، كما تسهم مثل هذه المبادرات في نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية ودورها في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصحة النفسية محافظة سوهاج رکوب الدراجات الصحة النفسیة مع الأزمات

إقرأ أيضاً:

مجلس عجمان للشباب يطلق مبادرة «غَرس»

أطلق مجلس عجمان للشباب مبادرة «غَرس»، التي تهدف إلى تعزيز مفاهيم الاستدامة لدى الشباب، وتحفيز مشاركتهم في القضايا البيئية، انطلاقاً من وعيهم وقدرتهم على التأثير المجتمعي.
وتأتي المبادرة في إطار الجهود الوطنية لتمكين الشباب وتعزيز دورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنظم بالتعاون مع مجلس الإمارات لريادة الأعمال ومجلس الإمارات للزراعة ودائرة التنمية السياحية في عجمان وجامعة عجمان وجامعة الشارقة وجامعة زايد والمنظمة البيئية «غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا Greenpeace MENA».
وتضمنت أجندة «غَرس» سلسلة من الفعاليات الفكرية والتفاعلية، من بينها جلستان حواريتان مع خبراء ومتخصصين في مجالات البيئة والزراعة والمحتوى الرقمي المستدام، كما أتيحت خلالهما الفرصة لطلبة الجامعات لعرض مبادرات طلابية مبتكرة تسعى لإيجاد حلول بيئية محلية، إلى جانب أنشطة ميدانية في الطبيعة تمحورت حول الزراعة المجتمعية.
وألقت حمدة المطروشي، مدير مكتب الإستراتيجية وتطوير الأداء في دائرة التنمية السياحية في عجمان، كلمة في افتتاح المبادرة، أكدت فيها أهمية إشراك الشباب في التصدي للتغير البيئي بما يتناسب مع أولويات المجتمع المحلي وضرورة تعزيز دورهم في التنمية الشاملة والمستدامة بما يحقق أهداف الرؤية الشاملة لدولة الإمارات.
كما تضمنت المبادرة جلسة حوارية بعنوان «بيئة تُشبِهنا»، أدارتها نجلاء المطروشي، عضو مجلس عجمان للشباب وتم خلالها تسليط الضوء على أهمية الهوية البيئية المحلية، من خلال حوارات مع نخبة من المتحدثين الذين يمثلون تجارب واقعية متنوعة في الميدان البيئي وشارك في الجلسة الدكتور عبيد علي الشامسي، أحد أبرز رواد الزراعة المائية في الدولة، وأحمد سيف المهيري، مدير إدارة الزراعة والحدائق العامة في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان ونورا زايد، مدير شراكات استراتيجية بمنظمة «Greenpeace MENA»، بالإضافة إلى صانع المحتوى البيئي أحمد المرزوقي.
وناقش المتحدثون خلال الجلسة كيفية إعادة صياغة العلاقة بين البيئة والمجتمع المحلي، بعيداً عن الحلول المستوردة التي لا تتماشى بالضرورة مع السياق الإماراتي.
وأكد أحمد سيف المهيري، أهمية التكامل بين السياسات البيئية والعمل المجتمعي.
وجاءت الجلسة الثانية، بعنوان «كيف تتكلم البيئة لغتنا؟» وأدارتها المهندسة فاطمة العوضي، عضو مجلس شباب عجمان، التي ركزت خلال الجلسة على ربط البيئة بلغة الشباب وتخصصاتهم.(وام)

مقالات مشابهة

  • الكشف على 1173 مواطناً من نزلاء مستشفى الصحة النفسية وذويهم بالخانكة
  • بروتوكول تعاون بين الأزهر ووزارة الرياضة لدعم الأسرة وتمكين الشباب
  • مجلس عجمان للشباب يطلق مبادرة «غَرس»
  • بمشاركة (300) شابة وشاب رياضة كربلاء تنظم ورشة اسعافات أولية
  • الإدمان على الأخبار السلبية.. كيف يهدد صحتك النفسية ويغير مزاجك؟
  • نائبة بـالشيوخ: التنمر يؤثر على الصحة النفسية وقد يؤدي إلى الاكتئاب
  • الصحة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة
  • جمعية محبي الرياضة للتنمية الاجتماعية تواصل ترسيخ ثقافة الرياضة في الدار البيضاء
  • هيئة الرعاية الصحية تطلق برنامج «عيشها بصحة» لتعزيز الوقاية ونمط الحياة الصحي
  • طلاب "تجارة عين شمس" يوظفون أدوات التسويق العاطفي لرفع وعي الشباب بالصحة النفسية