الإماء في الإسلام: مرآة الصراع بين الحرية والتقاليد وموروث الجاهلية الذي يثقل كاهل الإسلام
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
إبراهيم برسي – 26 ديسمبر 2024
عندما نتأمل تاريخ الإماء في الإسلام، نواجه تناقضًا عميقًا بين المبادئ الداعية إلى العدالة والحرية، وبين واقع اجتماعي يقنن العبودية.
الإماء، وهن جمع “أمَة”، لم يكنّ مجرد نساء مستعبدات تحت وطأة الحاجة والقهر، بل كُنّ انعكاسًا لأنظمة فكرية واقتصادية تُشرعن السيطرة والهيمنة، محوّلات الإنسان إلى سلعة تُباع وتُشترى.
الإسلام، وفق النصوص الدينية، لم يبتكر نظام العبودية، بل وجده متجذرًا في البنى الاجتماعية الجاهلية. ومع ذلك، فإنني لا أحب استخدام مصطلح “الجاهلية” لوصف تلك الحقبة، إذ أراه اختزالًا وتبسيطًا لعصر كان، رغم جوانبه السلبية، زاخرًا بالثقافة والشعر والنظم الاجتماعية. تلك الفترة التي وُصفت بالجاهلية، كانت غنية بنظم وقيم أثرت حتى في الثقافة الإسلامية اللاحقة، مثل نظام الدية وقوانين حماية الضيف.
واستغرابي يكمن في الإقصاء الكلي لهذه الحقبة، وكأنها كانت ظلامًا مطلقًا، بينما هي في الحقيقة تحمل ملامح من النور الذي ساهم في تشكيل الحضارة العربية.
أقرّ الإسلام العبودية ضمن نظام “ملك اليمين”، لكنه في الوقت نفسه دعا إلى تحرير الرقاب كقربة إلى الله. قال تعالى: “فَكُّ رَقَبَةٍ” (البلد: 13)، وقال النبي: “من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا من النار” (رواه البخاري).
هذه الدعوات لتحرير العبيد تعكس تناقضًا واضحًا. فمن جهة، الإسلام يدعو إلى إنهاء العبودية، لكنه في الوقت ذاته يقننها ضمن أطر اجتماعية واقتصادية لم يتم تفكيكها جذريًا.
لماذا أقر الإسلام العبودية؟
هذا السؤال يتطلب تفسيرًا فلسفيًا واجتماعيًا عميقًا. النظام الذي أقره الإسلام كان جزءًا من توازن اجتماعي واقتصادي معقد.
تحرير العبيد بشكل كامل في ذلك العصر كان سيؤدي إلى انهيار اقتصادي واجتماعي، ما جعل الإسلام يقدم حلاً تدريجيًا: تقنين العبودية من جهة، وتشجيع العتق من جهة أخرى.
لكن هذا الحل التدريجي يعكس تنازلاً أمام الواقع الذي يخدم مصالح طبقة معينة، أصحاب النفوذ والمصلحة الذين استفادوا من استمرار هذا النظام.
لكن، كيف يمكن تبرير القهر باسم الضرورة؟
الفلسفة تعلّمنا أن العدالة لا تقبل التقسيط. كما قال جون ستيوارت ميل: “القمع باسم العدالة هو أقسى أنواع القمع، لأنه يحمل قناع الفضيلة.”
إن تبرير استمرار العبودية بحجج اقتصادية هو خيانة للقيم المثلى، لأن العدالة الحقيقية هي التي تُحقق بغض النظر عن تكلفة تحقيقها.
“الإنسان محكوم عليه أن يكون حرًا”، كما قال سارتر. ومع ذلك، فإن الإماء في الإسلام لم يُمنحن حتى فرصة الحلم بهذه الحرية.
أدوارهن كانت محصورة بين الخضوع كخادمات، والإذعان كمحظيات، أو استغلالهن كأدوات للإنجاب. لم يُمنحن الاعتراف الكامل بإنسانيتهن.
وكانت قيمتهن مرهونة بما يقدمنه من خدمة للأسياد أو بإنجابهن لأبناء يعيدون إنتاج النظام نفسه.
الأبناء الذين وُلدوا من الإماء عاشوا واقعًا معقدًا ومزدوجًا. فهم أبناء لأسيادهم، لكنهم في الوقت نفسه لم يُعاملوا معاملة الأبناء الشرعيين.
فالبنت المولودة من أمة، على سبيل المثال، كانت تعيش ازدواجية طبقية تجعلها أقل شأنًا من أبناء الزوجة الحرة.
هؤلاء الأبناء كانوا يحملون عبء هويتهم المزدوجة، كأنهم يعيشون بين عالمين لا ينتمون لأي منهما بشكل كامل.
هذا التناقض الطبقي يعكس فجوة اجتماعية عميقة، وهي جزء من نظام أعمق يعيد تشكيل الوعي.
ويمكن ربط هذه الفجوة بحالة “التكيف القهري” التي تعيشها الإماء.
علم النفس يفسر هذا الخضوع كآلية دفاعية.
الإماء كنّ يرين في خنوعهن وسيلة للبقاء، حيث أقنعن أنفسهن بأن ما يقمن به هو طاعة لله أو امتحان إلهي.
غسيل المخ الجماعي الذي تعرضن له جعلهن يعتقدن أن دورهن في خدمة الأسياد هو جزء من مشيئة الله.
هذه الحالة النفسية هي مثال على ما وصفه فروم بـ”الهروب من الحرية”، حيث يختار الفرد القبول بالقيود لأنه يخشى مواجهة العبء الذي تحمله الحرية.
أما الأبناء، رغم الفوارق الطبقية، فقد ظلوا يدورون في فلك الأسياد.
فقد كبر هؤلاء الأطفال وهم يرون أنفسهم جزءًا من نظام يستحيل كسره.
هذه الحالة النفسية تُفسر كحالة اغتراب، حيث يشعر الفرد بأنه غريب عن نفسه وعن محيطه، لكنه مضطر للتعايش مع هذا الاغتراب.
وفي نظام الميراث الإسلامي، كان أبناء الإماء يرثون فقط إذا اعترف بهم آباؤهم.
وهذا الاعتراف لم يكن دائمًا سهل المنال. بل وحتى إذا أراد الأب أن يمنحهم حقوقًا أثناء حياته، فإن قواعد الشريعة تقيّده.
قال النبي: “لا وصية لوارث” (رواه الترمذي)، مما يضع الأب في معضلة أخلاقية عميقة.
وهذا التمييز يظهر جليًا في نظام “أم الولد”. الأمَة التي تنجب من سيدها تصبح “أم ولد”، وتنال حريتها تلقائيًا عند وفاته.
لكن هذه الحرية كانت حرية مؤجلة ومشروطة، تأتي في وقت تكون فيه حياتها قد استُنزفت بالكامل في خدمة النظام الاجتماعي.
مارية القبطية، التي أهداها المقوقس إلى النبي، تقدم مثالًا بارزًا على هذا التمييز.
رغم حب النبي لها وإنجابها لابنه إبراهيم، ظل وضعها أدنى مقارنة بزوجاته الحرائر.
ورِيحَانة بنت زيد، التي رفضت الزواج بالنبي واختارت البقاء على دينها اليهودي، تمثل حالة أخرى من التعقيد، حيث تداخلت الحرية الفردية مع قيود النظام الاجتماعي.
فرج فودة يرى أن استمرار نظام العبودية في الإسلام كان نتيجة لتوازنات اجتماعية فرضت نفسها على النصوص الدينية، بينما يرى سيد القمني أن “ملك اليمين” كان ضرورة تاريخية لا يمكن اعتبارها جزءًا من الشريعة الدائمة.
لكن ورغم ريادتهم في تناول هذه القضايا، إلا أنهم لم ينتقدوا هذه الظاهرة بالشجاعة الكافية. ربما لأنهما، مثل غيرهم من المفكرين، كانا محاصرين بحدود الخطاب الديني والاجتماعي السائد، الذي لا يزال يرى في النقد الجذري تهديدًا للاستقرار الفكري والاجتماعي.
الإماء لم يكنّ مجرد نساء مستعبدات، بل كنّ انعكاسًا لعجز الإنسان عن تحقيق العدالة التي يدعيها.
العبودية لم تكن نظامًا اقتصاديًا فقط، بل كانت نظامًا فكريًا يعيد تشكيل الوعي ليجعل من القهر شيئًا مقبولًا ومبررًا.
في النهاية، الإماء لسن مجرد شخصيات من الماضي، بل فكرة تعيش في كل نظام يفرق بين الناس بناءً على الطبقة أو الجنس.
ربما نعتقد أننا تحررنا من العبودية، لكننا في الحقيقة نعيد إنتاجها بأشكال جديدة.
لننظر إلى الأنظمة الاقتصادية الحالية التي تسخر الإنسان لخدمة رأس المال، إلى الطبقية التي تفرق بين الناس بناءً على الثروة، وإلى التمييز الذي يجعل من البعض أحرارًا ومن الآخرين عبيدًا لأشكال جديدة من السلطة.
الحرية ليست مجرد كلمة تُقال، بل هي صراع أبدي بين الطموح والواقع.
الحرية التي ندّعيها، ما تزال حبيسة أغلال الماضي، تنتظر لحظة تحرر حقيقية لم تأتِ بعد.
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی الإسلام التی ت نظام ا
إقرأ أيضاً:
ترامب والإخوان
"لقد طورت جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر عام 1928، شبكة عابرة للحدود ذات فروع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. وفي هذا السياق تنخرط فروعها في لبنان والأردن ومصر في أعمال عنف أو تسهلها وتدعم حملات لزعزعة الاستقرار تضر بمناطقها نفسها، تضر بمواطني ومصالح الولايات المتحدة. فبعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 في إسرائيل على سبيل المثال، انضم الجناح العسكري لفرع الإخوان المسلمين في لبنان إلى حماس وحزب الله وفصائل فلسطينية لإطلاق عدة هجمات صاروخية ضد أهداف مدنية وعسكرية داخل إسرائيل" (جزء من القرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار الإخوان المسلمين في مصر والأردن ولبنان تنظيمات إرهابية أجنبية).
قبل وصوله إلى البيت الأبيض في المرة الأولى في 2016، أحاط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بمجموعة من المتطرفين المسيحيين البيض وأعلن عداءه الواضح والصريح لبقية أطياف المجتمع الأمريكي وتياراته الدينية المختلفة. وبات ذلك واضحا من عدة مواقف؛ لعل أبرزها موقفه المتردد من إدانة جماعة "كوكلوكس كلان" المعروفة اختصارا بـ"kkk" بعد ارتكابها جريمة قتل امرأة وإصابة العشرات في صدام مشهور اهتز له المجتمع الأمريكي وقتها.
الرئيس الأمريكي محاط بمجموعة من المستشارين المسيحيين بعضهم من أصول عربية من مصر ولبنان والعراق، وله علاقة نسب مع بعض العرب مثل مسعد بولس، زوج ابنته الثانية وهو لبناني مسيحي أرثوذكسي يحمل جنسية أربع دول (نيجيريا وفرنسا وأمريكا إضافة إلى جنسيته اللبنانية)، وهو مبعوث ترامب إلى أفريقيا الذي أرسله ليتفاوض في الشأن السوداني بعد مجازر الفاشر، فكانت أول محطة له هي الإمارات التي يعلم القاصي والداني قصة تورطها في دعم مليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي. وكما توقعنا، فإن أول تصريحاته كانت ضرورة إبعاد الإخوان المسلمين عن الجيش السوداني وكأن القضية هي الإخوان المسلمين. هذا نموذج من بين عدة نماذج للمتطرفين المحيطين بترامب والمؤثرين في صناعة قراراته.
ترامب ومن قبل أن يصل إلى كرسي الحكم في البيت الأبيض في 2016 كان محملا بكراهية الإسلام والمسلمين عموما، فقد قال في لقاء تلفزيوني مع شبكة سي إن إن في 11 آذار/ مارس 2016: "أعتقد أن الإسلام يكرهنا"، ودعا الأمريكيين إلى اليقظة والحذر و"عدم السماح للذين يحملون هذه الكراهية بالقدوم إلى أمريكا". وردا على سؤال حول ما إذا كان صراع الغرب مع الإسلام عامة، أم الإسلام المتشدد قال: "الصراع مع الإسلام المتشدد، لكنه يصعب التعرف عليهما (المتشدد والمعتدل) والتمييز بينهما".
وفور وصوله للسلطة وتحت عنوان "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة الأمريكية"، نفذ وعده الانتخابي وأصدر قراره التنفيذي بحظر دخول مواطني بعض الجنسيات، معظمها عربية ومن بينها سوريا وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، مع منح الأولوية للمسيحيين، وهو الأمر الذي اعتبره بعض الخبراء الأمريكيين المعنيين بشئون الهجرة أمرا غير دستوري.
لم يجد ترامب سوى مايكل فلين ليكون مستشارا للأمن القومي في أول حكومة شكلها، وعلى الرغم من أن فلين قد طُرد من الخدمة العسكرية بسبب الكذب، إلا أن ترامب اختاره لميزة أخرى وهي كراهيته للإسلام والمسلمين. ويذكر فلين في مقال له نشر في نيويورك تايمز أن سبب فصله وعلى حد تعبيره؛ "فصلني الجيش لأنني دعوت أعداءنا باسم الجهاديين المتشددين"، في الوقت الذي رفض فيه الرئيس أوباما وقتئذ تسمية الإرهابيين بالمتطرفين الإسلاميين. وبالمناسبة، فهذه التسمية التي فُصل بسببها فلين من الخدمة قد استخدمها الجنرال السيسي وبوضوح في لقاء له مع سي إن إن، رغم تنبيه المذيعة إيرين برنيت له، ولا ندري من الذي علّم من ولا من اقتبس ممن، فكلهم جنرالات.
لم يتوقف فلين عند هذا الحد، بل إنه قال في لقاء صحفي مع صحيفة لوموند الفرنسية: "لدينا مشكلة كبرى لا يرغب أحد في الاعتراف بها، لأن ذلك ليس مقبول سياسيا: إنها الإسلام! ذلك الدين يمثل مشكلة. لا أتحدث عن العالم الإسلامي ولكن عن الإسلام نفسه. إن على العالم العربي أن يصفي الأيديولوجية السياسية التي تسمى الإسلام". وأضاف مستدركا: نعم أقصد الإسلاموية (الإسلام السياسي) لندرس محمد! وعندها سنفهم كيف بدأ هذا كله خلال عصرنا هذا، ينبغي أن نخرج من هذا كله، ذلك يستغرق وقتا ربما عشرات السنين، وإذا لم نفعل فستظل هنالك حروب لا تتوقف".
وقد تسألني عزيز القارئ المحترم وما علاقة ذلك بقرار ترامب بتصنيف الإخوان في مصر والأردن ولبنان كجماعة إرهابية أجنبية في هذا التوقيت بالذات؟
والإجابة موجودة في الأمثلة التي ذكرتها أعلاه على لسان مسعد بولس، صهر ترامب ورسوله لأفريقيا، ومايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأسبق، وعلى لسان الرئيس ترامب نفسه. فما جرى خلال فترة إعداد ترامب لدخول المعترك السياسي الأمريكي هو عملية تعبئة (حشو) دماغ رجل أعمال فارغ سياسيا لكي يصبح رئيسا لأكبر دولة في العالم، مثله مثل بوش الابن الذي صرح بأن ما جرى من غزو أمريكي للعراق هو حملة صليبية، رغم قول مساعديه إنه كان خطأ غير مقصود، حتى جاء وزير الحرب الحالي هيجسيث ليكتب كتابا بعنوان "الحملة الصليبية الأمريكية.. نضالنا من أجل البقاء أحرارا"، ويطالب ويدعو الأمريكيين إلى "استجماع الشجاعة نفسها ضد الإسلاميين اليوم، فإلى جانب الشيوعيين الصينيين وطموحاتهم العالمية، تعد الإسلاموية (الإسلام السياسي) أخطر تهديد للحرية في العالم، لا يمكن التفاوض معها أو التعايش معها بل يجب تهميشها وسحقها".
لعلك أدركت بعض الأسباب الكامنة وراء صدور قرار ترامب التنفيذي بخصوص الإخوان، ومع ذلك فهنا أسباب أخرى متعلقة بالتوقيت والظروف أو ما يعرف بالسياق الزمني للقرار، وهو بالطبع حرب الإبادة التي لا تزال دولة الكيان، مدعومة من أمريكا وأوروبا وبعض الحكومات العربية، تشنها على غزة والضفة الغربية. فقد التقت إرادة أمريكا مع حكام العرب على ضرورة وقف الدعم العالمي المتزايد للقضية الفلسطينية، وإنقاذ دولة الكيان من مأزقها السياسي والأخلاقي بعد إدانة المجرم نتنياهو ووزير دفاعه بارتكاب جرائم حرب، وبعد أن أصبحت سمعة الكيان في الحضيض، وعدم قدرة جيش الاحتلال على حسم المعركة وادعاء الانتصار الكامل. وقد كان لهم ما أرادوا من خلال مؤامرة مؤتمر شرم الشيخ للسلام، والذي استطاعت دولة الاحتلال من خلاله امتصاص جزء معقول من التعاطف مع القضية الفلسطينية، وجاءت المرحلة الثانية وهي معاقبة القوى الاسلامية والشعبية المحركة للغضب العربي والداعمة للمقاومة حول العالم.
تحركت دولة الكيان وضغطت من أجل تجريم الإخوان في تلك الدول، وكأنها تقدم واجب الشكر للنظام المصري على دوره وانحيازه التام وغير المشروط لها في حربها، وكذلك بالنسبة للنظامين المصري والأردني اللذين قاما بكل ما في وسعهما لمقاومة الإخوان ووقف جهودهم طوال العقود الماضية لدعم القضية الفلسطينية، ولا يزال الإخوان يمثلون عقدة سياسية ونفسية للنظامين في مصر والأردن. ورغم تجريم النظامين لهم، ولكنهما كانا في حاجة إلى رسالة طمأنة من البيت الأبيض بأنه سوف لن ينحاز للإخوان ولن يدعمهم إن تغيرت الظروف، وحدث تغيير غير معد له سلفا في سدة الحكم، خصوصا مع تقدم العمر والإصابة بالأمراض الخطيرة وتردد الحكام على الخارج للعلاج.
قرار ترامب التنفيذي لا يحمل في رأيي جديدا؛ اللهم إلا أنه رسالة طمأنة للنظام المصري تحديدا بأن ترامب طوال فترة حكمه لن يميل ناحية الاخوان ولوقامت ثورة أو حدث انقلاب أبيض على مؤسسة الحكم.
في فهمي المتواضع وبدون تضخيم أو تهويل فإن الحرب على الإخوان هي جزء من الحرب على الإسلام كدين وعقيدة وسلوك وأخلاق وشريعة، وكل المؤسسات التي تدافع عن الإسلام كشريعة ودولة معرضة للحرب عليها. والحرب لم تبدأ من يوم إصدار القرار التنفيذي ولن تنتهي حتى بزواله مع قدوم رئيس أمريكي جديد؛ قد لا يتفق مع ما ذهب إليه ترامب وحواريوه ومساعدوه من المسيحيين المتعصبين والصهاينة الممولين.