أمير توفيق يتنازل عن شكواه ضد أحمد قندوسي
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
أكد المستشار أشرف عبدالعزيز، محامي أمير توفيق، المدير التنفيذي لشركة الكرة بالنادي الأهلي، أنه تم التنازل عن الشكوى المقدمة ضد أحمد قندوسي لاعب نادي سيراميكا كليوباترا.
وقال عبدالعزيز، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يقدمه الإعلامي محمد شبانة، ويذاع على قناة "etc":" قندوسي مثل للتحقيق أمس أمام النيابة العامة، وأكد في أقواله أنه لم يقصد أمير توفيق بهذا الحديث، وأكد أنه يرتبط بعلاقة صداقة وعلاقة طيبة معه، ولا يوجد أي خلافات معه".
وتابع:" قندوسي أكد أيضًا أنه لم يقصد الأهلي بالأمر، أو أمير توفيق بهذا الحديث، ووكلاء اللاعب أكدوا، أمام النيابة، أن الأقوال تم أخذها بالخطأ وأنهم لم يقصدوا أمير توفيق".
وشدد:" أمير توفيق توجه للنيابة اليوم، للتصالح والتنازل عن الشكوى المقدمة ضد أمير توفيق، واللاعب أبرئ زمة أمير، وهذا أكبر رد اعتبار لأمير ووصفه بأنه شخص نزيه ".
وأتم أشرف عبدالعزيز:" أمير توفيق قال أنه طالما هو ليس المقصود بالحديث فأنا سأتنازل عن الشكوى، وقام بذلك صباح اليوم".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمير توفيق الأهلي أمیر توفیق
إقرأ أيضاً:
توفيق الحكيم والتطبيع: لماذا تحوّل كل هذا إلى عداء؟
في السابع من مايو 1979 – وبعد أشهر قليلة من توقيع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل - نشرت الصحف المصرية برقية أرسلها إلى السادات الأديبُ المصري الكبير توفيق الحكيم، يقول فيها: «تحية لموقفكم الراسخ أمام الأقزام، لقد أفزعهم صلح الفئتين المتحضرتين، بعد اطمئنانهم إلى ضعف مصر لتذل تحت أقدامهم. مالهم وجهلهم؟ سر المقاطعة والتخريب خوفهم من قوة مصر بعد الصلح لأنهم يريدونها منهكة القوى بالحروب لتستنجد بهم وتتملقهم فيحتقرونها، فإلى الأمام نحو الكرامة والحضارة، وخطوة من المتحضرين نقابلها بخطوتين، فلن ترجع مصر مع المتخلفين إلى الوراء، فالتقدم دائمًا والمجد لمصر المتحضرة». والحق أن حكاية الحكيم مع تأييد كامب ديفيد بشكل خاص، ومع التطبيع بشكل عام، ذات فصول متشعبة وتستحق أن تُروى، ليس فقط لأنه كان «رأس حربة التطبيع»، على حد تعبير الباحث مهند حامد رشدي في دراسته «موقف الليبرالية العربية من القضية الفلسطينية: مصر نموذجًا»، ولكن أيضًا لأن الأديب المصري الكبير كانت له رؤية فلسفية خاصة للصراع العربي الإسرائيلي، يصعب اختزالها في التُهمة الجاهزة التي تُلصق عادة بالمطبّعين من الأدباء الكبار، ألا وهي الطمع في جائزة نوبل، خاصة إذا علمنا أنه كان مرشحًا لها بالفعل.
قبل كامب ديفيد بأكثر من ثلاثين عاما، وتحديدًا عام 1945، أي قبل تأسيس دولة الكيان الصهيوني بسنوات قليلة، زار توفيق الحكيم تل أبيب بدعوة من الفرقة المسرحية «هابيما» (التي تعني بالعبرية «المسرح» أو «الخشبة»)، وهناك التقى مستشارها الأدبي ماكس برود، الكاتب التشيكي اليهودي، وصديق كافكا الذي لم يمتثل لوصيته بحرق أعماله. وفي تلك الزيارة عرضت عليه الفرقة تقديم مسرحيته «سليمان الحكيم» على المسرح. ولكي نعرف أهمية هذه الزيارة في تشكيل وعي الحكيم بأهمية السلام بين العرب واليهود علينا أن نعود إلى أوراقه ورسائله الخاصة المكتوبة بالفرنسية التي نشرتْ ترجمتها العربية صحيفة «الأهرام» في 26 أبريل 2014، وكانت الفنانة والمخرجة المصرية هالة القوصي التي تجيد الفرنسية قد عثرت على هذه الأوراق والرسائل بالصدفة لدى بائع أغراض قديمة يسميها المصريون «روبابيكيا» عام 2013، وترجمتْها بنفسها. في واحدة من هذه الرسائل - التي كُتِبتْ جميعها في النصف الثاني من السبعينيات كما يبدو من بعض الأحداث المذكورة فيها - يسرد توفيق الحكيم لصديقه الأديب الفرنسي جان دورميسون حكاية طلب «هابيما» لمسرحيته، ويحرص على توضيح أن هذه المسرحية التي طلبتْها فرقة يهودية، مبنية على الإنجيل والقرآن، ثم يعلق: «إلى هذا الحد كان التعاون الثقافي والفني ممارسًا في تلك الفترة. لماذا إذن تحول كل هذا إلى عداء؟ هذه حكاية طويلة. ولكل طرف حجته، لكن في رأيي ليس هناك إلا جذر واحد لشجرة الشقاء هذه: الخوف. الخوف لدى إسرائيل أن تجد نفسها ملقاة في البحر على يد جيرانها العديدين. وخوف لدى جيرانها من أن يجدوا أنفسهم مهددين بالعسكرة الإسرائيلية. هل يمكن أن نقنع هؤلاء وهؤلاء أن خوفهم مبالغ فيه ولا أساس حقيقيًّا له؟». ويضيف: «إلقاء إسرائيل في البحر ما هي إلا فكرة مجنونة وغير مرغوبة حتى لدى الجيران الأكثر تطرفا. لا يوجد إنسان واحد في العالم أكمل لا يتمنى أن يشهد عودة اليهودي المشتت، كما لا يريد أحد أن يشهد تشتت الفلسطيني».
سؤال «لماذا تحوّل كل هذا إلى عداء؟» يتكرر في الحكاية التي يسردها الحكيم لدورميسون عن مترجم كتابه «يوميات نائب في الأرياف» إلى الإنجليزية أبا إيبان، الذي سيصبح بعد ذلك وزيرًا لخارجية إسرائيل. يقول الحكيم: «تبدأ الحكاية في ١٩٤٣ عندما كان الأستاذ أ. إيبان في الجيش البريطاني. وقد أعلمني هذا المستعرب النابغة في خطاب بأسلوب عربي رصين أنه كان بصدد ترجمة كتابي «يوميات نائب في الأرياف» إلى الإنجليزية. وقد نشر الكتاب في لندن سنة 1947، وكان خطوة البداية في تعاون ثقافي مثمر تحول في ١٩٦٧ إلى عداء مؤذ». ثم يتحسّر الحكيم: «في اللحظة الحالية وقد نفدت الطبعة الإنجليزية، تتوقف إعادة النشر لأن الأديبين المتعاونين أصبحا عدوين. إلى متى هذا العداء؟ أتمنى أن ينتهي سريعا حتى نستأنف تعايشنا السلمي كما في العهود السابقة».
لعل هذا «التعايش السلمي» الذي يحلم به الحكيم (هل أقول يتوهمه؟) هو ما حدا به لوصف معارضي التطبيع بــ«الأقزام»، ولا أدري هل قصد بهذا الوصف العربَ الذين قرروا مقاطعة مصر بعد المعاهدة؟ أم زملاءه من الكتّاب المصريين الذي ردّوا على مقالٍ له نشره في صحيفة «الأهرام» قبل هذه البرقية بنحو عام، وتحديدًا في الثالث من مارس 1978- أي قبل توقيع المعاهدة بأشهر قليلة – حمل عنوان «مصر والحياد» أكد فيه أنه «لن تعرف مصر لها راحة، ولن يتم لها استقرار، ولن يشبع فيها جائع إلا عن طريق واحد«هو الحياد».
أحد الكتّاب الكثر الذين ردوا على الحكيم معارِضين هذه الفكرة كان الأديب يوسف إدريس في مقال له بعنوان «إلى الكبير الحكيم» (نشر في «الأهرام» في 22 أبريل 1978) واصفًا دعوة حياد مصر بأنها دعوة خطيرة جدًّا تهدد مستقبل مصر كله؛ بل وغمز من قناة «الكبير الحكيم» ملمّحًا أن هذه الدعوة ليست إلا «بالونة اختبار» لشيء غامض! ولعله يلمح إلى تهمة مغازلة الحكيم لجائزة نوبل، وهي التهمة التي أطلقها إدريس تصريحًا لا تلميحًا على نجيب محفوظ بُعيد فوزه بها عام 1988، أي أنه نالها بسبب موقفه المؤيد للسلام المصري الإسرائيلي، لا لكفاءته الأدبية، وفي مقال سابق في هذه النافذة كتبتُ عن تفنيد محفوظ لتُهمة نيله الجائزة بسبب موقفه المؤيد لمعاهدة كامب ديفيد بالقول: إنه لو كان الأمر كذلك فإن أدونيس أو توفيق الحكيم يستحقانها أكثر منه، «فهما مؤيدان للسلام مع إسرائيل أكثر من تأييدي أنا له عشرات المرات» كما ورد في كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» لرجاء النقاش.
غير أن الذي أنصف محفوظ والحكيم – ومعهما حسين فوزي – من وجهة نظري هو الناقد غالي شكري. يكتب شكري في كتابه «نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل»: ((لم تكن إسرائيل، حتى عام ١٩٤٧م قد وُلِدت رسميًّا، ولم يكن ميسورًا للوعي القومي العربي أن يسود أو يحفز العقلَ القطري على التفكير في «وطن عربي» أو «أمة عربية» حتى تنبثق رؤية جديدة. وهي الرؤية التي وُلدت تدريجيًّا عند الضباط الأحرار حتى عام ١٩٥٦م حين اكتملت. وحينئذٍ لم يعُد العدوان على مصر لأنها مصر فقط، وإنما لكونها اكتشفت وعمَّقت اكتشاف هويتها العربية، فأصبحت فلسطين جزءًا من وطن أكبر يضمنا وقومية واحدة تجمعنا. هنا كان الانفصال التاريخي بين جيلين. ولكن «الصفقة» كبَتت هذا الفصام زمنًا طويلًا، لم يتغير فيه جوهر نجيب محفوظ وتكوين توفيق الحكيم وفكر حسين فوزي. وحين أقبلت شعارات السادات كانت في الحقيقة شعاراتِهم فأيدوها لأنهم صادقون مع أنفسهم غايةَ الصدق». ويخلص شكري إلى أنه بهذا المنطق المصري، وافق هؤلاء على مبادرات السادات من كامب ديفيد إلى التطبيع. أي أنهم كانوا منسجمين مع قناعاتهم ورؤاهم السياسية.