قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة "بريكس" إذا فكرت في استبدال الدولار
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
عن جديد هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول الأعضاء في مجموعة بريكس بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا فكروا في إطلاق عملة جديدة.
وقال الزعيم الجمهوري على موقع "تروث سوشيال" إنه سيطلب التزامًا من الدول "التي تبدو معادية لأمريكا" بأنها لن تُنشئ عملة جديدة لدول البريكس ولن تدعم أي عملة أخرى محل الدولار الأمريكي "العظيم"، وإلا ستواجه رسومًا جمركية بنسبة 100%.
وأضاف أنه لا توجد فرصة لأن تحل مجموعة البريكس محل الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، أو في أي مكان آخر، وأردف: "أي دولة تحاول ذلك عليها أن تقول مرحبًا بالتعريفات الجمركية ووداعًا لأمريكا!".
وفي وقت سابق، ردت روسيا على تهديدات الرئيس البالغ 78 عامًا بالقول إن العمل على النظام المالي الخاص بدول البريكس سيستمر، مشيرة إلى أن أي محاولة أمريكية لإجبار الدول على استعمال الدولار سيأتي "بنتائج عكسية".
أحد رواد مواقع التواصل يشارك منشور ترامب على "إكس" ويتساءل عما اذا كانت الهند تستطيع تحمّل تهديدات الزعيم الجمهوريRelatedترامب يهدد دول بريكس: إياكم والمساس بالدولارروسيا تتحدى ترامب.. العمل على نظام بريكس المالي مستمر رغم التهديداتقمة بريكس تؤسس لنظام مالي بديل وتوسع نطاق نفوذهاتأتي تهديدات ترامب هذه المرة بوصفه رئيسًا، وقد حقق بالفعل العديد من الوعود التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية، خاصة وأن مجموعة من الدول، كالمكسيك وكندا مثلاً، تنتظر قراره النهائي بشأن فرض 25% من الرسوم الجمركية عليها ابتداءً من 1 فبراير/شباط.
وفي الآونة الأخيرة، زادت هيمنة الدولار في الاقتصاد العالمي، بفضل قوة الاقتصاد الأمريكي وتشديد السياسة النقدية وتزايد المخاطر الجيوسياسية. حيث أظهرت دراسة أجراها مركز الجغرافيا الاقتصادية التابع للمجلس الأطلسي العام الماضي أن الدولار الأمريكي لا يزال عملة الاحتياطي الرئيسية في العالم، ولم يتمكن اليورو أو دول البريكس من تقليل الاعتماد العالمي عليه.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "غوغل" تغير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"على خريطتها امتثالًا لترامب في عهد ترامب.. وعود ببداية عصر ذهبي واستعادة قناة بنما وخليج المكسيك يتحول إلى "خليج أمريكا" "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى".. إيلون ماسك يواصل دعمه للأحزاب اليمينية المتشددة في أوروبا دولار أمريكيقمة دول البريكسدونالد ترامبالعملة الصينيةالولايات المتحدة الأمريكيةالرسوم الجمركيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حركة حماس إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب دولار أمريكي قمة دول البريكس دونالد ترامب العملة الصينية الولايات المتحدة الأمريكية الرسوم الجمركية حركة حماس إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب وسائل التواصل الاجتماعي محادثات مفاوضات سوريا بشار الأسد الذهب أسرى یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
النهضة العلمية الإيرانية… سلاح السيادة في وجه الهيمنة ومصدر هلع للعدوان الصهيوني-الأمريكي
يمانيون | تقرير
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية وانكشاف حجم تبعية الدول العربية للغرب، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كنموذج مغاير، يترجم خياراته الاستقلالية عبر مشروع علمي شامل، لا يتوقف عند حدود المختبرات، بل يتمدد ليصبح سلاحاً سيادياً يرعب العدو الصهيوني ويستفز الإدارة الأمريكية، ويُعيد تشكيل خريطة موازين القوى في المنطقة.
ليست النهضة العلمية في إيران مجرد نتاج طبيعي لمسار أكاديمي متطور، بل هي نتاج رؤية استراتيجية تبنّتها القيادة الإيرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م، حين قررت طهران أن معركة الاستقلال تبدأ من استعادة القدرة على إنتاج المعرفة، بعد قرون من الارتهان لنماذج تعليمية وعلمية غربية صُمّمت خصيصًا لتكريس التبعية وإدامة السيطرة.
نهضة علمية في وجه الهيمنة.. العلم بوصفه معركة تحرير
فمنذ اللحظة الأولى، أدركت القيادة الثورية أن بناء الجامعات والمراكز البحثية ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية في معركة مصيرها الاستقلال أو التبعية.. لذلك، تحول التعليم العالي والبحث العلمي في إيران إلى أولوية وطنية، فارتفع عدد الجامعات من أقل من 20 مؤسسة عام 1979 إلى أكثر من 2600 جامعة ومركز بحثي اليوم.
النتائج كانت استثنائية: في عام 1990، لم يكن لإيران أي حضور يُذكر في الأوساط البحثية العالمية، بإجمالي لا يتجاوز 800 ورقة علمية سنويًا، بينما تخطّى عدد منشوراتها العلمية في عام 2022 حاجز 78 ألفاً، لتقف في المرتبة 15 عالمياً، متقدمة على كثير من الدول الأوروبية التي كانت تُعد مراكز للعلم والابتكار.
هذا الصعود لم يكن موضع ترحيب في الغرب، بل قوبل بقلق متصاعد، لأنهم أدركوا أن دولة شرق أوسطية، مستقلة القرار، تُنتج المعرفة وتُعيد تصنيع أدوات القوة، تعني ببساطة تهديداً لأسس الهيمنة الغربية التي قامت على احتكار العلم وتصديره على شكل خدمات وسلع خاضعة للوصاية.
النووي الإيراني… العلم الذي لا يُغفر
أحد أبرز محاور القلق الغربي تمثل في البرنامج النووي الإيراني، الذي التزمت طهران فيه بخط سلمي واضح، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. غير أن مجرد امتلاك المعرفة النووية شكّل فوبيا مزمنة لدى العدو الصهيوني وحلفائه في الغرب، لما يمثله من كسر لاحتكار طويل الأمد في أهم تقنيات العصر.
لم يتوانَ الكيان الصهيوني، بدعم أمريكي مباشر، عن استخدام كافة وسائل التخريب لعرقلة البرنامج النووي الإيراني، بدءاً من عمليات اغتيال العلماء – كالعالم محسن فخري زاده – مروراً بهجمات سيبرانية كـ”ستاكس نت”، وانتهاءً بقصف مباشر لمنشآت مثل نطنز وفوردو.
هذه الحرب الخفية لم تكن تستهدف قنبلة نووية مفترضة، بل كانت تستهدف استقلالًا علميًا يخشون تمدده.
من الأرض إلى السماء.. الفضاء ساحة جديدة للمواجهة
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض دول المنطقة تحتفل بإطلاق أقمار صناعية بتمويل أجنبي وبأيدٍ غربية، كانت إيران تطلق “أميد” عام 2009، كأول قمر صناعي صُنع بالكامل بأيادٍ محلية، دون الاستعانة بأي طرف خارجي.
هذا الإنجاز، الذي أعقبه إطلاق العديد من الأقمار مثل “فجر”، “نور”، و”سورايا”، أثار غضب الغرب وقلق العدو الصهيوني، ليس فقط لما يحمله من تطور تقني، بل لأنه يؤكد أن إيران أصبحت تملك ناصية المعرفة، وباتت قادرة على إنتاج ما كانت تستورده لعقود.
في الحسابات الغربية، الفضاء ليس فقط مجالًا علميًا، بل ميدانًا استخباراتيًا وسياديًا. لذلك، لا يُقبل بسهولة أن تدخل دولة مثل إيران نادي الدول الفضائية دون إذن أو شراكة، بل بأسلوب سيادي خالص.
تقنيات النانو.. تفوق ناعم يُربك الصناعات الغربية
ومن الفضاء إلى عالم أدقّ، تقدّمت إيران في مجال تقنية النانو، حتى أصبحت تحتل المرتبة الرابعة عالميًا من حيث عدد الأبحاث، والأولى بين الدول الإسلامية، وتُصدر منتجات نانوية متقدمة إلى نحو 48 دولة حول العالم.
اللافت أن هذا التفوق تحقق رغم العقوبات الغربية، التي حظرت توريد المواد الأولية والأجهزة المتقدمة إلى إيران، إلا أن ذلك لم يُثنِ الباحثين الإيرانيين عن مواصلة العمل، بل حفّزهم على ابتكار أدواتهم الخاصة، وبناء منظومات إنتاج محلية، ما كشف هشاشة سياسة “الخنق العلمي” الغربية، وزيف مزاعمهم حول دعم البحث العلمي في العالم الثالث.
الطب والتقنية الحيوية.. مقاومة الحصار بالابتكار
وفي ميدان الطب والتقانة الحيوية، كان التقدم الإيراني أكثر من لافت.. ففي الوقت الذي كانت فيه الدول الخاضعة للهيمنة الغربية تستجدي الأدوية والمستلزمات الطبية، كانت إيران تطور تقنيات الطباعة الحيوية للعظام، وتحقق الاكتفاء الذاتي في أكثر من 95% من الأدوية، وتُصنّع 67% من المستلزمات الطبية.
كما أصبحت من بين الدول الخمس الأولى عالميًا في مجال الطب الإشعاعي، وتمتلك أكثر من 200 مركز علاجي متخصص.. وكل ذلك في ظل حصار كان يستهدف مباشرة تعطيل هذا القطاع، ومنع إيران من الحصول حتى على عقاقير الأمراض المزمنة.
الخلايا الجذعية.. ريادة في علم المستقبل
أحد أبرز إنجازات إيران العلمية يتمثل في مجال الخلايا الجذعية، حيث باتت بين الدول العشر الأولى عالميًا، والأولى إقليميًا.
وقد أنشأت العشرات من المراكز البحثية والشركات المعنية، لتدخل في سباق عالمي نحو تطوير علاجات جذرية لأمراض مستعصية، في وقت ما تزال فيه أغلب دول المنطقة تعتمد كليًا على الخارج.
العلم والعسكرة.. معادلة جديدة في ميزان الردع
النهضة العلمية الإيرانية لم تظل حبيسة المختبرات، بل وجدت طريقها إلى الصناعات الدفاعية، فكان أن طوّرت إيران طائرات مسيّرة تتفوق على نظيراتها الغربية، وصواريخ دقيقة قادرة على تغيير قواعد الاشتباك، وأنظمة حرب إلكترونية باتت ترعب منظومات الدفاع الصهيونية.
وفي المواجهة الحالية، أثبتت الطائرات المسيّرة الإيرانية والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، أنها ثمرة مباشرة لتلك النهضة العلمية التي لا تعترف بالحدود التي يرسمها الغرب، ولا تقف عند خط أحمر يرسمه العدو الصهيوني.
العدوان الحالي.. علمٌ يُقصف لأنّه سيادة
اليوم، بينما يشنّ الكيان الصهيوني عدوانًا شاملاً على الجمهورية الإسلامية، بدعم أمريكي معلن، تبرز الحقيقة الواضحة: هذا العدوان يستهدف رأس المشروع السيادي الإيراني، ويطمح إلى كسر إرادة الاستقلال التي تجسدت في المعادلة العلمية الإيرانية.
القصف الصهيوني لمواقع العلماء والمنشآت النووية، واغتيال الكفاءات البحثية، ليس معزولًا عن مشهد المواجهة الأشمل، بل هو تأكيد على أن الغرب، ومعه كيان الاحتلال، لا يخشون السلاح بحد ذاته، بقدر ما يخشون العقل الذي يصنع السلاح، والجامعة التي تنتج التقنية، والمختبر الذي يُبدع في ظل الحصار.
نهضة تكتب ملامح معركة الوعي والسيادة
النهضة العلمية الإيرانية ليست مجرد قصة نجاح أكاديمية، بل هي مشروع تحرر فكري وسياسي كامل، يستهدف اقتلاع جذور التبعية من العمق، ويطرح نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه دولة ذات سيادة حقيقية في الشرق الأوسط.
ولهذا، لا تُغفر لطهران هذه القفزات، ولا يُسامح علماؤها، ولا يُسمح لمختبراتها أن تعمل بسلام، لأنها تكشف زيف الصورة التي روّجها الغرب لعقود: أن المعرفة لا تُولد إلا في واشنطن وباريس وتل أبيب.
لكن إيران، في قلب الحصار والعدوان، قالت كلمتها: السيادة تبدأ من العقل، والمواجهة الحقيقية تُخاض بالعلم، ومن يمتلك أدوات الابتكار لا يمكن أن يُهزم، حتى وإن تواطأ عليه العالم.