وكيل الأزهر الأسبق: شعب مصر كله جيش مستعد للتضحية والدفاع عن وطنه
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وكيل الأزهر الأسبق، ودار موضوعها حول "الناس في مواسم الطاعة بين الواقع والمأمول".
وقال شومان: كان النبي يستقبل الأشهر الحرم استقبالا خاصا بالطاعة والعبادة، نظرا لقدسية هذه الأشهر، فيدعو بالبركة فيها فيقول: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان)، لأن هذه الأشهر المباركة هي من مواسم الخير والأجر العظيم من الحق سبحانه وتعالى على الطاعات، لهذا حثنا الحق العظيم على فعل الخير وعمل الطاعات لما في هذه الأيام من بركة في الأجر والثواب، إضافة إلى أنها مقدمة لخير الشهور وهو شهر رمضان فعلينا التهيؤ لاستقباله، كما أن هذه الشهور فرصة لمراجعة النفس والعودة إلى طريق الحق والهداية.
وبين الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنه يجب على الجميع أن يراجع نفسه في هذه الأيام، لأن هناك الكثير من السلبيات التي ملأت مجتمعاتنا، والتي لا تناسبنا كمسلمين، ولا تناسب مجتمعاتنا المسلمة، فمن غير أن تمارس بعض السلوكيات مثل الخطف والقتل والترويع الذي يمارسه أعضاء المجتمع المسلم في وضح من النهار، وهذه السلوكيات لا تعبر عن المجتمع المسلم، وإنما هي سلوكيات تعكس خطأ في تربية من قام به، لأن الأنشطة وفق الضوابط الإسلامية كفيلة أن تحول بين الفرد وبين هذه السلوكيات، وأن تظهر الصورة الحقيقة للمجتمع الإسلامي الذي لا يعرف غير التضامن والتكافل الإنساني والود والمحبة بين أعضائه، ويدور الحديث في هذا المجتمع حول الطاعات وأبواب الخير، وهي صورة حقيقية معايرة لما نراه اليوم في كثير من المجتمعات.
وأضاف وكيل الأزهر الأسبق، أن من أبشع السلبيات التي انتشرت في مجتمعاتنا ما يصدر عن بعض الأفراد من عمليات قتل بشعة وتمثيل بالجثة، وهو تصرف وحشي ترفضه الفطرة السليمة فضلا عن جرمه العظيم في جميع الأديان، لأن من قتل نفسا وأحدة كأنما قتل ذرية آدم كلها، والقرآن الكريم حدد عقوبات قتل النفس بخمس عقوبات، ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، وبينت الآية هذه العقوبات بأنها، جزاؤه جهنم، والخلود فيها، ويغضب الله عليه، ولعنة الله له، والعذاب العظيم الذي أعده الله له، ورغم أن الآية واضحة لا تقبل التأويل، لكن ما زال هناك البعض ينساق لشيطانه ولا يرتدع عن فعل هذه الجرائم البشعة بدافع التشفي والانتقام فيقوم بهذه الأفعال الوحشية، التي تعد الإفساد في الأرض ويستحق فاعلها العقوبة التي حددها الحق سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ويسعون فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذلك لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن تسرب السلبيات إلى محراب العلم يعد مؤشر خطير يجب على المجتمع بأكمله أن يتنبه له، لأنه يشكل خطورة حقيقية، أن تصدر من الطلاب في سن مبكرة سلبيات كالتنمر والعنف، وتجد من يدافع عنها أو يبررها، فهو أمر كارثي، وعلى الأسرة أن تقوم بواجبها على أكمل وجه وأن يكف بعض الآباء عن الاتكاء على المؤسسات التعليمية في تربية أبنائهم، بل أن تتكاتف الأسرة مع المؤسسات التعليمية في ضبط سلوك الطلاب وأن لا تنشغل بجمع الأموال عن متابعة أبنائها لأنهم هم الثروة الحقيقة الأولى بالرعاية والعناية، وهو ما يحتم على الأسرة أن تقف مع المؤسسات التعليمية لتخريج جيل قادر على حمل لواء الوطن لتحقيق رفعته، ولن يكون ذلك بدون وقف كل السلبيات كالعنف والتنمر ومحاولات الغش في الاختبارات، لأن من نشأ بهذه الصورة لا سبيل أمامه إلا أن يكون عضوا فاسدا يضر أول ما يضر بأسرته قبل أن يضر بمجتمعه.
وأوصي خطيب الجامع الأزهر أولياء الأمور والمعلمين في المؤسسات التعليمية، قائلا على الآباء أن لا يتهاونوا في أخطاء الأبناء والسلوكيات السلبية داخل محراب التعليم وخارجه، لأنه بذلك تكون قد وضعت قدمه على طريق الإفساد في المجتمع، وعلى المعلم أن يقوم بواجبه داخل مؤسسته، لأن هؤلاء الطلاب أمانه في يده، كما يجب عليه أن يقيم الطلاب بالتقييم المعبر عن مستواه، لأن السماح والتهاون في منظومة التقييم والاختبارات جرم في حق المجتمع، حصول الطالب على درجات لا يستحقها سواء بالغش أو التلاعب ، هي خيانة للوطن والدين، والمولى سوف يسألهم عن كل ذلك حينما يقفون بين يديه.
وفي ختام الخطبة وجه وكيل الأزهر رسالة إلى كل من يتربص بمصر، بأن جيش مصر ليس فقط الجنود المتهيئين للقتال، وإنما شعب مصر كله جيش، مستعد للتضحية والدفاع عن وطنه مهما كلفه ذلك، وعلى شعب مصر أن يظهر ذلك من خلال التفافه حول قيادته، وتماسكه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر الجيش المصري فلسطين خطبة الجمعة عباس شومان شعب مصر الوطن الأزهر الشريف الجامع الأزهر المزيد المؤسسات التعلیمیة وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
في لفتة إنسانية.. رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يزور طلاب الثانوية بمستشفى 57357
أجرى فضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، اليوم الثلاثاء، زيارة إنسانية إلى مستشفى 57357 والمعهد القومي للأورام، للاطمئنان على طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية، الذين يتلقون العلاج بهما ويواصلون أداء امتحاناتهم رغم ظروفهم الصحية الصعبة.
وخلال الزيارة، نقل فضيلته للطلاب تحيات ودعاء فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتمنياته القلبية لهم بالشفاء العاجل والتوفيق، مشيدًا بما أبدوه من عزيمة قوية وإرادة صلبة في مواجهة المرض ومواصلة تحصيلهم العلمي، مؤكدًا أن هؤلاء الطلاب يمثلون نماذج مُلهمة في الصبر والثبات، ويعكسون صورة مشرفة لأبناء الأزهر في تحديهم للظروف القاسية.
وقدّم رئيس القطاع هدايا للطالبة أمنية طه محمود والطالب هاشم نبيل هاشم عبد الصبور بمستشفى 57357، والطالبين أسامة أكرم محمد فضل وعبد الرحمن حجازي محروس بالمعهد القومي للأورام، دعمًا تشجيعًا لهم على مثابرتهم، وحافزًا لتمسّكهم بالتعليم رغم معاناتهم الصحية.
من جانبهم، أعرب الطلاب عن بالغ شكرهم وامتنانهم لفضيلة الإمام الأكبر، مؤكدين أن هذه اللفتة الكريمة منحتهم دفعة معنوية كبيرة، وأسهمت في رفع روحهم المعنوية خلال فترة الامتحانات والعلاج.
كما التقى رئيس القطاع خلال زيارته إلى المعهد القومي للأورام الدكتورة داليا قدري، مديرة المعهد، التي عبّرت عن خالص تقديرها لهذه الزيارة، مؤكدة أنها تجسّد الاهتمام الإنساني الكبير الذي يوليه الأزهر الشريف لأبنائه الطلاب في جميع المراحل، لا سيما في أحلك الظروف.
ويأتي ذلك في إطار الدعم النفسي والمعنوي الذي يقدمه الأزهر الشريف لطلابه، تأكيدًا لدوره التربوي والإنساني في رعاية أبنائه، والوقوف إلى جانبهم في مختلف التحديات.
ويبلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية هذا العام 173,808 طالبًا وطالبة، موزعين على 577 لجنة امتحانية في جميع أنحاء الجمهورية، بواقع 73,094 طالبًا في القسم العلمي، و100,714 في القسم الأدبي، بينهم 60,147 طالبًا و40,567 طالبة.