سودانايل:
2025-10-08@00:36:48 GMT

نحو رؤية وطنية سودانية (١) إين نحن الان

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

د. عمرو محمد عباس محجوب

لايمكن حل اي مشكلة مالم تعرفها بشكل دقيق. وأول ماعرفناه ان عند الانتصار يتجمع الوفود وهو ماحدث عند تكوين الحكومة حيث تجمع كل اصحاب الطموحات ومن يظهرون عند جمع الغنائم. عندما جاءت جحافل الجنجويد إلى وسط السودان وتموضعت في أماكن استراتيجية وهجومه في منتصف أبريل. كان الوطن جريحا ومثخناً بالصدمات، هنا هرب كل المنافقون والباحثون عن الكراسي ووقف مع الوطن والدولة الذين عفوا دائما عند المغانم وصار الوطن فسطاطين تمايزا تماماً.



اتفق اغلب السودانيون ان هناك عدو أساسي واحد هو الجنجويد لكن يضم في احشائه دول تسانده وتموله وتسلحه وتنعقد عليه فيها مؤتمرات التأييد. يوجد مجموعة سودانية من ضمنها احزاب ومنظمات ومجموعات وتجمعات شبابية وحركات مسلحة ومجموعات عرقية في تحالف وثيق مع الجنجويد ويتم تمويلها منه - حسب التسريبات من الجنجويد انفسهم- كما تنال هذه المجموعات المنتظمة جميعا في "تقدم" دعماً من لوبيات ومنظومات دولية واجهزة استخبارات وغيرها.

هناك مجموعة ثالثة من الحزب الشيوعي والمتأثرين حوله من شباب التغيير الجذري ضمن تحالفاتها التقليدية تقف في مكان يدين فيه الطرفين (وهنا يقترب من تقدم) ويسميه حيادا او سكوتاً او موقفاً ضد الطرفين. وبشكل عام يتفق مع الكوزوفوبيا التي بنى عليها تقدم سرديته. وهناك تبادل علاقات بين الطرفين وان كانت اغلبها لاتوضح الكثير.

اذن هناك تجادل كبير في وسط القوى المدنية، اي انها اليوم ابعد ماتكون اختلافاً من اي وقت مضى في خلال ثلاثون الإنقاذ. وعندما كتبت كتابيي الرؤية كان اغلب الشعب السوداني متفقاً حول إسقاط النظام اما ثورة او هبوطا ناعماً. وحتى سؤال أين نريد الذهاب لم يكن غائبا، فقد تم تنظيم ورشة عمل لبرنامج بديل من قوى الهبوط الناعم، وطلبت الإجماع الوطني وتجمع ألمهنيين تطوير مذكرة حراك لبرنامج إسعافي تبنته قحت لاحقاً وقدمته لحمدوك كبرنامج للانتقالية وأنكره حطب. وكانت العلاقات والاتفاقات والتحاور بين كل الأطراف سالكاً وفاعلاً. هذا الخلاف الكبير في وسط النخبة السياسية والاجتماعية سوف يطرح اسئلة اكثر وأكبر حول سؤال الرؤية الثاني.

اغلب الأحزاب التقليدية التاريخية والحديثة والمنظمات مثل الجمهوريين والعديد من نخبة ما سمي بالمجتمع المدني وأغلبها مرتبطة بالتمويل الخارجي الأمريكي غالبا والاتحاد الأوربي احياناً كلها الآن تنتظم في تقدم. وهو مفهوم في السياق السوداني من سيطرة العسكر لأغلب تاريخ السودان وإغراء استعادة الديمقراطية على يد الجنجويد كما توهموا.

اغلب السودانيون سوف يعودون لمواطنهم وهم يحملون الكثير جدا من ذكريات مريرة ضد الجنجويد ومن يؤيدونهم ولديهم حماس واستجابة فعالة للدفاع عن دولتهم ومؤسساتهم وثرواتهم ومستقبل أبنائهم. غالبية أبناء الوطن يرفضون تحالفات تقدم واليسار المنظم ويتراوح تقديرهم من سوء الاختيار إلى الخيانة. اغلب أبناء الوطن لديهم موقف موحد وصلب من موقف دولة الامارات بدعم الجنجويد وتقدم وغيرهم وايضاً من الدول المجاورة التي تساهم في اي أنواع الدعم للجنجويد او لقاءات تقدم او المنشقين منها.

رؤيوياً فان انتصارات الدولة السودانية وهزائم الجنجويد والتراجعات في الدول المجاورة عن تقديم الدعم العلني والوقح وفرحة أبناء الوطن بعودتهم إلى مدنهم وقراهم المحررة وبداية تكون مجتمعات وانتهاء تكوينات قديمة، مثل الإدارات الأهليّة التي دعمت الجنجويد وغيرها. سوف تظهر نخب جديدة وتذوب القديمة ويظهر مؤثرون اجتماعيون اكتسبوا موقعهم من حمل السلاح او المشاركة في لجان الطواريء وغيرها.

سوف يعاد نقاش الميثاق لان محتواها طوي نسبيا وظهرت حوارات و افكار جديدة ونبتات تعبر عن قوى جديدة دخلت الساحة ولها خبرات وتجارب جديدة جزء منها من الموجودين في الوطن في اللجان المختلفة وجزء منها من الشباب حاملي السلاح في الدفاع عن وطنهم وجزء اخير من خبرات الذين لجئوا إلى بلاد مختلفة وخاضوا تجارب مختلفة. سوف تنهي التحضيرات لمواصلة اعادة النظر في الميثاق الاستقطابات ومحاولات السواقة بالخلا وهندسة ممثلي التنسيقيات وفرض اجندات الذي ترك اثرأً ضاراً في مرحلة صياغة الميثاق.

سوف أتناول كيفية نبدأ في استمرار الثورة في المقال الثاني حول إلى أين نريد الذهاب.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية تصدر حكمها بحق قائد مليشيا الجنجويد

تصدر المحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، حكمها بحق علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف باسم علي كوشيب، القائد السابق في مليشيات الجنجويد السودانية، والمتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع الدموي في إقليم دارفور الذي استمر نحو 20 عاماً.

ووجهت المحكمة إلى المتهم 21 تهمة جنائية، تشمل القتل والاغتصاب والتعذيب والنهب والمعاملة الوحشية، فيما أكد المدعون العامون أن كوشيب كان قيادياً كبيراً في مليشيات الجنجويد وشارك "بحماسة" في ارتكاب هذه الجرائم.

إنكار المتهم وتاريخ الهروب
وينفي المتهم، المولود عام 1949، ارتكاب أي من الجرائم المنسوبة إليه، مصرحاً خلال جلسة استماع في كانون الأول/ديسمبر 2024: "لست علي كوشيب. ولا أعرف هذا الشخص.. ولا علاقة لي بالاتهامات المساقة ضدي".

وكان عبد الرحمن قد فر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في شباط/فبراير 2020 عقب تشكيل حكومة سودانية جديدة أعلنت التعاون مع تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية، وسلّم نفسه طوعاً لاحقاً في العام نفسه، مبرراً خطوته بالخوف على حياته من الحكومة السودانية: "كنت أعيش في الخفاء منذ شهرين خشية أن توقفني الحكومة السودانية. لو لم أقدم على ذلك لما استقبلتني المحكمة وكنت في عداد الموتى".

وأكدت المحكمة أن المتهم كان قائداً في مليشيا الجنجويد وحليف الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، الذي أطلق في عام 2003 المليشيات لقمع تمرد مجموعات غير عربية في دارفور، ما أسفر عن حوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة.


انتهاكات واسعة للمدنيين
وقال المدعون العامون: "الواقع المرير هو أن الأهداف في هذه القضية لم يكونوا المتمردين بل المدنيين. لقد استهدفوا وعانوا وقتلوا، وتعرضوا لصدمات جسدية ونفسية بأشكال مختلفة كثيرة".

وأطاحت التظاهرات الشعبية بحكم عمر البشير بعد حكم دام ثلاثة عقود، وهو ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.

منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان نزاعاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع المنبثقة عن مليشيات الجنجويد، أوقع عشرات الآلاف من القتلى، وأدى إلى نزوح الملايين داخلياً وخارجياً، مع مخاوف من أن يقود هذا النزاع إلى حالة مجاعة شديدة، وفق منظمات إنسانية.

ويأمل المدعون العامون في أن تسفر التحقيقات عن إصدار مذكرات توقيف جديدة مرتبطة بالنزاع الحالي، لمحاسبة المسؤولين عن الفظائع المستمرة بحق المدنيين في السودان.

مقالات مشابهة

  • نقاط جباية جديدة لما يعرف بـ قوات “درع الوطن” على طريق المخا-عدن في لحج
  • كتلة الميثاق تبحث مع وزيرة التخطيط توزيع المنح والمساعدات
  • الإسكان: إضافة 2141 قطعة أرض جديدة ضمن مشروع «بيت الوطن»
  • جدل حقوقي بالسودان بعد إدانة الجنائية الدولية لقائد الجنجويد
  • قل لا للعنف: التبرع بالدم رسالة حياة ومسؤولية وطنية
  • حزب الميثاق الوطني ينظم ورشة لمناقشة نظام الثانوية العامة الجديد “صور”
  • وزير الإسكان يلتقي جمعية المطورين العقاريين ويعلن عن فرص استثمارية جديدة وفق رؤية مصر 2030
  • الجنائية الدولية تصدر حكمها بحق قائد مليشيا الجنجويد
  • السيسي مهنئًا بانتصارات أكتوبر: نستعيد بفخر روح العزيمة والوحدة التي حمت الوطن
  • الشرع يعتمد أعياداً وطنية جديدة في سوريا ويلغي أخرى