جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-25@11:32:35 GMT

150 ريالًا لكل باحث عن عمل

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

150 ريالًا لكل باحث عن عمل

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

قضية الباحثين عن عمل قضية محورية، ومُعالجتها بكل الطرق والوسائل ضرورة مهمة للحفاظ على النسيج الاجتماعي والاقتصادي والأمني للبلد؛ حيث يُعاني الكثير من الشباب العُماني من صعوبة العثور على وظائف تُناسب مؤهلاتهم وطموحاتهم، وهذه المشكلة لا تؤثر فقط على الأفراد، بل تمتد آثارها إلى المجتمع ككل، مما يستدعي البحث عن حلول فعَّالة تعزز من فرص العمل وتحسن مستوى المعيشة.

وتشير التقديرات إلى ارتفاع أعداد الباحثين عن عمل في صفوف الشباب العُماني سنويًا نتيجة المخرجات الجامعية في مختلف المراحل من الدبلوم العالي إلى البكالوريوس والماجستير، ناهيكم عن خريجي الدبلوم العام الذين لم يتم قبولهم في الجامعات والكليات والمعاهد، ولم يتسن لهم القبول في البعثات الخارجية ولا غيرها. وهذه النسب المرتفعة تبعث على القلق، ومن أبرز الأسباب التي تُسهم في تفاقم هذه المشكلة، وجود العديد من الوظائف التي يشغلها وافدون، بينما يوجد شباب عُمانيون مؤهلون وقادرون على شغل هذه الوظائف، لكن لا توجد خطة واضحة ليحل العُماني مكان الوافد، ولا ريب أن استمرار هذا الوضع يُعيق تنمية قدرات الشباب ويؤدي إلى تسرب العملة الصعبة إلى خارج البلاد؛ مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.

وينبغي على الجهات المُختصة بالتشغيل، اتخاذ خطوات جدية لإحلال الوظائف التي يشغلها الوافدون بالشباب العُماني، ويتطلب ذلك توفير برامج تدريب وتأهيل تناسب احتياجات سوق العمل؛ مما يُسهِّل على العُمانيين الالتحاق بتلك الوظائف، ويُمكن أن تشمل هذه البرامج التدريب على المهارات الفنية والإدارية المطلوبة في مجالات مُعينة، إضافة إلى تقديم حوافز للشركات التي تقوم بتوظيف العُمانيين.

 ومن الضروري مراجعة قرار الحد الأدنى الحالي للأجور (325 ريالًا عُمانيًا) في القطاع الخاص، والذي لا يتناسب مع تكاليف المعيشة المتزايدة. ويجب أن يُعاد النظر في هذا القرار ليتماشى مع الاحتياجات الأساسية للأفراد والأسر. ولذلك لا بُد من رفع الحد الأدنى للأجور إلى مستوى مُقنع يُساعد في تحسين مستوى المعيشة للعُمانيين ويشجعهم على الانخراط في سوق العمل دون الشعور بالقلق من عدم كفاية الدخل.

وفي هذا السياق، أقترح تخصيص راتب شهري لكل باحث عن عمل بمبلغ لا يقل عن 150 ريالًا عُمانيًا، وأرى هذا حلًا مثاليًا ومن الحلول المبتكرة التي يُمكن أن تسهم في معالجة مشكلة الباحثين عن عمل في البلاد، وهذا النظام تم تطبيقه في العديد من الدول؛ حيث يساعد في تخفيف الضغوط المالية على الأفراد؛ مما يمكنهم من الاستمرار في البحث عن فرص عمل، دون القلق بشأن تأمين احتياجاتهم الأساسية، وسيُساعد هذا على تحفيز الباحثين عن عمل وتشجيعهم على البحث الجاد عن العمل، خاصة الأعمال الحرة؛ حيث يمكنهم من التركيز على تطوير مهاراتهم بدلًا من الانشغال بالضغوط المالية، ويُعزِّز لديهم روح المبادرة فمع وجود دعم مالي يمكن للباحثين عن عمل التفكير في بدء مشاريعهم الخاصة؛ مما يُعزز الابتكار ويخلق فرص عمل جديدة، كما يؤدي إلى تقليل الضغط الاجتماعي الناجم عن الجلوس بلا عمل، مما يُعزز الاستقرار الاجتماعي في البلاد ويقلل من التوترات المرتبطة بقضية الباحثين عن عمل.

إنَّ معالجة مشكلة الباحثين عن عمل تتطلب تعاونًا بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع ككل، من خلال تنفيذ استراتيجيات فعّالة مثل إحلال الوظائف بالعُمانيين، ورفع الحد الأدنى للأجور، وتخصيص رواتب شهرية للباحثين عن عمل، والتي يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة لشبابنا؛ مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعزز من استقرار المجتمع.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تدريب 500 باحث عن عمل في شمال الباطنة ضمن برنامج "إرادة"

 

 

صحار- خالد بن علي الخوالدي

اختتمت فعاليات البرنامج التدريبي "إرادة" في ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة، والذي هدف إلى تمكين الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها لسوق العمل، إذ أقيم البرنامج بإشراف مكتب محافظ شمال الباطنة ممثلًا بمكتب والي السويق، وبالتعاون مع المديرية العامة للعمل بمحافظة شمال الباطنة ممثلة بدائرة العمل بالسويق، وتنفيذ معهد البريمي للتدريب الإداري.

واستهدف البرنامج الذي استمر لمدة ثلاثة أسابيع أكثر من ٥٠٠ باحث وباحثة عن عمل من مختلف قرى ومناطق الولاية، وعقد في جمعية المرأة العمانية بالسويق، وسط مشاركة فاعلة وحضور لافت من المستفيدين والمهتمين بمجالات التنمية والتوظيف الذين يحملون المؤهلات العلمية المختلفة.

وتميز البرنامج بتنوع مجالاته التدريبية التي شملت إدارة الموارد البشرية، والمحاسبة، وإدارة المكاتب، والحاسب الآلي، مع التركيز على الجوانب التطبيقية والخطط الذهنية التي تسهم في صقل مهارات المشاركين وتمكينهم من التعامل بكفاءة مع متطلبات الوظائف الحديثة.

وأشار القائمون على البرنامج إلى أن "إرادة" لا يركز فقط على توفير التدريب، بل يسعى إلى غرس عقلية المبادرة وريادة الأعمال، وكسر حاجز التردد والخوف لدى الباحثين عن العمل، من خلال محتوى تدريبي عملي وتفاعلي، يُقدم بأساليب حديثة ومبتكرة على يد مدربين معتمدين وأصحاب خبرة.

وأوضح خميس بن سعيد الذيابي القائم على أعمال البرنامج بمعهد البريمي للتدريب الإداري: "فخورون بثقة الجهات الرسمية في المعهد، وسعداء بهذا الحضور الكبير من الشباب والشابات، فالبرنامج صُمم ليكون منصة انطلاق عملية وحقيقية نحو التمكين الوظيفي وريادة العمل الحر، في ظل التحديات التي يواجهها الشباب العماني اليوم، وقد سعينا منذ اليوم الأول على تحقيق رؤية علمية متكاملة للارتقاء بمستوى المتدربين، ورغم تحدي العدد الكبير فقد تم تقسيم المتدربين إلى ثلاثة أقسام رئيسية وفقًا للقدرات والتخصصات العلمية لديهم، ولله الحمد أكد البرنامج نجاحه بكل كفاءة واقتدار".

من جانبهم، عبر عدد من المشاركين عن سعادتهم بالفرصة التي أتاحها لهم البرنامج، مؤكدين استفادتهم من الورش التطبيقية والتمارين الذهنية والأساليب العملية التي تُقدم بأسلوب مبسط وقريب من الواقع الوظيفي.

يشار إلى أن البرنامج يأتي ضمن الجهود التكاملية التي تبذلها مؤسسات الدولة بالتعاون مع القطاع الخاص، لتمكين الشباب من تجاوز التحديات المهنية، وتعزيز دورهم في التنمية الوطنية بما يتواكب مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.

مقالات مشابهة

  • مدير شفاء الأورمان: المستشفيات تضم 1200 عينة نسيج من الأورام للتسهيل على الباحثين
  • وزير الإسكان العُماني: التوقيع مع طلعت مصطفى يُجسِّد رؤيتنا لتعزيز شراكات كبرى
  • الكاتب ديمتري ستريشنيف لـ«عمان»: الأدب العُماني يفاجئ القارئ الروسي .. والترجمة جسر لا غنى عنه
  • باحث سياسي: نهج إسرائيل الغاشم يدمّر غزة
  • برنامج إرادة يختتم فعالياته بمشاركة 500 باحث عن عمل بالسويق
  • تدريب 500 باحث عن عمل في شمال الباطنة ضمن برنامج "إرادة"
  • قبول عدد (400) باحث قانوني مبتدئ لشغل وظيفة محقق بعد اجتياز الدورة
  • “ساديو ماني” يقترب من مغادرة النصر
  • فنربخشة يقترب من ضم ماني
  • فريق من الباحثين في بريطانيا يتوصل إلى تقنية جديدة لتشخيص أورام الدماغ