بوابة الوفد:
2025-12-04@20:38:51 GMT

نسخة محدثة للاستعمار

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل يومين بالبيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو, تهرب الرئيس الأمريكي مرتين من الإجابة على سؤالين للصحفيين حول إمكانية تطبيق مبدأ حل الدولتين مقابل إتمام التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية التي اشترطت قيام دولة فلسطينية قبل أي تطبيع واكتفى بالقول: نريد السلام و سيتحقق مع الشركاء، وهذا معناه أن الولايات المتحدة تستبعد حل الدولتين أوبالأحرى لا توافق عليه و هو الحل السياسي الوحيد وفقا للشرعية الدولية بالعودة إلى حدود الرابع من يونيه 1967 بقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية, وبهذا المفهوم فالسلام الذي يتحدث عنه الرئيس الأمريكي و الذي يقول أنه عاد للبيت الأبيض من أجله و من أجل تصفير الحروب هو مجرد سلام على المقاس الإسرائيلي فحسب , بما يعني كلام في كلام, و ما يؤكد هذا أيضا ولا يدع مجالا للشك في أن الرئيس الأمريكي ماض قدما في مسلك هو بعيد تماما عن أي سلام حقيقي هو ما قاله أيضا في نفس المؤتمر الصحفي من أنه سيناقش مع نتنياهو سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، وهذا في خطته من أجل فكرة توسعة إسرائيل التي لا يمل الرئيس الأمريكي الحديث عنها في أي محفل, أو حتى بينه و بين نفسه, ويقول أنه كلما نظر إلى خريطة الشرق الأوسط, و وجد مساحة إسرائيل صغيره ينتابه شعور بالحزن و كان آخرها عندما قال أن مكتبه هذا هو الشرق الأوسط و إسرائيل تمثل فقط القلم من مساحة هذا المكتب في استعارة عن صغر الحجم , و ما انفك الرئيس الأمريكي يذكر العالم متفاخرا أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي جرؤ على الاعتراف بمرتفعات الجولان كأرض إسرائيلية و هي أرض عربية محتلة! ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس و اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل,هذا غير أنه صادق  بالإيماء على كلام نتنياهو الذي طوال المؤتمر يقول الأرض اليهودية، الأرض اليهودية، في إشارة إلى غزة ويقول يهودا و السمراء في الإشارة إلى الضفة الغربية والقدس بالتسمية الإسرائيلية

[وفيما يخص قطاع غزة تحدث الرئيس ترامب كما لو أنه شرطي العالم! وقال إنه لا بديل لسكان قطاع غزة عن مغادرة القطاع والاستقرار في بلدان أخرى حتى يتم بناء المساكن و إزالة آثار الدمار و وهذا لا توصيف له سوى تهجير الفلسطينيين من أرضهم أي نكبة أخرى بعد نكبة ,1948 لذلك كشف الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة ستضع يدها على قطاع غزه، وتجعلها مكان قابل للحياة و ستنفذ فيه مشروع كبير يستوعب عددا كبيرا من العمالة و ستحوّله إلى ريفيرا الشرق الأوسط، مستغلة بحر و بر غزة و السؤال: كيف ستضع   الولايات المتحدة يدها على غزة ؟ و ما معنى ذلك؟ , بالمنطق هذا لا تفسير له سوى أن الولايات المتحدة سوف تحتل غزة تحت مسمى إعادة الإعمار وهذه نسخة محدثة من الاستعمار في العصر الحديث, ومهما حاولنا تذويق الكلمات بحديث عن المستقبل العظيم والمشروعات وفرص العمل , فهذا أيضا لم يزل عن الفعل صفة الاستعمار! , ثم لمن سيتم توفير فرص العمل في إعادة الإعمار إذا كان الرئيس ترامب قد سبق بتأكيده على تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم, ومن ثم فهناك آخرون غير أصحاب الأرض سوف يعملون في غزة و كأن غزة أرض مشاع لأي طرف يضع يده عليها, أو كان الأمر سهلا و نحن في بداية الربع الثاني من القرن الحادي و العشرين أن تحتل دولة دولة أخرى, في غيبة من القانون الدولي و المجتمع الدولي و مؤسساته 

[مثلث قيام الدولة في القانون الدولي مكون من ثلاثة أضلاع هم: الشعب و الحكومة و الإقليم ثم الاعتراف الدولي,و إذا غاب ضلع سقطت الدولة و ما تحدث فيه الرئيس الأمريكي و ضيفه رئيس حكومة الاحتلال هو إخراج الشعب من أرضه بمعنى سقوط ضلع من مثلث الدولة فلا تقوم لا الآن ولا في المستقبل و هذا أيضا يؤكد على نية الرئيس الأمريكي وضيفه بقتل فكرة الدولة الفلسطينية  [الرئيس ترامب يكرر كثيرا أنه يريد السلام و ارتدى رابطة عنق سماوية اللون ليدلل على أن هذا مقصده، في حين ارتدى ضيفه رابطة عنق دموية اللون و كأنه يقول أنه على استعداد لسفك المزيد من الدماء, صحيح أن الرئيس ترامب كرر كلمة السلام في هذا المؤتمر أكثر من عشرين مرة، لكن يبقى الأمر فقط مجرد ذكر حرفي للكلمة، و كل الكلمات الأخرى التي  قالها الرئيس ترامب و ضيفه " المحتل" كانت ضد السلام ، فالحقيقة لم يكن البيت الأبيض في تلك الليلة أبيضا و لم يكن السلام حاضرا بالمرة 

.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يا خبر المؤتمر الصحفى رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو دونالد ترامب دولة فلسطينية الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الرئیس ترامب

إقرأ أيضاً:

مشروع مدينة عمرة .. من يضمن يا دولة الرئيس ؟

صراحة نيوز-  كتب ماجد القرعان

 

تابع الأردنيون بإهتمام كبير اطلاق  رئيس الحكومة قبل ايام مشروع مدينة عمرة التي خٌصص لها   نصف مليون دونم من أراضي الخزينة المحاذية للعاصمة عمان ومدينة الزرقاء ذات الكثافة السكانية الكبيرة متسائلين عن جدوى وأهمية المشروع لأحداث تنمية حقيقية يلمسها عامة المواطنيين  .

 

المشروع بحسب الحكومة يشكِّل نواة لمدينة مستقبليَّة نموذجيَّة للشَّباب والجيل القادم  تمتدّ مراحل تطويرها على مدى 25 عاماً وبشكل عابر للحكومات .

 

ومع انني من مؤيدي انشاء مدينة حضرية في منطقة القطرانة تحت أي مسمى والتي تم اقتراحها قبل نحو 15 عاما  لإنعاش محافظات الجنوب بوجه عام حيث تنتشر المناطق الأشد فقرا ومعاناة من تنامي البطالة يبقى السؤال لصاحب القرار من سيضمن تنفيذ المشروع وبان يكون عابرا للحكومات .

 

الملفت أولا بخصوص طبيعة ارض المشروع انها اراضي صحراوية قاحلة تتميز بمناخ شديد القسوة حيث الحرارة اللاهبة صيفا والبرودة القارصة شتاءا وشح حاد في الموارد المائية في دولة تعد من افقر دولالعالم في مصادر المياه وأن اقامة هذه المدينة سيزيد من تكدس السكان في محيط العاصمة والزرقاء الأكثر اكتظاظا على مستوى المملكة .

 

اسئلة كثيرة ما زالت تنتظر التوضيح ومفاصل عديدة ما زال يكتنفها الغموض لبيان مصادر التمويل والخطط الزمنية لتنفيذ المشروع ونحن نعرف قدرات الأردن  وامكانياتها وما زلنا نعاني من تعثر العديد من المشاريع المماثلة التي تحولت لـ ( خرب ) مدينة الشرق ومدينة اهل العزم  2008 وأبراج السادس مجرد أمثلة ليبقى السؤال الأهم  كيف يمكن بناء اقتصاد نابض في بيئة طبيعية تتطلب استثمارات هائلة ونحن نعرف ما في  ( القدر ) .

 

اسئلة استوقفتني لدى قراءة البيان الحكومي بخصوص تشكيل مجلس استشاري من الشَّباب المتميِّزين والمبادرين في مجالات العمارة والفنون والبيئة والطَّاقة والتَّطوير العقاري والاستدامة والنَّقل العام والتكنولوجيا وفتح باب الاكتتاب العام جزئيَّاً في مشروع مدينة عمرة بعد انتهاء المرحلة الأولى منه  لإتاحة المجال أمام المواطنين من مختلف الفئات للاستفادة من هذا الاستثمار الوطني … كيف ومتى وما الألية والأسس والمعايير والضمانات لحماية مدخرات ومساهمات المواطنيين ؟ .

 

ملاحظة اخرى بخصوص الشَّركة الأردنيَّة لتطوير المدن والمرافق الحكوميَّة التي قال البيان بأنها ستتولَّى متابعة وتسهيل مراحل إنجازها… متى تأسست وما الخبرات التي تضمها وما انجازاتها السابقة في هذا المضمار .

دولة الرئيس في الجنوب الذي يعاني سكانه من بؤر الفقر وتنامي البطالة وندرة المشاريع التنموية المستدامة كنوز ما زالت دفينة وثق ان في حسن استثمارها سننتقل  الى عالم آخر … أوليس من حقنا ان نتبغدد بما حبانا الله به من ثروات .

مقالات مشابهة

  • بتكليف من الرئيس عباس: تكريم دوشان دونجر بوسام نجمة الصداقة
  • عاصفة عالمية ضد الرئيس الأمريكي.. صحفيون ومفكرون من ٣ قارات يصدرون بيان ضده
  • ترامب يفضح أكبر خدعة في التاريخ الأمريكي
  • مشروع مدينة عمرة .. من يضمن يا دولة الرئيس ؟
  • رئيس فنزويلا للتلفزيون الرسمي: أجريت مكالمة ودية مع الرئيس الأمريكي
  • وزير الخارجية الأمريكي يبين ما كشفه التطرف الإسلامي وما الذي يريده
  • القانون الأمريكي لاستقرار ليبيا: هل يمكن لقانون خارجي أن يصنع دولة؟
  • الرئيس الأمريكي يكشف موعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • الخارجية الأمريكي: ترامب يتولى ملف الحرب في السودان شخصيا
  • ماهر فرغلي: قرار الرئيس الأمريكي ترامب بتصنيف جماعة الإخوان بالإرهابية كان متوقعا