جامعة صحار تُنظِّم مؤتمريْ الذكاء الاصطناعي والبحوث ضمن جهود تعزيز الابتكار في التخصصات النوعية
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
◄ المؤتمر منصة أكاديمية للطلاب والباحثين لعرض دراساتهم ومشاريعهم البحثية
◄ مشاركة خبراء من عُمان وعدد من الدول الأجنبية ضمن أعمال المؤتمر
صحار- الرؤية
انطلقت بجامعة صحار، أمس الأحد، فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي: المهارات الرقمية والعمل اللائق، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"- المكتب الإقليمي في الدوحة- واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، كما شهدت الجامعة انطلاق المؤتمر البحثي الثامن، وذلك تحت رعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
ويهدف المؤتمران إلى تعزيز البحث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتخصصات الأكاديمية المختلفة، ودعم بيئة الابتكار في التعليم العالي، إضافة إلى تطوير المهارات الرقمية والمهنية، وتعزيز جاهزية الكوادر الأكاديمية والمهنية لمواكبة التحولات الرقمية، وتعزيز التعاون الدولي وتوثيق الشراكات بين جامعة صحار والمنظمات العالمية، وتوفير منصة أكاديمية للطلاب والباحثين لعرض دراساتهم ومشاريعهم البحثية، والمشاركة في النقاشات العلمية المتخصصة، ودعم استراتيجيات التنمية المستدامة من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في مختلف المجالات.
وشهد المؤتمر مشاركة عدد من الخبراء كمتحدثين رئيسيين من جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، بجانب مشاركة خبراء خارجيين من أستراليا وفنلندا والصين وأمريكا ولبنان وقطر.
وفي كلمته، قال الدكتور حمدان الفزاري رئيس جامعة صحار: "هذه المؤتمرات تساهم في الحصول على المعارف التخصصية وتبادل الأفكار والآراء بين المختصين، كما أنها مجال خصب للباحثين والطلبة، للحصول على المعلومات العلمية في المجالات التي سيناقشها المؤتمر، ونحن نسعى إلى توظيف برامج وتخصصات تخدم متطلبات سوق وتكون منسجمة مع التطور التقني والتكنولوجي للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ولقد تبنت الجامعة هذه التقنيات في عروضها التعليمية وعملياتها الإدارية، وتقدم برنامجًا في الذكاء الاصطناعي على مستوى البكالوريوس، وقد طورت الجامعة روبوتات للمحادثة تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي لتوفير الدعم الأكاديمي للطلاب، كما هيأت منصات للفصول الدراسية الافتراضية للتعلم عن بُعد".
وشهد اليوم الأول كلمات لكل من الدكتور أنس بوهلال أخصائي البرنامج الإقليمي للتعليم العالي والتدريب المهني والتقني بالمكتب الإقليمي لليونسكو لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، وبدر بن سليمان الحارثي مساعد أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، إلى جانب مشاركة سبعة متحدثين رئيسيين، قدموا رؤى متعمقة حول عدد من القضايا المحورية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وافتتح الأستاذ الدكتور دراجان جاسيفيتش من جامعة موناش بأستراليا الجلسات بمناقشة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتطوره، تلاه زيان كاو رئيس مكتب اليونسكو في الصين، متحدثًا عن جاهزية معلمي التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي، كما استعرض البروفيسور عبدالناصر حسين من كرسي اليونسكو بجامعة السلطان قابوس، مستقبل المهارات وتحول الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي، بينما قدم الدكتور مصعب الراوي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية محاضرة حول الذكاء الاصطناعي الأخلاقي ودوره في دعم التعلم مدى الحياة.
وفي السياق ذاته، ناقش فيل فالتونين من فنلندا تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل المهارات وتحول الوظائف، بينما استعرض الدكتور سليم عراجي من الإسكوا أداة المنظمة لمراقبة المهارات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان، واختُتمت الجلسات بعرض قدمه البروفيسور ديل كيفر من جامعة جنوب كاليفورنيا، تناول فيه الفرص المتاحة لتنمية المهارات الرقمية في عمان.
واختُتم اليوم الأول بجلسة حوارية تفاعلية، شارك فيها جميع المتحدثين الرئيسيين، وأدارتها البروفيسور نور نها أبو منصور، عميدة كلية إدارة الأعمال بجامعة صحار.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب؟
انتشر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من فئة نماذج اللغة العميقة مثل "شات جي بي تي" وغيره بين الطلاب من مختلف الفئات العمرية والمراحل الدراسية.
وتتنوع استخدامات مثل هذه النماذج بين الاستعانة بها على شرح المواد الدراسية أو حتى تلخيصها والإجابة عن بعض الأسئلة التي يواجه الطلاب صعوبة في فهمها.
ولكن ما الأثر الذي يتركه استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة؟ وهل هو أثر إيجابي أم سلبي؟
تحاول الدراسة التي أجراها الباحثون في المعهد الأسترالي للتعلم الآلي بجامعة أديلايد وجامعة جنوب أستراليا فضلا عن مركز "داتا 61" التابع لمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا، الإجابة عن هذه الأسئلة.
معايير الدراسةاعتمدت الدراسة على منهجية جيرت بيبستا التعليمية لاختبار أثر نماذج الذكاء الاصطناعي على عملية التعليم والطلاب الذين يستخدمونها.
وتقيس هذه المنهجية 3 معايير مختلفة لقياس جودة التعليم وكفاءته وهي:
الكفاءة: يشير هذا المعيار إلى آلية اكتساب المعرفة والمهارات والقدرات. الارتباط الاجتماعي: يقيس مدى قدرة الطالب على الاندماج في المجتمعات الثقافية والاجتماعية والتعلم التعاوني. القدرات الذاتية: يقيس قدرة الطالب كشخص مستقل قادر على اتخاذ القرارات بمفرده وتحمل المسؤولية.ثم قامت الدراسة بإجراء تحليل تجميعي لأكثر من 133 دراسة مستقلة ومنفصلة، تضمنت هذه الدراسات 188 تجربة بين عام 2022 وحتى عام 2025، وشملت مراحل تعليمية مختلفة بدءا من التعليم العالي وحتى المدارس المعتادة ورياض الأطفال في بعض الدراسات.
ووقع اختيار الدراسة على نموذج "شات جي بي تي" بشكل أساسي، إذ تم استخدامه في 87% من إجمالي التجارب التي شملتها الدراسة.
أثر إيجابي على كفاءة التعليموخلصت نتائج الدراسة إلى أن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي كان لها أثر إيجابي واضح وكبير على كفاءة التعليم وجودة العملية نفسها.
إعلانويعني هذا أن الطلاب الذين اعتمدوا على نماذج الذكاء الاصطناعي أظهروا معدل تحصيل أعلى من غيرهم حال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كمدرس خاص يمكنك الحديث معه.
كما أن هذه النتائج كانت أكثر وضوحا عندما وجد الطلاب إطارا واضحا لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة وفهم المطلوب منهم.
ووجدت الدراسة أيضا أثرا إيجابيا في عملية التواصل الاجتماعي بين الطلاب المختلفين، ولكن هذا الأثر اعتمد بشكل كبير على آلية استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ شجعت الأدوات الطلاب على الجلوس معا ومناقشة الأوامر والنتائج الخاصة بها.
ولكن أثر الذكاء الاصطناعي على تنمية القدرات الذاتية كان الأقل بشكل عام، ورغم كونه أثرا إيجابيا في المجمل، فإنه كان أقل من غيره.
ويمكن فهم هذا الأمر لأن الذكاء الاصطناعي يتخذ القرارات العلمية ويتبع النُّهج المختلفة دون العودة إلى الطلاب.
هل أثر الذكاء الاصطناعي إيجابي؟لا يمكن القول بشكل قاطع إن الذكاء الاصطناعي له أثر إيجابي أو سلبي، إذ يعتمد الأمر بشكل واضح على آلية الاستخدام التي يقوم بها فرد مع الذكاء الاصطناعي.
وفي حالة هذه الدراسة، اعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي ليكون مدرسا مساعدا يوضح لهم ما لم يتمكنوا من فهمه، ولكن إن انعكس الأمر واعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لأداء المجهود بنفسه ودون محاولة فهم الدروس المطلوبة منهم يصبح هذا الأثر سلبيا بشكل كبير.
ويعزز البحث أهمية توفير الدعم الملائم وآليات التقييم المرنة، إذ إن الطلاب البارعين في استخدام التكنولوجيا يستفيدون من تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرهم دون النظر للمستوى التعليمي.