بعد غياب عامين.. محمد رمضان يعود إلى الشاشة بـمدفع رمضان
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
أعلن الفنان المصري محمد رمضان عن عودته إلى الشاشة الصغيرة في رمضان 2025 من خلال عمل جديد يحمل عنوان "مدفع رمضان"، وذلك بعد غياب دام عامين عن الدراما التلفزيونية.
وأثار الإعلان تفاعلا واسعا بين متابعيه، خاصة أنه جاء بطريقة غير تقليدية عبر مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية بشبكات التواصل الاجتماعي.
رمضان ذكر في الفيديو أنه متحمس لهذا المشروع الجديد، مشيرا إلى أنه سيكون مختلفا عن أعماله السابقة، وسيحمل مفاجآت لجمهوره، دون أن يكشف تفاصيل أكثر عن طبيعة البرنامج.
ولم يكن إعلان الفنان المصري عن آخر أعماله بعيدا عن الجدل، إذ اعتاد إثارة الاهتمام قبل أي عمل جديد. وخلال الأشهر الماضية، نشر عدة فيديوهات غامضة على حساباته الرسمية، طالب فيها جمهوره بانتظاره في رمضان، دون الإفصاح عن أي تفاصيل، مما زاد من التكهنات حول طبيعة المشروع الجديد.
كما أن قراره خوض هذه التجربة جاء بعد سلسلة من التغييرات في خططه الفنية، حيث كان قد أعلن في وقت سابق عن تقديم جزء ثانٍ من مسلسل "جعفر العمدة" في 2024، إلا أنه تراجع عن هذا القرار بالتنسيق مع مخرج العمل محمد سامي.
وبعد ذلك، نشر رمضان عبر "إنستغرام" إعلانه عن مشروع درامي جديد كان من المفترض أن يرى النور، لكنه لم يكتمل، مما جعل عودته إلى الشاشة الرمضانية موضع ترقب كبير بين جمهوره.
إعلان من البلطجة إلى البطل الشعبيوكان رمضان بدأ مسيرته الفنية عام 2005 بأدوار مساعدة في بعض المسلسلات، لكنه لفت الأنظار إلى موهبته عندما شارك في فيلم "احكي يا شهرزاد" للمخرج يسري نصر الله، حيث قدم دورا صغيرا لكنه مؤثر.
ثم توالت أعماله الدرامية، فشارك في مسلسل "دوران شبرا" للمخرج خالد الحجر، والذي كان بمثابة انطلاقة قوية له في التلفزيون.
وفي 2012، شارك رمضان في أفلام جماعية مثل "حصل خير" و"ساعة ونص"، قبل أن يصبح نجما منفردا في أفلام من إنتاج محمد السبكي، حيث قدم شخصية "البطل الشعبي"، الذي يحظى بجماهيرية واسعة بين الشباب، لكنه في الوقت نفسه يثير الجدل بسبب الشخصيات التي يجسدها.
وفي "عبده موتة" (2012)، قدم رمضان شخصية عبده، الشاب البلطجي الذي يعمل في تجارة المخدرات ويفرض الإتاوات على أهل الحي مستخدما قوته. ورغم النجاح الجماهيري الكبير، تعرض الفيلم لانتقادات شديدة بسبب الترويج للبلطجة.
ومع ذلك، استغل رمضان هذا النجاح ليقدم في العام نفسه فيلم "الألماني"، حيث جسد دور شاهين، "المسجل خطر"، الذي يحاول الوصول إلى القمة بطرق غير مشروعة.
وفي عام 2013، قدم فيلم "قلب الأسد"، حيث لعب دور شاب نشأ وسط السيرك مع الأسود والنمور، مما أضفى أبعادا إنسانية جديدة على شخصية "البطل الشعبي"، حيث بات يظهر في صورة أكثر إنسانية، بعيدا عن مجرد استعراض القوة.
انتقادات واتهامات بالترويج للبلطجةرغم أن أفلام رمضان كانت تحقق إيرادات ضخمة في شباك التذاكر، فإنها تعرضت لانتقادات حادة من النقاد والجمهور على حد سواء، حيث اتُّهم بتشويه صورة المجتمع المصري والترويج لثقافة العنف.
وهو ما دفعه إلى التنوع في أدواره لاحقا، فقدم فيلم "واحد صعيدي" (2014)، الذي اعتمد على الكوميديا، و"شد أجزاء" (2015)، حيث جسد دور ضابط شرطة يسعى لتحقيق العدالة، في محاولة منه لكسر الصورة النمطية التي ارتبطت به.
إعلانلكن رغم هذا التنوع، لم يتمكن رمضان من التفوق على بعض الأفلام المنافسة، حيث بلغت إيرادات "شد أجزاء" 22 مليون جنيه، مقارنة بأفلام أخرى في العام نفسه مثل "ولاد رزق" الذي تجاوزت إيراداته 85 مليون جنيه.
نمبر1.. في السينما أم الدراما؟في مقابل تراجع إيراداته السينمائية في بعض الأفلام، عوّض الممثل البالغ من العمر 36 عاما ذلك بتصدره للمشهد في الدراما التلفزيونية، حيث بدأ أولى بطولاته المطلقة في رمضان 2014 بمسلسل "ابن حلال"، الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته، حيث ابتعد عن شخصية البلطجي، وقدم دور شاب مكافح يسعى للعيش بشرف، لكنه يتورط في جريمة قتل بسبب ظروفه القاسية.
وفي 2016، بدأ تعاونه مع المخرج محمد سامي، وحققا معا نجاحا كبيرا في مسلسل "الأسطورة"، حيث قدم شخصيتين: رفاعي الدسوقي، تاجر السلاح سيئ السمعة، وناصر الدسوقي، الشاب الطموح الذي يحلم بأن يصبح قاضيا.
ثم واصل تصدره للمشاهدات بمسلسل "نسر الصعيد" (2018)، حيث لعب دور ضابط شرطة يواجه عدوا شرسا، ثم استمر في تقديم أعمال تجمع بين التشويق والانتقام، مثل "زلزال"، و"البرنس"، الذي جسد فيه شخصية رضوان البرنس، الشاب الذي يتعرض للخيانة من أشقائه ويقرر الانتقام منهم.
"جعفر العمدة".. عودة إلى القمةفي عام 2023، عاد النجم المصري للتعاون مع محمد سامي من خلال مسلسل "جعفر العمدة"، الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، واستطاع تصدر الترند طوال شهر رمضان، بسبب القصة المشوقة وأسلوب الإخراج الذي ركز على الإثارة والتشويق.
جسّد رمضان في المسلسل شخصية رجل ثري متزوج من 4 نساء، يواجه مؤامرات عدة في حياته، مما جذب الجمهور لمتابعة المسلسل بشغف.
ونتيجة لهذا النجاح، فكّر رمضان في تقديم جزء ثانٍ من العمل، لكنه قرر تأجيل الفكرة والبحث عن مشروع جديد مختلف.
وبعد عامين من الغياب، يتساءل الجمهور ما إذا كان "مدفع رمضان" سيمثل عودة قوية لمحمد رمضان إلى الشاشة، أم أنه مجرد تجربة جديدة قد لا تحقق النجاح المتوقع؟
إعلانالجمهور المصري اعتاد على متابعة رمضان في أعمال درامية ضخمة الإنتاج، فهل سيستطيع تحقيق نفس التأثير من خلال برنامج ترفيهي؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إلى الشاشة رمضان فی
إقرأ أيضاً:
وداعاً أيها الشاعر الذي أزعج الظالمين والقتلة والفاسدين كثيراً ..!
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
غيب الموت نهار اليوم الخميس، الشاعر البابلي الجميل موفق محمد بعد أزمة صحية لم تمهله طويلاً للأسف ..
أكتب هذا المقال وطعم الفجيعة المر يملأ فمي، وسواد الحزن يغطي كل مسامات روحي، ليس لأن بيني وبين هذا الشاعر الجميل وداً فحسب، إنما لأن القصيدة العراقية فقدت شاعراً استثنائياً لا يتكرر، وحين أقول ( شاعراً لايتكرر)، فإنا أعني وأقصد تماماً ما أقول..
فهذا الشاعر الذي يكتب بشكل ولون مميز وخاص، سواء من الناحية اللغوية، أو الفنية، أو الأسلوبية، حتى لتحار في نوعية قصيدته: أهي قصيدة عاملة وشعبية أم قصيدة فصحى؟
وفي هذا اللون لا يتشابه معه سوى الشاعر الراحل گزار حنتوش..
أما عن جرأة موفق محمد
وشجاعة قصيدته، فحدث بلا حرج، ولا تسألني عن تفرده وتميزه في قول ما يريد قوله دون خوف من أحد، أو التفكير بالنتائج، وما يترتب على ما سيقوله من نقد قاس ولاذع بحق السلطة الحاكمة، وفساد الطبقة السياسية، أو بحق من يراه سبباً في دمار العراق وإفقار شعبه الأبي.
وفي هذه الجرأة أجزم أن موفق محمد كان يغرد وحده بعيداً عن الأسراب الشعرية والفنية الأخرى.
وهنا سأعترف لموفق محمد وأقول له، كثيراً ما كنت أتساءل مع نفسي متعجباً : ألا يخاف هذا الرجل على حياته وهو يعنف الحيتان بكل هذا التعنيف، ويرزل الأقوياء بكل هذه الرزالة..
ألا يخشى ( الكاتم) مثلاً، حين يتحدى عصابات الشر كل هذا التحدي، أو حين ينتصر للفقراء والمظلومين والمحرومين والمهمشين ضد جميع مستغليهم، وهو الذي لا يملك في بيته حتى (مسدس فالصو )، فمن أين تأتيه كل هذه القوة وهذا الجبروت الشعري والعناد الطبقي، من من يأتي العزم وتأتي الخسارة لهذا الفقير، اليتيم، الأعزل واليساري الذي ليس معه غير حب الفقراء وثقته بنفسه، وإيمانه بقضيته العادلة.. وأقصد قضيته الوطنية والتقدمية ..؟
كيف يخرج هذا الشاعر عن جادة زملائه الشعراء، فيكتب كل ما يريد بلا خوف ولا حرج حتى، لاسيما في قصائده ( الخاصة حداً) ، ولماذا لا يخاف هذا المجنون على حياته وحياة عائلته، وهو يمسح كل يوم الأرض – شعراً – بالأقوياء الظالمين والقتلة والمجرمين والمستبدين، ويجلدهم بقصائده ولسانه اللاذع .. كيف يجرؤ هذا الكائن الرقيق على الوقوف عارياً إلا من ورقة توت الشعر، فيتبول على رؤوس ووجوه الفاسدين بلا استثناء، بدءاً من أبطال صفقة القرن وليس انتهاء بمن وقف خلفهم من الزعماء والقتلة العتاة دون ان يرمش له جفن، كيف.. وهو الذي لا تقف خلفه سلطة ولاحزب مسلح أو ميليشيا أو قبيلة أو حتى أصدقاء متنفذون،
كيف بربكم كيف ؟
اليس لهذا الشاعر الباسل الحق في ان يبكيه الفقراء والشعراء والمظلومون.. ؟لقد اردت الحديث فقط عن هذه الجزئية المهمة في شعره وفي شخصيته، وهي حتماً جزئية متماسكة مع جزئيات أخرى في حياته ومزاجه وثقافته وتفكيره، وإلا ما مان سيمضي في هذا الطريق الخطير والصعب كل هذه السنين الطويلة.. نعم لقد أردت الحديث اليوم عن جرأته الفذة، وعن جسارته الشعرية الاستثنائية دون غيرها، لأنها الميزة التي تستحق الحديث أكثر من غيرها.. وأظن ان الناس الذين بكوا اليوم موفق محمد حزناً على رحيله وفراقه أولاً، بكوا عليه أيضاً لأنهم أدركوا بحساسيتهم المدربة والمجربة أن لا شاعر غيره سيفعل فعله، ولا أحد غيره سيشتم علناً القتلة، أو شاعر مثله ينال من الفاسدين ويفضحهم شعراً ونثراً ونكاتاً حتى !!
لذلك وجدت إن التعريف بتاريخ ومنجز هذا الشاعر غير ضروري اليوم بقدر الضرورة التي يوفرها التذكير بجرأته وبسالته وانحيازه الصارخ للفقراء، كما اعتقد أن الرجل ليس محتاجاً للتعريف بمنجزه الإبداعي ، فمن كان مثله لايحتاج قطعاً إلى تعريف.
أخيراً أقول ومعي جميع الشعراء والفقراء والمحرومين: وداعاً موفق محمد، وداعاً أيها الشاعر الشجاع الذي سيفتقده المظلومون كثيراً، ويفرح لرحيله الظالمون كثيراً ..