مستهدفا الصين.. ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
(CNN)-- فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين، رسوما جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة دون استثناءات أو إعفاءات.
ورغم أن الولايات المتحدة تحصل على معظم وارداتها من الصلب من كندا والبرازيل والمكسيك، إلا أن الرسوم الجمركية تستهدف الصين إلى حد كبير- وإن كان ذلك بشكل غير مباشر.
وقال ترامب خلال إعلانه عن فرض الرسوم الجمركية: "هذه صفقة كبيرة - جعل أمريكا غنية مرة أخرى"، وفقا لتقرير مراسلين مرافقين له.
وتستورد أمريكا القليل جدا من الصلب مباشرة من الصين، أكبر منتج للصلب في العالم. وقد أدت التعريفات الجمركية على الصلب بنسبة 25% التي تم فرضها في إدارة ترامب الأولى واستمرت خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن إلى تحول المستوردين الأمريكيين إلى مصادر أخرى.
ومع ذلك، فإن الصلب الصيني يشق طريقه إلى الولايات المتحدة عبر أطراف أخرى. حيث يتم شراء بعضه من قبل دول أجنبية وإعادة شحنه إلى الولايات المتحدة. وبعضه يتم وضع ملصقات غير صحيحة عليه، ويُعاد بيعه عبر قنوات مختلفة.
ولم تعد الولايات المتحدة الاقتصاد الذي يركز على التصنيع كما كانت في السابق، ولكنها لا تزال تستهلك عشرات الملايين من الأطنان من الفولاذ والألمنيوم سنويا. ويمثل الصلب عنصرا أساسيا في كل شيء من السلع الاستهلاكية مثل السيارات والأجهزة إلى مشاريع البنية الأساسية الضخمة، مثل ناطحات السحاب ومنصات النفط وخطوط الأنابيب والجسور والطرق. كما يُعد الألومنيوم عنصرا أساسيا في سلع مثل علب الأغذية والمشروبات والسيارات والطائرات التجارية، فضلا عن البنية الأساسية الرئيسية مثل خطوط الكهرباء عالية الطاقة.
وقد تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة تكلفة إنتاج العديد من هذه العناصر إن لم يكن كلها بسبب ارتفاع تكلفة الصلب المستورد والمحلي - وقد يرفع مصنعو الألومنيوم أسعار منتجاتهم بسبب انخفاض المنافسة من الواردات منخفضة السعر.
وتنتج مصانع الصلب الأمريكية حوالي ثلاثة أضعاف كمية الفولاذ التي يتم استيرادها.
وحينما فرضت إدارة ترامب تعريفات رسوما بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم في عام 2018، أدى ذلك إلى تخفيض الواردات لفترة وجيزة وزاد من الإنتاج المحلي. لكن العديد من عملاء الصلب والألومنيوم المستوردين ما زالوا يرون ضرورة استيراد هذه السلع من منتجين أقل سعرا من أماكن أخرى. وأشعلت هذه الإجراءات أيضا حربا تجارية استهدفت السلع الأمريكية بتعريفات جمركية انتقامية أدت إلى زيادة أسعار سلع أخرى على المستهلكين.
وتحول بعض المشترين الذين كانوا يشترون الصلب من دول فرضت عليها رسوم جمركية، مثل الصين، إلى شركات صناعة الصلب في أسواق أخرى، مثل كندا، التي تعد الآن أكبر مصدر لواردات الصلب الأمريكية مع نسبة تصدير حوالي 23% من الصلب لأمريكا. وتراجعت الصين إلى المركز العاشر، مع أقل من 2% من صادرات الصلب لأمريكا.
وانخفضت الواردات الأمريكية من الصلب بمقدار 10.2 مليون طن، أو 27%، بين عام 2017، وهو العام الذي سبق فرض الرسوم الجمركية، وعام 2019، بحسب بيانات حكومية قدمها معهد الصلب الأمريكي، وهو مجموعة تجارية صناعية. وارتفع إنتاج الصلب المحلي، بمقدار 6.8 مليون طن فقط بما يعادل 7.5%.
وقال مسؤول في إدارة ترامب إن الرسوم الجمركية الجديدة على الصلب، على الرغم من بقائها عند 25%، فقد تم وضعها للقضاء على الثغرات والإعفاءات العديدة التي دفعت بعض المستوردين إلى التلاعب بالنظام. فعلى سبيل المثال، قال المسؤول إن بعض البلدان تستورد الصلب شبه النهائي، وتحوله إلى منتج أكثر اكتمالا نسبيا، وتشحنه إلى الولايات المتحدة لتجنب الرسوم الجمركية.
والأسبوع الماضي، فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، في إضافة إلى الرسوم الجمركية المفروضة على الصين. وردا على ذلك، سارعت الصين بفرضها رسوما جمركية على بعض الرقائق والمعادن. ومع ذلك، بدأ ترامب تخفيف بعض تلك الإجراءات، بما في ذلك إيقاف الرسوم الجمركية على السلع التي تبلغ قيمتها 800 دولار أو أقل القادمة إلى الولايات المتحدة حتى تتمكن وزارة التجارة من تطوير نظام للتتبع. كما أعلن تعليق فرض رسومه الجمركية البالغة 25% على الواردات من المكسيك وكندا حتى الأول من مارس/آذار المقبل على الأقل.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الحكومة الصينية دونالد ترامب إلى الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة من الصلب بنسبة 25
إقرأ أيضاً:
لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
بدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون الثلاثاء يومًا ثانيًا من المحادثات في العاصمة السويدية ستوكهولم لحل النزاعات الاقتصادية القائمة منذ فترة طويلة، وتهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تزايد التوتر بشأن الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اعلان
قد لا تُسفر الاجتماعات عن اختراقات كبيرة فورية، لكن الجانبين قد يتفقان على تمديد آخر لمدة 90 يومًا لهدنة الرسوم الجمركية التي تم التوصل إليها في منتصف مايو/ أيار، بحسب وكالة "رويترز". وقد يُمهد ذلك الطريق أيضًا لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام، على الرغم من أن ترامب نفى يوم الثلاثاء بذل أي جهد من جانبه للسعي إلى عقد مثل هذا الاجتماع.
اجتماعات ستوكلهم
اجتمع الوفدان لأكثر من خمس ساعات يوم الاثنين في روزنباد، مكتب رئيس الوزراء السويدي في وسط ستوكهولم. ولم يُدلِ أي من الجانبين بتصريحات بعد اليوم الأول من المحادثات.
شوهد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وهو يصل إلى روزنباد صباح الثلاثاء بعد اجتماع منفصل مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون. كما وصل نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ إلى مكان الاجتماع.
تواجه الصين مهلة نهائية في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة ترامب، بعد التوصل إلى اتفاقيات أولية في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران لإنهاء أسابيع من تصاعد التعريفات الجمركية المتبادلة وقطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة.
بدون اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابات متجددة نتيجة عودة الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما قد يرقى إلى حظر تجاري ثنائي.
اتفاقات ترامب الجمركية
تأتي محادثات ستوكهولم في أعقاب أكبر صفقة تجارية لترامب حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، والتي تضمنت فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات سلع الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، واتفاقًا مع اليابان.
أثار هذا الاتفاق بعض الارتياح لدى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أثار أيضًا شعورًا بالإحباط والغضب، حيث نددت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه "خضوع"، وحذرت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من أضرار "كبيرة".
Related ترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولمترامب يُكذّب الأنباء عن قمة مع الرئيس الصيني ويشترط دعوة رسمية لزيارة بكينترامب ولقاء شي
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الاثنين أن الولايات المتحدة علّقت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل محادثات التجارة مع بكين ودعم جهود ترامب لعقد اجتماع مع شي هذا العام.
نفى ترامب التلميحات بأنه يسعى لعقد اجتماع مع شي. وقال: "هذا غير صحيح، أنا لا أسعى لأي شيء! قد أذهب إلى الصين، ولكن ذلك سيكون فقط بناءً على دعوة من الرئيس شي، والتي تم تقديمها. وإلا، فلا فائدة!" كتب على موقع "تروث سوشيال" يوم الثلاثاء.
محادثات لخفض الرسوم
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية بين الولايات المتحدة والصين من مستوياتها، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة التي أوقفتها الصين، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركة إنفيديا (NVDA.O)، وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.
من بين القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقًا، تشكو واشنطن من أن نموذج الصين الذي تقوده الدولة ويعتمد على التصدير يُغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، بينما تقول بكين إن ضوابط تصدير الأمن القومي الأمريكية للسلع التقنية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.
وقد أشار وزير الخزانة الأمريكي بالفعل إلى تمديد الموعد النهائي، وقال إنه يريد من الصين إعادة التوازن لاقتصادها بعيدًا عن الصادرات إلى مزيد من الاستهلاك المحلي - وهو هدفٌ لصانعي السياسات الأمريكيين منذ عقود.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم وترسخ التعاون وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".
وتهدف المحادثات في ستوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوما والتي تم التوصل إليها في جنيف في مايو/ أيار، ما وضع حدا لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية.
وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.
وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في الأول من أغسطس/ آب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة