ما بين المطرقة الأمريكية والسندان الإسرائيلي.. غزة تحتضر
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
بقلم : أ.م.د. حامد العلي باحث متخصص في الشأن الإسرائيلي ..
لم تكن فكرة تهجير الفلسطينيين وليدة العهد الراهن, وإنما ولدت قبل ولادة الكيان الصهيوني, فقد كشفت وثيقة لوزارة الخارجية الأمريكية منذ العام 1943م، بأنَّ المنظمة الصهيونية في فلسطين هي دولة ذات سيادة، والتي ستعانق فلسطين، وسيتم في نهاية المطاف نقل العرب من فلسطين إلى الأردن والعراق.
وتجسيداً للدعم اللامحدود الذي أبدته ادارة الرئيس ترامب الجديدة, صرح مايك هاكابي (السفير الأمريكي الجديد لإسرائيل) بأن العام 2025م سيكون عام السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغزة, وأن تلك الأراضي سيتم الاستيلاء عليها بدعم الإدارة الأمريكية. لتعطي بذلك الضوء الأخضر لإسرائيل في الشروع بتنفيذ خطتها المتعلقة بالضم والاستيلاء.
وقد توافق المشروع الإسرائيلي مع أطماع ترامب في غزة, والتي كشف عنها خلال لقائه نتنياهو في الرابع من فبراير الجاري, واقتراحه تهجير سكانها وسيطرة أمريكية طويلة الأمد عليها تمهيداً لإعلان السيادة الإسرائيلية على كامل أرض فلسطين. ولم يكتفي بتلك التصريحات, وانما تبعها اليوم ليعلن التزامه بشراء وامتلاك غزة, واعداً بدراسة كل المقترحات المقدمة حول اختيار دول أخرى لاستقبال الفلسطينيين في حال استمرار الرفض المصري والأردني.
وهنا ربما تعود الإدارة الأمريكية الى التفكير في العراق, الذي تشير أغلب التقارير بأنَّه سيشكل هدفاً رئيساً للمخططات الصهيونية الرامية الى محاولات تهجير الفلسطينيين اليه, والتي تقتضي حسب تفكيرهم الى وجود غطاء أمني ونفوذ أمريكي مباشر، وهذا ما أوضحه كيسنجر منذ التحضير لقيادة الحملة الأمريكية على العراق في العام 2002م, بأنَّ من جملة أهداف الحرب هي استبدال نظام الحكم بنظام يسهم في توطين اللاجئين الفلسطينيين فيه، وإعادة رسم حدود الشرق الأوسط بما يحقق أمن إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية. لكن تلك الأهداف باءت بالفشل, لكون الحكومات المتعاقبة في العراق كانت أكثر تأييداً للقضية الفلسطينية وأشد صلابة في مواجهة ما تخطط له إسرائيل. وهذا ما يفسر التوجهات العدائية لإدارة ترامب ضد العراق.
الفلسطينيون مقبلون على سنين عجاف, لاسيما بعد قرار ترامب رفع الحظر عن تزويد إسرائيل بقنابل ثقيلة, والذي تزامن مع توقعاته بعدم صمود الهدنة واحتمالية تجدد المعارك بعد تحرير الرهائن, والتي إن حصلت فستكون هذه المرة بتدخل مباشر من قبل الإدارة الأمريكية, ولا يستبعد فيها استخدام سياسة الأرض المحروقة تمهيداً لفرض الهجرة الالزامية.
وبعد عجز الأمم المتحدة عن تحقيق اهدافها في حفظ السلم والأمن الدوليين, أصبح العرب أمام مفترق طرق, إما “لا شيء اسمه فلسطين” وتداعياته في رسم خارطة جديدة تشمل المنطقة بأسرها, وإما موقف عربي واسلامي موحد من خلال الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لدعم صرخة (لا) التي اطلقتها مصر, لتكون بذلك الصخرة التي تتحطم عليها آمال ترامب في تحقيق مشروعه, لاسيما وأننا مازلنا نمتلك سلاح المقاطعة الذي يبقي إسرائيل جسماً غريباً ويحول دون تنفيذ مخططاتها في المنطقة, ويقضي على احلامها في تحقيق التطبيع الذي يحتل في السياسة الإسرائيلية محل القلب من الجسد. user
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
نص اتفاق غزة الذي وقع عليه ترامب وقادة العالم في شرم الشيخ
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة الشرق الأوسط على اتفاق سلام بشأن غزة، وهو ما وصفوه باتفاق وقف إطلاق نار تاريخي، بقي سؤال جوهري مطروحًا: ماذا ينصّ الاتفاق تحديدًا ؟ .
تقدم صورة التقطها مصور في الغرفة لمحة عن هذا السؤال، حيث رفع الرئيس صفحة التوقيع أمام الصحفيين.
يتضمن النصف العلوي من الصفحة عددا من المساعي والالتزامات ونصها:
الفقرة الأولى من الصفحة الأخيرة:
"نسعى إلى التسامح والكرامة وتكافؤ الفرص لكل شخص، لضمان أن تكون هذه المنطقة مكانًا يُمكن للجميع فيه تحقيق تطلعاتهم في سلامٍ وأمنٍ وازدهارٍ اقتصادي، بغض النظر عن العرق أو المعتقد أو الأصل العرقي".
ويتضمّن النصف السفلي من الصفحة توقيعات ومناصب قادة المنطقة ووسطاء اتفاق وقف إطلاق النار من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب قادة إقليميين آخرين، اتفاق سلام غزة خلال قمة في شرم الشيخ في مصر، واصفًا إياه بأنه "توقيع بالغ الأهمية".
وشكر الرئيس الأمريكي، الذي بدا مستمتعًا بقيادة القمة، موظفيه ومساعديه على إنجاز ما اعتبره "أصعب" اتفاق يمكن إنجازه.
وقال ترامب: "كنت أعتقد أن هذا سيكون الأصعب على الأرجح، وربما كان كذلك من نواحٍ عديدة، لكن لدينا كفاءات متميزة"، مضيفا "كانت لدينا مجموعة رائعة من الكفاءات، وقد ساعدنا، على وجه الخصوص، الدول الممثلة على هذه الطاولة".
وأوضح أنه سيلقي خطابًا بعد ذلك قبل أن يجتمع على انفراد مع القادة.
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالرئيس عبد الفتاح السيسي لانخفاض معدلات الجريمة في مصر.
وقال ترامب خلال لقائه بالرئيس السيسي في شرم الشيخ: "معدلات الجريمة لديهم قليلة جدًا، كما تعلمون لأنهم لا يلعبون بالمراوغات كما نفعل في الولايات المتحدة، حيث يجهل حكام الولايات ما يفعلونه"، بحسب ما أفادت به شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.
وقال ترامب: "أعتقد أنه أمر رائع لأن الناس لا يريدون أن يُسرقوا ويُسحقوا، ولا يريدون أن يكونوا أغبياء".
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يود انضمام الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مجلس السلام لإدارة قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر لعبت دورا مهما للغاية في إنهاء الحرب بغزة.
وصرح الرئيس الأمريكي بأن المرحلة الثانية من خطته لوقف إطلاق النار، المكونة من 20 نقطة، لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس "بدأت بالفعل"، وذلك خلال لقائه بقادة العالم في مصر لمناقشة مستقبل غزة والسلام في الشرق الأوسط.