سودانايل:
2025-06-20@04:58:06 GMT

الدرديري ولعبة البرهان مع الكيزان !!

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

والله العظيم وكتابه الكريم (مُقسماً غير حانث) لم أر أو أقرأ شيئاً (أمعن في الضلال) من مقال للدكتور “الدرديري محمد أحمد" تم نشره بالأمس في صحيفة "سودانايل" الغراء؛ حيث أنه بدا وكأنه يتحدث من داخل (كهوف المايا) المهجورة التي لا يصل إليها إنس ولا جان..ولا يدخلها شعاع من نور الحقيقة..! إنما هي ترّهات وتخرّصات قد يكفيك منها أنه يقول إن كل من يتجاهل أو يعادي جماعته (جماعة الإنقاذ) سيورده الله مورد الهلاك.

.!
انه يخاطب البرهان ويقول له: انه إذا تخليت عن الكيزان سيكون مصيرك مصير
(مصارع القوم) الذين تخلّوا قبلك عن الاخونجية ..!
وهو لا يقول الإنقاذيين إنما يقول (الإسلاميين)..وهذه تسمية باطلة من أساسها.. كشفنا خطلها ولولوتها آنفاَ (بالورقة والقلم)..وقلنا إن جمهرة السودانيين الغالبة هي من (الإسلاميين غير الإنقاذيين)..فماذا يعني بالإسلاميين في السودان..؟!
هل يعني جماعته التي خرّبت الوطن وانتهكت المحارم وقطعت رءوس الأبرياء وجاءت بانقلاب البرهان الذي يسخر منه الدرديري الآن..وأشعلت هذه الحرب الفاجرة وانتهى السودان (إلى ما انتهى إليه) بسبب انقلاب جماعته وإشعال حرب جاهلية من اجل السلطة والعودة للاستبداد والغطرسة والمتاجرة بالدين وعالم الفساد و(الكهنوت والنهبوت) وسرقة الموارد..ودنيا اليخوت وأحذية الذهب والـ99 قطعة سكنية و(دلع العيال)..!
ثم يضرب الدرديري الأمثلة التي يؤكد فيها هلاك من يعادي جماعته الكيزان..! ومثاله الأول أن جعفر نميري عندما أراد أن يتخلّى عن الكيزان وقام باعتقال مستشاره الترابي جاءت القاصمة عليه بثورة ابريل التي كان سبب نجاحها مشاركة الكيزان فيها..!
ويقول في مثاله الثاني أن المخلوع البشير عندما أراد أن يتخلّى عن الكيزان ويحتفظ بمسافة واحدة من جميع الأحزاب تصاعدت الانتفاضة الشعبية ضده بسبب انضمام الكيزان إليها..!!
إذا كان الأمر كذلك لماذا هرب قادة الكيزان وكوادرهم في أيام الثورة ودخلوا بلحاهم إلى (أخمام الدجاج)..!
(لاحظ إن ثورة ديسمبر عندما اشتعلت وأسقطت سلطة الإنقاذ كان المخلوع البشير في القصر الجمهوري..وكان الدرديري وزيراً للخارجية حتى آخر يوم من سقوط نظام الكيزان)..!
وقد كان الدرديري أيضاً أميناً للعلاقات الخارجية في حزب الكيزان الأثيم المقبور..!
هل هناك من التبجّح ما هو أبعد غوراً من ذلك..؟!
يرى الدرديري أن البرهان تنكّر للكيزان..ولهذا فهو (بين الهالكين) لأن الدرديري يقول أن الشعب هم الكيزان والكيزان هم الشعب.. ويورد أسماء (6 أشخاص) ويقول إنهم ليسوا من الكيزان ولكنهم يصطفون مع الإنقاذ ومع الحرب..وهو بذلك يعطي دليلاً حسابيا قاطعاً مشفوعاً بعلم المنطق و(علم الزايرجة) على أن الشعب هم الكيزان والكيزان هم الشعب..!
بقية مقال الدرديري تهديدٌ وتلويح بمن يقف في وجه جماعته الكيزان..وهو يظن انه يخيف الناس..! بل يقول إن من أراد أن يعتبر ما قاله تهديداً ووعيداً..فليكن كذلك!
هل مثل هذه الكلام شيء جديد على الكيزان..لا والله ..إنما ما قاله الرجل هو النموذج الأكمل للضلال في أكثر صور الضلال وضوحاً وتبرّجاً أمام أضواء الحقيقة الماثلة لموقف السودانيين من الكيزان..! وهو موقف يقوم على خبرة السودانيين مع الاخونجية طوال ثلاثين عاماً من عهد الإنقاذ الأغبر، ثم خلال الخمس أعوام الماضية التي اكتملت بخراب السودان وخروج 14 مليون من أهله إلى اللجوء والنزوح وكان نصيب البقية الموت والقهر والجوع والتعذيب والتشرّد..!
هؤلاء قوة مجرمون هم وبرهانهم وجنرالاتهم ومليشياتهم..وإذا كان الدرديري وزيرا لخارجية الإنقاذ حتى اليوم الأخير لسقوطها..فضد مَن كانت الثورة..؟؟
الدرديري جعل عنوان مقاله: (البرهان: جدل الشرعية وغياب المشروع) وهو غاضب من حديث البرهان الأخير عن جماعة الكيزان؛ وهذا حديث لا جدوى منه ولا قيمة له كما لا جدوى من البرهان ولا قيمة له ولا لما يقول..إنما هي من (ألعاب الملوص) المعهودة التي يمارسها ويتبادل فيها الأدوار مع الكيزان..!
الآن يتحدث الدرديري عن (الشرعية) وعن (غياب المشروع)..! ألم يخطر بباله إلا الآن شرعية أو عدم شرعية انقلاب البرهان.. وأنه لا يمتلك مشروعاً مثل مشروع الكيزان (الحضاري)..!!
ثم يقول الدرديري أن الكيزان لا يريدون المشاركة في السلطة ولا يحرصون عليها..! ويتحدث عما يسميه (تعاطف الكيزان وتراحمهم وتوادهم و مع الشعب).. نعم ما اشد هذا التعاطف الذي يتم بالقتل والسحل والتهجير والتشريد والنهب وتوظيف بعض المشوهين لممارسة اغتصاب الرجال والنساء..ثم تجاهل قتل مئات الآلاف في دارفور واكتفاء المخلوع البشير بالاعتراف (بقتل 10 ألف فقط منهم بغير جريرة)..وطرد 300 ألف مواطن من الخدمة ومن الحياة..وتعيين الدرديري وزيراً للخارجية..!
بالله عليكم هل رأيتم ضلالاً أوخم من هذا الضلال..؟! الله لا كسّبكم .!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

العراق بين مشرط الإنقاذ وساعة الانفجار

18 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: ليث شبر

خلال جلساتنا العلمية المطولة ضمن الفريق الوطني الذي يعمل على صياغة مشروع التحول الوطني للعراق، انشغلنا طويلاً بمناقشة كتاب بنية الثورات العلمية للفيلسوف توماس كون، والذي كان موضوع نقاش خاص مع زميلي الدكتور عبد السلام المياحي، العالم العراقي البارز في مجالات إدارة التغيير ونظم الاستدامة وصاحب الابتكارات الثورية حيث كنا نستعرض آليات تطور الفكر العلمي، وانتقال الأنظمة الفكرية والسياسية من مرحلة “العلم العادي” إلى “الثورة الفكرية”، وما يصاحبها من أزمات متراكمة قبل لحظة التحول الجذري.

في هذه الأجواء العلمية جاءت الإشارة الدقيقة لوصف ما يمر به العراق في هذه المرحلة الحساسة:

“نحن نعيش مرحلة التعفن السياسي.”

لم تكن الكلمة مجازاً أدبياً، بل كانت تشخيصاً حقيقياً يستند إلى قراءة فلسفية وعلمية لمسار الدولة العراقية منذ 2003 حتى اليوم.
إن العراق اليوم لا يمر بأزمة عابرة، بل وصل إلى مرحلة تحلل تدريجي في بنيته السياسية والاجتماعية والمؤسساتية، حيث تتراكم الأزمات دون قدرة على المعالجة الذاتية، ويقترب النظام من نقطة الانفجار إن لم يُبادر إلى عملية إنقاذ جذرية منظمة.

أولاً: التحديات المتراكمة منذ 2003 حتى 2025

منذ لحظة سقوط النظام السابق عام 2003، دخل العراق مرحلة انتقالية معقدة ظن البعض أنها ستكون مرحلة بناء دولة ديمقراطية حديثة، لكنها تحولت بفعل تراكمات عديدة إلى نظام مأزوم بنيوياً، من أبرز معالم أزمته:

تفكيك مؤسسات الدولة المركزية دون إعادة بنائها على أسس وطنية.

تكريس نظام المحاصصة الطائفية والقومية في توزيع السلطة والثروة.

إخضاع القرار السياسي العراقي لصراعات المحاور الإقليمية والدولية.

تفشي ظاهرة الفساد كمنظومة إدارية معقدة تخترق جميع مستويات السلطة.

تزايد الاعتماد المفرط على الريع النفطي دون بناء اقتصاد إنتاجي مستدام.

انقسام القوى الأمنية بين مؤسسات رسمية وفصائل مسلحة خارج سيطرة الدولة.

انهيار المنظومات الخدمية الأساسية في الصحة والتعليم والكهرباء والبنى التحتية.

هذه التحديات، التي بدأت كاختلالات قابلة للإصلاح، تحولت مع مرور الزمن إلى أعراض مرضية مزمنة تدفع النظام إلى حالة شلل تدريجي.

ثانياً: مظاهر التعفن السياسي العميق

لم يعد العراق يعاني من أزمة سياسية فحسب، بل من حالة تعفن شاملة مست كل مفاصل الدولة والمجتمع، يمكن رصدها في كل المجالات والمحاور وهذه بعضها:

1️⃣ تعفن المؤسساتية:

غياب الدولة المؤسسية الفاعلة وتحول الوزارات والهيئات إلى كيانات مشلولة تديرها التوازنات الحزبية والطائفية.

ضعف الأداء الإداري وغياب معايير الكفاءة في التعيينات العليا.

انهيار منظومات التخطيط الاستراتيجي واستبدالها بإدارة يومية للأزمات المؤقتة.

2️⃣ تعفن القيم الأخلاقية:

ضعف الالتزام بالقيم الوطنية والمهنية في العمل العام.

شيوع ثقافة الولاء الشخصي والجهوي فوق مبادئ الصالح العام.

تطبيع الفساد واعتباره وسيلة طبيعية للترقي والنجاح داخل النظام السياسي والاقتصادي.

3️⃣ تعفن العدالة الاجتماعية:

اتساع الفجوة الطبقية بين قلة حاكمة متخمة بالثروات وأغلبية فقيرة تعاني البطالة والتهميش.

غياب تكافؤ الفرص في التعيين والترقي والتعليم.

تآكل قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية بعدالة وكرامة.

4️⃣ تعفن الفكر والوعي السياسي:

انعدام المشروع الوطني الجامع كمرجعية فكرية للدولة والمجتمع.

اختزال العمل السياسي إلى صراع نفوذ بين كتل مغلقة بلا رؤى وطنية.

تسطيح النقاش العام وتدمير المنظومة الثقافية والإعلامية لحساب خطاب التخندق والانقسام.

ثالثاً: مؤشرات اقتراب الانفجار

تحت هذا المشهد المعقد يواصل التعفن السياسي دفع العراق نحو حافة الانفجار التاريخي، مع تصاعد:

غضب الأجيال الشبابية التي فقدت الإيمان بجدوى النظام السياسي القائم.

تصاعد البطالة بشكل غير مسبوق، خاصة بين خريجي الجامعات.

تعطل مؤسسات القضاء والرقابة وتآكل نزاهتها تحت ضغوط الولاءات السياسية.

صراع مستمر على النفوذ بين المكونات المسلحة داخل الدولة وخارجها.

انهيار ثقة المجتمع كلياً بكل أدوات الحكم القائمة.

رابعاً: الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق

رغم عمق الأزمة، لا يزال أمام العراق فرصة ضيقة للتصحيح قبل الانهيار الكامل.
هذه الفرصة لا تتحقق إلا عبر ثورة فكرية وعملية منظمة قادرة على:

إعادة تأسيس الدولة وفق مفهوم المواطنة الشاملة فوق كل الهويات الفرعية.

تقويض منظومة المحاصصة بكل أبعادها وتفكيك شبكات الفساد البنيوي.

بناء اقتصاد إنتاجي حقيقي يوفر فرص العمل والثروة المستدامة.

دمج القوى المسلحة ضمن مؤسسات الدولة تحت سلطة القانون.

تحرير القرار العراقي من تدخلات الخارج ليعود سيداً على أرضه.

صناعة قيادة وطنية علمية تحمل مشروع التحول الجذري بعيداً عن الحسابات الحزبية الضيقة.

خامساً: بين مشرط الجراحة وساعة الانفجار

إن كل تأخير في إطلاق مشروع الإنقاذ الجذري سيقرب العراق أكثر من لحظة الانفجار الكارثي.
وكما في الجسد المتعفن، فإن الجراحة المبكرة المؤلمة أكثر رحمة وأملاً من الانهيار الكامل الذي لا رجعة فيه.

إن التاريخ لا ينتظر طويلاً، وهو الآن يضع العراق أمام لحظة مصيرية:
إما مشروع وطني شجاع يعيد بناء الدولة من الجذور،
وإما انفجار مدمر سيدخل العراق في دورة فوضى مفتوحة على المجهول لعقود قادمة.

الفرص التاريخية لا تمنح مرتين… والعراق 2025 يواجه لحظة الحقيقة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حلمي النمنم: المشير طنطاوي سلّم الإخوان للشعب.. ولم ينحاز لأي طرف خلال الانتخابات التي أعقبت الثورة
  • كامل إدريس بين سطوة المليشيات وفوضى الكيزان «2»
  • حكومة الانقلاب الوهمية على خط إعلام الكيزان!!
  • ماذا كان يقول الرسول عند المساء؟.. أدعية مستجابة | رددها الآن
  • الحوثيون : مستعدون للقتال إلى جانب إيران 
  • الأهلي ضد بالميراس.. ماذا يقول التاريخ قبل الصدام المرتقب؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف مواقع عسكرية في طهران
  • أبو أسعيدة: البرهان يحاول إشعال الحدود الليبية للهروب من أزمته الداخلية
  • العراق بين مشرط الإنقاذ وساعة الانفجار
  • الحوثيون يتوعدون: سنقاتل مع إيران كما قاتلنا مع غزة