شدد مفتي الديار الهندية، الشيخ أبو بكر أحمد، أن غزة ليست أرضًا وعقارات يمكن شراؤها بثمن، لكنها وطن متجذر في تاريخ الشعب الفلسطيني وهويته، ولا يمكن السماح بتحويلها إلى سلعة في سوق الصفقات السياسية.

وأوضح مفتي الهند وفق بيان تلقت «الأسبوع» نسخة منه، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير أهالي غزة تمثل اعتداءً صارخًا على الحقوق الأساسية لشعب بأكمله، وخرقًا واضحًا للمواثيق الدولية التي تضمن حق الشعوب في البقاء على أراضيها.

وحذّر مفتي الهند من أن استمرار الانتهاكات بحق الفلسطينيين لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات في المنطقة، مشيرًا إلى أن أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة ستُقابل بمقاومة شعبية متصاعدة، وستدفع المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار.

وقال إن القضية الفلسطينية ليست قضية يمكن أن تموت بمرور الزمن، فهي مرتبطة بوجدان أمة بأكملها، وأي محاولة لتجاهل هذا الواقع مصيرها الفشل، وأن الحل الوحيد العادل والمستدام يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وفقًا لقرارات القوانين الدولية.

كما نبّه مفتي الهند إلى أن الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف يجب أن تتواصل بلا هوادة، لأن الحقوق لا تُمنح بالمجاملات السياسية، بل تُنتزع بالإرادة والتمسك بالثوابت. وعن مخطط التوطين، أكد أن هذا المخطط ليس مجرد انتهاك قانوني، بل هو جريمة ضد الإنسانية، تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني في أرضه. ولذا يجب على الدول، بما في ذلك الهند، أن تتخذ موقفًا حاسمًا لدعم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، فلا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل متفرجًا على هذه الكارثة الإنسانية، بينما يُقتلع شعب من وطنه بالقوة.

وشدد مفتي الديار الهندية على أن الدعوات التي تروّج لترحيل الفلسطينيين قسرًا ومنعهم من العودة إلى أراضيهم الأصلية تشكل سابقة خطيرة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، وأنه عندما يتجرأ رئيس دولة على التصريح علنًا بنيته طرد شعب بأكمله وحرمانه من أرضه، فإن الصمت العالمي ليس مجرد تقصير، بل هو تواطؤ مع هذا الظلم الفادح.

وأشار إلى أن السياسات التي تسعى إلى إعادة رسم الخارطة الديمغرافية لفلسطين بوسائل قسرية تعيد إلى الأذهان وقائع التهجير القسري الذي شهدته مناطق أخرى في العالم، والتي أدت إلى نتائج كارثية على المستوى الإنساني والسياسي.

وقال إن التاريخ يعطينا دروسًا واضحة بأن محاولات اقتلاع الشعوب من أراضيها بالقوة لم تنجح يومًا في القضاء على هوياتهم الوطنية، بل زادتهم تمسكًا بأرضهم وإصرارًا على استعادة حقوقهم.

ودعا إلى اتخاذ موقف قوي وحاسم ضد هذه السياسات، انطلاقًا من مواقف الهند التاريخية في دعم القضايا العادلة حول العالم، داعيًا الهند، بصفتها دولة ديمقراطية كبرى وذات ثقل دولي، إلى أن تعلن رفضها القاطع لهذه الخطط غير الأخلاقية، وأن تعمل على مساندة الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه المشروعة.

ناشد مفتي الهند جميع الدول التي تسعى إلى تحقيق السلام العالمي أن تبذل جهودًا ملموسة وفعالة لإعادة الحقوق إلى أصحابها، وقال المفتي إن العدالة ليست مجرد شعارات تُرفع في المؤتمرات، بل هي أفعال يجب أن تُتخذ على أرض الواقع.

وشدد على أن إنهاء الاحتلال وإعادة الأراضي الفلسطينية إلى أهلها ليس مجرد قضية فلسطينية، بل هو مسؤولية إنسانية تقع على عاتق كل من يؤمن بالعدل والحق.

اقرأ أيضاًأهالى رأس الحكمة يجهزون 40 سيارة مواد غذائية مساهمة لأهالي غزة

مصدر مطّلع: انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة سيؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة

محافظ الإسماعيلية يتابع ميدانيًّا تجهيز القافلة الإغاثية لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الأراضي الفلسطينية الشعب الفلسطيني غزة مفتي الديار الهندية تاريخ الشعب الفلسطيني مخطط التوطين مفتی الهند إلى أن

إقرأ أيضاً:

بداية أمل وتجديد عهد

مع إشراقة هلال شهر الله المحرّم، نستقبل عامًا هجريًا جديدًا، يحمل في طيّاته عبق الهجرة النبوية الشريفة، التي لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل تحوّل تاريخي رسم ملامح مرحلة جديدة من البناء والتمكين.

في كل مطلع عام هجري، تلوح أمامنا معاني الإيمان والعزيمة التي تجسدت في هجرة المصطفى ﷺ، فنستحضر منها دروسًا خالدة: أن التخطيط لا يناقض التوكل، وأن الثبات على القيم هو مفتاح الانتصار.

الهجرة لم تكن هروبًا، بل كانت قرارًا شجاعًا، فيه من البصيرة ما يجعلنا اليوم نتوقف ونسأل أنفسنا: ما الذي نحتاج أن نُهاجر منه وإليه؟
هل آن لنا أن نُغادر مواطن التردد، ونرتحل بثقة نحو أهدافنا؟ أن نُهاجر من دائرة التسويف إلى ميادين العمل، ومن قيد العادات السلبية إلى رحابة التغيير والإنتاجية؟ إننا في زمن لا ينتظر المتقاعسين، ولا يُنصف المترددين.

إن العام الهجري الجديد ليس مجرد تقويم، بل فرصة حقيقية لمراجعة الذات، وتجديد النوايا، واستنهاض الهمم. عام نملؤه بالعمل والإنجاز، لا بالأمنيات المؤجلة. عام نرتقي فيه بأفكارنا، ونسمو بأفعالنا، ونُسهم فيه بصدق في رفعة أوطاننا ونهضة أمتنا.

نسأل الله أن يكون هذا العام عام خير وبركة، وأمن واستقرار، على وطننا الغالي، وقيادتنا الحكيمة، وأمتنا الإسلامية جمعاء .

مقالات مشابهة

  • إلغاء رحلات من والى مطار رفيق الحريري الدولي.. والموضوع مجرد إعادة جدولة
  • اتهامات أممية لإسرائيل بتسريع وتيرة التهجير القسري للفلسطينيين
  • بداية أمل وتجديد عهد
  • نائب:فساد كبير في عقارات الدولة
  • مفتي الهند يدعو في مؤتمر السلام إلى إنهاء الحروب والعدوان في غزة
  • فرقعة وإخلاء عقارات.. تفاصيل مرعبة في حريق مخزن الدهانات بالبراجيل |صور
  • تقرير صحفي يكشف تصاعد ظاهرة شراء الإسرائيليين عقارات في قبرص
  • أمين الإفتاء: وعاشروهن بالمعروف ليست مجرد وصية بل أمر رباني
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • 17 صورة.. إخلاء عقارات الخطورة الداهمة في السيدة زينب